علم الكيمياء عند العرب سند
ووصف المركبات والمواد وصفاً دقيقاً يتناول خواصها وتأثرها بالعوامل
الطبيعية» كالحرارة والرطوبة وغيرها وقد اعتمد روسكا في كتاباته عن جابر
كتاب السموم') | ا
وأشاد الكيمياوي الفرنسبى برتلول" 88:0:100)» بخبرة جابر وعلمه
في الكيمياء وقال ما ترجته: « لجابر في الكيمياء ما لأرسطو قبله في المنطق
فهو أول من حضر حامض الكبريتيك من الزاج الأزرق ودعاه بزيت الزاج؛
وأول من اكتشف الصودا الكاوية»؛ وأول من حضر حامضي اللتريك
والهيدروكلوريك وعمل من مزيجهما ماء الذهب (لماء الملكي)؛ وتنسب اليه
تحضيرات مركبات أخرى مثل كاربونات البوتاسيوم وكاربونات الصوديوم؛
وقد درس خصائص مركبات الزثبق واستحضرها )
أقرٌ أكثر الكتاب من العرب والمستشرقين صحة بعضن الكتب المنسوبة
حابر بن حيان» وفي مقدمتها كتاب الخواص الكبير (محطوط)؛ وكتاب
الخواص (مخطوط) وكتاب الرحمة؛ وأحد عشر كتاباً صثفها وحققها ونشرها
وسأعتمد في القول عن كيمياء جابر على هذه المراجع الموثوقة ولا أخرج
عن نطاق محتوياتها الا بعد التثبت من حقيقة المصدر؛ ولاسي) الأولية منها
وسأحاول أن أضع جابر بن حيان في مكانه الحقيقيى ضمن الأدوار الخمسة
لتطور علم الكيمياء التي أشرت اليها في مقدمة البحث فلقد حاول بعض
المؤرخين أن يضع جابر بن حيان في الدور الأول ووصف ما جاء به من
معرفة علمية بأمها مستقاة من العلوم اليونانية القديمة, وذهب البعض الآخر
(1) دائرة المعارف البريطانية, ج ٠١ الطبعة الرابعة عشرة؛ ص 87
174 موسوعة الحضارة العربية الإسلامية
في طريق يناقض الأول» واعتبر جابراً قد حضر العدد الكبير من المركبات
الكيمياوية التي لم يعرف بعضها الا في مطلع القرن التاسع عشر؛ وهناك
فريق آحر حاول المقارنة والموازنة في تقويم أعمال جابر بغية وضعه في دوره
وتباين وجهات نظر الكتاب السابقين
السائد في الدور الأول ودافع عن رأيه في هذه الصناعة ووضع في ذلك نظرية
في تكوين المعادن « ان الأجساد كلها في الجواهر زثبق انعقد بكبريت
المعدن المرتفع اليه في بخار الأرض» وانما اختلفت لاختلاف أعراضهاء
عشر ثم ان جابرا قد اشتغل في صنع الأكسير» وقد زعم بأنه قد حصل
فانكب يحبي على رجل مقبلاٌ لها « وقد ألّف جابر بن حيان كتباً ورسائل
وأعادها الى أصلها وذكر عدداً كبيرأ منها ما امتخرج تن أصل حيواني واخر
من النبات والثالث من الحجن ثم وصف كلا منها وصفاً دقيقاً واضحاًء وقال
بمقدار ما يعطى من كل سم للمريض» وبذلك يكون جابر قد اشترك في
الدور الثاني للكيمياء وقد أشار في كتابيه « الخواص الكبير » و « كتاب
0/8 - 04 كتاب الابضاح لجابر بن حيان الصولي» تحقيق موليارد؛ باريس 478١م ص )١(
7١-79 كتاب الخراص الكبير» جابر بن حيان (مخطوط»)؛ مكتبة المتحف العراقي ص )(
اله لفلسفة واله لفلسفة عند العرب 7
البشرية من البشر بمعرفة القوانين العملية منهم» وباستعمال تلك القوانين في
والحكمة المدنية فادها أن تعلم كيفية المشاركة التي تقع فيها بين
أشخاص الناس ليتعاونوا على مصالح الأبدان ومصالح بقاء نوع الإنسان
والحكمة المنزلية فائدمها أن تعلم المشاركة التي ينبغي أن تكون بين أهل منزل
واحد لتنتظم به المصلحة المنزلية, والمشاركة المنزلية تم بين زوج وزوجته؛
ووالد ومولود» ومالك وعبد وأما الحكمة الخلقية ففائدتها أن تعلم الفضائل
وكيفية اقتنائها لتزكو بها النفس» وتعلم الرذائل وكيفية توقيها لتتطهر عنها
النفس
وأما الحكمة النظرية فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلق بما في الحركة
والتغير» وتسمى حكمة طبيعية» وحكمة تتعلق بما من شأنه أن يجرده الذهن
عن التغير وإن كان وجوده مخالطاً للتغير ويسمى حكمة رياضية؛ وحكمة
تعلق بما وجوده يستغني عن مخالطة التغير فلا يخالطه أصلاء وإن خالطه
فبالعرض» لأن ذاته مفتقرة في تحقيق الوجود إليه وهي الفلسفة الأدبية؛
والفلسفة الإلهية جزء منها وهى معرفة الربوبية
ومبادىء هذه الأقسام التي للفلسفة النظرية مستفادة من أرباب الملة
الإلهية على سبيل التنبيه ومتصرف على تحصيلها بالكمال بالقوة العقلية على
سبيل الحجة
ومن أدوقي استكمال نفسه بباتين الكلمتين والعمل عل ذلك
وهذا تصنيف شامل لأقسام العلوم الفلسفية؛ فيه تحديد دقيق
ولتأخذ الآن في عرض أهم آراء ابن سينا في الإلهيات
علم الكيمياء عند العرب اللا
م لد ني ل رواجم سنيويون -
والتصعيد والترشيح ؛ والصهرء ودرس خواص بعض المواد دراسة علمية
دقيقة, وتعرزف عل أيون الفضة التلشاذري المعقد وذكر ذلك في كتاب
الخواص الكبير ما نصه: « والفضة اذا شمت رائحة الكبريت اسودت » فإذا
دلالة واضحة على ذوبان أملاح الفضة في ماء النشاذر (هيدروكسيد
الهميدروجين برائحة الكبريت, وقد أجمعت أغلب المصادر على أنه حصل
في ذلك فالدكتور حتي مؤرخ ولي سكيمياوياً وليس من البعيد على من يحضر
زيت الزاج (حامض الكبريتيك) وهو في العراق وبخاصة في بغداد والكوفة؛
من أن يحضر كال من حامض التشريك وحامص الهيدروكلوريك (روح
الى ملح الطعام في تحضير (روح الملح) حامض الحيدروكلوريك؛ وعن
تفاعل زيت الزاج مع (الشورة) نترات البوتاسيوم في تحضير حامض
اختباً فيها بعد نكبة البرامكة لأن الأجر (الطابوق) يؤلف الجزء الأكبر من
ال العلم عند العرب؛ الدوميل س ٠٠7 عام ١1977 ,
)7( المرجع السابق؛ ص ١١١-١٠١
والمدن وسائر ما نذكره فاتخذت لجميع الأرض التي يشتمل عليها البحر
المحيط الذي لا يسلك صورة» إذا نظر إليها ناظر علم مكان كل إقليم كما
ذكرناه واتصال بعضه ببعض ومقدار كل إقليم من الأرض»؛ حتى إذا رأى
الأقاليم لما يستحقه كل إقليم في صورته؛ من مقدار الطول والعرض
والاستدارة والتربيع والتثليث وسائر ما تكون عليه أشكال تلك الصورة؛
فاكتفيت ببيان موقع كل إقليم ليعرف مكانه؛ ثم أفردت لكل إقليم من بلاد
الله )0
أما ابن حوقل فقد وضع الخارطة أيضاً في مبتدا بحثه عن كل
يحكي موضع ذلك الاقليم» ثم ذكرت ما يحيط به من الأماكن والبقاع وما في
أضعافها من المدن والأصقاع واستوفيت صور المدن وسار ما وجب
يسلك صوره , وأعربت عن مكان كل إقليم نما ذكرته واتصال بعض
ببعض ومقدار كل ناحية في سعتها وصورتها من مقدار الطول والعرض
والاستدارة والتربيع والتثليث وساشر ما يكون عليه أشكال تلك الصورة
والعمل» وموقع كل مدينة من مدله تجاورها وموضعها من شماليها وجنوبيها
وكونا بالمرتبة من شرقيها وغربيها ليكتفي الناظر ببيان موقع كل إقليم
أشد وصورنا الأقاليم لأن المعرفة بها أروح)( كما يقول في موضع آخر:
الحغرافية عند العرب م0
2 وقد قسّمنا أربعة عشر | إقلياء أفردنا أقاليم العجم عن أقاليم العرب؛ ١
الذهبية بالصفرة وبحارها المالحة بالخضرة وأنهارها المعروفة بالزرقة وجبالها
المشهورة بالغبرة ليقرب الوصف الى الأفهام ويقف عليه الخاص والعام)"')
غير أنه لم يعبر عن نفس الحماس بضرورة الاهتمام بالصور كما عبر البلخي
والاصطخري وابن حوقل وقد ضاعت تلك الصور ولم تسن لنا معرفة ما
الرؤاد الاقليميين تكاد تشترك في صفات عامة أبرزها الشكل الهندمي
شكل البلاد على هيئة مستطيل أو مربع»؛ كما ترسم معالم السطح من سواحل
وجبال وأنهار وبحار على شكل خطوط مستقيمة أو أفواس أو دوائر؛ وتشر
البحار الداخلية على هيئة دوائر كاملة وبأحجام مبالغ فيها ولا يمكن أن
الأخرى والحقيقة انها عبارة عن ملخص مصوّر للمعلومات المشروحة في
أما الإدريسي فقد اختلفت خرائطه عن خرائط رؤاد المدرسة
الاقليمية» وهذا مر متوقع فمنهجه الاقليمي يختلف عنهم ألرساساً ولذلك
فخرائطه لم تعتبر جزءا من خرائط (أطلس الإسلام) وتلتزم خرائط
الإدريسى بمقياس الرسم وبتحديد مواضع خطوط الطول والعرض؛» كما
العربية من تطور وبالرغم من ان الإدريسي حذا حو بطليموس في مواضع
الإدريسي خارطتين» الأولى على كرة من الفضة كتب عليها كل ما كان يعرفه
ال موسوعة الحضارة العربية
من بلدان مختلفة, لكن تلك الكرة فقدت كذلك صنع خريطة على شكل
مستطيل من الفضة تبلغ أبعاده ٠١ * ١4 أقدام ووزله أربعماية رطل
رومي وهي تكاد تكون أكبر الخرائط في العالم وقد ذكر الإدريسي أنها
والطرقات والأميال والمسافات والشواهد!'')
وقد قسّم الإدرسي خارطة العالم إلى سبعين قساً باعتبار أن أقاليم
عشرة أجزاء متساوية ابتداء من الطرف الغربي للأرض حتى الطرف الشرقي
لهاء وان مجموع هذه الخرائط السبعين المنفردة تكوّن خارطة العالم ويمكن
القول عموماً بأن الجزء الآسيوي من خارطة الإدرينسي غنيّ بالمعلومات
كما أنها صوّرت بحر الخزر وأورال بصورة صحيحة ويكشف شكل قارة
أفريقيا فيها عن تأثر ببطليموس» بالرغم من أن الساحل الافريقي لم يرتبط
بالساحل الصيني كما هو الحال في خريطة بطليموس!*") وقد استخدم
الإدريسي الألوان في خرائطه» فاستعمل اللون الأزرق للبحار والأخضر
للأمهار, واللون الأحمر والبني والأرجواني للجبال» كما رسم المدن على شكل
دوائر مذهبة وقد سبق أن لاحظنا بأن استخدام الألوان في الخرائط كان أمرأ
مألوفا كما أشار المقدمي
ذلك الى عدم تجشم مؤلفيها عناء رسم الخرائط لا سيا وأنهم لم يكونوا سوى
جماعين للمعلومات» أو لعلها فقدت من أصول مؤلفاتهم
لعل أهم ما يميز كتابات الجغرافيين الاقليميين الأوائل الالتزام
1 موسوعة الحضارة العربية
١ أنه يؤكد الارتباط التام بين الزمان وبين الحركة فيؤكد أنه «لا يتصور
في قصة أصحاب الكهف,"')
موجود معه» فكان بعد قبل وقبل بعد» وكان له «قبل» غير ذات الموجود
عند وجوده وكل ما كان كذلك فليس هو أول «قبل» وكل ما لبس
لكن معنى هذا الكلام هو أن الزمان قديم قدم الباري؛ إذ هولا
منذ القدم» إذ يجوز أن يكون معه في الوجود الزماني غير أن رأي ابن
١“-ويقرر أن الزمان «مقدار للحركة المستديرة من جهة المتقدم والمتاخ ا"
من جهة المسافة والحركة متصلة فالزمان متصل» لأنه يطابق المتصل؛
بالتوهم؛ لا بالفعل فإذا قسم ثبتت له في الوهم لهايات؛ تسمى
د والآن هو فصل الزمان وطرف أجزائثه المفروضة فيه
١١7 (؟) الكتاب نفسه» ص
الحغرافية عند العرب ل
التاريجية ومن المعلوم أن الجغرافيا والتأريخ اقترنتا منذ البداية في كتابات
الجغرافيين القدماء بدءاً بالكتاب الأغريق ثم الرومانيين ثم العرب
والمسلمين فهيرودوت وبقيكاتابوس مثلاأ وهما من أكبر وأقدم الحغرافيين
الاقتران بين الجغرافيا والتأريخ أمر غير بعيد عن الصواب كما أنه ليس
وهناك تأكيد دائم من قبل الحغرافيين بأن الجغرافيا لا غنى لا عن التأريخ؛
عن الجغرافية وقد لقص هذا الترابط بين الجغرافية والتأريخ بالقول المأثور
بان الجغرافيا تمثل المسرح الذي يلعب الانسان عليه أحداثه التأريحية
غير أن المؤلفات الحغرافية الاسلامية البلدانية بالغت في التفصيلات
التأريخية حتى طغت في كثير من الأحبان على المعلومات الجغرافية والأمثلة
على ذلك كثيرة في كتابات اليعقوبي والمسعودي والبكري وغيرهم وقد انه
الملعلومات الثاريخية والتأكيد على المعلومات ذات الصفة الحغرافية
كاستعراض المعالم الطبيعية والطوبوغرافية والاهتمام بمظاهر الحياة
الاقتصادية من زراعة وصناعة وتجارة ومناقشة أحوال السكان الاجتماعية
والثقافية والدينية» إضافة إلى الاهتمام بالمدن وصفاتها وما يربط بينها من
المواصلات ويمكن القول إن الكتب الاقليمية الرائدة تمثل أفضل تمثيل
الأسلوب الجغرافي العلمي وتلك هي (المسالك والممالك) للاصطخري
و(صورة الأرض) لابن حوقل و(أحسن التقاسيم) للمقدمي؛ إضافة الى
(نزهة المشتاق) للإدريسي و(تقويم البلدان) لأبي الفداء و(كتاب الجغرافيا)
لابن سعيد المغربي ومن الممكن اعتبار تلك المؤلفات مثالا يحتذى في الكتابة