35 المقاطعة الاقتصادية
يأخذهم بالحزم» وأن يردع بغيهم بالعقاب الصارم» وأن يعاملهم بالمثل: ف
عليهم» فكما أننا أمة الرحمة والسلام؛ فنحن أمة العزة والانتقام؛ دون ظلم أو
فما أعدل هذه الشريعة؛ وما أعظم أحكامهاء وما أجمل طرحها.
ومن جمال ها الشرع ايت ومرونة أحكامه» ونظرته الواقعية؛ أن جعل
تعيين الحال» وتزيل الأحكام» مناطأً بالعلماء العاملين» والأمراء الصالحين؛ ما
يناسب أحواهم؛ ويوافق مصالحهم.
الأقلام في الإسلام هي الثروة الفقهية؛ لأن الفقه يُشْكّل منهاجًا يهيمن على أفعال
الكلفين» وين ما يتحتم عليهم من دقيق وجليل» ويقرر لهم طرائق السلوك في
العبادات والمعاملات؛ فإن كل لبنة من لبنات حياة المسلم تقوم على أساس علم
فهذا العلم هو الذي يضمن للبشرية السعادة؛ باعتبار ما يؤو
الإسلامي من جلب المصالح ودرء المفاسد» وتوجيه مسار الحياة إلى الاتجاه السليم؛
‎)١(‏ د. علي أحمد الندوي: من مقدمة كتابه "القواعد الفقهية" (ض5؟)» ط. دار القلم دمشق
‏4م (يتصرف يسئ.

تأصيلها الشرعي - واقعها والمأهول لها 2
يزع بقدر ما يستطيع-» فمنهم من يتزع بقوة العل؛ ومنهم من يتزع بحماس
العاطفة الدينية لنصرة إخوانه المسلمين» ورد كيد أعدائهم.
بطريقة علمية شافية كافية-؛ وما يتعلق بها من مسائل جزئية: إذ هي من القضايا
الهمة الي يتعين على المسلم في كثير من الأحيان معرفة ما يتوجب عليه تجاه
تخريجها على قواعد المصالح والمقاسد؛ وتنزيلها على الواقع؛ إضافة إلى تقويم واقع
المقاطعة من حيث التطبيق؛ واقتراح نظام عملي لترشيدها وتفعيلها.
النحو التالي:
ما مفهوم المقاطعة الاقتصادية؟
وما أثرها على المقاطعين والمقاطعين؟
وما هي الأسباب الموجبة للمقاطعة؟

8 المقاطعة الاقتصادية
وما الضوابط الشرعية للمقاطعة الاقتصادية؟
وما هو الإطار المقترح لترشيدها وتفعيلها؟
أهداف البحث
يعمل هذا البحث على تحقيق بجموعة من الأهداف» تنبلور من خلاها أهمية
أولأً: وضع الأَطْر الشرعية؛ والقواعد التأصيلية؛ والضوابط الفقهية لمفهوم
"المقاطعة الاقتصادية".
ثانيًا: بيان الحكم الشرعي للمقاطعة الاقتصا
ثالنًا: تقويم واقع المقاطعة الاقتصادية على مستوى الأمة العربية والإسلامية.
رابعًا: اقتراح نظام يقوم على ترشيد المقاطعة الاقتصادية وتفعيلها.
أسباب اختيار الموضوع:
يرجع سبب اختيار هذا الموضوع إلى أمرين أساسيين:
الأول: الشغف إلى تعميق التأصيل الشرعي لهذه المسألة؛ وال تناولتها
بطريقة تكفل البيان الشافي في تحليتهاء وما يتعلق بما من مسائل؛ إذ هي من المسائل
المهمة الي قد تصل -أحيانًا- إلى حد يتعين على المسلم معرفة ما يتوجب عليه ماه
إثراء المكتبة الإسلامية بدراسة تأصيلية شرعية تحيط بأبرز
الثاني: المساهمة في
الجوانب المهمة الي تُعنَى بفقه المقاطعة؛ إذ ما كتب حول هذا الموضوع ينقصه
الاهتمام بالمسائل الجزئية؛ والتفصيلات الضرورية للتعامل مع مثل هذه المسألة.

تأصيلها الشرعي - واقعها والمأمول لها 9
تقويم الدراسات السابقة
عندما شرعت بالكتابة في هذه الرسالة» وبعد الانتهاء من جزء كبير منها؛ إذ
بأحذد الفضلاء يرشدني إلى وجود رسالة أكاديمية في هذا الموضوع للأخ الشيخ/
تركي بن فهد الرشودي؛ وقد نوقشت هذه الرسالة في المعهد العالي للقضاء؛
تبجع بلي ال درج زاج ل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
مواصلة الكتابة في هذا الموضوع: ع وأصبحت أو
رجلا
المصادر و قليلة؛ والمراجع وهي نادرة؛ فكان عمله بمثابة القأسيس لهذه المسألة.
وقد تناول في رسالته ما يلي:
‎-١‏ تعريف المقاطعة» وذكر أسبابناء وأمداقها: وفوائدهاء وأنواعهاء
‏»- التعامل المالي مع الأعداء. مع ذكر القواعد؛ والوسائل» والشروط»
وأنراع البضائع الي يتم لال هاء
‏#*- حكم المقاطعة. وقد تناول حكمها من جهات مختلفة: من جهة الإمام»
ومن جهة نوع البضاعة؛ ومن جهة تحقق انتفاع العدو في حال الشراء» وجهة
الشراء نفسه.
‏4 - قام باستعراض لآراءً وفتاوى المعاصرين في المقاطعة.
‏#- ذكر أبعاد المقاطعة وسبل تدعيمها.
مسألته نما دفعي إلى إتمام مهمب؛ وتقدم رسالي.
‏وإن الناظر في موضوع هذا البحث؛ والمتأمل فيه؛ يرى قلة المصنفات؛ بل

المقاطعة الاقتصادية
وغياب البحوث الفقهية التأصيلية له.
ومن العجيب أن الموسوعات الفقهية؛ ودوائر المعارف الإسلامية؛ وكذلك
المعاجم الاقتصادية والفقهية لم تتعرض إلى هذه المسألة؛ وكأنها مهملة لا قيمة لها في
مباحث الفقه؛ ولا أهمية لا في محال الاقتصاد,
غير أني وقفت على كلمة جيدة تحت عنوان "لمقاطعة الاقتصادية" ف
(الموسوعة العربية العالمية) في المجلد (الثالث والعشرين) استعنت بها في هذا البحث.
وهذا الحال يدعونا إلى ضرورة إحياء دور الشيئات العلمية» والمجامع الفقهية؛
والمؤسسات الدينية؛ بحيث تكون مرجمًا يُرجع إليه عند حدوث التوازل؛ أو تحدد
‏وهي رسالة تافعة؛ قمع صغر حجمها -كتيّب- إلا أها رسالة اقيمة في
موضوعهاء
‏وقد قام المؤلف فيها بالتأصيل هذه المسألة بالأدلة التفصيلية؛ والقواعد الكلية
‏متدوبة؛ أو محرمة بالنظر لما يترتب عليها من مصالح أو مفاسد.

تأصيلها الشرعي - واقعها والمأمول لها ‎١‏
ثم ذكر بعد ذلك تماذج من صور المقاطعة عبر التاريخ؛ سواء الجاهلي؛ أو
»- المقاطعة الاقتصادية -رؤية شر:
وهي رسالة مفيدة في بابماء وقد أصّل فيها المؤلف هذه المسألة من الوجهة
الشرعية؛ وذكر بعض المسائل المتعلقة بها؛ كاشتراط إذن ولي الأمر للمقاطعة؛ وغيرها من
المسائل الهامة.
‏وأذكر -هنا- أنه عند لقاثي بفضيلة الأستاذ الدكتور/ حسين شحاته أثناء
على رسم الخطة العامة للرسالة» وأرشدني إلى إضافة باب في تقييم واقع المقاطعة
‏«المقاطعة الاقتصادية - تأصيلها الشرعي؛ واقعها والمأمول ها»

بد المقاطعة الاقتصادية
الإضافة العلمية للبحث
سبق وأن ذكرنا في موضوع البحث أنه يقوم على بيان التأصيل الشرعي»
والتفعيد الفقهي لمسألة "المقاطعة الاقتصادية"؛ مع بيان واقعها في حياة المسلمين؛
والمأمول لها أن تكون عليه؛ لتوتي ثمارها المرجوة منهاء
وهذه الرسالة إضافة إلى كونها بحثاً أكاديياً؛ يسير وفق منهجية منضبطة
بالتعأصيل للمسائل؛ فقد تميزت عن غيرها من الرسائل والكتيبات -سالفة الذكر-
الأول: تخريج العلة الشرعية للمقاطعة الاقتصادية؛ وتحقيق ذلك التخريج.
الثان: ضبط مسألة علاقة ولي الأمر بالمقاطعة الاقتصادية.
الغالث: أحوال المسلمين؛ وتنزيل أحكام المقاطعة الاقتصادية عليهاء
الرابع: موقف المسلمين من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم؛ والمقاطعة
تعود أهنية هذا الموضوع إلى كون هذه المقاطعة الاقتصادية تُعَدُ من الأسلحة
الفعالة -نسبيًا- في استرجاع حق؛ أو دفع شرء أو تحصيل مصلحة؛ فهي مظهر من
مظاهر الردع» ولون من ألوان الهجر المشروع؛ لكن لابد لها من ضوابط وقيود عند
منهج البحث:
جاء هذا البحث محاولة لبيان الحكم الشرعي في مسألة "المقاطعة الاقتصادية”؛
واستكشاف الأصول والقواعد الي بي عليها هذا الحكم.
من أجل ذلك.. اعتمدت في هذه الرسالة على المنهج التحليلي الذي يتناسب

تأصيلها الشرعي - واقعها والمأمول لها يل
مع موضوع البحث؛ ويتناول المسائل الآتي
‎-١‏ تغطية جميع ما يتعلق مموضوع البحث؛ من غير استطراد في مباحث
فرعية قد تشتت ذهن القارئ» وتبعده عن أصل المسألة؛ مع مراعاة طرق المواضيع
‏أ تخريج العلة الشرعية للمقاطعة الاقتصادية» وتحقيق ذلك التخريج.
‏ب- ضبط مسألة علاقة ولي الأمر بالمقاطعة الاقتصادية.
‏ج_- أحوال المسلمين؛ وتزيل أحكام المقاطعة الاقتصادية عليها.
‏د- موقف المسلمين من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم؛ والمقاطعة فيما
‏"- الاحتجاج لكل ما أتيت به بالأدلة السالمة من المعارضة؛ وبأقوال العلماء
الثقات الأثبات» ل في بجال تخصصه.
‏»- عزو الآيات القرآنية؛ وتخريج الأحاديث النبوية والآثار» وذكر المصدر
والمرجع الذي استشهد به في البحث.
‏4- الاعتناء بذكر التعريفات والمصطلحات الي وردت في البحث؛ مع بيان
أصلها ومصدرها.
‎-٠‏ وضع خائمة متضمنة لأهم النتائج الي توصل إليها الباحث؛ والتوصيا:
‎-١‏ وضع فهارس فنية للبحث على النحو التالي:
أ- فهرس الآياث القرآنية.
'ب- فهرس الأحاديث النبوية والآ:
‏ج- فهرس المصادر والمراجع.

‎١‏ المقاطعة الاقتصادية
‏«- فهرس الموضوعات.
خطة البحث
[مقدمة. وتمهيد؛ وثلاثة أبواب]» وهي مرتبة كالآتي:
المقدمة: وقد احتوت على:
* مشكلة البحث.
* أهداف البحث.
* أسباب اختيار الموضوع.
* تقويم الدراسات السابقة.
‏* منهج البحث.
‏* خطة البحث.
‏المبحث الأول: تعريف المقاطعة الاقتصادية.
‏المبحث الثاني: أنواع المقاطعة الاقتصادية وأسبا
الباب الأول: مفهوم المقاطعة الاقتصادية في ضوء السياسة الشرعية ومقاصدها.
الفصل الأول: أهمية الاقتصاد؛ وأثره في ضعف الأمم وقومهاء واهتمام الإسلام
به. ويتكون من مبحثين:
‏المبحث الأول: أهمية الاقتصاد في عجلة الحياة؛ وأثره في الأمم والشعوب.