: لمحة تاريخية عن تنظيم المعاملات التجارية في القديم -١
لقد عرف العرب قبل الإسلام المكاييل لتنظيم المعاملات التجارية في شبة
٠ الجزيرة العربية وخارجها
وقد أشار القرآن الكريم في كثير من آياته إلى أنواع كثيرة من هذه
ونلاحظ أن كتب التسير لم توضح أي نوع من المكاييل تفيدء هذه
الآية ٠
والسقاية هي اتا رن قوا ني الصا يقال زتعلي قَلْواً
قالوا في تفسير صاع فرعون ؛ وهو الإناء الذي يشرب فيه الملك ٠ وفي
قول ابن جبير هو المكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه ؛ وهو إناء مستطيل
يشبه المكوك كان يشرب به الملك وهو السقاية وقيل إنه مصنوع
© ليام يم © يم يم الس إرب لين » "0
- قال ابن كثير في تفسيره :(0)
المراد بالتطفيف ههنا: البخس في المكيال والميزان إما بالازدياد إن
اقتضى من الناس وإما بالنقصان إن قضاهم ولهذا فسر تعالى المطففين
الذين وعدهم بالخسار والهلاك وهو الويل بقوله تعالى ( ا إِذَا اد
ذا كَالُوهُمْ أو وَُنُوهُم يُخِْرُونَ ) أي ينقصون والأحسن أن يجمل
كالوا ووزنوا متعديا ويكون هم في محل نصب ومنهم من يجعلها ضميرا
يوسقف :19+
لسان العرب + لابن منظور ؛ مادة ' صواع " وانظر : ( الباب الثاني٠ الفصل +
الثالث : الصاع ) +
(©) : سورة المطففين ٠١ - 8 +
( + ): تفسير ابن كثير ( 484/4 +
مؤكدا للمستتر في قوله كالوا ووزنوا ويحذف المفعول لدلالة الكلام عليه
وكلاهما متقارب ٠
وقد ل لل تالى بالوفاء في الكيل والميزان فقال تعالى ( وأوقوا
وقال تعالى وَأَقِيمُوا الوزن انط ونا توا الْميزان ْ"
وأهلك الله قوم شعيب ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في
من يعلم السرائر والضمائر في يوم عظيم الهول كثير الفزع جليل الخطب
من خسر فيه أدخل ناراً حامية وقوله تعالى يوم يَكُومٌ اناس رب
الْعَلَمِين أي يوم يقومون حفاة عراة غرلاً في موقف صعب حرج ضيق
ضنك على المجرم ويغشاهم من أمر الله تعالى ما تعجز القوى والحواس
قال الإمام مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي ك8 قال : (( يوم
يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه))
رواه البخاري! '' من حديث مالك وعبد الله بن عون كلاهما عن نافع به»
ورواه مسلم ١ من الطريقين أيضا كذلك رواه أيوب بن يحيى + وصالح
بن كيسان ؛ وعبد الله وعبيد الله ابنا عمر ؛ ومحمد بن إسحاق ؛ عن نافع
+ 167 : سورة الأنعام : )1(
(7): سورة ارصع 6 6
( 4 ) : فى صحيحة رقم ( 494 و 1681) +
(): في صحيحة رقم ( 1437 ) +
عن عمر به؛ ولفظ الإمام أحمد أ ''حدثنا يزيد أخبرنا ابن إسحاق عن نافع
عن ابن عمر سمعت رسول الله #5 يقول : (( يوم يقوم الناس لرب
العالمين لعظمة الرحمن عزوجل يوم القيامة حتى إن العرق ليلجم الرجال
إلى أنصاف آذانهم )"٠١))
- قال القرطبي في تفسيره :(")
قوله تعالى ( الّْذِينَ إذَا اتنا عَلَى اناس يَنْتَوُْونَ ) قال الفراء :
وقال الزجاج : أي إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل والمعنى
يرضون للناس ما يرضون لأنفسهم ؛ قال الطبري في معنى الآية مسالتان
الأولى : قوله تعالى ( وَإِذَا كَلُوَهُمْ أو وْرَنُوهُمْ » أي كالوا لهم أو
وزنوا لهم فحذفت اللام فتعدى الفعل فنصب + ومثله نصحتك ونصحت لك
قال الفراء : وسمعت أعرابية تقول إذا صدر الناس أتينا التاجر فيكيلنا
المد والمدين إلى الموسم المقبل وهو من كلام أهل الحجاز ومن جاورهم من
قال ؛ ومن الناس من يجعلها توكيداً و يجيز الوقف على كالوا و وزنوا
والأول الاختيار لأنها حرف واحد وهو قول الكسائي +
قال : وأحسب قراءة حمزة كذلك أيضا قال أبو عبيد والاختيار أن
يكونا كلمة واحدة من جهتين إحداهما الخط وذلك أنهم كتبوهما بغير ألف ولو
وزنتك بمعنى كلت لك و وزنت لك وهو كلام عربي كما يقال صدتك
يخسرون أي ينقصون + والعرب تقول أخسرت الميزان وخسرته وهم في
موضع نصب على قراءة العامة راجع إلى الناس ؛ تقديره : وإذا كالوا اناس
فحذف الجار وأوصل الفعل +
وقال تعالى ف وَأَونُوا الْكيْلَ إذا كا
قال ابن كثير "٠:
وهو الميزان قال مجاهد هما العدل بالرومية وقوله ( الْمُسْتَقِيم » أي الذي لا
اعوجاج فيه ولا انحراف ولا اضطراب ٠
- وقال الشوكاني في * فتح القدير "٠: )
للناس ( ونوا بالقْطاس > قال الزجاج : هو ميزان العدل أي
(1) : سودة الإغراء تمع
١ ( ) : تفسير ابن كثير : ( 45/7 ) +
( 7 ): فتع القدير : ( ؟/113) +
ميزان كان من موازين الدراهم وغيرها وفيه لغتان ضم القاف وكسرها
وقيل هو القبان المسمى بالقرسطون ؛ وقيل : هو العدل نفسه وهي لغة
الروم وقيل لغة : سريانية وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر
وعاصم في رواية أبي بكر القسطاس بضم القاف وقرأ حمزة والكسائي
وحفص عن عاصم بكسر القاف والإشارة بقوله ف ذلك ) إلى إيفاء الكيل
والوزن وهو مبتدأ و خبرهؤ( ) أي خير لكم ٠
ن جرير الطبري في تفسيره! ”
القسْطَاس يقول : وزنوا بالميزان المستقيم الذي لا بغس
ولا تكثروا في الأرض الفساد +
- قال ابن كثير في تفسير
© أي إذا دفعتم للناس فكملوا
+ 148-141 : سورة الشعراء : )١(
+) ٠١7/14 ( : (؟) : تفسير الطبري
+ ؛ تفسير ابن كثير ( ؟*/743) )©(
والقسطاس هو الميزان وقيل هو القبان قال بعضهم هو معرب من الرومية
قال مجاهد القسطاس المستقيم هو العدل بالرومية وقال قتادة القسطاس
تَحْوا في الرْض مُنْسدِينَ ) يعني قطع الطريق كما قال في الآية الأخرى (
- قال ابن كثير في تفسيره "٠١
وهكذا قال ههنا ( أن تَْفَرَا في الميزان 4 أي خلق السماوات
والأرض بالحق والعدل لتكون الأشياء كلها بالحق والعدل ولهذا قال تعالى
زنوا بالحق والقسط كما قال تعالى ( وَزِنُوا بالْقنطاس الْمُتَقِيمِ +
- قال الشوكاني في " فتح القدير 9١ ):
ثم أمر سبحانه بإقامة العدل بعد إخباره للعباد بأنه وضعه لهم فقال :
أقيموا لسان الميزان بالعدل ؛ وقيل : المعنى أنه وضع الميزان في الآخرة
لوزن الأعمال وأن في قوله ( أن تَطْوَا » مصدرية أي لثلا تطفوا ولا
معنى القول والطغيان مجاوزة الحد فمن قال الميزان العدل قال طغيانه
الجور ومن قال الميزان الآلة التي يوزن بها قال طغيانه البخس ونا
4: سورة ليحن : )١(
(؟ ) : تفسير ابن كثير (191/4 )+
(4): فتع القدير ( 133/5 ) +
تُحْسِرُوا الميزان أي : لا تتقصوه ؛ أمر سبحانه أولا بالتسوية ثم نهى عن
الطغيان الذي هو المجاوزة للحد بالزيادة ثم نهى عن الخسران الذي هو
النقص والبخس ؛ قرأ الجمهور تخسروا بضم التاء وكسر السين من أخسر
وقرأ بلال بن أبي برزة وأبان بن عثمان وزيد بن علي بفتح التاء والسين
-- قال ابن كثير في تفصيرة("):
في الأخذ والإعطاء كما توعد على تركه في قوله تعالى ( وَل ب
لَْلَمِينَ ) وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا يبخسون المكيال والميزان وفي
كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي "٠١
من حديث الحسين بن قيس أبي علي الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس ##
قال : قال رسول الله كَل (( لأصحاب الكيل والميزان إنكم وليتم أمرا هلكت
فيه الأمم السالفة قبلكم )) ثم قال لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسين-
بن قيس - وهو ضعيف في الحديث +
وقد روي بإسناد صحيح! *' عن ابن عباس موقوفاً +
قلت وقد رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث شريك عن الأعمش عن
سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس قال : قال رسول الله كَل (( إنكم معشر
+ 187 : :سود الأنعام )١(
+ (؟ ): تفسير ابن كثير : (؟/90)
(© ) : في السنن رقم ( 17؟1) +
١ ( ) : أخرجه البيهقي في ' الشعب ' رقم ( 2147 ) +