تَجعُودَ 622 [الزخرف : 18].
ثم بعث الله نبيه محمدًافَلِةبالدين الخاتم » فكان مما كُلْف به أن يحفظ تلك
فرحم الله الأمة بالروح الموحاة على قلب نبيناكَلة (الكتاب؛ والحكمة)»
والمحتار ؛ والحاسد» فكان الحال بتصديقه أنطق من اللسان» كمل به الدين+
قصدرت عنها أصول السعادة الدنيوية والأخروية؛ وقصمت به ألوية البدعة؛
واستئصلت شأفة أصول الشر والفتئة؛ ضاقت به صدور أهل الزيغ والضلالة+
وانشرحت له صدور أهل الإيمان والهداية؛ أوقفنا به على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاهالك ؛ فما أسعد من نجاء وما أشقى من هلك .
قال ابن القيم رحمه الله : «فما جاء به هو الكافي الذي لا حاجة بالأمة إلى
تصيبه من ذلك تكون حاجته» و إلا فقد توفي رسول الله كَل وما من طائر يقلب
جناحيه في السماء إلا وقد ذكر للأمة منه علمًا؛ وعلمهم كل شيء حتى آداب
وبالجملة فقد جاءهم رسول الله كل بخير الدنيا والآخرة بحذافيره؛ ولم
يجعل الله بهم حاجة إلى أحد سواه ؛ ولهذاختم الله به ديوان النبوة؛ فلم يجعل
بعده رسولاً لاستغناء الأمة بهعمن سواه.
أو إلى حقيقة خارجة عنهاء أو إلى قياس خارج عنها» أو إلى معقول خارج
* [الإسراء: 4] وقال
وكيف يشفي ما في الصدور كتاب لا يفي بعشر معشار ما الناس محتاجون
إليه_على زعمهم الباطل ؟! .
ويالله العجب! كيف كان الصحابة والتابعون قبل وضع هذه القوانين»
واستخراج هذه الآراء» والمقاييس؛ والأقوال» أهل كانوامهتدين
بالنصوص!ء أم كانوا على خلاف ذلك حتى جاء المتأخرون أعلم منهم»؛
وأهدى منهم؟.
هذاما لايظنه من به رمق من عقل » أوحياء ؛ نعوذبالله من الخذلان
ولكن من أوتي فهمًا في الكتاب» وأحاديث الرسول كَل استغنى بها عن
الفضل العظيم
0 التأخير
وهذا الفصل لو بسط كما ينبغي لقام منه عدة أسفار » ولكن هذه لفظات
هذاء ويرى المسلم في هذه السنين العجاف من تاريخ المسلمين خذلانًا
في سوادهم؛ إذ تتكبوا المنهل العذب؛ وذهيوا وهم في غمرتهم يطلبون
بل جعلتهم أحزابًا؛ وشيعًاء كل حزب بما لديهم فرحون؛ بأسهم بينهم
نسفًاء فكانت لهم السيادة والعزة والكلمة؛ وهم أقل الناس حظًا في الأسباب
بيهم
وَمِنَ المَميْن المذكور أخذ خُرَّاسُ الشريعة بسط علومها بما آتاهم الله من
بنور الله أهل العمى؛ ويحيون بكتابه الموتى» فهم أحسن الناس هديّاء
. «بدائع الفوائد(3/ 1976-188)» دار الفكر )١(
(1) عبد القادر عودة: محام من علماء الشريعة ؛ والقانون بمصر» كان من زعماء جماعة:
«الإخوان المسلمين»؛ له تصانيف حسان» قتل شئقًا سئة 177/4ه. «الأعلام
47/408 )ء دار العلم للملايين ط7 +
يع الجنائي» (1/ 77)؛ مؤسسة الرسالة ط 8+
وأقومهم قيلاً؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه؛ ومن ضال جاهل لا يعلم طريق
رشده قد هدوه؛ ومن مبتدع في دين الله بشهب الحق قد رموه" .
وقد كان لعلم الفقه من هذه العلوم ما لم يكن لغيره من الاتساع ؛ لدخوله
ب«علم أحكام أفعال العباد» .
وعظمة هذا العلم؛ وشرفه تجلّ عن الوصف والإحاطة ؛ ذلك أنها أحكام
تساير المسلم » وتلازمه في عموم مسالك حياته فيما بينه وبين ربه ؛ وفيما بينه
وبين عباده .
وقد تفننت طرائق فحول هذا العلم في مصنفاتهم :
فمنهم : من صنف في داثرة مذهبه» ومازاد .
ومنهم: من ألف في دائرة المذاهب الفقهية المنتشرة في الأمصار .
ومنهم : من كان كذلك مبيمًا أدلة الخلاف» ووجوه الاستدلال .
ومنهم : رعيل ألف على سبيل الاجتهاد والتحقيق والنظر العميق؛ فحرر
الوقائع » وبين النوازل؛ وساق لها صنوف الأدلة من مشكاة النبوة؛ سائرًا مع
وهذا النوع من الفقه هو أصلاً حظ أصحاب النبي كَظة؛ ألقوه إلى التابعين
الكريم» والمنهج السليم!".
(1) «مفتاح دار السعادة لابن القيم» (9/1) دار نجد_الرياض_ط 1477
() «التقريب لعلوم ابن القيم لشيخنا بكر أبو زيد» 170 17)» دار الرايةط١ +
وقد عظمت مَّة الله تعالى على مقيد هذه السطور» بانتظامه في سلك طلبة
الدراسات الشرعية العليا في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية في قسم الفقه الإسلامي المقارن» فكان شرفَا له أن يكون من
وتأمل فرعًا من فروع هذا الميراث النبوي العظيم
«التأخيرٌ وأحكامَةٌ في الفقه الإسلامي»؛ فاستعنت بالله على جمع شوارده من
نور الوحيين» وفهوم الأئمة الأعلام من بيان وتفسير لهما» أسأل الله تعالى أن
ودونك مقدمات ممهدات لابد منها بين يدي هذه الأطروحة المباركة في :
آداعمية الموفتوج »وسيب اخيآره:
ب منهج البحث.
جخطة البحث.
أ أهمية الموضوع؛ وسبب اختياره:
أهمية هذا الموضوع في الحاجة إليه مجموعًا في مسائل مرتبة على أبواب
الفقه؛ يسهل تناولها دون عناء؛ خاصة ومسائله مما تكثر الحاجة إليهاء
يللين الشف عن كه
لذا اتجهت النية للقيام بهذا العمل في مشروع علمي يتأهل له ؛ فلم يكن إلا
درجة العالمية العالية المعروفة في الاصطلاح العصري ب «الدكتوراه»؟
ولعلي بهذا أكون قدمت للمكتبة الإسلامية جديدًا ينفع الله تعالى به ؛ إذلا
ب_منهج البحث:
-١ البحث منصب على ما يعلم به عنوانه «التأخير؛ وأحكامه في الفقه
ولا يبعد الفهم فيُطَنَ دخولٌ أثر التأخير في ذلك» فهذا فرع عن مادة التأخير»
مثال ذلك :
من مباحث التأخير في البيوع : بيان الحكم التكليفي لتأخير تسليم الشمن
والمثمن ؛ فهذا منصب على ما نحن فيه ؛ غير أنك لا تجد_ مثا بحث مسألة
بيع التقسيط مع ما قد يتخيل من دخولها في الموضوع ؛ وذلك لأن الزيادة لأجل
التأخير في التقسيط ليست تأخيرًا حتى تدرج هناء وإنما هي أثر
التأخير ؛ وموضوع البحث أصل التأخي» وقد بسط بيان ذلك في تأخير تسليم
الشمن» والمثمن بمبحث مبتقلي .
ولذايجد الناظر في بع ضالمؤلفات النص على ما ذُكر خاصة الأطروحات
وقد كان في النية أثناء تقديم هذا الموضوع أن أطرق الأثر أيضًاء غير أن
سداد رأي أصحاب الفضيلة في المعهد أقامني ؛ و إلا لشط بي المسير؛ وذلك
لوعورة المسلك خاصة والحماس متجه إلى بحث لم يخْلٌ منه باب من أبواب
هذاء وقد ظهر لي أثناء خوض لجة مباحث هذا الموضوع أن الآثار بحر
متلاطم الأمواج لاساحل له ؛ بل لا أجدني مبالغّا لو قلت : إن الآثار في مباحث
وهذا عيب في الرسائل العلمية (الأكاديمية) المحدودة منهجّا؛ وزماء
اللهم إلا أنتقسم بين عدد من الباحثين؛ وللمؤسسات العلمية تجربة
تمخضت عن بعض السوالب في منهج تقسيم الموضوعات؛ والحمد لله على
ثم إني مع هذا كله تناولت في مواضع قليلة : الآثار المترتبة على التأخير»
أ- أن تكون مسألة الأثر في صلب التأخير» وليست خارج مادته؛ فإني
أذكرها لهذا السبب؛ وتجد مثالها في مسألة تأخير قضاء فائتة الصلاة
المفروضة ؛ فإن أصل تأخير المفروضة له حكم ؛ وتأخير قضائها وهو أثرعنه
له حكم بجواز تأخيره أو عدمه.
ب أن يتضمن بيان الحكم في تأخير المسألة بيانًا للأثر وحكمه؛ فهذا
دخل اضطرارًا لا اختيارًا؛ كما تجده في غير مبحث من مباحث تأخير الصلاة .
جد اشتهار مسألة الأثر بمصطلح التأخير على ألسنة الفقهاء؛ فهي وإن
كانت أثرًا من آثار التأخير إلا أن الفقهاء عبروا عنها بالتأخير. فاصطبغت
واتقاء للشبهة؛ وإتمامًا للفائدة؛. وسلامة من تعقب محتمل ؛ وتجد مثاله في
امة الدعوى .
وهنا أسجل لفضيلة شيخي المشرف فضله بعد الله -عليّ في لزوم جادة
المبدثية؛ إذ ظهرت مباحث كثر في التأخير ؛ غابت عني أثناء إعداد الخطة؛
فكنت أعرض ما تيسر لي من ذلك على فضيلته» فينتخب ما يراه من رسم
ثم الشكر له ثانية على نفائس فريدة أتحفني بها خاصة المسائل التي لم
"قبل الشروع في بعض المسائل أمهد لها ببيان موجز لما قد يستغلق فيها
من كشف مراد» أوبيان مصطلح؛ أو تقرير مشروعية؛ ونحو ذلك؛ وهذا عند
قيام المقتغبي.
كما أبين مبهم ؛ وأوضّح مهمل ما قديرد في عرض المسائل من كلمات أو
٠_التزام البحث المقارن بين المذاهب الأربعة على النحوالتالي :
أ أحرر محل النزاع عند اقتضاء المسألة ذلك » فأذكره مفصلاً في مستهلها
غير معنون له لظهور القصد من السياق -
ب_بعد حصر الخلاف أذكر أقوال المذاهب الأربعة؛ وغيرها - إذا لزم
الأمر بدءًا بأضعفها منتهيًا بأقواهاء سالكًا في ذكر سرد المذاهب الترتيب
الزمني لأئمة أصحابها؛ معتمدًا في توثيق كل المصادرّالمعتبرة .
ج- أعقب كل قول بدليله ووجه الاستدلال منه إن كان نضًاء ثم ما قد يرد
د_بعد ذلك أخلص إلى الترجيح» ووجهه ؛ نابذاربقة التقليد؛ والتعصب
ه- أكشف عقب ذلك ثمرة الخلاف في المسألة عند انغلاقها .
ومثلها سبب الخلاف؛ على أنه قد يسبق الترجيح؛ فملحه حيث يحسن
تر جر انسار
أحدهما أكتفي فيه بذكر ذلك دون الإطالة. اللهم إلا أن تكون هناك رواية
خرجهاء ودرجتها.
أترجم_موجرًا_ للأعلام ماعدا المشاهير.
+ - أذيل البحث بمسارد للايات» والأحاديث؛ والآثار؛ والأعلام؛
والقواعدالحديثية؛ والأصولية» والفقهية؛ وغريب الأمكنة والبقاع
والألفاظ» وللمراجع والموضوعات.
التمهيد : في مدخل الموضوع؛ وفيه مباحث :
*#المبحث الأول : تعريف التأخيرلغة» وفقهًا .
#المبحث الثاني : أقسام التأخير .