المحتويات
مقدمة في تاريخ الاقتصاد
مبدأ الفيزوقراطيين
الاقتصاديون المرتابون أو البسيميست
مقدمة فى تاريخ الاقتصاد'
ظهور الاقتصاد في الشرق
كان أول ظهور فكرة تتعلق بالاقتصاد السياسي في الشرق؛ وكان مصدر تلك الفكرة
وقد ظهر الاقتصاد في تلك الحكومات بمظهرين: الأول مظهر حماية الصنائع والفنون
بتحريمها على غير من لم يرثوها عن آبائهم؛ وحصرها في التسل خلفًا عن سلف من أكبر
حرفة. وهي حرفة الملكية إلى أصغرها وهي حرفة الفلاحة. والمظهر الثاني تقسيم الأمة
ومصرء ولا تزال آثاره موجودة بالهند باسم «كاست».
وكانت الغاية المقصودة من هذين النظامين الاحتفاظ بالصنائع والفنون وحمايتهاء
وامتياز الأشراف - أي القئة القوية في الأمة - بالفنون الراقية الشريقة كالحرب
والسياسة؛ واقتناع 5 الشعب - أي الضعاف - بالصنائع الوضيعة. ولكن من
يريد تعليل هذا التقسيم تعليلًا فلسفيًا يمكنه أن يقول بأنه ليس في الصناعات وضيع؛
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
البعض بالرضيع والوضيع. صح كذلك وصف أعضاء البدن كذلك مع عدم استغتاء
الإنسان عن بعض أعضائه لقيام كل منها بوظيفة لا غنى عنهاء هذا صحيح من الوجهة
الفلسفية. ولكن من الوجهة الاجتماعية كان نظام التقسيم والتوريث قاسيًا غير موافق
الكسل والإهمال.
هذا بقطع النظر عن بعض حسنات هذا النظام الاقتصادي الذي تقدمت بفضله
بعض الصنائع؛ وقد تلاه ظهور بعض المبادئ الاقتصادية النافعة كمبداً تقسيم الأعمال
المبادئ الاقتصادية الشرقية
أول ما يجد الباحث في كتب الشرق عن المبادئ الاقتصادية هو اهتمامهم بالوجهة
الأدبية من الاقتصادء أو بعبارة أخرى اهتمامهم بالوجهة الاقتصادية من علم الأخلاق»
كذم الشراهة والتحذير من حب المال والتهالك في جمعه. وكالأمر بالأمانة في العاملات»
وبالعدل في الكيل والوزن وإعطاء كل ذي حق حقه. ومراعاة العقود وكذم الكبر والطغيان
الصادرَيّن عن الغنى. ومدح القناعة وذم التبذير والتقتيرء والحث على الاعتدال والإحسان
إلى الأجير والمحتاج. أما رأيهم عن تكوين الثروة فكان رأيًّا لأنهم قالوا بتعلق ذلك
اد تلك النظامات
وكان ذلك لا شك لاختلاط السلطتين الدينية والدنيوية. فلما تقدمت الأمم زالت تلك القيود
شيئًا فشيئًا بانفصال السلطتين. ودخلت المسائل الاقتصادية في حيز الحياة الاجتماعية
المستقلة تمام الاستقلال عن الحياة الدين
مقدمة في تاريخ الاقتصاد
الاقتصاد عند اليونان
فأنتم ترون أيها الإخوان أن أول من ظهرت لديهم أفكار اقتصادية كانوا المشارقة؛ ثم
تلاهم اليوتان أصحاب المدنية الكبرى.
وأول من كتب من علماء اليونان في الاقتصاد الحكيم هسيود مؤلف كتاب «الأعمال
والأيام»؛ ومعظم أفكار هذا الفيلسوف ومبادئه يشبه مبادئ وأفكار المشارقة التي سبق
الكلام عليها.
للسعادة البشرية للطلقة. وهو بذلك أول من ابتدع لع ملريقة الكتابة عن الإيتوبيات 160018
همة رجال الأعمال الحق؛
على فن التدبير المنزلي ليس إلا ويمتاز هذا الكتاب ببعض مبادئ جديدة أصبحت بعد
قرون طويلة علمًا على فئة من الاقتصاديين الفرنساويين. اسمهم الفيزوقراطيون سيأتي
الكلام عليهم بالتفصيل. فمن تلك المبادئ يفون الزراعة على سائر اله
ومنها احترام حق الملكية. ومنها تقليل ساعات العمل, بحيث يصبح في وسع أهل المدينة
التفدّغ لبعض الأعمال العقلية والأدبية.
يفون هذا هو أول من أوصى بالمتاجرة مع الأمم الأجنبية. وتقوية الصنائع وعقد
ثم جاء بعد زينوفون أرسطو وهو أول من قال بامتزاج سياسة الحكومة بالحياة
الاقتصادية. وسبب وجود هذا الرأي في مؤْلَّفَاته هو حال جمهورية أثينا في عهده؛ لأن
وكان أرسطو لا يعتبر المال غاية إنما وسيلة لسعادة المجموع. وهو يخالف أفلاطون
مع أنه تلميذه في أمور كثيرة. أهمها إنكاره رجوع أصل الهيئة الاج إلى الحاجة
الاقتصادية. وقوله بأن حب الاجتماع فطري في الإنسا
ة. أما الكتاب قاسمه 82600000105 أي التدبير وقد قصره
ولذا كان يحارب مبدأ أفلاطون
القائل بتقييد حرية الفردء وجعله تحت تصرف الحكومة؛ ويحارب فكرة الاشتراك في
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
الملك والنساء التي قال بها أفلاطون في جمهوريته؛ ويقول: إن الملك الفردي إحدى غرائز
البشر. ومن الغريب أن أرسطو هذا دافع عن الرق في مصلحة السعادة؛ وكان يسمى
العبيد أدوات حية لا إرادة لهاء وسيأتي الكلام عن ذلك.
الاقتصاد عند الرومان
ليس للرومان في المسائل الاقتصادية شأن يُذكر. ووظيفتهم في العالم التي يعترف بها
. وليس لهم عمل معروف فيما يتعلق بالمعاملات بين الأمم»
وتشجيع الصنائع وتقوية الفنون. ولسي فيما كتبه فلاسفتهم أمثال شيشرون وسينيكا
وبليني الكبير إلا دلا واضحة على تقهقر الصنائع والفنون. وفساد الأخلاق والحياة
الاقتصادية والاجتماعية. ويرى المطالع في ما دنه بليني حسرة على استعمال نقود الذهب»ء
وتلهقًا على العهد القديم عهد المبادلة النوعية. ومما يذكر عن الرومان بغضهم للرياء
وتحريمهم إياه نحو عام ١4ق.م؛ فقد قال عنه شيشرون خطيبهم الشهير باللاتينية:
تق عه مه صتسمط قاسو الوتعصية فلو
أي أن الربا يشبه في بشاعته قتل الإنسان. على أن الاق
قوانين الألواح الاثني عشر. كذلك أباحه الإمبراطور جوء
اض بالربح كان مباحًا في
انء وجعل قيمته من 4 إلى 8
الاقتصاد في القرون الوسطى
القرون الوسطى أو القرون المظلمة كانت مملوءة بالحوادث السوداء. وعهد الاقتصاد
فيها كان عهد الالتزام 8 08010215:0. فكان من الستحيل وجود نظامات اقتصادية في ذلك
العهد؛ لذا لم يبدأ عهد الاقتصاد السياسي الحقيقي إلا بزوال الرقيق. وبزوال عهد الالتزام
كذلك ظهور الحياة الاقتصادية لأول الأمر بهاء
مقدمة في تاريخ الاقتصاد
الاقتصاد في العهد الحديث
أول ظهور الاقتصاد السياسي بمظاهره الحديثة في فرنسا على عهد الملك لويس الخامس
عشر تقريبًا؛ ققد نشأ فريق من المفكرين العلماء. ونهضوا بهذا العلم وهؤلاء العلماء أطلق
عليهم لقب الفيزوقراطيين؛ أي القائلين بحكم الطبيعة. وكان ظهورهم في أوائل القرن
السابع عشر.
وضع أنطون مونكرتيان اسم الاقتصاد السياسي في أوائل القرن السابع عشر عَلَمًا على
وعلى ذلك كانت آراء فلاسفة اليونان
وقد شاع هذا الاسم واستعمل لأن المشتغلين بالعلوم والسياسة في القرن السابع عشر
وما بعده كانوا يقولون بأن الاقتصاد فرع من سياسة الأمة؛ لذا كتب جان جاك روسو
مقالة في دائرة المعارف الفرنسوية عن الاقتصاد السياسي. فقال: إن هذا العلم لا يفصل
عن السياسة؛ لأنه فرع من الحكومة قائم بتدبير المنزل العام. وبعبارة أخرى هو علم
تقُّم البلاد ونجاحهاء وإن العلماء قد ذكروا طرقًا شتَّى لإنجاح البلاد بالماديات. وتدبير
فبعضهم كان يقول بإكثار مقدار النقود فيها؛ لأن كثرة النقود حصر للثروة. وهذا
رأي فريق النقديين «بوليونيست». وقال فريق إن وسيلة تقدُّم البلاد تكون بتتمية المتاجر
وتشجيعها. وهم يسمون بالتجاريين أو المركنتيليست. وقام كذلك فريق أدخل العلوم
مجازيَّة من يريد تحقيق ما لا يُحقّق؛ ومنها جمهورية أفلاطون التي سبق ذكرهاء
وأنتم ترون أن العلم الاقتصادي كان بين أصحاب هذه المبادئ المتضاربة .١
مختلفة دعت إلى القول بها رغبة العلماء في تقدم أوطانهم؛ واشتباك هذه الآراء وتضاربها
محاضرات في تاريخ المبادئ الاقتصادية والنظامات الأوروبية
كان لا شك دليلًا على أنه قد آن الأوان لظهور العلم الحقيقي. ونضاج الأفكار واستعدادها
للنبوغ فيه؛ كل هذا كان في بداية القرن السابع عشر؛ أي منذ ثلاثة قرون بالضبط»ء
عند ذلك ظهر فريق من العلماء. وعلى رأسهم عالم اسمه ديكتاي 011865027 16
بالزراعة والأدب والاقتصاد الزراعي»
وقد كتب هذا العالم مقالة في دائرة المعارف الفرنسوية في باب الاقتصاد السياسي؛ قال
فيها جملة كانت هي أساس مبدأ الفيزوقراطيين. والتي صار من يوم التصريح بها رئيسًا
أو مؤْسسًا مدرسة الفيزوقراطيين. هذه الجملة هي: «إن البشر محكومون بقوانين وسنن
ثم أخذ يتسع هذا العالم في مبدأه؛ ويلتف حوله العلماء القائلون برأيه. وكان
الفضل لهم وله في الإمام بعلم الاقتصاد السياسي بمجموعه؛ ولكن لم يقصدوا بالعلم
سوى الاقتصاد الاجتماعي؛ لأنهم قالوا بأن الحوادث الاجتماعية مرتبطة بروابط ضرورية
واجبة الوجود؛ لا بد الحكومات من قهمها والسير ب
العلماء الفيزوقراطيين تنتشر من سنة 1707 إلى سنة 110/8
يخيل له أنه من الطبيعيين في كل شيء؛ فإنه كتب كتاب العقد الاجتماعي !6005265082
وهو في هذا الكتاب يقول كما يقول الفيزوقراطيون بوجود نظام طبيعي. ولكن التناقض
الب بين مبادئ روسو والفيزوقراطيين كائن في أنه يعترف بوجود النظام الطبيعي. إتما
إلا نتيجة لازمة للنظام الطبيعي. أو بعبارة أخرى هي ثمرة وزهرة هذا التظام؛ وإنها
كذلك قد شؤّهتها الحكومات بأعمالهاء ولكن إذا انتهت تلك الأعمال المتلفة عاد النظام
ثم إن الفيزوقراطيين كانوا يقولون بأن الواجب والمنفعة متفقان أو هما أمر واحد؛
ضاهاء وكانت مؤلفات هؤلاء
عبد الفيزوقراطيين
النظام الطبيعي
أن واضع أساس مدرسة الفيزوقراطيين هو أول من قال: بوجود قواعد طبيعية
ينبغي فهمها والعمل بمقتضاهاء وأن مجرد فهمها يقضي بالعمل عليها وبهاء وثمرة
مجموع هذه القوانين قد سماه هؤلاء العلماء. بالنظام الطبيعي أو [8 1180017 07008 وقد
هي علم النظام الطبيعي كما نقول إن الجغرافيا هي علم سطح الأرض» وهم يريدون
إليها بدون قيد أو نظام.
فالنظام الطبيعي - كما قلت لكم - هو مجموع قواعد طبيعية ينبغي فهمها
الهيئات الاجتماعية الحيوانية. أو القواعد التي تسير عليها الأجسام الحية بالمعنى الطبي
أو الفيزيولوجي إنما النظام الطبيعي ومسي القواعد التي ارتبطت بها سعادة البشر.
الذي يتضح لأمل البصيرة وأصحاب العقول النيرة أنه هو أحسن نظام ينبغي العمل
بمقتضاه. وأساس هذا النظام الطبيعي هو احترام حق الملكية؛ والسلطة التي . تحافظ
لسائر الأمم وفي سائر الأزمان.
وغني عن البيان أن هذا التعبير الجديد عن النظام الطبيعي هدم النظامات
الاقتصادية التي سبقته؛ لأنه كما ترون نظام مبني على الحرية يربط منفعة الشخص
بمنفعة المجموع؛ لأن هذا النظام الطبيعي لا يحتاج في تطبيقه إلا لترك الأمور تجري في
أعنتها بدون قيود. فيترك مجال العمل للأفراد واسعًا حرًاء وتتعلم الجماعات والقائمون
بأمرها طرق السير بمقتضى تلك القوانين. وهذا هو ما يعبر عنه عندنا أهل الشرق بقولهم:
دع الخلق للخالق.