من المواطنين. وأما في «بنا» والتي حكمت لأكثر من نصف قرن بواسطة بعض العائلات الثرية ذات
توريخوس» على رفض الحيمنة الأمريكية والسير على درب «رولدوس» (الأستاذ الجامعي ورئيس
الأكوادور الذي أراد فرض سيادة بلاده على مصادر النفط وطالة الاغتيال في حادث طائرة مدبر في
؟ مايو )198١1 فنال نفس المصير في حادث طائرة أيضاً في 7١ يوليو 198١ أي بعد شهرين فقط
من موت «رولدوس»» وهكذا ينضم هؤلاء إلى قائمة طويلة من زعماء العالم الثالث مثل «مصدق» في
إيران و «سلفادور اللندي» في تشيلي وغيرهم» ولكن غزو بنماء جاء بعد ذلك بسنوات وتحديداً في
٠١ ديسمبر ٠484 وذلك بحجة القبض على «نورويجا» والذي ترأس بنيا بعد اعمر توريخوس»»؛
بغزو بنها الدولة الصغيرة التي لا يتعدى سكانها مليوني نسمة؛ فقامت بحرق أحياء من عاصمتها
وقتلت الآلاف من الأطفال والمدنيين الأبرياء وشردوا سكاناء بينما كان بإمكان وكالة المخابرات
بمقتضاها يجحتى لها غزو أي بلد في أمريكا الوسطى والجنوبية تعارض سياسات الولايات المتحدة.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين استغلت أمريكا التهديد الشيوعي وجعلته ذريعة لتطبيق هذا
المبدأ على بقية دول العالم مثل فيتنام وغيرها!-
العراق ينقذ فنزويلا
يقول «بيركنز» أن العراق ليس فقط هو النفط ولكن أيضاً المياه والموقع الاستراتيجي والسوق
الأمريكية التي ساندت صدام حسين في حربه ضد إيران أنه لن يسير في السيناريو الاقتصادي
المرسوم له» وأما بالنسبة لفنزويلا فهي رابع مصدر للبترول في العالم وثالث مورد للولايات المتحدة؛
ولقد تأزمت الأمور في البلدين بالنسبة لأمريكا في نفس الوقت عندما قام «شافيز» بفرض سيطرة
الحكم بعد أقل من 7 ساعة مستنداً إلى الجيش الذي وقف بجانب الشعب بخلاف «مصدق» في
إيران» ولم تتمكن أمريكا من تكرار سيناريو إيران ١487 في فنزويلا ٠٠١7 وجاء الغزو الأمريكي
للعراق لينقذ فنزويلا حيث لم يكن بإمكان الإدارة الأمريكية شن الحرب على جبهات كلاً من
يدعى «بيركنز» أنه والخبراء الاقتصاديون قاموا بتطويع اللغة لتغليف إستراتيجيتهم في النهب
الاقتصادي» وذلك باستخدام مفاهيم مثل «الحكم الرشيد وتحرير التجارة وحقوق المستهلك»؛
وبحيث لا تصبح السياسات الاقتصادية جيدة إلا من خلال منظور الشركات الكبرى» وأما الدول
التي تقتنع بهذه المفاهيم فهي مطالبة بخصخصة الصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء أي أن
تبيعها للشركات الكبرى وهي مضطرة بعد ذلك إلى إلغاء الدعم وجميع القيود التجارية التي تحمي
الأعمال الوطنية» بينيا عليها القبول باستمرار أمريكا وشركائها من الدول الصناعية الكبرى فى تقديم
الدعم لقطاعات أعيالمها وفرض القيود لحاية صناعاتها!.
العملة القياسية الدولية؛ فالولايات المتحدة هي التي يح لها طبع الدولار وبالتالي يمكنها تقديم
القروض بهذه العملة مع إدراكها الكامل أن معظم الدول النامية لن تتمكن من سداد الديون»
وحسب تفسير «بيركنز» فإن النخبة الأمريكية لا تريد بالفعل قيام الدول بالسداد لأن ذلك هو
السبيل إلى تحقيق أهدافها بعد ذلك من خلال مفاوضات سياسية واقتصادية وعسكرية؛ ويفترض
«بيركنز» أن حرية طبع النقد الأمريكي دون أي غطاء هي التي تعطي لإستراتيجية النهب
الاقتصادي قوتهاء لأنها تعني الاستمرار في تقديم قروض بالدولار لن يتم سدادها!
الكربورقراطية : مزيد من التوضيح
يمكن تقسيم اعترافات «جون بيركنز» في كتابه إلى جزأين من حيث المضمون: الجزء الأول
ويتناول تجربة «بيركنز» الشخصية في شركة 34/817 والتي امتدت حتى عام 148٠ ويعتمد هذا
الجزء على وقائع وأحداث فعلية عاشها المؤلف. وأما الجزء الثاني فيعتمد بدرجة أكبر على تحليلات
وآراء «بيركنز» والتي تعتبر تفسيراً شخصياً في وصف أحداث ووقائع لم يكن هو طرفاً فيهاء وفي كلتا
الحالتين فإن المؤلف لم يوضح أصول ومفاهيم الكربورقراطية وعلاقتها بالشركة الأمريكية
جه 600000216 وأنه لمن المفيد في هذا المقام وبعد العرض السابق للكتاب أن أتناول هذا
الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً لعله يُعين القارئ على الإلمام بشكل أفضل بمحتوى الكتاب الذي هو
بين يديه.
يطل مجازاً تعبير «الشركة الأمريكية 8عة705/ 0:00:318©» على المنظمة المشتركة للشركات
الأمريكية الكبرى والتي تشكل عصب اقتصاد الولايات المتحدة وقاعدتها الرئيسية لبناء مجتمع
الرفاهة حسب الفاهيم التي أصلتها النخبة في وجدان الشعب الأمريكي على امتداد قرنين من
الزمان مما دفع يوماً رئيس أكبر شركة لإنتاج السيارات إلى الجهر بالقول بأن «ما هو فى صالح جترال
موتور فهو فى صالح أمريكا» ويصعب الفصل بين أهداف هذه المنظومة ومجريات الأمور في
الولايات المتحدة حيث بسطت المؤسسة الاقتصادية الأمريكية نفوذها على باقي المؤسسات الأخرى
السياسية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية. والتاريخ الحديث شاهد على مدى تعبير سياسات
الولايات المتحدة عن مصالح أولئك الذين يتحكمون في الدولة؛ فأحداث إيران في الخمسينيات عند
تولي «محمد مصدق» رئاسة الوزارة والانقلاب ضد سلفادور الليندي في السبعينات في تشيلي
وأنظمة الحكم الديكتاتورية في جمهورية الموز» وأخيراً محاولة قلب نظام حكم «شافيز» في فتزويلاء
لهي دلالات قوية تمر بسرعة بذاكرة كل متابع عادي للاحداث العالية؛ فالمصالح الخاصة هذه
الشركات هي بمثابة المصلحة العامة لأمريكا؛ مما جعل العمل السياسي ينحسر في التفاعل المستمر
مع مجموعات المصالح الاقتصادية التي تنافس للسيطرة على الدولة؛ وتحول النظام السيامي
الأمريكي إلى نظام للحزب الواحد ينقسم إلى جناحين «الجمهوري» و «الديمقراطي» يسيطر على
كل منهما مجموعات متغيرة من قطاع الأعمال ويشتركان في التوجهات الرئيسية للأيديولوجيا
الأمريكية» وأهمها شرط إسعاد وإرضاء من «يملكون البلد» (المستثمرين) حيث إنه دون تحقق ذلك
سينال البؤس من باقي أفراد الشعب !وعليه فإن الخطر كل الخطر يكمن - بالنسبة للنظام الأمريكي
القائم - في التهديد المتمثل في بروز بدائل أخرى من النماذج الاجتماعية لا تتمشى مع أسس هذا
الفكرء وبالتالي رأت الحكومات الأمريكية المتتالية في ظهورهذه البدائل ذريعة تبرر استخدام
سياسات الردع للدفاع عن النفس بم في ذلك التدخل العسكري» فمن خلال الإطار المفهومي الذى
ترسخ والمحترم من الجميع» فإن أي اعتداء يبرر بسهولة للشعب الأمريكي على أنه دفاع عن النفس»
واختلاف العام مع سياسة الولايات المتحدة يعني ببساطة أن العالم هو المخطئ!
ولقد سمح تركيز سلطة اتخاذ القرار في أيدي القطاع الخاص - بالنسبة للدوائر المحورية
للحياة الأمريكية - من تغيير مسار أي تحد رئيسي للامتيازات القائمة والقضاء عليه قبل أن يأخذ
شكلاً أكثر قوة. واستخدمت آليات السوق لتوجيه وضبط الأفكار والمشاعر العامة بحيث إقتصر
يسمع في المجتمعات الديمقراطية - وذلك بخلاف النظم الشمولية التي لا يهمها سوى طاعة
المواطنين بصرف النظر عما يفكرون فيه - فلقد تمكن أصحاب المصالح الأمريكية من تجاوز هذه
الإشكالية من خلال غسيل مخ مستمر يصبح فيه حديث المواطن العادي متمشياً تماماً مع مفاهيم
النخبة الاقتصادية والسياسة؛ وهو ما عبر عنه 5(ةج13 15088505 بعملية «هندسة الموافقة 7108
«©0ه» له 081060102» فعمليات السيطرة على العقل العام الأمريكي تتم بشكل مستمر
ومتكرر وتصل إلى ذروتها في فترات الأزمة بحيث يساق الشعب بشكل دائم إلى إدراك بأن الحرب لم
تنته وبأن بلاده تحارب من أجل ققة ولا غرابة إذن أن يستخدم الرئيس الأسبق «ريجان»
تعبير «إمبراطورية الشر» والرئيس «بوش» تعبير «محور الشر» للتأثير على المواطن العادي بألفاظ
ذات مسحة دينية؛ وكما يساهم شركاء النخبة من المثقفين وقادة الرأي والفكر في تعبئة الرأي العام
بجرعات منتظمة من البلاغة تتسم بالمغالاة دائا للحيلولة دون تحول أي فكر مستقل إلى فعل سياسي
يهدد مبادئ النخبة المسيطرة» ويتطلب ذلك بالضرورة تركيزاً عالياً للملكية في مجال الإعلام
أو صحفيين ينتمون بحكم الوضع الاجتماعي والمالي لنفس النخبة المحظوظة ويشاركونها
الامتيازات والتطلعات» ويعبرون بالتالي عن مصالح الطبقة التي يتتمون (أو سينتمون) إليها دون
حاجةٌ إلى توجيه أو وصاية فيا يقولون أو يكتبون» وهكذا يخدم نموذج الدعاية في الميديا أغراض
الشركة الأمريكية والدولة؛ ويتحدد في تقرير وتحليل الأمور بشكل يساند المزايا القائمة ويحد من
الحوار والمناقشة حول المفاهيم الأساسية للنخبة.
أما السياسة الأمريكية على المستوى الدولي فتندرج تحت مدا «الاحتواء 00018800758»» ويرى
0:© ««ودلا» أن هذه السياسة الخارجية هي الوجه المقابل للسياسة الداخلية في صناعة
سياسة الاحتواء الخارجية» وكما أن كل الأدلة تشير منذ الحرب العالمية الثانية إلى أن الهدف الرئيسي
لسياسة الاحتواء هو إعطاء الطابع الدفاعي (إذا كان أعداء الديمقراطية ليسوا من الشيوعيين هم
من الإرهابيين!). والغطاء الشرعي لمشروع أمريكا في إدارة العام وبناء نظام عالمي تسيطر عليه
الولايات المتحدة ويتم من خلاله نمو وازدهار الأعمال الأمريكية وتشكيل منظومة عالمية تتشكل من
النخبة الحاكمة في جميع بلدان العالم تؤدي مكوناتها المختلفة مهاماًمحددة لصالح «الشركة الأمريكية»
سواء كمراكز تصنيع أو كأسواق استهلاك أو كمصادر للطاقة والمواد الخام.
ولقد هللت أبواق الدعاية الإعلامية والفكرية لانتصار النموذج الرأسيالي الأمريكي بعد
انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط المعسكر الاشتراكي وذهبت إلى تمجيد هذا النموذج باعتباره الأوحد
والأخير في تاريخ البشرية القادر على تحقيق رفاهة الإنسان (نهاية التاريخ: لفوكوياما)! فالرأسيالية
اليابانية تتعثر نتيجة تدخل الدولة في توجيه المسار الاقتصادي؛ ونموذج دول جنوب شرق آسيا
واجه أزمة 1441 بسبب عدم صلاحية الحكومة ١ 6076002008 580 » ولأسباب أخرى لم تذكر
عندما كانت نفس آلة الدعاية تتحدث عن المعجزة الآسيوية؛ والنمور الآسيوية؛ كما أن اللموذج
الرأسمالي الأوروبي غير قادر على المنافسة والابتكار نتيجة إتباعه سياسات الضمان الاجتماعي وحماية
حقوق القوى العاملة! ولقد تناسي المهللون للنظام الاقتصادي الأمريكي تدخل الدولة المستمر لمساندة
قطاع الأعمال وخاصة منظومة الشركات الكبرى منذ أزمة الكساد الأعظم عام 14748 وحتى تاريجه؛
ولقد نجحت الولايات المتحدة في تحقيق أعلى مستوى تاريخي من السيطرة السياسية والاقتصادية
عندما كان معظم دول العالم المتقدم تحت الأنقاض بعد الحرب العالمية الثانية» وأعطت الأولوية
المطلقة لاحتواء ألمانيا واليابان داخل نظام عالمي.تتحكم فيه قطاعات مالية وصناعية مرتبطة مباشرة
بمصالح «الشركة الأمريكية «دتحت0م 000000216 وكيا فتح الباب على مصراعيه للاستشمار
الأمريكي في أوروبا الغربية من خلال مشروع مارشال» وفي عام 147/1 وعند ظهور بوادر تنافسية
من أوروبا واليابان» أعلن الرئيس نيكسون عن السياسة الأمريكية الجديدة وذلك بحل النظام
الاقتصادي العالمي القائم (نظام بريتون وودر) الذي أسس عقب الحرب العالمية الثانية والذي لعبت
فيه الولايات المتحدة دور «المصرف العالمي» ولعب «الدولار» دور العملة العالمية الوحيدة والتي يتم
تحويلها بسعر ابت 8* دولاراً الأونصة الذهب» ولقد كان رد نيكسون على اهتزاز الهيمنة الاقتصادية
الأمريكية قاطعاً: «عندما تخسر عليك أن تغير من قواعد اللعبة» وقام نيكسون برفع غطاء الذهب
للدولار وأدي هذا التحلل من القواعد السابقة إلى.نمو عشواتي للاقتصاد الدولي» والي تحقيق ميزة
هائلة للمنظومة المالية والصناعية الأمريكية للتحرك عبر العالم دون أية قيود» وتوسعت أسواق المال
العالمية نتيجة لذلك» وأيضاً نتيجة للتدفق الهائل للبترودولارات بعد ارتفاع أسعار النفط عام 147/4
ولبدايات ثورة الاتصالات والمعلومات التي يسرت سرعة انتقال الأموال. ولجأت المصارف العالمية
المرتبطة بالمصالح الأمريكية إلى تشجيع اقتراض الدول مما أدى إلى أزمة القروض الدولية للعالم
الثالث كما هو معروف؛ ولقد ساهم ارتفاع سعر النفط - والذي صاحبه أيضاً ارتفاع أسعار الفحم
الأمريكي واليورانيوم والمنتجات الزراعية الأمريكية - في تحقيق أرباح طاثلة للشركات الأمريكية
والإنجليزية العاملة في مجال الطاقة وفي توجيه استثماراتها لاستخراج البترول من مناطق ألاسكا
وبحر الشمال عالية التكلفة؛ وتمكنت الإدارة الأمريكية من التغلب على العجز الناجم عن فاتورة
النفط المستورد عن طريق صادرات غير مسبوقة في مجال توريد السلاح للشرق الأوسط وبناء
إن الأمثلة عديدة لهذا التشابك الأخطبوطي بين الإدارة الأمريكية والشركات الكبرى: من
الوقت أهدافه بدعم الشركات الزراعية الأمريكية من جهة وترسيخ اعتماد الآخرين على الغذاء
الأمريكي من جهة أخرى» ومروراً بخطط ريجان لإنقاذ شركة كرايسلر للسيارات وبنك كونتنجال
“اللينوي وتعويض المؤسسات المالية التي تضررت من فضيحة توظيف الأموال في أواخر الثانيئيات
عند نهاية الحرب الباردة - بإنشاء ما يسمى (5808ا 0800065 :0 :06015» لترويج بيع السلاح
حول العالم» ونجح المركز في رفع مبيعات الشركات الأمريكية من السلاح من ١١ مليار دولار في
عام 1484 إلى قرابة 8٠ مليار دولار في عام 1144١
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى تقسيم العالم إلى مناطق اقتصادية نوعية تخدم كل منها على حده
أغراض الشركات الأمريكية (فنزويلا والمكسيك والخليج للنفط» أمريكا الوسطى والكاريبي
(ثمانية حاليا) دول الصناعية الكبرى وصندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية إل
إنشاء منظومة لحكم العالم بشكل غير مباشر أعطيت فيها للنخب السياسية ورجال الأعمال وقادة
الرأي في العالم التامي حق المشاركة فيها والاستفادة منها بشرط الدفاع عن الليبرالية بالمفهوم .
الأمريكي» وطلب من أكثر من ماثة دولة من العالم الثالث فتح أسواقها أمام الشركات متعددة
الجنسيات والابتعاد عن السياسات المساندة للقطاع الاقتصادي الوطني تحت شعار «حرية التجارة»
والذي كانت له آثار مدمرة على اقتصاديات الدول في أمريكا اللاتينية وهروب الأموال من روسيا
والتي قدرت ما بين ١8 إلى ٠4 مليار دولار في عام 1481 وحده. وعلى ازدياد حالات الفقر
والاضطراب الاجتماعي في كل الدول التي أخذت بمبادئ اليمين المتطرف في فتح أسواق المال دون
قيود وبمبادئ الأصولية الاقتصادية «دعه يفعل - دعه يمر» والملفت للنظر أن الإدارة الأمريكية
التي تطالب بسياسات للتجارة الحرة لم تطبق هي نفسها أيٌٍّ من هذه السياسات في جميع مراحل
في تحقيق تقدمهم ونمو اقتصادهم,» والغريب أن تقرير الأمم المتحدة الأخير - والذي يتناول تجربة
8٠ دولة انتقلت إلى الديمقراطية - أثار العديد من التساؤلات والتعليقات حول عدم رضا
الشعوب عن هذا التحول وكأن العيب هو في التطبيق الديمقراطي! بينما لم يذكر السبب الرئيسي
إن ما يريده النظام الأمريكي في حقيقة الأمر ليس هو التجارة الحرة؛ بل هو احتكار المستقيل
لصالح منظمة «الشركة الأمريكية» في حرية دخول الأسواق واستغلال الموارد واحتكار التكنولوجيا
والاستشمار والإنتاج العالمي» فهي تطالب لشركاتها بحقوق الملكية في مجال الدواء والزراعة (البذور»
من خلال الحصول «مجاناً» على أسرار أدوية الأعشاب وطرق العلاج الطبيعية الأخرى التي
تراكمت خبراتها لدى العالم النامي عبر مئات السنين» متناسية أن الدول المتقدمة لم تطبق نظم براءة
١7 بل إن الولايات المتحدة نفسها رفضت في القرن التاسع عشر دعاوي حقوق الملكية بحجة
أنها ستعوق التطور الاقتصادي!.
الجانب السياسي المرئي وغير المرفي» مثل تبادل أفراد النخبة المراكز العليا (ماكنمارا وشولترز وتشيني
جنوب كوريا على الحركة الديمقراطية في عام ١48٠ بادر الرئيس كارتر - بعد أيام معدو إيفاد
رئيس بنك التصدير والاستيراد الأمريكي إلى سول لطمأنة العسكر على المساندة الاقتصادية
الأمريكية وصرف ١٠٠مليون دولار كقرض عاجل! هذا علاوة على التصدي المستمر لكل الأنظمة
الوطنية التي يتعارض توجهها مع مبادئ الليبرالية للنخبة الأمربكية سالفة الذكر
مقدمة المؤلف
قراصنة الاقتصاد 10801 ان ©58000:1» أو اختصارا ال 121114 هم خبراء محترفون ذوو
أجور مرتفعة؛ مهمتهم هى أن يسلبوا ملايين الدولارات بالغش والخداع من دول عديدة في سائر
أنحاء العالم. يحولون المال من البنك الدولي؛ وهيثة المعونة الأمريكية (105/10) وغيرها من
الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الأرضية. وسائلهم لتحقيق ذلك تشمل اصطناع
كان ينبغي أن أدرك أني قرصان اقتصاد (151114).
كتبت هذا الكلام عام 1487 كبداية لمشروع كتاب كان عنوانه ضمير قرصان اقتصادى»؛ كرّسته
لتكريم رئيسي دولتين في أمريكا اللاتينية؛ هما خايمى رولدوس 801008 1818008 رئيس الإكوادور»
عالمية. وعندما فشلنا نحن قراصنة الاقتصاد في استمالة رولدوس وتوريخوس؛. تدخل فريق آخر من
القراصنة» وهم ثعالب المخابرات المركزية الأمريكية 018 المعتمدين لديهاء والذين كانوا دائما خلفناء
أقنعني البعض أكثر من مرة بالتوقف عن كتابة هذا الكتاب» فقد شرعت فيه أربع مرات
خلال العشرين سنة الماضية + وفى كل مرة كان قراري يتأثر بأحداث العالم الجارية: الاجتياح
الأمريكي لبنها عام »٠484 حرب الخليج الأول» الصومال» ظهور أسامة بن لادن.
وفى عام 7007 قرأ رئيس دار نشر تمتلكها شركة عالمية كبيرة مسودة ما أصبح الآن «أعترفات
رأسه؛ وقال لي إن رجال الإدارة العليا في شركته لن يسمحوا بهاء لذلك فهو لا يستطيع أن يغامر
كعمل من طراز كتابات «جان لوكاريه أو جراهام جرين».
لكن هذا لم يكن خيالا روائيا؛ إنما هو قصة حياتي الحقيقية. وفييا بعد ساعدني ناشرٌ أكثر جرأة
يصعب تخطيها؟
هذه القصة يجب أن تروى لأننا من خلال إدراك أخطاء الماضي نستطيع استثمار فرص المستقبل
القصة يجب أن تروى بسنب أحداث ١١ سبتمبرء كذلك حرب العراق الثانية؛
ثة آلاف شخص الذين ماتوا في ١١ سبتمبر ٠٠١٠ على يد الإرهاب - هناك
النيل منك فإنتي سأكمل الطريق من حيث وصلت» فنحن بحاجة للقيام بهذا العمل من أجل
أما الإجابة التفصيلية: فتعود إلى انتمائي لهذا البلد الذي نشأت فيه» وإل حبي للمبادئ التي عبر
اليوم» بالحياة والحرية و السعادة» وتعود أيضا لتصميمي بعد ١١ سبتمبر على ألا أقف مكتوف
اليدين. بينما هؤلاء القراصنة يحولون هذه الجمهورية إلى إمبراطورية تحكم الكرة الأرضية.
جميعها جزء من حياتي. إنها قصتي الشخصية؛ ومع ذلك فقد حدثت ضمن سياق أحداث العالم
أحداثا تاريخية» أو أعيد كتابة محادثاي مع أشخاص آخرين» أستعين في ذلك بأدوات كثيرة؛ منها
الوثائق المنشورة» والسجلات والمذكرات الشخصية» والذكريات» سواء ذكرياتي أو ذكريات غيري
السابق» أو غير متاحة. والمراجع المذكورة في الهوامش تسمح للقراء المهتمين بمتابعة هذه الموضوعات
باستفاضة أكثر.
الإشارة كانت بالأحرف الأولى 21434. في الواقع في ذلك اليوم من عام 1417/١ عندما بدأت العمل
يعرفه أي شخص حتى زوجتك». ثم تحدثت بلهجة جادة وقالت: «وبمجرد أن تدخل هذا المجال
الأولى 8511234.
بدرجة كبيرة» وقد أدركت نقاط ضعفي واستغلتها إلى أقصى الحدود. والطريقة التي كانت تمارس بها
وظيقتها تدل على مدى المراوغة التي يتمتع بها العاملون داخل هذا النظام.
وصفت لى كلودين ما عليّ فعله دون مواربة. قالت لى إن مهمتي هي: «تشجيع زعماء العالم
ليصبحوا جزءا من شبكة اتصالات واسعة تروج لمصالح الولايات المتحدة التجارية. وف النهاية يقم
عالقا شراك شبكة من الديون لنضمن خضوعهم لنا. وهكذا نستطيع الاعتماد عليهم كلما
باع رغباتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي المقابل يعضدون مكانتهم السياسية
ارغب
بإنشاء محطات توليد كهربام ومنشآت صناعية» ومطارات لمواطنيهم. وهكذا يغدو أصحاب شركات
والآن نرى نتائج هذا النظام تسري وتنتشر. فإن كبار الإداريين في أكثر شركاتنا احتراما
ينخرون العمال بأجور العبيد؛ ويجعلونهم يعملون تحت ظروف غير إنسانية في ورش العبودية في
آسيا. وتضخ شركات البترول السموم في أنهار الغابات الاستوائية؛ فتقتل الناسء والحيوانات»؛
تمتنع عن تقديم ما يتوجب عليها من الأدوية في هذه البقاع والتي قد تنقذ حياة ملايين الأفارقة
تعرف كيف تدبر وجبتها التالية"".
لقد تولدت من رحم هذا النظام احتكارات هائلة في صناعة الطاقة مثل شركة إنروت
«20:00»» وفى صناعة المحاسبة مثل شركة أندرسون (005560.
إن نسبة دخل شمس سكان العالم في البلاد الأكثر غنى إلى دخل مس السكان في البلاد الأشد
فقرا كانت (1: + ©) في عام 147 وأصبحت هذه النسبة (1: 1/4) في عام 1446
تى الؤلايات المتحدة أكثر من 87 مليار دولار لتقود حربا في العراق» بينما تقر الأمم
المتحدة أنه يأقل من نصف هذا المبلغ يمكننا تأمين المياه النظيفة؛ والتغذية الكافية. والخدمات