مقدمة
حاولت في هذا الكتاب أن أصف بطريقة مبسطة حياة اهنود
شرح وايضاح لا مجرد عرض وسرد للأحداث . ووجهة نظري فيا قمت
به هي التالية : إن تاريخ أمريكا الوطنية (أي أمريكا قبل أن يصل إليها
تقدمت وتطورت في المكسيك وأمريكا الوسطى وعلى طول الساحل
المطل على المحيط الهادي من أمريكا الجنوبية ما بين بير ووالإكواتور.
ولا أعتقد ان صواب هذا التأكيد يمكن أن يكون حتى الآن موضع نزاع
من علماء الأجناس
ولقد سعيت لأن أقدم الوقائع دون تشويه؛ وأن أصف قبائل
الثقافات الأمريكية
وقد ادعى بعض النقاد عندما ظهرت الطبعة الأولى من هذا
كل ما أنجزته من عمل عظيم إلى النفوذ المباشر أوغير المباشر لحضارة
من البديهي أن الحضارة الهندية في الجنوب الغربي من أمريكا هي أقدم
بكثير مما ذهب الظن إليه في بادىء الأمر فإنا نلاحظ في كل يوم أن
أما الأبحاث الأركيولوجية في وادي مكسيكووالمناطق المجاورة؛
تلك الأبحاث الني جرت في السنوات السبع الأخيرة» فقد قلبت كل ما
كان لدينامن مفاهيم فنحن نستطيع الأن أن تعود بتاريخ هذه
الأراضي حتى عام ١٠٠31.م. وقد تم اثبات أن حضارة الشعوب
متراكمة بل هي الطبقة الأقرب إلينا من بينها .
إلى زيادة التعقيد في اللوحة التاريخية. فإنبا م تعدّل من تظريتنا
ولكن الأمر لا يتعدى ذلك ولا يبتعد عنه :
كان يملكها هنود الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تنشربينهم
العناصر الثقافية الأعلى الني وصلت إليهم من المكسيك فإننا نستطيع
تعرف صناعة الفخار ووصلت إلى مستوى عال ف السياسية والدين.
عبر السهول حتى البحيرات الكبرى. ثم على طول المنطقة الواقعة
إلى الشرق من المسيسبي مجتازة البحر الكاريبي وواصلة إلى الشيال
الشرقي من أمريكا الجنوبية . ولا بد أن مثل هذه الحضارة ستكون قادرة
على أن تؤثر بطريقة شخصية في كل نفوذ واندفاع يأتيها من حضارات
الجنوب الكبر ى. وهذا ما يمكن أن يفسر لنا مثلا قابلية ثقافات الماوئد
٠ 8000005" على التغير والتحول كما يفسر قدرتها على التطور
الذاتي
تحاول إيصال الموضوعات العلمية للشعب . ولقد تمكنت من حلها
التعرض لتناقضات كشيرة في معالجتي للموضع » وإذا فاتتني بعض
هذا الكتاب
© بول رادان
الفصل الأول
نظرة أولية على العالم الجديد
كان الناس يظنون في العصور الوسطى أن نهاية العام ستأتي بعد
ألف عام تمامامن مولد السيد المسيح وفي نهاية هذا ا العام الألف؛
غروننلندا على أرض لم يكن قد سمع عنها قبل ذلك قط . وهنالك وجد
كما م يكتب لموسى من قبله أن يدخل حقاً إلى الارض الموعودة. وبعد
ثلاث سنوات ذهب ثلاثة من أقرانه هم ثورفين كارلسيفني » وثورفالد -
وهوأخ غير شقيق للأول -؛ وصديق هما يسمى ورهال؛ ذهيوا
ليكتشفوا «الفردوس المزروع بالكروم» الذي وصل إليه ليف من قبل ٠
وتقول لنا الأسطورة( 5898) الترويجية القديمة إن ورهال كان «عريض
الاتكيين؛ أسمر لون ذا قامة مسلاقة . كان رجالا قليل الكلام وإن كان
ا أ ولكنه واسع
ركان
اق ما لبث. أن مات عد سوال إيرلنداء بينيا تابع
وهنا كبا تقول نا الساغا زأي الاسططورة) ورأيا في صباح أحد الأيام »في
دنا هراوات تصسدر عنيدا ضجة قال مرخبة وتنجه في جهة الشمس
نفسها. . وفي هذه المراكب كان يجلس رجمال ذوومؤلهمريشع يشعور
بون السرجلين اللذين ترا أسامهم ثم ما ليئوا أن ابتصدوا وهم
ووجناتيم عريضة . وقد توتفرا طويلا وهم
تلك كانت أول مقابلة بين الأوروبيين وبين الوطنيين من القارة
الأمربكية وق اناا اليا أ أن نحدد على وجه اللدقة من كان
د. إلا ان أسطورة أحدث من الأولى
,مضي للوريدا
الثقافات الني تفصل بين هذه الشعوب ؛ هذا إ
القسم الشيالي من القارة الأمريكية مابين لابرادور حتى جزر اليوسيين+
المحيط المادي وإلى المنطقة التي تمد إلى الشيال من البحيرات
الكبرى كانوا يتقدمون نحو الجنوب حتى خليج سان لوران.
واليوم يعيش في كل هذه المنطقة شعب وطني من الأسكيمسولا
النموذج الكلاسيكي التقليدي الخاص المكثف بين كل الثقافات
البدائية بوجه عام ونحن لا نجد في أي مكان من العام وبخاصة في
أمريكا شعباً وطنياً ربط كل أوجه وجوده ربطأ كاملا ببضع مبادىء متينة
الأركان مشل هذا الشعب. فهم لا يملكون أي عنصر أساسي من
عناصر الثقافات الوطنية الأكثر تقدماً كالزراعة وصناعة الفخار والنسيج
والعبادات المعقدة والتنظيم الاجتماعي المتطور. ومع ذلك فإنهم -
بالقليل الذي يملكون أمكنهم أن يتتوصلوا إلى وحدة لم نتمكن من
العثور عليها في بقية انحاء القارة الأمريكية
وإلى الجنوب من الأسكيموما بين ساحل الأطلسي حتى
مقاطعة مانيتوبا في الغرب قابل كارلسيفني شعباً يسمى الغونكان يتكلم
الغة مختلفة عن لغة الاسكيموولم تكن ثقافته أقل خشونة من ثقافتهم
ولكن مع شيء من التغيير . كان شعباً يمتلك معرفة بدائية عن الزراعة
الالشونكان قد دخلوا في علاقات مع بعض القبائلٍ الأكثر تحضراً في
الأعوام أوائل المستعمرين الذين أتوا ليستقروا في ماساتشوستس
على طول ساحل الأطلسي ما بين إنكلترا الجديدة وفرجينيا
أ في فيرجينيا فتتغير اللوحة تماماً ؛ فهنا نحن أمام شعب جديد
يتمتع بحضارة أكثر تقدماً. ومن بين الكثير من الأعراض
ذلك تلاحظ مستوى من المعيشة أكثر غنى وأكثر تعقيداً وتنويعاً؛ فهنا
توجد قرى حقيقية نحاطة بسياجات من القصب للدفاع عنهاء كما توجد
الكشير من الاحتفالات المعقدة وان نظام الحكومة الذي يطيعونه كان
شديد الغرابة والتعقيد . والواقع أن هؤلاء الناس كا كما تعلم
هؤلاء السيوقد احتكوا بجنس مدهش تضرب حضارته في أبعاد أكبر
من المساضي » إذ أن هذا الشعب العجيب كان قد لعب قبل ألف عام
دوراً من الدرجة الأولى باعتباره أول من تلقى الحضارات القديمة
الأولى من المكسيك ومن المكسيك الوسطى . وقد أعطى السيوكثيراً
من عناصر هذه الحضارة إلى سكان شواطىء الأوهايو واليسيسيي
والنفوذ الذي مارسوه على جيرانهم من الشعوب الأث رخشونة وبدائية
لابد أن نكن له الكثير من الاحترام . وفي حوالي العام ٠٠٠١ للميلاد
كان بعض قبائل الالغونكان قد اندفع نحو الجنوب حتى فيرجينيا
المحتمل أن درجة التطور المرتفعة التي لاحظها الكابتن جون سميث في
لنقدم بعض صفاتها لأنها من عدة وجوه تعطي السمات ١
نصف سكان الولايات المتحدة من الوطنيين» وإن كانت لا تمثل اوج
الحضارة الهندية إلى الشمال من ريوغراند . ففي مناطق أخرى كما هو
الحال في الجنوب الغربي ونيومكسيكوواريزونا ازدهرت طقوس وتقاليد
أكشرغنى وتعقيداً؛ وبلغ فن البناء والنسيج وصناعة الفخار درجة من
الكمال لا يمكن أن يقاس بها شيء مما أنتجه السيو» ولكن خصوصية
هذه الشعوب الجنوبية الغربية نفسها تمنعها من أن تكون على مستوى
السيومن حيث نموذجية التمثيل .
الأهمية المعطاة للزراعة» وثانيهما التنظيم الخاص بالمجتمع . وكل ما
يحتويه هذا التنظيم من ثبات إن مرده الزراعة» مرده الذرة. ومع ذلك
فإن زراعة الذرة لم تسيطر على حياتهم سيطرة كاملة كما هي الحالة لدى
أقاربهم البعيدين جداً الذين يسكنون إلى الجنوب منهم تاماً أولدى
الشحوب التي تعيش في الجدوب الغربي . يضاف إلى ذلك أن عنصراً
جديدا كان قد نفذ إلى حياتهم هوالبيزون (الغور الوحشي الأمريكي)+
كان أجدادهم مزارعين حقيقيين إلى شعب لا يعدو أن يكون نصف
حضري
وقد تشكلت حول البيزون مع مرور الأيام تداعيات لاحصر
بشكل يتزايد يوماً بعد يوم على هذا الحيوان الرائع وانديجت به الحياة
القبلية كلهاء فلم يصبح العنصسر الاساسي في حياتهم فحسب وإنما
أصبح ذا منفعة بهذا الشكل أوذاك حتى أصبح مركزاً للرقصات
والاحتفالات وغدا الموضوع الرئيسي للأغاني والأساطير .
الأعداء ومن أجل تجنب أخطار مشل هذا الصدام أصبح الصيد
مشروعاً جماعياً حقاً. إذ اصبح كل الأعضاء القادرين من القبيلة
يشكلون عصبة وجب عليها أن تتبع نموذجاً جديداً من التكتل لكي
يكون تعاونها أكثر جدوى. وهكذا بدا كثير من القواعد القاسية التي
كانت تطبق في القرى وكأنها لا فائدة منها أثناء مسيرة الصيد فوق
رأت القبيلة أنه لا بد لها من مراعاتها أثناء الصيد
الصديقة أوتقيم السلم بينسا وبين القبائل المعادية . وهكذا يصبح من
من فروات الشعر المسلوخة عن جماجمها وبدلاً من الأسرى أصبح الهنود