جانب من جوانب خدمة أسلافه لفن من فنون الإسلام» ليكون عمله مفتاحاً يدخل به
طالب المعرفة على تراث هذه الأمة.
وما يزال أهل المشرق العربي في بُعْد عن علوم أهل الهند وما والاها من دولة
وكذلك هُم في بُعْد عن معارف أهل المغرب عامة: مراكش؛ وتونس
والجزائر. . . وسائر أفريقية» وعن تلك الرقعة العظيمة: الأندلس (فردوس الدنيا).
وأئمة» حفظوا العِلّْم وحرسوا الدّين؛ وخدموا العلوم التي تخدم الإسلام
والمسلمين. ومع ذلك فقد غاب عن كثير منا ضرورة أن نكون خَلَفاً وأبناء برَرّة؛
نتعرف عليهم وعلى ترائهم! .
ومنذ حين أتطلع - وأنا من أبناء الشرق العربي - إلى عمل إحصائي لتراث
علماء الإسلام وأثمته في المغرب العربي خاصة.؛ أو المغرب الإسلامي عامة؛ أتعرف
المغربي الكبير عبد العزيزبن عبدالله؛ فشررت؛ إذ فيها بعض القصدء ولم تكن
ثم تُدر لي لقاء الأخ الكريم الشاب النابه؛ والباحث الناهض» الأستاذ السيد
محمد نجل العالم الفاضل المُربّي الشيخ عبدالله الليدِي؛ أحد علماء طنجة؛ فقدَّم
وقد وَسّع - فاحسن دائرة المغاربة؛ فجعلها تشمل المغرب الإسلامي كُله:
«أهل الأندلس؛ والمغرب الأقصىء وشنقيط» فهم وحدة في الجغرافياء والحضارة؛
والتاريخ المشترك».
نبس»؛ وغيرهما من كتب الأندلسيين» و «الإعلام بمن حل بمراكش
وأغمات من الأعلاياء و «الذيل والتكملة» لابن عبد الملك» و «سوس العالمة»
و ابلاد شنقيط»» وغيرها كثير.
وكنت في حيرة من اسم كتاب الإمام ابن عبد البَرّ الذي نشرته إدارة الطباعة
المنيرية سنة 1747 باسم «الإنصاف فيما بين العلماء من الاختلاف»؛ إذ ليس فيه
من مسائل الاختلاف إلا أمر البسملة هل هي آية أول الفاتحة» ويُينئ على ذلك: هل
«التمهيد» 1170/7 «الإنصاف ف بين علماء المسلمين في قراءة بسم الله الرحمْن
الرحيم في فاتحة الكتاب من الاختلاف».
المغرب وغيرهاء إن تيسر له ذلك.
وقد يضبط بالقلم كثيراً من الأسماء والأنساب» وهذا مفيد لمن لم يُكثر
الاشتغال بتراجم أهل تلك الديار.
وقد استوعب الأخ ذكر 1717 كتاباًء لجمهرة كبيرة من علماء المغرب
الإسلامي» وفيهم عدد غير مشهور لدى علماء المشرق» ولهم من النتاج العلمي ما
يُغْلي شأنهم - رحمهم الله تعالى .
ويدرك القارىء الكريم له من خلال النظر في مصادره: الجهدّ المبذول في
استخراج أسماء هذا التراث» فهو لم يؤخذ من فهارس المكتبات المطبوعة
والمخطوطة؛ إنما أخذ بعضه منهاء وأكثره من كتب التراجم» ومن الأثبات
المعاني في الشكل واللسان» لابن القصير القّرناطيَ المتوقّئ اسنة 0776 وهو في
موضوع المُوتلف والمُخْتلف» ولم يذكره المعلمي - رحمه الله - في مقدمته لكتاب
«الإكمال» لابن ماكولاء مع محاولته الاستيعاب.
و «الجمع بين عبد الحقى وابن القَطَّانَ وابن الموّاق»؛ لابن عبد الملك
جهود كثيرة في التنسيق بين هذه الكتبء مع ضياع كتاب ابن المؤّاق» إلا ما بقي من
المجلد الأول منه.
ومن جملة وجوه خدمة المغاربة لكتاب إمامهم مالك بن أنس - رضي الله عله:
عمل أطراف له مع غفلة المشارقة عن ذلك على اعتنائهم بالموطأ - فافادنا أن
محفوظ في كوبريلي باصطنبول برقم: 2787
ولا ريب أن هذا العمل سوف يفتح للباحثين المستفيدين باباً للوصول إلى كثير
من المخطوطات يسترشدون إليها عن طريقه» أو ينهجون أبحاثاً تلفت نظرهم من
خلال قراءة أسماء كتبهم؛ أو يتممون أبحاثهم بهاء
والدارس الاجتماعي لحال علماء المغرب يرى من خلال هذه الإحصائية
اهتمامهم الكبير ب «الموطأةء؛ وب «صحيح البخاري»» فيكونون قد اهتموا بأول كتاب
جَمَ الأحاديث الصحيحة ممزوجة بفقه السلف» وبأول كتاب أتْرد للحديث
ويرىق شدة اهتمامهم بكتب شمائل النّيّ كي المؤلفة تحت هذا العنوان؛
وهذه باكورة أعمال الأخ الكاتب» وهي بُرعم مُتونب ليكون زهرة كبيرة غنية
بالنتاج المبارك الموفّق. وأعتبرها أنا (نواة) لعمل ضخم متكامل؛ يتطلع القراء إلى
مؤلفه ليتممه؛ وليروي غليل العطْشئْ إلى معرفة تراث ذلك الجناح الغربي من العالم
الإسلامي الكبير.
كما أتطلع أنا- وغيري من القراء كذلك إلى استيفاء فوائد أخرى يِثْتى بها
الكتاب ويزداد جمالاً؛ كذكر أماكن مخطوطات الكتاب بعد البحث الجاد عنها -
والإفادة بطبع كل ما طبع منهاء وغير ذلك.
وَوَيّةِ الشباب واضحة من خلال كلمات في المقدمة؛ وأثناء تعريفه ببعض
الكتب والحديث عنهاء وهي تحتاج إلى أناة الشيوخ؛ وكتاب درق الصّبابة» يذوب
ره وصبابة؛ ومع ذلك فقد جاء في الكلام عليه ما لا يخلو من حماسة الشباب.
وبعد ثانية: فنحن على موعد مع الأخ الكريم أن يقدم إلينا كتابه «معجم
المحدثين المغاربة» على وجه تقر به أعين رواد هذا الفنّ الشريف. والله ولي كل
الم سدور
تقريظ
للدكتور عبد السلام الهراس
أستائ التحليم العالي بجامعة القروييند
إن من أعظم التوفيق: أن يُسَخْر المرء قلمه؛ ويبذل جهده وماله في سبيل
خدمة الّين... ومن أهم تلك الخدمة؛ تيسير علومه؛ وتسهيل معارفه؛ وتقريب
مصادره؛ والتعريف بهاء والكشف عنهاء وإصلاح ما أفسدت الأرَضَّة والرأطوية
وقد ندب كثير من رجالنا الأفذاذ أنفسهم لخدمة شريعتنا الغراء» ابتداء من
يخدم فَهُمَ الأصلين السابقين...
وبعد الهجمات الاستعمارية بالتحالف مع المِلمانية المحلية - ولا سيما
في ظل الأنظمة الاستبدادية الطاغوتية: أوشكت تلك الجهود على التوقف؛_بموت
تجد لها سوقاً طالبة. غير أن هزائم الأنظمة الطاغوتية؛ والخيبات المتلاحقة التي
وحن العقل المُسْلِم على تخليص ميرته الثقافية من الشوائب والمعوقات فوقع
الإسلامي؛ على نحو يصل ما انقطع
وقد شهد المَقْدانَ الأخيران تقدُماً ملموساً في مجال اكتشاف ذخائر وكنوز من
المخطوطات الإسلامية؛ وتجميعها في خزائن ومكتبات عامة وجامعية؛ ثُم تحقيق
الكثير منهاء وحُصّصت لذلك مجلات ونشرات. وإن النهضة المباركة في مجال
الاهتمام بذخائرنا الإسلامية» التي شهدها الشرق العربي - ولا سيما في جامعات
ويجب التنويه بالرسالة الهامة التي تضطلع بها المدارس والمعاهد الإسلامية
من نفائس المخطوطات ونوادرهاء سواء في الجبال أو الصحاري أو السهول. .
وراءها علماء أجلاء؛. ظهرت لهم آثار واضحة ونتائج باهرة في العلوم الإسلامية؛
وقد سعدثُ كثيراً إذ عرفت منذ سنوات الشيخ عبدالله التليدي» أحد شيوخ
المدرسة الطنجية المتميزة؛ والذي يشرف على معهد إسلامي في المسجد الذي
بجانب بيته» يهتم فيه بتدريس حديث رسول الله قي وعلومه» وقد آتئ هذا المعهد
أله بإذن ربه؛ بما تحرج فيه من طُلاب نجباء عرفت بعضهم دعاة خير ورواد سلوك
ثم عرفت الابن المبارك الشيخ الشاب محمد بن الشيخ عبدلله التليدي» الذي
حمل إلي تأليف والده «تهذيب الترمِذي»؛ الذي بذل فيه الشيخ جهداً مشكوراً»
خدمة لطلاب الحديث الّريف» ولكن سروري تضاعف عندما حدثني الولد المبارك
بأن له تأليفاً بعنوان: «تراث المغاربة في الحديث الُّوي وغُلُومه»؛ وقد أكرمني
بالاطلاع عليه؛ فقرأت مقدمته ثم توغلت في قراءة صلب الموضوعء فإذا بالمؤلف
في مقدمته مستوي الفكرء قوي الأسلوب» متوقد العاطفة؛ مخلص الدعوة؛ يحمل
َم المسلم الذي يتوشٌَئ بإحساس مرهف ووعي عميق» أن لهم بجهد علمي يضع
لبنة في البناء الحضاري لهذه الأمة؛ ويُمد المسيرة المتحركة بشيء من طاقة علمية
وفي نفس الوقت يكشف عن رسوخ قَدَم المغاربة في علوم
ويعكس هذا الكتاب نوعية المدرسة ال ي لها هذا الشيخ الشاب: إنها
المدرسة التي لا تعرف للمعرفة حدوداً؛ ولذلك نراه من خلال ما قدّم؛ كثير
وقد ذكر في كتابه هذا نحواً من ١7١7 كتاباً في الحديث الشريف وعلومه؛
استخرجها من عدة كتب مطبوعة ومخطوطة؛ قديمة وحديثة؛ ومعاصرة» وقد أضاف
ومن باب النصيحة لَفثُ نظر الابن المبارك إلى بعض المصادر والرسائل» التي
قد تفيده في إغناء كتابه؛ وإضافة بعض ما بلاثمه ويناسبه.
إن هذا العمل هو باكورة علمية لهذا الشاب الطّمُوح» وذلك يُيُثر بمستقبل
علمي زاهر» لا سيما وهو يتحلَّئ بأخلاق فاضلة» وحياء جم وتواضع كريم. وإن
هذا الكتاب هو عمل مبرور وجهد مشكورء ومثال يجب أن يحتذيه الشباب الذي
تقريظ
للدكتور إبراهيم بن الصديق
أستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين
الحمد لله حت حمده. وصَلَئْ الله على سيدنا محمد وآله وصحبة
غُرفوا بالاطلاع الواسع والتمكّن من عِلْم الحديث رواية ودراية؛ والإفادة في متونه
عِيَاض؛ وأبي القاسم التُهَيلي» وابن القطّان الفاسي» وآخرين غيرهم: لم يرحلوا
المصادر تسنَّئْ لمثل ابن حَزْم أن يقول في «المحلى ٠ في إحدى
«. . . فأما النص الصحيح فقد أمنا وجوده بيقين ههناء فكل ما روي في ذلك
منذ أربعماثة عام ونيف وأربعين عاماً من شرق الأرض إلى غربهاء قد جمعناه في