ومثل هذه الأفكار يسجلها المؤرخون والمفكرون المعاصرون الذين
كتبوا بعد سقوط الدولة العثما
للولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة العثمانية؛ في كتاب 500080
لدوني (ص 140) ما يلي: ِ
يقول 1/8090030 آخر سفير
«أسس العثمانيون في آسيا وإفريقية وأوروبا واحدة من أوسع
أما المستشرق الفرنسي :80/0898 فيقول: الم يشهد التاريخ
الإمبراطورية العثمانية هي الدولة الأكبرن؛ والأوسع؛ والأكثر استقراراً.
كانت تمتلك أكبر المصادر الاقتصادية في أوروباء وكان جهازها الاداري
في حد ذاته بناء؛ راسخا يخدم ويرعى مصالح الشعب العثماني. كان
الأمطول العثماني يسيطر على كامل البحر لبحر الأبيضء وكانت اسطمبول
تبهر أنظار السياح الأوروبيين كأكبر مركز للحضارة في العالم؛ يضاف
1 ذلك كله التميز المتفرد للأتراك بالطاعة والنظام»!"؟
العثمانية دولة عالمية كبرى بحق؛!"
ونفس الكلمات تقريباً يسجلها 680888 من الأكاديمية الفرنسية؛
أما المؤرخ الإنجليزي 00008 فيقول : «الدولة العثمانية هي إحدى
أهم ظواهر التاريخ العالمي المذهلة جداًء والخارقة للعادة؛ فقد حاولت
هذه الدولة أن تجمع حضارات البحر الأبيض كلها في إمبراطورية
ويقول الفيلسوف الانجليزي 700888 «الإمبراطورية العثمانية هي
الدولة الوحيدة القي جمعت الشرق الأوسط تحت حكمها أطول حقبة في
التاريخ» وذلك أمر لم توفق إليه الإمبراطورية الفارسية أو الرومانية أو
العربية»”""» ويضيف تونبي إلى ذلك: إن كافة الأقوام الناطقة بالعربية
أو فرنسا أو إيطاليا أو با لم تتمكن من إدارة هذه الأقطار مدة طويلة
على تلك الأقطار لم تلبث أن تركت أماكنها إلى الدول البلقانية والعربية
بصورة أرقى» ويضيف تونبي: إن إدارة الدولة العثمانية للشرق الأوسط
كانت خير إدارة على مدى التاريخ وحتى يومنا هذاء وإن الدولة العثمانية
لقد أطلق المؤرخون المعاصرون على الأسلوب العثماني الذي حكم
الشرق الأوسط لعدة قرون مصطلح 0800808 «ة8 وهو يقايل «و©
08 وهو التعبير اللاتيني لمفهوم «النظام العالمي» الذي يرد ذكره
في دستور فاتح «قانون نامة».
لقد كان من الممكن الاسترسال في إيراد الكثير من كتابات
(1) مفحام5 ,00 ص 77 نيويورك 1454
)15م ,1974 ممم بقاع عط م معقام كا عمد علقاد ممصفلا0 عط رموه 7
المؤرخين الأجانب أو الأتراك التي تعالج موضوع نشأة الدولة العثمانية
إننا نحسب - دون إدعاء أو إسرافاً - أنه يتعذر تفهم وإدراك
الجمهورية التركية الحالية والعالم العربي وتكوينه دون معرفة التاريخ
التاريخ العالمي وتفهم البحوث إلتي دارت حوله دون معرفة التاريخ
العثماني؛ والقارئ للتاريخ العالمي دون التعرف على التاريخ العثماني
كالسائر في الظلام.
إن المشكلة الهامة والجادة هي حاجة جمهور الشباب والجماعات
الأخرى إلى كتاب يحيط بالتاريخ العثماني في سلاسة ودون تقصير وبغير
أخطاء متعمدة أو غير متعمدة؛ ومن أجل هؤلاء ولسد هذا الفراغ. . . كان
اهتمامنا بتأليف هذا الكتاب الذي استغرق وقتاً غير قليل.
التاريخي للأحداث حتى وقت الانتهاء من تأليف الكتاب (ه148)
وثانيهما: تناول موضوعات التشكيلات الثقافية والحضارة والفن
العثماني. ولم نهمل عند تحريره أي مصدر من المصادر الجغرافية
وحرصاً على ألا تزداد صفحات الكتاب تضخماً عما هي عليه؛ فقد
يستصحب القارئ أطلس يضعه تحت يده وهو يطالع الكتاب.
ولعل تركيزنا على الجانب الثقافي من التاريخ العثماني كان له ما
يبرره» فلئن كان القارئ الأجنبي يجهل الثقافة العثمانية فإن الجيل التركي
الحالي . مع الأسف - لا يقل عن الأجنبي جهلاً بمكتسبات ومعطيات هذه
وأمر آخر كان يمثل جزءاً من دوافعنا لتأليف هذا الكتاب؛ ذلك هو
أنه على الرغم من أن التاريخ العثماني ما يزال يمثل أحد التشكيلات
البريطانية؛ ولا ينسحب ذلك على الجانبين: السياسي والعسكري من
والحضاري في التاريخ العثماني.
إن تجربة نظام الدولة التركية التي أتخذت شكل الإمبراطورية
التركية العربية على يد العثمانيين موضوع جدير بأن يكون أحد
وفي هذا الصدد قد تجدر الإشارة إلى أن على الأقطار العربية
أن تهتم أكثر من غيرها - بعد الجمهورية التركية - بدراسة التاريخ
العثماني. وهنا يرد تحفظ على جانب كبير من الأهمية؛ مؤداه أن
التاريخ العثماني الذي تعرفه الأقطار العربية قد حررته وصورته أقلام
العثماني من كثير من عناصر العظمة والتميز»؛ وذلك بعينه هو الذي يدعونا
اليوم إلى تنبيه المسلم المثقف إلى أن يقرأ ما كتبه الأجانب (الإنجليز
والفرنسيون وغيرهم) ببصيرة ويقظة وفكر ناقد.
وقد يصحح هذه المسألة ويقلل من أخطارها أن يكتب التاريخ
العثماني قلم تركي نابع من تركيا ذاتهاء ولا يقدح ذلك في أن الكتابة
عن التاريخ مجال مفتوح للجميع؛ وانشغال غير أبناء الشعب بكتابة
تاريخ الشعب أمر محبب وجميل؛ وإن كان يقفز إلى الذهن هنا أن
أفضل وأرقى ما كتب عن التاريخ الألماني حرره المؤرخون الألمان
وينسحب ذلك بنفس المقدار على التاريخ الإنجلوسكسوني والتاريخ
الروسي. . إلخ؛ ويساند هذه المقولة اعتبار مهم نستطيع أن نلاحظه في
أخطاء كتابة التاريخ التي قد لا تنشأ عن عمد وإنما عن عدم تفهم أو تمثل
لقيم وعادات وثقافة وطريقة معيشة الشعب الذي يكتب عنه أو يؤرخ له
وإنه ليمكن القول دون مغالاة إنه يتعذر أن نتعرف على كيفية ظهور
وتشكيل الدول العربية الحالية دون معرفة التاريخ الصحيح للدولة
العثمانية؛ ولقد حرصنا بالفعل في هذا الكتاب على أن نركز البحث في
مواطن عديدة منه على الأقطار العربية. وعندما يطلع القارئ العربي على
التاريخ العثماني فإنه يكون بذلك قد اطلع على تاريخه هو لفتر أربعة
قرون؛ وسوف يتذكر وهو يقرأ النظام والدستور السياسي الذي عاشه
شعبه لمدة أربعة قرون» وسوف يقرأ كذلك مجريات الأحداث في
وكم يحدونا الأمل في أن يكون الكتاب شائعاً, بالنسبة للقراء جميعاً
على اختلاف جنسياتهم؛ وأن يكون أكثر تشويقاً للقارئ العربي بوجه
خاص؛ ذلك لأن القارئ العربي قد عاشت أمته في ظل الدولة العثمانية
أو ذاك كان أبوه أو جده من أفراد تلك الدولة؛ شعر برجا وعاش
فيها المصالح فمن حقه أن يعرف الأسباب والحقائق التي كانت وراء
الأتفاق أو التعارض
والمجلدين الأول والثاني يعرضان التاريخ السياسي والعسكري
انحلالهاء وحتى يسهل على القارئ تفهم كيفية ظهور الدولة العثمانية
على مسرح العالم فقد قدمنا لذلك بتلخيص مجمل للمجريات التاريخية
للأتراك قبل العثمانية وخارج النظام العثماني.
أما المجلدين الثالث والرابع من هذه الموسوعة فيتناولان الحضارة
العثمانية بما يشتمل عليه مفهوم الحضارة من ثقافة وفن وأسلوب حياة.
ينبغي لهذا الكتاب أن يتناول التاريخ الداخلي للقوميات التي ارتبطت طوال
ستة قرون بالنظام العثماني» وأن يتناول كذلك الجوانب ١ والفنية
سوف يخرج بالكتاب عن الحجم الممكن المعقول؛ وثانيهما: أن هذه
الموضوعات قد تناولها بالفعل بدقة وعمق واستفاضة مؤرخو تلك
القوميات» ويكفي في ذلك أن إلى ما كتب عن أدب اللغة العربية
فكرة لطالب الدراسة في التاريخ العثماني عن مبلغ ما نشر في مختلف
تسسجل كافة أسماء الكتب التي تمت الافادة منها كمصادر وعلى الأخص
لأولثك الذين يرومون البحث والتعمق في موضوع التاريخ العثماني .
خيرة تحتم الأمانة أن نبتهاء تلك هي أن النظام العالمي
العثماني 0000808 «؛ لم يستهدف يوماً إنكار كيان أية قومية مهما
صغرت؛ ولم يعمل أو يفكر في محوهاء بل على العكس من ذلك كان
ومشاركة في صنع السياسة المدنية والعثمانية.
المؤلف
البحث الأول
الأتراك قبل تأسيسهم الدولة العثمانية
الباب امهل
فتوة قبل البه الم
الأثرا اك ؛ عرق أبيض عريض الجمجمة نلعظم»»(عة:0 وغالبا مايطلق عليهم
يتحدرون من فرع آلتاى 9عالم التابع لمجموعة أعراق أوزال - آلعاى
الكلمة الأصلية وهى لغة غنية جدا بصيغ أفعالها .
يدين الأتراك القدامى بدين كوك تترى 68*70 ( وباللغة التركية القديمة :
كوك تنكرى ننههة7 :005 . إلا أننا نجد الشامانية لدى القبائل التركية التى
ديانة كوك تنرى ؛ ليس لها نبى ؛ ولا كتاب مقدس ؛ ولامعبد ولاعبادة منظمة .
السماء والأرض والماء مقدسة . يدفن الموتى ؛ يمكن تحنيطهم . تدفن معهم
كذلك حاجياتهم الضرورية لاستعمالها فى الدار الأخرى .
لايجوز لأى فرد من المجتمع التركى أن يصبح عبدا أو جارية داخل مجتمعه
التركى . يستخدم المجتمع التركى العبيد والجوارى من الأقوام الأجنبية . كل
تركى حر وكلهم محاربون ؛ حتى المرأة تمتطى الحصان وتستعيل السلاح
ولانتحجب وتختلط بالرجال ولاتنفر منهم . لايربى الخنزير ولايؤكل لحمه إلا عند
المجاعة . إن تربية الخنزير وأكل لحمه ؛ علامة للمغول . يهنم المجتمع التركى
بالبكارة وغفة المرأة اهتماما كبيرا . اكرام النساء للغير وعدم الإكتراث بالبكارة +
علامة أخرى من علامات المغول . ان العقوبة الوحيدة لهتك العرض هى الإعدام
إن نظام المراتب المتسلسلة «لموبثةة هو الأساس فى المجتمع التركى القديم
ويستند على النظام العسكرى . لقد سلح هذا النظام المجتمع وجعل منه مخيما
عسكريا يمكنه الوقوف حتى أمام أكبر جماعات الأعداء فى سبيل الذود عن الحرية
والاستقلال أو بقصد الفتوحات .
إن سبب تنظيم الأتراك على هذه الشاكلة ؛ هو مواجهتهم منذ فجر التاريخ ©
مرت . طبقة الأشراف جزء من المجتمع . أكثرية الضباط من الأشراف . تمتح
والأمراء فقط هم الذين يمكن أن يصبحوا جنرالات . ولايستحسن انتسابهم إلى
ملك آخر .
الأتراك القدامى ؛ عرق الأقاليم الباردة » يقاومون البرد » ويرتدون اللباس
الخاص لاتقائه . يزاولون التزحلق ويستعملون المزالج » لكن الأتراك الذين جايوا
إلى الشرق الأوسط وإلى تركيا ؛ فقدوا على مر الزمن هذه المقومات » وأصبحوا
يخشون البرد ويتحملون الحر .
تعلم الأتراك » فى أوقات مبكرة جداء تطويع المعادن وصناعة الأسلحة
وترويض الخيول والأغنام ؛ وخاصة للضرورات العسكرية . هم أمهر صناع الجلود