الفصل الأول
أقضي أيام الصيف المعتادة من حياتي كرجل بالغ في الثلج» وطبقات
الجليد الرقيقة؛ أكسر الصخور على المنحدرات في شمال الدائرة القطبية
الشمالية. أتجمد معظم الأوقات؛ وأصاب بالبثور» ولا أجد شيئاً أبداً.
ككنز مدفون بالنسبة لمعظم الناس» ولكنه بالنسبة لي أغلى من الذهب.
عظام الأسماك القديعة يمكن أن تشكل طريقاً لمعرفة ما نحن عليه
وكيف أصبحنا بهذا الشكل. إننا نتعلم أشياء عن أجسامنا في مواقع
غريبة حقاً؛ من أحافير الديدان والأسماك التي يعثر عليها في أنحاء العالم»
إلى الحمض النووي الموجود في كل حيوان حي على سطح البسيطة في
هذا الزمان. ولكن ذلك لا يوضح سبب ثقتي في أنَّ بقايا هيكل عظمي
من الماضي - وبقايا سمكة فحسب - توفر قرائن حول أساس تركيب
هناك. في الواقع لم يكن هناك أي شيء يتكلم أو له فم؛ أو حتى رأس
وإذا فكرت أن أكثر من 99 بالممة من الأجناس كلهاء التي عاشت على
الحفر في الأحافير رؤية أنفسنا
رأيت واحدة من أسماكنا الداخلية في يوم مثلج من أيام تموز بينما
كنت أدرس صخوراً عمرها 375 مليون سنة في جزيرة إلزمير؛ على
دائرة العرض حوالي 80 درجة شمالاً. ارتحلنا أنا وزملائي إلى هذا الجزء
المنعزل من العالم؛ لمحاولة اكتشاف إحدى المراحل الأساسية في الانتقال
من الأسماك إلى الحيوانات؛ التي تعيش على اليابسة. كان هناك خطم
المزيد من هذا الهيكل العظمي داخل المتحدر؛ فسوف يكشف عن
المراحل الأولى لتطور جمجمتناء و رقبتناء وحتى أطرافناء
ما الذي يخبرا به رأس مسطح حول الانتقال من البحر إلى اليابسة؟
إن كانت المسألة تتعلق بأماني وراحتي» لم أنا في القطب المتجمد الشمالي
المستحاثات» هي إحدى خيوط الأدلة الرئيسية التي نستخدمها لفهم.
فمعظم الناس لا يعلمون أن إيجاد مستحاثات» هو أمر يمكثنا غالباً فعله
بدقة عالية؛ ومنحنا قدرة جمة على التنبؤ. نحن نعمل في المنزل؛ لتزيد
فرص نجاحنا على أرض الواقع. ثم ندع الحظ يقدم ما لديه.
وصف للعلاقة المتناقضة بين التخطيط والاحتمال» هو
ما ورد بتعليق دوايت إيزنهاور الشهير حول الحرب: «في التخطيط
للمعركة؛ وجدت أن التخطيط ضروري؛ ولكن الخطط بلا فاء
هناك» قد نلقي بالخطة الحقبية من النافذة. إن الحقائق على أرض الواقع
يمكن أن تغير خططناء التي وضعناها بتمعن. ورغم ذلك؛ يمكننا أن
نصمم رحلات استكشافية؛ للإجابة عن أسئلة علمية. باستخدام بعض
الأفكار البسيطة؛ التي سوف أتحدث عنها لاحقاًء ويمكننا أن نخمن
الأمر جواً من الإثارة. لقد حققت لنفسي مهنة بفعلي ذلك فقط: إيجاد
ثدييات من الحقب الغابرة؛ للإجابة عن أسئلة حول أصول الثدبيات؛
والضفادع الأولى؛ للإجابة عن أسئلة حول أصول الضفادع؛ وبعض
أوائل الحيوانات ذات الأطراف؛ لفهم أصول الحيوانات التي تعيش
على اليابسة.
إن علماء المستحاثات العاملين في الحقل» يواجهون صعوبة أقل هذه
الأيام في إيجاد مواقع جديدة مما كان عليه الأمر سابقاً. فنحن نعرف
المزيد عن جيولوجية المناطق المحلية؛ بفضل الاستكشاف الجيولوجي»
الذي أخذت الحكومات المحلية؛ وشركات التنقيب عن البترول والغاز
الخلفي بحثاً عن مواقع مستحاثات واعدة؛ عن طريق حاسبي المحمول
فقط. وفوق هذا كله؛ فإن أجهزة التصوير والتصوير بالأشعة؛ يمكنها أن
تخترق بعض أنواع الصخور؛ وتمكننا من رؤية العظام داخلها.
وعلى الرغم من هذا التقدم» فإن تصيد المستحاثات المهمة لا يختلف
بحاجة للنظر في الصخور - حرفياً أن يزحفوا فوقها - ويجب أن
القرارات عند التنقيب عن عظام أحفورية وإزاكت
إن ما يجعل من هذا الأمر عقبة؛ هو ندرة مواقع المستحاثات. ومن
أجل زيا
عن أماكن تحتوي على صخور بالعمر المناسب؛ وصخور من النوع
ة فرصنا في النجاح؛ نبحث عن توفر ثلاثة شروط: نبحث
سيظهر مثالنا أحد أعظم الانتقالات في تاريخ الحياة: غزو الأسماك
قبل حوالي 365 مليون سنة خلت- سكنت الكائنات اليايسة أيضاً.
إن التنفس في الماء يتطلب أعضاء تختلف جداً عمًا يتطلبه التنفس في
من نشوء نوع كامل جديد من الأجسام. وللوهلة الأولى؛ يبدو الفصل
يتغير عند النظر إلى الدليل؛ إِنَّ ما يدو مستحيلاً قد حدث فعلاً.
وفي بحثنا عن صخور من عمر مناسب؛ كان إلى جانبنا حقيقة لافتة:
أَّ المستحاثات في الصخور حول العالم لا تتوزع عشوائياً. إن مكان
وجودهاء وما يقبع داخلهاء منظم بشكل أكيد» ويمكننا أن نستخدم
من التغير طبقات بعضها فوق بعض من أنواع الصخور المختلفة في
الأرض. إن الافتراض الصحيح؛ الذي يسهل اختباره؛ هو أن الصخور
في الأعلى أصغر عمراً منها في الأسفل؛ وهذا عادة ما هي عليه الحال
تسبب اختلافاءً وتحرف موضع تلك الطبقات؛ ومعرفتنا لمواقع هذه
الاختلافات, ممكننا عادة من جمع التسلسل الأصلي للطبقات معاً.
تتبع المستحاثات داخل هذه الصخور تسلسلاً أيضاً؛ حيث تحتوي
الطبقات السفلى على أجناس تختلف مماماً عن تلك الموجودة في
التي تحتوي على التاريخ الكامل للحيا؛
من أشياء تشبه قنديل البحر. أما الطبقات العلوية؛ فسوف تحتوي على
مخلوقات لها هياكل عظمية؛ وزوائد» وأعضاء متنوعة كالأعين. وفوق
الأولى التي قد نجد فيها أناساً لا تزال أعلى من ذلك. وطبعاً لا وجود
لعمود واحد يحتوي تاريخ الأرض ذلك كله. ولكن الصخور في كل
موقع على وجه الكرة الأرضية؛ ممثل جزءاً بسيطاً من الزمن فقط.
وللحصول على تصور شامل» علينا أن نجمع هذه الأجزاء معاً؛ لمقارنة
قطع صورةما.
إن وجود عمود من الصخور؛ يتضمن تطور الأجناس المتسحاثة
التنبوّ بشكل مفصل حول أي الأجناس الموجودة ضمن كل واحدة من
تلك الطبقات لا تزال حية في عصرنا هذاء وهذه المعلومات تساعدنا
على التنبو بنوع المستحاثات؛ التي سنجدها في طبقات الصخور
القديمة. في الحقيقة؛ يمكن التنبو بتسلسل المستحاثات في صخور العالم؛
,ممقارنة أنفسنا مع حيوانات في حديقة الحيوان» أو حيوانات في حوض
هامة؟ تقدم حديقة الحيوان مجموعة متنوعة جدا من المخلوقات؛ التي
ممتاز كل واحدة منها بطرق عدة. لكن دعونا لا نركز على ما يجعلها
متمايزة؛ لنستنبط تنبؤناء علينا التركيز على ما تشترك به المخلوقات
المختلفة. يمكننا أن نستخدم ما هو مشترك بين الأجناس جميعها؛
لتحديد بجموعات المخلوقات التي لها السمات نفسها. ويمكن ترتيب
الكاثنات الحية جميعها؛ وتنظيمها كمجموعة من الألعاب الروسية
فكل جنس في حديقة الحيوان» وحوض الأسماك له رأس وعينان.
الأخيرة اسم «كل الأشياء مع أطراف»؛ وسوف نجد أيضاً مجموعة جزئية
من هذه الكائنات ذات الرأس» والأطراف لها دماغ كبير» وتمشي على
أن نستخدم هذه الطريقة؛ لتصنيف الأشياء في سبيل اج مجموعات
جزئية أكثر بكثير» ولكن حتى هذا التقسيم الثلاثي له قدرة
إن المستحاثات داخل صخور العام تتبع هذا الترتيب بشكل عام»
ويمكننا أن نستخدمه في أثناء تصميم بعثاتنا الاستكشا
لمثال أعلاه» فإن أول عضو من المجموعة «كل شيء»؛ هو مخلوق
لاستخدام
له رأس وعينان» موجودة في سجل المستحاثات قبل «كل شيء مع
أطراف». وعلى وجه أدق؛ فإن السمكة الأولى (وهي عضو من
بين مجموعة «كل شيء») تظهر قبل أول البرمائيات («كل شيء مع
أطراف»). وواضح هناء أننا نقوم : هذا بالنظر إلى أنواع أكثر من
الحيوانات» وخصائص أكثر بكثير تشترك فيها بعضهاء إضافة إلى تقييم
العمر الحقيقي للصخور نفسهاء
نقوم مماماً بهذا النوع من التحليل في مختيراتناء على آلاف آلاف
المجموعات ضمن بعضها. هذا التوجه يعد أساس علم الأحياء؛ لأنه
أحدها بالآخر.
على الأرض؛ والحياة عليها. ويمكننا الآن أن تحدد بشكل عام
بنشوء الثدييات؟ اذهب إلى الصخور من الفترة المسماة بالميسوزونية
(©248:02001)؛ تخيرنا الكيمياء الجغرافية أن هذه الصخور ستكون
بعمر يقارب 210 ملايين سنة. هل أنت مهتم بنشأة البدائيات
(15د(2:0)؟ اصعد في عمود الصخور إلى الفترة الطباشيرية؛ حيث
يبلغ عمر الصخور حوالي 80 مليون سنة.
إن تراتب المستحاثات في صخور العالم» دليل قوي على صلتنا يبقية
الأحياء. إذا وجدنا في صخور عمرها 600 مليون سنة مستحاثات لقنديل
البحرء إلى جانب هيكل عظمي للمرموط الأمريكي (00480000»))
سيتحتم علينا عندها إعادة كتابة مؤلفاتنا جميعها؛ لأن المرموط
سيكون ظهر في سجل المستحاثات في وقت أبكر من أوائل الثدييات؛
فإن ذلك المرموط سوف يخبرنا بقدر من الخطأ حول ما نعتقد أننا تعلم
عن تاريخ الأرض» والحياة عليها. وعلى الرغم من مرور أكثر من 150
وني كل طبقة صخرية أمكنهم الوصول إليها - لم يلحظ أي أحد مثل
لنعد الآن إلى مسألتنا المتعلقة بإيجاد أقربائنا من الأسماك الأول
ما نعرفه عن الصخورء سينتج لدينا دليل جيولوجي قوي أن الفترة من
0 مليون؛ إلى 365 مليون سنة خلت كا ٍة حرجة. إن الصخور
0180#) من جامعة كامبردج وغيرهاء برمائيات من الصخور في جرين