هذا الدين المتين وأن المسلمين الأول قادوا أكبر حركة فكرية عندما استجابوا
لداعى القرآن الكريم بالاجتباد فى العلم .
وقد لت الكتاب نجاح ا كبياً بين جمهور القراء ونفدت طبعته الأولى وإنى إذ
أقدم لطبعته الثانية أدعو الله أن بحقق الهدف من إخراجها ويقود المسلمون أكبر
حركة علمية فى عصرنا الحديث كا قاد أجدادهم بحركتهم العلمية الكبرى فى
صدر الإسلام :
والله ولى التوفيق ؟
صدق الله العظيم
(قران كريم)
القلب . ويستولى على النفس . وتفيض المشاعر به ١ ووفقتنا أن نكون من أتباع
عبدك خاتم الرسل والنبيين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وبعد .. فلقد
كان من أفضال الله ونعمه أن استجاب دعائى + وحقق رجالى » فأعاننى على
ذكره . ووفقنى إلى طاعته » فأصدرت كتابا باسم (الله والعلم الحديث » يجمع
صفاته ... تم تابعته بكتاب (الإسلام والعلر الحديث ) وهو تعريف بالإسلام :
الثالث فكان (القران والعل الحديث) الذى أوضح أن القران الكريم إنما هو
الإعجاز العلمى هو السبيل لتبليغ الدعوة الإسلامية لغير العرب ...
وقد نجد من أعداء الإسلام من يتساءل ,. . ذا كان ذلك هو أمر القران
والإسلام فهل استجاب"المسلمون لذلك ؟ ... وكيف يسبقهم الآن غيرهم فى
العلوم ؟ ..
المسلمون الأول بعد أن كانوا قبل الإسلام يعيشون فى جاهلية مطبقة ... وما
بهم إلا الإسلام من جاهلية ... إلى عام ... فإل هؤلاء أقدم هذا الكتاب .
وإلى المسلمين أينًا كانوا أقدم أيضاً هذا الكتاب (المسلمون والعلم الحديث
والحمد لله الذى وفقنا إلى أن نعيش فى عصر يتسم بالعلم ويتميز به وتصبح
الدعوة إلى العام دعوة عالمية » تتسابق فى الاستجابة لها الدول على اختلافها ,..
وها هو الرئيس «جال عبد الناصر» بيحمل الجامعات أمانة الدعوة العلمية ؛
عصر الجمل بيبا غيرنا فى عصر الصواريخ . لقد فاتتا عهد البخار والكهرباء ؛
اختلاف نواحيه هو الوسيلة الحقيقية لتطوير مجتمعنا » والواقع بدون العلم تصبح
كل الأحلام التى تجيش فى صدورنا كسراب الصحراء وهماًّ لا وجود له : وإنما
يد العلم وحدها هى القديرة على أن تحول أحلام الشعب إلى واقع حى ؛ وأن
تتوهج فى قلوبنا لا تلبث أن تتحول إلى رماد مالم يستطع العلم آن يحول حرارتها
إلى طاقة خلاقة بناءة » .
الكريم » وأن يثيبنا جميعاً فوق ما نطمع . ويقربنا إليه أكثر مما نرجو ء وأن
تكون دائما من أهل طاعته ومحبته .
والله ولى التوفيق ؟
«وقل رب زدنى علما»
إل الأجيال الصاعدة من شباب الإسلام
دعوة إلى متابعة الجهاد العلنى الذى بدأه المسلمون الأول .
و مركا ند و 2 اص نار با 2
«إنهم فية امنوا بربهم وزدناهم هدى »
(قرآن كريم)
علم العرب قبل الإسلام
البيئة الطبيعية الى توجد فيها غالبية الشعب » والحالة الاجماعية الى يعيش فيا
والبيئة الى كان يعيش فيها العرب قبل الإسلام صحراء جرداء» تسير فيها
الأيام الطويلة والليالى المتعاقبة فلا تصادف حياة على أى صورة كانت إلا
نادراً » فقلة الماء وبالتالى انعدام استقرار إقامة الأحياء فى مكان جعل هذه
المنطقة الى عاش فيها العرب متفرقين » غير مطروقة إلا من قافلة تمر مراً سريعاً
وغير متكرر لتكون فى مأمن من السلب والنهب ؛ ولتنجو من الموت فى
القفار ... وإن مثل هذه البيئة تجعل الشعوب التى تقج فبها بمعزل عن ركب العم
والحضارة إذ من أهم وسائل نشر العام والمعرفة سهولة النقل » وكثرة الحركة ؛
ودوام الاتصال بالغير . وق ذلك يقول المرحوم الدكتور محمد حسين هيكل فى
كتابه «حياة محمد » : «سائر بلاد العرب جبال ونجود وأودية غير ذات زرع ؛
وطبيعة جرداء » ل" تيسر الاستقرار » ولا تجلب الحضارة » وهى لا تشجع على
حياة غيرحياة البادية » وما تقضى به من الارنحال الداثم ؛ واتحاذ الجمل سفينة
للصحداء وطبيعى فى بلاد هذه حالمها لا يقم بها مقم ؛ ولا تعرف ا-لاة
الإنسانية إليها سبيلا » . .
هذه البيئة نفسها شكلت حياتهم الاجماعية » وغرست فيهم تقاليدهم
وأخلاقهم . فالصحراء قليلة الخير ؛ + لايزيد خرها عل بعض الكلاً الذى
تحدد مكان إقامتهم وبذلك فهم رحل غير مستقرين » لا يرتبطون مع غيرهم
بجوار » ولا يتبادلون مع سواهم معرفة أو علما » وقد لا يصادفهم المرعنى مدة ؛
أويغيب عنهم الماء فترة ؛ وتهب عليهم الريح القاسية ؛ وكثيرا ما يحدث ذلك ؛
فتنفق بسبب من هذا أو بأكثر » ماشيتهم » فيزداد فقرهم » وتشتد عليهم
حالتهم المعيشية » لذا كان من أهم صور حياتهم : الغارة والسلب والنهب ؛
ولهذا كانوا يتمسكون بالولد ويقتلون البنت » فالولد يستطيع الحرب
والضرب ١ ويتمكن من الغارة والسلب » بعكس البنت ... ورغبة منهم قْ
أطلق عليهم أنهم كانوا يعيشون فى الجاهلية . هذا اللفظ الذى يشمل أخلاقهم
وحيانهم ومظاهر عقليتّم .
فهل يمكن أن ينتش العام فى بيئة هذه ظروفها الطبيعية ؛ أو بين شعب هذه
حالته الاجمّاعية وأخلاقه السائدة 9 ... يقول المرحوم الأستاذ أحمد أمين فى
كتابه فج رالإسلام : « قد تأخ رالعرب عمن حوطم فى الحضارة » وغلبت عليهم
البداوة » وعاش أكثرهم عيشة قبائل رحل » لا يقرون فى مكان » ولا يتصلون
الغيث ؛ فيخرجون بكل مالم من نساء وإبل يتطلبون المرعى ٠ لا يبذلون
جهداً عقلياً فى تنظ بيئتهم الطبيعية كما يفعل أهل الحضر » إنما يعتمدون على
النوع من المعيشة بالذى يرف قومه ويسلمهم إلى الحضارة » إنما يسلم إلى
الحضارة عيشة القرار استخدام العقل فى « تنظم شئون الحياة "0
وهكذا لم يكن للعرب فى الجاهلية أى أثر فى العلوم » بل لم يكن هناك أى
مظهر من مظاهر الحياة العقلية » بل كان الجهل فاشياً فيهم » والأمية منتشرة .
اللهم إلا تفوق البعض النادر منهم فى اللغة وإجادة البعض قص القصص أو
إنشاد الأشعار التى كان لابد منها لقتل ذلك الوقت الطويل الذى يقضيه العربى
وارتقاب ما يقي أوده من أمطار ... ومرعى ... شهوراً ... وأعواما ...
أما معلوماتهم العامة فالخرافات والأساطير هى الغالب فيها » وما أكث ركتب
يتحدثون عن أرض بالهند بها جبل فيه شجرة تحبى المونى » وفى رأس هذا الحبل
أمة من الناس تعيش منذ ستة آلاف سنة ؛ أما .ما بعد الصحراء فبحر...
«يرتفع من هذا البحر تنين عظ يشبه السحاب الأسود » وينظر إليه الناس .
شىء من الأبنية العظام إلا سحقته وهدمته » ولا من الأشجار إلا هدتها ١ وربما