والعسكرية والقضائية » فضلا عن دراسة شبه مفصلة للديانة المصرية
القديمة » ويمثل الجزء الخامس من هذه السلسلة؟ +
والله أسال أن يكون فى هذه الدراسة بعض النفع » ولله العزة ولرسوله
الاستاذ الدكتور محمد بيومى مهران
أستاذ تاريخ مصر والشرق الادنى القديم
ورئيس قسم التاريخ والآثار المصرية والاسلامية
بكلية الآداب .. جامعة الاسكندرية
الثامن من المحرم عام 1409ه
بولكلى في +3 اغسطس من عام 1584 م
)١ قدم الباحث اربع دراسات أخرى عن تاريخ وحضارة مصر الفديمة
(انظر ؛ مه بيومى هران : الثورة الاجتماعية الأولى فى مصر الفرعونية
الاسكندرية 1577 » مصر والعالم الخارجى قا عصر رعمسيس الثالث -
الاسكندرية 1975 م » حركات التحرير فى مصر القديمة القاهرة 1917م
الكتاب الاول
الادب المصرى القديم
كان المصريون القدامى يقدبرون الأدب حق قدره » ويعجبون بالكلام
الجيد والقول البليغ » وكانوا يرون فى اجادة التعبير » والتصرف فى فنون
الأدب » فضلا يمتاز به المرء » ومثلا ينبغى أن يتخلق به الكريم كما كانوا
يرون فيه ثروة تعين على المنزلة الرفيعة » والدرجة السامية » وهكذا أدزك
القوم ما يكون للكلمة من القوة والأثر » وما تتيحه البلاغة والفصاحة من
التسلط على الناس » وحسن سياستهم والسيطرة عليهم » ومكان ذلك من
مقومات القيادة القوبة والزعامة النافذة » ولنا فى ذلك شاهد من قول
وينبه ذكرك ؛ فقوة المرء فى لسانه ؛ والكلام أقوى من الحرب والقتال +
ان الرجل الفطن لايهاجمه أهل العلم ؛ وهو بفطنته وحسن بصيد +
يستطيم أن يتجنب المصاعب » فلا يصييه الضر ء ولا ياحق به الأذى +
والصدق ياتى اليه طائما مختارا مصفى » حسب ما جاء فى كلام الأجداد
الغابرين » انسج على منوال آبائك الذين سبقوك » أنظر : ان كلماتهم
لا تزال خالدة تنبض بالحياة فيما خلفوه من كتب ؛ افتح الكتاب واقرأ
ما فيه » واستفد يعلم أسلافك ؛ واتبع تعالييهم » تصبح عالما حكيما
وهكذا كان الأدب يقرأ ويدرس للشباب فى المدارس » وكان الطلاب
ينسخونه لتقويم السنتهم » وتعليمهم الفصاحة والبلاغة » وان كثرة ماحفظ
من منسوخاتهم منه فى عهود مختلفة » ليدل على ما كان له من شهرة +
م هذ رمالمكا اعمال زيمتكا :م ممنامعمما :1 بممملائ1 هل 45
100. ركذا : ,«فلسمة باتروظا تستعمم له مستدمانا مط ما مقطا
هذا وقد يدا العالم المعاصر يهتم بالأدب الممرى القديم متذ أن نشر
العالم الألماثى « أدولف ارمان » فى عام 1834 » مقاله الشهير عن بردية
سليمان النبى » كما جاءت فى سفر الأمثال من توراة اليهود المتداولة اليوم
الأمر الذى سوف تناقشه فى مكانه من هذه الدراسة بالتفصيل ... ومن
ثم فقد بدأ شوق الناس يزداد الى معرفة كنه هذا الأدب » ومقارتته بالآداب
وأبحاث متغرقه فى المجلات العلميه ) او خفصول فى بعض كتب التاريخ +
هذا فضلا عن كتاب د ارمان » عن أدب المصريين القدامى الذى صدر عام
١+ باللغة الألمانيةه» » ويحوى ترجمات كاملة لأهم القصص المسرية +
وكتب الحكمة والأناشيد والأغانى وغيرها ؛ مما كان معروفا وسبقت
وسرعان ما قام علماء الدراسات المصرية بواجبهم + فنشر « هرمان
جرابو » فى عام 01434 » كتايا يحلل فيه النصوص المصرية © ويوضح
فيه ما بلفتد اللغة المصرية القديمة فى مختلف ميادين المجاز والتشبيه والبيان
+ البديم والمعانى » ومقارتتها يغيرها » وفى عام ١877 ظهر كتاب « ماكس
بد »» عن الأدب المصرى القديم » وقد آأجاد فيه صاحبه كل الاجادة +
وفى نفس العام ظهرت الترجمة الانجليزية لكتاب « ارمان »رم عن أدب
(1) احمد فخرى : تاريخ الحضارة المصربة . العصر الغرعونى الادب
القديم » نشرا وترجمة وتعليقا » بلغات مختلفةر» +
وهكذا بدا علماء الساميات من أمثال جرسمانارن وأوسترلىز»
وهومبي(» دبهوداز:» فى دراسة الأدب المصرى القديم » وسرعان
ما اثبتت قتائج دراساتهم » مدى ما وصلته لغة المصريين القدامى فى مختلف
ميادين المجاز والتشريه والبيان والبديم » ومقارتتها بغيرها ؛ فضلا عن
أثرها الواضح فى التوراة » حتى أصبحنا الآن على قدر من المعرفة م ريما
بكننا أن تقدم به ح.ورة شبه متكاملة عن الأدب المصرى القديم +
الفوم » ما يزال فى نظر العلماء آقل من حيث الكم ؛ وربما من حيث الكيف
كذلك » مسا ينتظر من الفراعين ذوى الامكائات الواسعة فى عالمى الفكر
الا يمشل غير جزء من ثروة المصريين الأدبية والعامية » فيا أكثر الذى ضاع»
وما أكثر ما تزال تضم أرض مصر الطيبة من كنوز هذا التراث القومى +
انظر مثلا :
)١( دا عل ممسعتامريه نمق ته1 عد ممطمعمة بالعطهسه11 لوط
.1929 بتاعمطا عامط بمعتككتام رع 21 قتع
وكنا : 2071:1576 بال
ثم هو يمثل أكثر انجاهات القوم فى الحياة أصدق تمثيل » كما يؤكد
بناء الشكر الانسانى الرفيع » فانهم قد كانوا من ائمة الناس فى ذلك +
وعلى أية حال » فلقد عالج القوم فى آدابهم فواحى مختلفة من الأدب
فكتبوا فى المواعظ وآداب السلوك وما ينبغى التخلق به فى الظروف
وأنشاوا المقالات فى الاصلاح السياسى لعلاج ما تفشى فى فترة ما ت
من مساوى» » وما حل بالمجتمع من نكبات» وصتنفوا الرسائل فى المناسبات
والأغراض المختلفة» فى التهانى والتواصى والتمنيات والتراجى» والتفاضل
والمفاخرة وير ذلك من مطالب الحياة ومقاصدها » وحاكوا القصص
الشخص العادى » سوى المقابر والتوابيت والتماثيل » بل ان كثيا من
الناس كاقوا يعتقدون الى عهد قريب أن حضارة مصر الفرعوثية
ليست الا حضارة مادية فى الدرجة اولى ؛ وأن هذه الشوامخ الراسيات
عبد العزير صالح : الشرق الادنى القديم # الجزء الأول
مصر والعراق القاهرة 1177 ص #؟7 +
1) احمد بدوى ومحمد جمال الدين مختار : تاريخ التربية والتعليم
الجزء الأول العصر الفرعونى القاهرة 147/2 ص .17+
على أرض الكنانة » من الأهرامات والمعايد والمسلات وغيرها من الآثار
القديم لم يكن يشكر الا فى الموت . حيث تثبت لنا أنه كان يحب الحياة +
كما تدلعلى ذلك قصائد المحبيزالتى تشير الىتمتع مرهف ؛سواء اكانذلك
فى المرأة أم فى الطبيعة » كما يتردد فيها أصداء النشوة والهناء والمرح +
ذلك لأن كثيرا منها انما يتحدث عن رحلات الصيد والقنص فى أحراش
الدلنا وأطراف الصحراء » وعن الرقص والموسيقى والغناء +
قمم عالية » وفى أشعار اخناتون أبلغ دليل على ذلك » كما عرف المصرى
القديم كذلك شعرا تغلب عليه النزعة الفلسفية » وبحث بصورة رمزية فى
رحلة الانسان بين الميلاد والمماتره» +
الأدب الدينى » وهو أغنى فروع الأدب مادة وأوفرها ثروة » لأنه يتناول
دعقيدة الناس فى البعث والحساب » الى أخرى تحدثنا عن عقيدتم فى
خاق الكون ؛ وما أنشاوا حول ذلك من صور وأخيلة » ثم ما يدور حول
معبوداتهم المختلفة من قصص وأساطي » كما تضمن هذا النوع من الأدب
عددا كبيرا من الصلوات والطقوس والأناشيد والشعائر الدينية » ثم من
الأوراد والأدعية والتعاويذ السحرية +
(1) محمد بيومى مهران : الثورة الاجتماعية الاولى فى مصر الفرامنة
)١( مثير مجلى : الجريرة المسحورة القاهرة 14177 ص 1١١ +
لماه
ولعل من أروع الآداب الدينية وأقدمها « متون الأهرام 6( » وهى
لون من التصورات والأخيلة والملاحم التى تعبر عن أفكار المصريين الأولى
فى الدين والسياسة » ومدى صلتها بفرعون » كما تصور آمالهم فى الدثبا
والآخرة » سجلت كلها على جدران بعض الأهرام منذ أواخر الأسرة
الخامسة » واستمر تسجيلها فى الأسرة السادسة » وكان الغرض من
تسجيلها أن تكون عونا لفرعون المتوفى على بلوغخ أسباب السماوات *
وعزاء له عما يلقى فى سبيله الى الجنة من عقبات » ثم براءة يلقى بها ريه
)١7( يذهب الدكتور احمد فخرى الى أننا لا يمكننا أن نعتبر متون
الاهرام من المواضيع النى تدخل فى باب الادب » وان كانت من الناحيتين
بة واللغوية ذات اهمية بالغة © وتساعدنا فى فهم كثير من النقاط
عن حضارة المصربين القدامى بوجه عام © وديانتهم بوجه خاص +
١ احمد فخرى : تاريخ الحضارة المصربة 7/4/1 ) +
الاهرام فى عام .1/0/8 م © داخل هرم « وناس © ( وئيس ) + ثم عثر بعد
ذلك على كثير منها فى أهرام ملوك الاسرة السادسة > بل فى أهرام بعض
ملكائها ؛ وهى مجموعة من التعاويد السحرية والطقوس الجنازية ؛ واجزاء
من بعض الاساطير المصرية القديمة » يرجع تاريخ بعضها الى ما قبل الاسرة
الأولى © بل فيها اشارات الى الحرب التى قامت فى مصر فى اوائل ايامها
يختارون البعض 6 ويتركون البعض الآخر » وقد قسمها « كورت زيتة » الى
4 فقرة » وأما الهدف منها فكان ضمان سعادة الملك فى العالم الآخر حيث
تفتح له أبواب السماوات التى حرمت على غيره من الناس » فضلا عن تحويله
الأهرام 6 دراسات :
كشف الغطاء عن عيون الشعب ؛ فاخذ يرى بعض ما كان خافيا عليه من
قبل » هنالك ارتفعت البراقع عن وجه الحياة فأخذ القادرون من أفراد
الشعب يقلدون الملوك +
وما كات أيام الدولة الوسطى وتطورت عقائد الناس بعض الشىء +
من حيث الاكتفاء بتدويثها على جدران التوابيت فحب » وسماها العلماء
« متون التوابيت »0 » ثم أخذت العقائد سبيلها فى التطور » حتى اذا
ما كانت آيام الدولة الحديثة استعاض الناس عن «متون التوابيت» بأخرى
تختلف عنها فى أسلوبها وترتيبها » وفى أنها كاات تكتب على قراطيسن
البردى » وفى أنها كاات آخر الأمر أكثر شعبية » واصطلح العلماء على
تسميتها « كتاب الموتى » » وهى لا تخرج عن كونها رقى وأدعية وأحرازا
وكان الأدب فى أول الأمر واقعيا » يميل الى التعبير الدقيق السليم
بعيدا عن المحسنات » ولكن تطور الظروف السياسية غير من أساليبه حتى
ليستطاع وضع حد فاصل بين ألوان الأدب فى مختلف العصور » مما با
الى ما طرآ على البلاد من نهضة أو تدهور أو رغية فى لم الشمل أو ثورة
تستهدف الخلاص من نير المستعمر » أو الركون الى الدعة بعد الاطمثنان
الى قيام دولة تستطيع أن تفرض رآيها على غيرها من الدول » ولقد وصل
الأدب الى قمته قبل عهد الدولة الحديثة فى عهود الكفاح » ثم ركن من
0 انظر عن : متون التواببت وكتاب الموتى ( محمد بيومى مهران :
الحضارة المصرية القديمة الاسكندرية 1186 ص 4491 - 201 +
(14) احمد بدوى ومحمد جمال الدين مختار : المرجع السابق
ص .لات