الوفد العربى إلى مؤتمر الصلح
فى الوسط الأمير فيصلء وإلى يمينه الدكتور أحمد قدرى مستشار الوفد ووراءه رستم حيدر العضو فى
الوفد؛ وإلى يساره تحسين قدرى مرافقه العسكرى؛ وإلى جانبه عونى عبد الهادى سكرتير الوفد
خطبة الأمير فيصل فى حلب
ترجل الأمير فيصل من سيارته حينما بلغ ضاحية دمشق يوم ؟ أكتوير سنة 1414
عربيا كريماء وسار فى موكب حافل يحيط به 1٠٠١0 فارس من رجاله وحاشيته وبأيديهم
السيوف والرماح فاخترق دمشق من الجنوب حتى الشمالء ومشى بين صفوف أبنائها
النين هرعوا لاستقباله؛ ونثروا الزهور والرياحين على موكبه واستقر فى منزل محمود بك
البارودى؛ واتنصرف على الفور إلى انشاء الحكومة الجدي
وفى يوم ه أكتوير سنة ١418 أذاع البلاغ الرسمى الآتى:
أشكر جميع السوريين على ما أبدوه من العطف والمحبة وحسن القبول لجيوشتا
المنصورة والمسارعة للبيعة باسم مولانا السلطان أمير المؤمنين الشريف حسين - نصره
الله - ثم أبلغهم المواد الآ:
-١ تشكلت فى سورية حكومة دستورية عربية مستقلة استقلالا مطلقا لاشائبة فيه باسم
مولانا السلطان حسين شاملة جميع البلاد السورية.
"- قد عهدت إلى السيد رضا باشا الركابى بالقيادة العامة للحكومة المذكورة نظرا لثقتى
الكرام المحافظة على الهدوء والسكون, والطاعة للحكومة الجديدة, والانقياد لأوامرها
والإصفا اتها. وأبلفكم بأنى ساكون تجاه جميع الأفراد المنضوين تحت لواء
الحكومة العربية كأب شفوق. كما أنى ساكون شديد العقاب على من يجرؤ على مخالفة
للطاعة والسكون حتى يثبتوا للعالم أجمع أنهم أمة لائقة للاستقلال. قادرة على إدارة
شؤونها بنفسها. وليتعلم جميع الناس أن حكومتنا العربية قد تأسست على قاعدة
العدالة والمساواة. فهى تنظر إلى جميع الناطقين بالضاد على اختلاف مذاهبهم
وأديانهم نظرا واحداء لا نفرق فى الحقوق بين المسلم والمسيحى والموسوى. فهى
تسعى بكل ما لديها من الوسائل لتحكيم دعائم هذه الدولة التى قامت باسم العرب»
وتستهدف اعلاء شأنهم؛ وتأسيس مركز سياسى لهم بين الأمم الراقية.
الله نسأل أن يوفقنا جميعا إلى ما فيه خير العرب وإعلاء كلمتهم والسلام
فى لا ذى الحجة سنة 1777 الشريف فيصل
وعلى هذا المنوال وضعت قواعد الحكومة الجديدة فى بلاد الشام برئاسة الأمير فيصل
نفسه؛ وتسلم رضا ياشا الركابى الإدارة؛ ولقب بلقب الحاكم العسكرى العام
الأعمال العسكرية فى الشمال
ولا كانت المهمة العسكرية للجيش العربى لم تنته بدخول دمشق. وكان لابد له من
تحرير الأجزاء الباقية من سورية الشمالية. ومطاردة الجيش التركى. فقد غادر لواء
الهجانة دمشق يوم ١١ منه بقيادة على جودت الأيويى مع سرية الشريف ناصر؛ فدخلوا
فى حماه لمرضه فحل محله فى القيادة على رضا العسكرى - قاصدة حلب فأدركت خيالة
الإنكليز فى معرة النعمان ملتحمة مع ساقة الجيش التركى, فاشتركت فى القتال فانسحب
الترك إلى خان السبيل+وتحصنوا فى خط دفاع أنشاه مصطفى كمال باشا رئيس
الجمهورية التركية اليوم بعد ما عهدت اليه وزارة الحربية التركية بالقيادة العليا فى بلاد
العرب فحل محل المشير ليمان فون ساندرس»+
واشتبك العرب والترك يوم 5؟ منه فى خان السبيلء فلم يستطع هؤلاء المقاومة فارتدوا
إلى شمالى حلب؛ ووصل فى تلك الأثناء نورى السعيد فتولى القيادة العامة للقوات العربية
تلقى أمرا بالعودة إلى حلب فعاد إليهاء ومر يوم /ا؟ منه لواء بريطانى من غربى حلب
لمطاردة ساقة الترك فدار قتال بين الفريقين قتل فيه قائد اللواء. وفى يوم 7١ منه عقدت
الهدنة بين الترك والحلفاء» ووضعت الحرب أوزارها.
وانصرف نورى السعيد بالاشتراك مع الشريف ناصر إلى إنشاء حكومة جديدة. فعين
الأمير فيصل فى حلب
وفى أوائل شهر نوقمبر سنة 141/8 غادر الأمير ومعه عدد كبير من رجال الشام دمشق
للقيام بجولة فى الأنحاء الشمالية, ويعد ما زار حمص وحماه دخل حلب باحتفال حافل يوم
كانوا يشيعون للملا أجمع أن الأشراف اتفقوا مع الغربيين على بيع البلاد لقاء دريهمات»
وسعوا لإخراج فتاوى ضدنا نشروها للعامة وقد يوجد بين بسطاء العقل من غش بزعم
نشاً الدين الإسلامى بقدرة الله تعالى, ونشر بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم النبى
العظيم؛ الذى تنتسب إليه أسرتنا. فلا يتصور أن أناسا منسويين لمحمد النبى الكريم
يبيعون أو يخونون ما وضعه جدهم. لأن مصلحة الأمم الإسلامية لها علاقة كبيرة بهذا
نحن لم نقم إلا لنصرة الحق وإغاثة المظلوم. ساد الترك 1:0 سنة هدموا فى خلالها
صرح مجد أقامه أجدادنا. ومن ذلك الحين أطفئت نار العرب؛ ولكن لم تطفا لأن العرب
الفرص وتظهر عندما ترى الوقت المناسب.
نمنا 1٠٠ سنة. ولكن لم تمت. بل انتظرنا الظرف المساعد على النهوض والخروج إلى
ساحة العمل لتمكين وتشييد مجدنا ء
عندما أعلن الاتراك النفير العاسم أتوا بأعمال تقبراً منها الإنسانية ولا لزوم
لتعدادها
من الانتقام من العزب.
رأى والدى أن حكومة الترك ليست بدولة تعمل لإحياء دين أو عمل عام ينقع البلاد
ولكنها أعلنت جهادها بالاتفاق مع المانيا لمجرد الانتقام من العناصر الخاضعة لها ومنها
العرب وتبين له أن مبادئها غير مبادىء الحق, فاتفق مع الحلفاء بعد الاتكال على قوة الله
لعلمه أنهم ينصرون الضعيف, ويساعدون على إعادة حقوق الأمم المحكومة, وتساعد
بة مطامع شخصية.
باسم كافة العرب أخبر إخوانى أهل الشهباء أن للحكومات الغربية وخصوصا
على وجه البسيطة فضل معاونتهم.
تحن اليوم تدعى الحرية والاستقلال فهذه أقوال إذ لم نعمل شيئا حتى الآن سوى طرد
الأتراك من بلادناء وهذا محتم عليهم لان القدرة الإ!
أتوه من فضائح الأعمال.
بقيت علينا وظائف مهمة جداً. وهى تأسيس ملك وحكومة نفتخر يهما أمام العالم
أجمع إن الأمم الغربية قد ساعدتنا وستساعدنا معنى, وانى لأتلو عليكم برقية وردت لى
منذ ثلاثة أيام تبين لكم إحساسات الدول الغربية نحونا ليفهم جميع المواطنين أننا لم نبع
نص تصريح + نوفمبر سنة 1418
مطامع الأمان إنما هو لتحرير الشعوب التى رزحت أجيالا طوالا تحت مظالم الترك تحريرا
واقامة حكومات وإدارات وطنية تستمد سلطتها من اختيار الأهالى الوطنيين
إقامة هذه الحكومات والإدارات الوطنية فى سورية والعراق - المنطقتين اللتين أتم الحلفاء
المناطق على الحكم الذى تريدانه. ولكن همهما الوحيد أن يتحقق بمعونتهما ومساعدتهما
لهم عدلا منزها يساوى بين الجميع؛ ويسهل عليهم ترقية الأمور الاقتصادية فى البلاد
بإحياء مواهب الأهالى الوطنيين وتشجيعهم على نشر العلم؛ ووضع حد للخلاف القديم
الذى قضت به السياسة التركية - تلك هى الأغراض التى ترمى إليها الحكومتان
المتحالفتان فى هذه الأقطار المحررة».
لاشك فى أن هذه البرقية من المستندات التاريخية العظيمة, وانها تنبىء عن شعور عال
وحسيات إنسانية لا يقوم العرب بإداء واجب الشكر عليها إلا بتحقيق أمانى هذه الدوله
حكومة عادلة قوية تحفظ حقوق جميع أهل البلاد.
اننا اليوم فى موقف حرجء الأمم المتمدنة وحلفاؤنا ينظرون إلينا بتظر الإعجاب والتقدير
حكومة ولا جند ولا معارف. والسواد الأعظم من الشعب لا يفقه معنى الوطنية والحرية»؛
عقول وأفكار الأمة. لذا يجب أن نفهم هؤلاء الناس قدر نعمة الاستقلال وتسعى إن كنا
أبناء أجدادنا لنشر لواء العلم. لأن الأمم لا تعيش إلا بالعلم والنظام والمساواة, ويذلك
تحقق آمال حلفائنا .
أوفى والدى واجبه السياسى فإنه تحالف وتعاهد مع أمم متمدنة أوفت بعهودها ولاتزال
تساعدنا على تشكيل حكومة منتظمة. فعلينا إبراز هذه الأمنية إلى حيز الوجود بكمل
الحزم والعزم. لأن البلاد لا يمكنها أن تعيش بحالة فوضى - أى بلا حكومة؛ وهذا واجب
ذمة الأمة وأهل البلاد. ونيرأ إلى الله مما يحصل لهذه البلاد بعد اليوم. أنا ومن معى
سيف مسلول بيد العرب يضربون به من يريدون.
أحض اخوانى العرب على اختلاف مذاهبهم بالتمسك بأهداب الوحدة والاتفاق؛ ونشر
إننى أكرر ما قلته فى جميع مواقفى بان العرب هم عرب قبل موسى وعيسى ومحمد.
وأن الديانات تامر فى الأرض باتباع الحق والأخوة وعليه فمن يسعى لإيقاع الشقاق
إننا عرب قبل كل شى» وأنا أقسم لكم بشرفى وشرف عائلتى. وبكل مقدس ومحترم
فى الحق لومة لاثم؛ ولا أحجم عن مجازاة من يتجراً على ذلك. فلا
عندنا والحمد الله رجال أكفاء كثيرون, ولكنهم مقيمون خارج الديار» وفى بلاد الأتراك
وسياتون قريبا إن شاء الله فيصلحون الخلل الموجود هنا ولا يجدر أن تتقاعس عن العمل
بما أن أغلب الأفراد يجهلون قدر نعمة الاستقلال كما بينت لكم فلا يبعد أن يحصل
فى بعض المحلات ما يخل بالأمن. فالحكومة مجبورة على تطبيق معاملاتها على القانون
العسكرى العرفى مدة الحرب ريثما يتم تشكيل حكومة منتظمة.
أرجو إخوانى آهل البلاد أن ينظروا إلى المكومة نظر الولد للوالد الشفوق. ويساعدوها
جهد طاقتهم. ويعلموا أن الحكومة مشرفة على أعمال الأفراد والموظفين,
إن الحكومة فى طورها الجديد بحاجة لإيجاد قوة تحفظ كيانها. فكل من يعبث
دامرها ويخل بمقرراتها؛ يستهدف ليدها القوية ولأجل حفظ الاستقلال ليس إلا أدعوا
أهل البلاد للاهتمام الزائد بتكوين حكومة ثابتة الأركان متينة الجانب.
الدرك والشرط هما قوام البلاد. ويدونهما لا تنتظم أحوال الحكومات. لذلك أطلب من
الجميع وخصوصا الشبان أن ينتظموا بهماء وأن لا يتأخر أحدهم عن خدمة وطنه ويلاده
يدون نظر لموقعه العائلى.
وستكون القوانين السابقة مرعية الإجراء إلى أن يتم سن القوانين من قبل المجلس
الأعلى - أى مجلس الأمة.
الحكومة الحاضرة تحفظ الأمن والنظام ريثما تتعين هيئات الحكومة الجديدة.
عندى بأنه لا تة
كاليمانى؛ ولذا فقد قرر والدى أن يجعل البلاد مناطق يطبق عليها قوانين
أطوار وأحوال أهلها. فالبلاد الداخلية يكون لها قوانين ملائمة لموقعهاء؛ والبلاد الساحلية
أيضا يكون لها قوانين طبق رغائب أهلهاء
الذين هم فى البلاد الخارجية هم أعلم منا بالقواتين الأكثر ملاسة للبلاد. ولاك نرجىء هذا
الأمر إلى وقت اجتماع هؤلاء؛ وفى أقرب وقت يصلون إن شاء الله. ان الذين استدعيتهم
من الخارج رجال قديرون على وضع قوانين صالحة ملائسة لروح البلاد وطبائع أهلهاء
وسيكون اجتماعهم فى دمشق أو غيرها من البلاد العربية لعقد مؤتمرهم؛ وسأنظر باعجل
بشؤون الاوقاف والكنائس ورد حقوقها المغصوبة من قبل الاتراكء وأعطى كل ذى حق
خاصة بنسبة
وأطلب من إخواتى أن يعتبرونى كخادم للبلاد. إنكم قد أعطيتمونى البيعة بمنتهى
الإخلاص والرضاء فاقابلها بالقسم العظيم. إنى لا أفتر عن نصرة الحق ورد الظلم وكل ما
يرفع شأن العرب؛ وأرغب إلى الأهالى أن يؤازرونى بالعمل فى خدمة الجامعة إلى أن يلتثم
إن حلب خالية من المدارس فأتمنى لها مستقبلا علميا باهرا. كما كانت عليه بالتاريخ
وأرجوا أخيراً صرف الهمة والنشاط لامرين مهمين: )١( حفظ النظام العام )١( ترقية
عند مرورى من حماه استنهضت همة الأهالى بكلمات وج
ة للعناية بالعلم» وافتتاح
حتى ١١ ألف جنيه, وساستدعى حضرات الأهالى بحفلة خاصة للعناية بهذا المشروع الهام
- مشروع العلم روح البلاد. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة البلاد ونفع العباده ويمتع
الامة بالحياة الرغيدة والسلام.
المدارس؛ وبجلسة واحدة تبرع بضعة أشخاص بأربعة آلاف
ماع
التقسيم الادارى الجديد
كان الاميرالاى بهجب بك وكيل ولاية سورية آخر من غادر دمشق ظهر يوم الاثنين 7
سبتمبر من ولاة الأمور العسكريين والملكيين الترك. فقد اجتمع قبيل سفره بشكرى باشا
باسم جلالة املك حسين, وتآلفت في دمشق على الأثر حكومة
ئاسة الامير سعيد الجزائرى قوامها شكرى باشا وفارس الخورى ويديع المؤيد
وعددهم أربعة آلاف تقره
وفى يوم أول اكتوبر أرسل الأمير سعيد إلى المدن السورية برقية هذا نصها:
بناء على انسماب الحكومة التركية فقد تأسست الحكومة العربية الهاشمية على دعائم
الشرف. طمئنوا العموم وأعلنوا أن الحكومة باسم الحكومة العربيا
فتألفتت على الأثر حكومة عربية فى بيروت برئاسة عمر الداعوق رئيس البلدية؛ وأذاعت
المنشور الآتى:
-١ على الأهلين والموظفين ورجال الدرك والشرطة متابعة أشغالهم ووظائفهم بتمام السكينة
والهدوء. ويكل نشاط واستقامة؛ ويتحتم على الأهلين أن لا يتداخلوا فيما لا يعنيهم»
وأن لا يتعدى بعضهم على بعض٠
ل ممنوع قطعيا حمل السلاح والخروج إلى الطرقات ليلا بعد الساعة الثانية بعد الغروب.
"ل إذا حدث تعد على أحد فعليه حالا أن يخبر أقرب مخفر للبوليس
يتجاسر على سلب الأمن الجام يحاكم على الفور, ويعدم شنقا أو رميا بالرصاص»
٠ المظاهرات والتجمع وإلقاء الخطب ممنوع.
بما أن الأتراك وعيالهم وسائر الغرباء هم بمثابة وديعة عندناء فيجب على كل فرد تمام
الاعتناء برفاهيتهم وراحتهم كما تقتضيه الشهامة العربية.