حصلت علي دوقة ذهبية عن نقل كل فرد من الحيش العثماني وبهذا الشكل ؛ لمكن
مراد من تحاوز الحصار الذي ضربه الحلفاء علي البسفور » والوصول بحيشه إلي أدرنه"*'
الذي كان قد أقام معسكراته أمام وارنا بأن مراد الثاني قد تمكن من العبور إلي الروميلي
ويتوجه علي رأس الخيش العثماني صوب وارنا ؛ أصابه حالة من الذهول ؛ وبداً يستعد
لمعركة فاصلة وفي صباح ٠١ نوفمير ٠00/1444 رحب 84/8 وقعت المواجهة بين
القرات العثمانية تتعقب الحيش الصليي المتقهقر علي طول شمر طونه » حيث استطاع
العثمانيون بذلك توطيد أقدامهم في الروميلي مرة ثانية”*'
الجتاح الأيسر فكان يقوده أمير امراء الروميلي شهاب الدين باشا » وكان مراد الثاني يتحذ موقعه في
قلب الخيش ؛ حيث وضع علي رأس رمح في مقدمة اليش نص معاهدة الصلح الي نقضت أما
الخجيش الصليي فكان الملك لاديسلامس في مركزه » وكان حون هونياد يتحول بين صفوف الخيش
باعتباره القائد العام للجيش الصليي وقد حقق اهجوم الأول للجيش الصلبي الذي قاده ملك المجحر
بفرقة الفرسان نحاحاً محدوداً ؛ حيث اضطربت صفوف الميش العثمانن وتعرضت خيمة السلطان
للخطر ولكن قره جه بك تمكن في اليوم التالي من جمع صفوف الحنود العثمانيين تحت راية البلطان
ثانية ؛ حيث بدأت معركة في صباح يوم الثلاثاء ٠١ نوفمبر واستمرت حي وقت العصر ؛ فقامت
فرق اليكيجري بحصار ملك المحر وستان الشاب لاديسلاس حي سقط قتيلاً ؛ وحقق العثمانيون
نصراً مؤذراً في ههجومهم المضاد ؛ وفريانقو بصعوبة من أرض المعركة ؛ وسقط قره جه باشا وعثمان
الثاني للتحلي علي السلطة لإبنه الصغير وقد وضع الباحثون هذا الإنتصار في موضعه بين انتصارات
قوصوه ( 1784 ) ونكبولي ( 17976 ) قوصوه الثانية ( 1448 ) الي مثلت محاور أساسية خلال
وإذا كان السلطان العثمان قد بقي في أدرنه عقب معركة وارنا بضغط من
الوزير الأعظم جاندارلي خليل باشا » إلا أن القرائن توكد أن مراد الثان لم يباشر شئون
السلطنة » وبقيت كافة مقاليد الحكم في يد ابنه محمد الثاني ؛ حيث يلاحظ رسائل
بشري انتصار وارنه إلي سلاطين العالم الإسلامي والردود عليها راحت تحمل اسم محمد
الثاني وهكذا » آثر مراد العودة لإنزوائه ثانية في بورصة بعد استقرار الأوضاع في
الروميلي ولكن ؛ ترك مراد السلطنة محمد الثاني صغير السن لم تكن تروق لعدد من
رجال الدولة وعلي رأسهم الوزير الأعظم جاندارلي قره خليل باشا ؛ حيث اتفقوا علي
تنحية محمد الثاني وإعادته إلي مغنسيا » واستدعاء أبيه مراد الثاني ليجلس علي العرش
وبالفعل » تم لهم ما أرادوا في * مايو 447 ١م/ آخر محرم مه"
مضيق جناق قلعه ووصول الحلف الصليي إلي ورانا » وقام بتجاوز برزخ كورنت
الثاني قسطنطين بإعادة المناطق الي استولي عليها » إلا أن عدم رد أمير المورة وتحصينه
مرحلة تأسيس الدولة » انظر في هذا الخصوص : 78 671 76586 “ 0276 1166066
!5 انقسم رحال الدولة لال هذه الفترة فريقين بين مؤيد لمراد ومؤيد محمد الثاني + حيث كان
الوزير الأعظم جاندارلي خليل باشا وفرق اليكيجري يؤيدون عودة مراد للحكم » وكان زاغنوس
باشا وصاروحه باشا يدعمون ابنه محمد وقد قام المؤيدون لمراد وعلي رأسهم خليل باشا بتحريض
فرق اليكيجري بعد أن تأخرت رواتبهم علي العصيان والمطالبة بتنحية محمد واعادة مراد لسدة الحكم
مرة أخرى وراحوا يهددون بالإنضمام لمدعي السلطنة أورخان حلي الموحود في بيزئطة حي ثم لهم ما
الثانية هذه نحو خمس سنوات أخري ( 6456 -١ 461 ام) : 160586 “ بكلتنة2ة 1166066
لبرزخ كورنت جعل السلطان العثمان يتوحه للمنطقة بنفسه في 77 نوفمير 0/1567 /
رمضان ٠ 85 ؛ ويسيطر علي البرزخ » حيث فتحت أمامه أبواب المورة ؛ وبسط نفوذه
علي باتراس وكوردس وهكذا » أجبر قسطنطين علي طلب الصلح » فوافق السلطان
علي دفع أمير المورة الخراج للخزينة العثمانية والإعتراف بالنفوذ العئمان عليها"”'
سبياً في بذء سلسلة من حركات العصيان ضد الإدارة العثمائية إلا أن الدولة حكنت
من فرض نفوذها علي أمير الأرناؤوط يان قاستيريوتا ( 4 47 ١م//71ه+ه ) واحتجاز
أبنائه كرهائن لدي الدولة ؛ ومن ثم اسكان العديد من العشائر التركمانية في تلك المناطق
+ الأمر الذي ساعد علي انتشار الإسلام بين السكان الأرناؤوط ولما مات قاستيريوتا
(144م/47/ه) + فر إبنه اسكندر الذي نشاً في السراي العثماني من الأراضي
العثمانية رغبة منه في الإستيلاء علي أملاك أبيه ؛ حيث تمكن من تحقيق هدفه ؛ وبدأ
صراعه الطويل مع الإدارة العثمانية وإذا كان مراد الثاني قد توجه لحصار قلعة قرويا
الي تحصن بها اسكندر بك » إلا أن استعدادات هوتياد لحرب العسانيين وتجاوزه
الأراضي الصربية ؛ جعل السلطان العثمان يرفع الحصار عن المدينة مؤقتاً ويتخحذ
الإستعدادات لمواجهة حلف صليي جديد لاحت موشراته في الأففق (47؟٠١م/
معرخة قوصوة الثانية ؛ والحقيقة أن الدافع وراء دعوة هونياد لحملة صليبية
#*' فيما يتعلتى بحملة مراد الثاني علي المورة » أنظر : 176 502 3128275710 ”رتل1
3 لتفصيلات أكثر حول حركة عصيان الأرناؤوط بقيادة إسكندر بك ؛ ومساهمة هؤلاء العصاة في
التحالف الصلمي ضد الدولة العثمانية ١ أنظر :| 61278“ بكلنتمتة تقطءع5311
المرة لتشكيل جيش من الأفلاق والبولندين ومتطوعي أردل والمانيا ؛ كما شارك أمسير
بلاد الصرب الي تمكن من احتلالها بسهولة » والتقي بالخيش العثمان الذي كان يقوده
مراد الثاني بنفسه في ميدان قوص اووا في أواسط أكتوبر 448 /١ شسعبان 87م وإذا
إلا أن انحياز أمير الأفلاق للجانب العثمان وعدم قدر الصرب علي التفاهم مع النجار ؛
أدي فزيمة الجيش الصليي وفرار هونياد من أرض المعركة بصعوبة في 70 اكتوبر/ ١
شعبان
وأخياً » وفي * فيراير 45١ 1/ غرة محرم 885 توفي السلطان مراد الثاني
مشلولاً ؛ حيث استدعي ابنه الشهزاده محمد من ولايته بمغنيسا ؛ فوصل بعد ستة عشر
يوماً ؛ وجلس علي عرش الدولة للمرة الثانية وهكذا » تمكن مراد الثاني خلال فترة
حكمه (1451-1471م/05-074هه ) من إتمام ما بدأه أبيه » واستعاد نفوذ
الدولة العثمانية على الأناضول والروميلي وأ وضع أساس جديد أكثر عمقاً وأصالة
لدولة آل عثمان
ومهما يكن من أمر ؛ فقد نجح مراد الثاني في مواحهاته ضد البنادقة بسبب
سلانيك وضد الجر وعلي طول ثمر طونة بسبب تطورات الأوضاع في بلاد الأفلاق
الصرب بعد أن نحي منافسيه على العرش وبذلك تيسر لمراد خلال العشر سنوات
الأولي من حكمه أن تحقيق نجاحات هامة في الأناضول والروميلي سعياً لإستعادة أملاك
الدولة ونفوذها الذي كان موجوداً في أواخر عهد يبلدرم بايزيد وعلي الرغم من
تعرض الدولة العثمانية خلال السئوات ما بين 444-١441 ١م/ ه لعدة أزمات نتج
عنها تراجم حدودها علي كل الجبهات وتشكيل تحالف صليي ضم كل من البندقية
والمحر استهدف إخراج العثمانيين من كل أوروبا » فقد قضى انتصار وارنا 4454 ١م/
الاستفادة من حالة الاضطراب الداخلي في إيران خلال القرن 18م/7١ه لتعويض
هذه الحملات الشرقية للدولة الم ينتج عنها سوى استتزاف جديد للقوى العثمانية 6
الأمر الذي يسر على التحالفات العسكرية + والوساطات الدبلوماسية الأوروبية
مهمتها في إضعاف وتفكيك الدولة العثمانية
مما سبق يتضح لنا أن ضعف السلاطين العثمانيين ؛ وتعذر ظهور وكلاء هم
على مقدرة وكفاءة » أدّى إلى تفكك السلطة المركزية ؛ والحكم المطلق للسلماا:
ونائبه ؛ حيث راحت تننازعها مراكز القوى في السراي العثمان والحقيقة أن
المؤسسة العسكرية وتشكيلاتها المركزية والمحلية ؛ كانت أكثر موسسات وتشكيلات
الدولة تأثرا بهذه الأوضاع المتردية ؛ مما كان له آثار عميقة ؛ نتج عنها ظهور
حركات عصيان وتحاوزات ليس لها حدود في الداخل وهزائم عسكرية في الخارج
انعكاسات خطيرة على تماسك أرجائها في الولايات
ومما لاشك فيه ؛ أن التداعيات الخارجية لعوامل الخلل في الدولة العثمانية ؛
كانت أشد وطأة ؛ وأعظم أثراً على كيان الدولة منذ مطلع القرن 17م/11ه ؛
حيث تمكنت التكتلات السيحية الأوروبية من الاستفادة من تفوقها التقي
والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي + وراحك تخاضر الدولة الحكمانية فسكزياً
وسياسياً واقتصادياً © وتفرض عليها إعادة التفكير في جدوى التمسك بنظمها
ومؤسساتها بل وقيمها الأصيلة وهكذا ؛ راحت الدولة العثمانية تتحلى عن مبئاً
الغزرو والجهاد ؛ وتلتزم بمبداً المسالمة ؛ والتعلىق بأهداب الدبلوماسية الأوروبية ؛
للدولة حى تستطيع مواجهة التفوق الأوروي المتزايد
حير -
فإذا كانت عوامل الخلل في الدولة العثمانية قد ظهرت لأول مرة في
استسلام الجبهة الداخلية للدولة » انفسح الطريق للتحدي الأوروبي » وانتقلت إليه
ترجيه معمدرات الدولة العثمانية خلال القرن 178م/ 7١ه » وأصبح مستقبل الدولة
رهينة لطموحات الدول الأوروبية المتصارعة ؛ روسيا والنمسا في القسم الأوروني ء
وفرنسا وإنجلترا في الشرق الإسلامي وقد عبر المستشرق الفرنسى بيستيل ©
1[ عن هذا التحول الإستراتيجي الذي أتمى مراحل الصراع الطويلة مع الدولة
العثمائية في صالح الطرف الأوروي بقوله :
" أن محاولة فهم الأوروبيون للنظم العثمانية ؛ برهن على المدى الطويل
أنه خير ضمان لكفاءة أوروبا » وخير دافع لها للثررة على العثمانيين والتغلب عليهم
؛ وان مثل هذه الدراسات المتأنية برهنت على أنها أفضل لأوروبا من التعصب
الأعمى » حي أن العثمانيين لم يحاولوا فهم أوروبا الغربية بنفس القدر الذي حاول
كانت تلك هي أسباب اهيار الدولة العثمانية » حيث بدا التفاوض منذ
ذلك الحين على تقسيم أملاكها بين الدول الأوروبية إل أن إدراك التحالف
الأوروي السيحي لما كان يمكن أن يحدثه تقسيم الدولة العثمانية من أزمات قد تمدد
الكيان الأوروبي نفسه لتضارب مصالحهم»؛ جعله يتبئ سياسة هدم البناء العثماني من
الداخل ؛ مع بقاء هيكله الخارجي وقد اعتمدت أوروبا في تنفيذ هذه السياسة
على عدة عناصر مرحلية » بدأت بالضغوط العسكرية لتمزيق أوصال الدولة
العثمانية؛ والضغوط الدبلوماسية لترسيخ المكاسب العسكرية » وفتح الأبواب للتمثيل
الدبلوماسي الداثم » وتوسيع محيط الامتيازات الأجنبية في أنحاء الدولة ؛ وللسيطرة
*'" العثمانيون في اورويا 6+ ص١1-196١١
على الاقتصاد العثماي » وفرض تبعيته لأوروبا © وحماية رعايا الدولة من غير
المسلمين » وتشجيع السلاطين ورجال الدولة على إحداث التغييرات على النمط
الأوروبي وبالخاصة في النظم العسكرية
والحقيقة أن هذه التغييرات أي ما عرف أنعذ باسم الإصلاحات قد
العثمانية قد سلمت قيادها تماما للدول الأوروبية الي راحت "تعرف منذ ذلك الوقت
باسم " الدول الكبرى " ؛ وذلك بإعلان فرمان " التنظيمات " عام 1874م ؛ ثم "
الإصلاحات " عام 1853م » وأخيرا "المشروطية " أي الدستور والبرلمان عام
2ه ثم عام 808١م » عن ماية الدولة العثمانية حيث لم يبق من كيامها القديم
سوى اسمها " الدولة العلية العثمانية "
أن القضية الي كانت تؤرق أوروبا لم تكن الخلاف حول تقسسيم الدولة
العثمانية ؛ ولكن الطريقة الي يمكن بها تقسيم أملاكها الشاسعة ومناطق نفوذها الممتدة
والنتائج الي يمكن أن تتمخحض عن هذا التقسيم ولذلك ؛ لم تختلف دول أوروبا
حول ضرورة طرد العثمانيين من أوروبا » ومنح الاستقلال لولاياتما الأوروبية ؛ زإنما
قادت بتنفيذ هذا اهدف بشكل تدريجي منظم ؛ بالتنسيق فيما بينها فلم ينقض القرن
4ه + حن لم يبق للعثمانيين قوة تذكر في أوروبا أما على صعيد ولايات
الدولة العربية والإسلامية » فقد راحت أوروبا المسيحية تتقاسمها فيما بينها ؛ وتقضى
على أية محاولة يمكنها أن تحدث بعثا حديدا بأي شكل والواقع أن الحرب العالمية الأولى
64م + جاءت لترسيخ تقسيم العالم الإسلامي بين الدول الأوروبية ؛ تنفيذا لإحدى
مشروعات التقسيم القديمة ؛ ومن ثم إعلان الانتصار المسيحي الأوروبي على العالم
الإسلامي ولم يكن إعلان مصطفى كمال أتاتورك عن إلغاء السلطنة 1477م ) ثم
إلغاء الخلافة 976١م » سوى تأبين لدولة استمرت على فراش الاحتضار لأكثر من
قرنين ونصف من الزمان
- أحمد عبد الرحيم مصطفى ؛ في أصول التاريخ العثمان » ط؟» القاهرة 18947
- بول كولز 0 ء العثمانيون في أوروبا ؛ ترجمة عبد الرحمن عبد الله الشيخ القاهرة 1647
- خليل ايناللحق ؛ " العشمانيون في عصر النشأة والازدهار " ؛ دراسات في التاريخ العشماى ؛
ترجمة وتقديم وتعليق سيد محمد السيد؛ القاهرة 18489
- سيد محمد السيد " دسترر العمل في النظام الإداري والمالى في ايالة مصر خلال مطلع القرن
٠م/1ه ”" ؛ بحلة كلية العلوم الإجتماعية » جامعة الفرات + الازي » العدد الأول 3005
- شكيب ارسلان ء" التعصب الأوروبي لم التعصب الإسلامي ؛ ومائة مشروع لتقسيم تركيا "
حاضر العالم الإسلامي لوثروب ستودارد ترجمة عجاج نويهض؛ ج” ؛ القاهرة ١787
- عصمت بارماقسز اوغلو » "الدولة العثمانية في القرن ١١7 ” دراسات في التاريخ العثمان ؛
ترجمة سيد محمد السيد ؛ القاهرة ١9397
- فاروق عثمان اباظة ؛ أثر تحول التجارة العالمية (الى رأس الرجاء الصالح على مصر وعالم البحر
المترسط أثناء القرن 6 ؛ دارالمعارف دءت
- محمد أنيس » محاضرات في تاريخ الشرق الأوسط الحديثت+ ١16-١5١ القاهرة د ت
- » الدولةالعثمانية والشرق العربى ))١914-1914( القاهرة دءت
11 , (التشيع من القرن العاشرة إلي القرن العشرينم “5111116
2 وتمالهط , 110601 0051032 0617 ,(المورخون العثمانيون وآثارهم
(التاريخ السياسي العثمانية من مرحلة التأسيس حى “ 72037038 161001716
ذا ا طالب
نطتتة 1 1/1016 ©1771 081710 0520201 , معاهدة كجوك قينارجه)
4 15680010 ,العثمانية وتاريخها الحضاري)
(البناء الإقتصادي “ 80151 11605801 050871 ” ,
4 ل[(15)870 , 856 , (التشكيلات العسكرية العثمانية)*“
(العشمانيون ومملكة أسبانيا خلال “ 117811181 15082178 76 05118711187
8 ,:11106 118110 0©17القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي)
,(التراريخ العثمانية في" اللغات الغربية) 1811611 0807811 11116606
4 سه فوط