د.أشرف عبد المنعم ع
تضطرب الأحداث في مصر وتتسارع» والناس بين التفاؤل وضد» مع كل حدث أوركود.
إلا أني أرى أن للأحداث اتجاها واحدا .. يمهد لدولة الإسلام .
فالحرية بعد 5 ؟يناير» وإظهار قضية الشريعة» ووصول الإسلاميين إلى الرئاسة .. كل ذلك
أحدث نقلة نوعية داخل أكثر الصف الإسلايء إذ رفع سقف أهداف الحركة بعد أن
كان قد وصل إلى انخفاض بشع؛ في آخر سنوات حكم المخلوع مبارك .
ثم جاء انقلاب ؟/لا ليوحد موقف الإسلاميين - في مجموعهم - ؛ ويستخرج العضحيات»
وينقي الصف» مع تصفية الراية للإسلاميين باعتبار انتمائهم للشريعة محورا للصراع .
وعل غير المتوقع .. تفرّق الانقلابيون» وتكاثرت الجرائم والفضائح التي نالت أعوانهم»
حشدوهم ليحصدوا مكتسبات الدنيا بعد إزاحة الإسلاميين» لم يحصدوا إلا خراب
أولا : انحصار عداوة الإسلاميين في أضيق داثرة ممكنة .
ثانيا : انفضاض أكثر من دعموا الانقلاب سابقا عن دعمه .
ثالثا : استعداد عموم الشعب لتقدير قيادة الإسلاميين» وتحمل بعض التضحيات في
عين الطائر ..... رؤية تحليلية لقصة الثورة المصرية 0
جميعا. وما يحدث من الانقلاب إلى الآنه مع عدم نسيان ما بعد الغورة» هو الذي سيثمر
ما بعد زوال الانقلاب. بزيادة في المزاياء وتقليل للسلبيات» ولو كخطوة في الطريق ٠
إن العأخر قد أصاب أمتنا عبر سنين طويلة» وحوادث جسام؛ ومراحل وسيطة بين
الأحوال المختلفة. فكذلك التقدم؛ لن نناله إلا عبر مراحل وسيطة؛ تمهد لما بعدهاء
والأحداث تطوي لنا السنين في شهور وأسابيع. والبصير من يرى اتجاه الأحداث .. ولا
يقف عند آلامها الجزئية .
عين الطائر ..... رؤية تحليلية لقصة الثورة المصرية لا
هك ينبت الربيع العربي "طواغيت" ؟؟
قبل ثورات الربيع العرني كانت الحركات الإسلامية هي المعارضة الحقيقية للحكام
الانفراد بالتشريع لعباده» مع أنه - سبحانه - المنفرد بخلق هؤلاء العباد ( ألا له الخلق
والأمر تبارك الله رب العالمين) +
الخلافة الإسلامية انتقلت مركزية العالم الإسلاي من داخله لعكون دائما في عواصم
الاحتلال التقليدية أو العواصم الجديدة الوارثة لها » فلا هوية إسلامية ولا شريعة » ولا
استقلال سياسي ولا اقتصادي ؛ إلى آخر منظومة التبعية المهينة .
واستكمل طواغيت العرب أسباب الهلاك » وغرهم إملاء الله لهم » وغرهم ركونهم للذين
الذين رضوا بهم من دون الله أحوج ما كانوا إليهم » في نموذج متكرر في التاريخ المعاصر
جهة: قد شارك فيها قطاع واسع كان قد نابذ أوضاع الاستبداد العداء » ورأى أن
الانحياز إلى الأمة في مطالبها المشروعة واجب » كما أن السعي إلى مساحة أكبر من
العدل والحرية مثل قبلة حياة إلى حركات إسلامية كانت في معركة وجود مع الطواغيت .
ومن جهة أخرى : فرض سقوط الطواغيت واقعا جديدا له حيثياته على الساحة كلها +
بنسب متفاوتة - ليتعامل مع قضية ما بعد الثورة.
د.أشرف عبد المنعم ل
إنه بعد انتهاء بعض هذه الغورات ظهر حكام وحكومات في أشكال جديدة » فمع شراكة
حكام إسلاميين » ظل المشترك هو عدم رد قوانين تلك الدول إلى سيادة الشريعة .
وثارت التساؤلات : ما الفرق من ناحية الاعتبار الشرعي بين حكام الغورات وبين من
قبلهم؟».. وهل كانت العضحيات التي بذلت مقبولة باعتبار ثمرتها ؟؟.. وهل الاستمرار
في المشاركة مع غير الإسلاميين يمكن أن يؤدي إلى حالة شرعية ». أم أن وصول
رئيس ذي انتماء إسلاي في ظل غياب سيادة الشريعة لا يؤدي إلا لتغيير في شكل
إن الإجابة على هذه التساؤلات لا تمكن إلا بعد تقرير جملة من القواعد الشرعية »
والتي من خلالها يزول الالتباس في الرؤية » وينطلق العمل الإسلاي راشدا في مسيرة
التغيير المنشود .
أولا : إن دائرة ما يحكم عليه بعدم الشرعية لا تعني التسوية بين كل ما بداخلها ,هذا
من ناحية . ومن ناحية أخرى مترتبة عليها » فإنها لا تعني أنه ليست هناك حركة
شرعية يمكن أن تتم داخلها .
داخل دائرة الكفر . واشتراك كل من مكة والحبشة - قبل الهجرة إلى المدينة - في أن
كلا منهما دار كفر » يحكمها كفار لا يقرون بسيادة شريعة الإسلام ؛ كل ذلك لم يمنع
البي - صل الله عليه وسلم - من إيجاد حركة شرعية للمؤمنين من دار كفر فيها ظلم
واستبداد » إلى دار كفر فيها عدل وحرية.
وعليه ؛ فانتقال بعض بلاد الربيع العرني من استبداد طاغوت كبير؛ لا يسمح بوجود
إسلاي مؤثر » إلى قدر من الحرية والعدل في ظل طاغوت صغير » يسمح بوجود إسلاي
مؤثر في مساحة قابلة للتنابي » لهو انتقال ينبغي أن تحرص عليه الحركة الإسلامية - ما
عين الطائر ..... رؤية تحليلية لقصة الثورة ١| قية 9
لم تقدر على أكثر منه - ولتدفع له ثمنا بمقابل » فقد ظلت عشرات السنين تدفع شنا
باهظا لأقل من هذا المقابل .
لكن الحركة الإسلامية في هذه الأحوال ليست ملزمة » بل لا يجوز لا أن تسبغ الشرعية
على ما ليس بشرعي من الأوضاع . فإنه لا تلازم بين شرعية الحركة والتغيير ؛ وبين
الشرعية النهائية للوضع الأخير . وتغييرنا اللشروع حركة في اتجاه مبادثنا الشرعية » ولا
يجوز أن يكون بديلا عنها ولا تحريفا لها . وهذا هو الاتزان الشرجي بين المثال والواقع *
أوبين المطلوب والمتاح .
ثانيا : إن التشابه في الصورة الخارجية لا يعني دائما اتحاد الحقائق » وبالعالي لا يعني دائما
اتحاد الأحكام . فقد تتشابه الصور» لكن الاختلاف القوي في القرائن المحتفة يؤدي إلى
تضاد كامل في الحقائق » وبالعالي في الأحكام .
فبينما يحرم على الإنسان أن يباشر العجاسات على وجه الانتفاع أوعدم المبالاة » يشرع
له أن يباشرها على وجه الإزالة والتخلص كما في الاستنجاء . وكما يحرم على من غصب
أرضا أن يمشي فيها على وجه الاستعمال أو الانتفاع » يشرع له أن يمشي فيها تاثيا من
مظلمته ساعيا في الخروج مما لا يملك . فمن أهمل القرائن المحتفة الدالة على الحقيقة +
وحكم بظاهر الصور المتشابهة » فقد ظلم وجمع بين ما فرق بينه الله ورسوله - صل الله
عليه وسلم -.
وعليه » فصورة الوجود كحاكم في ظل غياب لسيادة الشريعة قد تكون تعبيرا عن
"الطاغوتية" عندما تكون رفضا لهذه السيادة » وعداوة لها ولأهلها » وقرائن بل
وتصريحات الماضي القريب لم تنسها الأجيال بعد . لكنها قد تكون تعبيرا عن
"العبودية" عندما تكون مدافعة لواقع العلمانية الباطل » وفي ظل إعلان للولاء
للشريعة » والقرائن الحالية والمقالية هنا شاهد عدل لا ترده صورة موهمة للتشابه.
لهذا لم يكن غريبا أن نجد قبول وجود حقيقة "العبودية" مع صورة تشتبه مع
"الطاغوتية" في كلام أئمة الإسلام الذين أبرزوا حقيقة التوحيد ووجوب إفراد رب
العالمين بالتشريع » كشيخ الإسلام ابن
يوسف - عليه السلام - وعن ملك النجاشي - رحمه الله - بعد إسلامه للحبشة .
وكذلك عند العلامتين السعدي وأحمد شاكر - رحمهما الله - وغيرهما . فكان ذلك من
وأقل الأحوال التي تلزم المخالف في هذه المسألة » أن يطوي بساط "الطاغوتية والحكفير"
لوجود الاحتمال الشرعي والشبهة الواقعية » وهما كافيان في دراً تلكم الرتبة » ولينتقل
بعدها إلى تصويب وتخطيء بين راجح ومرجوح » فهذا أوسع وأسلم .
الغا : إن دائرة عدم الانتماء للإسلام ليست دائما هي دائرة العداوة للإسلام » بل قد
تكون الأول أوسع من الغانية . وبالعالي فالعداوة العقدية لا يلزم أن تترجم دائما إلى
عداوة سياسية.
وإن كان الأصل الغالب الذي لا ينبغي أن يغفل عنه أن عدم الانتماء منتج للعداوة (ولا
يقاتلونكم كافة)' . لكن الله - تعالى - برحمته قضى بوجودٍ استثناء من هذا الأصل
العام » ليفرج به عن عباده المؤمنين » فقد دخل بنو هاشم - قبل إسلامهم - الشعب مع
البي - صل الله عليه وسلم - » ودخلت خزاعة - قبل إسلامها - مع النبي - صل الله
عليه وسلم - في صلح الحديبية . فلم تترجم العداوة العقدية هنا إلى عداوة سياسية » بل
استدعى اختلاف المواقف بين غير المنتمين للإسلام اختلافا في التعامل معهم ولا بد .
وعليه ؛ بل ومن باب أولى ينبغي أن يفرق في التعامل السياسي مع غير المنتمين للمشروع
الإسلاي » وفيهم كثرة لم تبلغ مبلغ الردة والمعاداة لشريعة الإسلام » وذلك بحسب
تفاوت علاقاتهم بحملة الشريعة . وهذا التفريق من الحركة الإسلامية بين الموقفين
العقدي والسياسي يحافظ على ثبات المبادئ مع مرونة الحركة ؛ خاصة ونحن نعالج أمرا
بالمقابل فإن توحيد الموقفين العقدي والسياسي يؤدي إلى تجميع الخصوم وتكثيره ؛ في
*- [الغرة - 747]
عين الطائر ..... رؤية تحليلية لقصة الثورة المصرية ١
إلى مشروعنا مقارنة بالمنتمين لمشاريع غير إسلامية » فالعبرة بالفاعلية
والقدرة على حسم الصراع ؛ في ظل عالم متداخل التأثير والمنافع . فإما أن نحسن
رابعا : إن الحد الفاصل بين حالي الاستضعاف والتمكين بمقدار ما يباعد بين الطرفين
إلا أنه لا ينفي تداخلات في مساحات قابلة للضيق والاقساع ؛ بحسب معادلة الواقع
المتغيرة . فقد لا يخلو مستضعف عن أشياء يمكنه أن يقيمها » كما قد لا يخلو مكن
عن أشياء يضعف عن إقامتها . والواجبات الشرعية هنا مرتبطة بتفاصيل الجزئيات
أكثر مما هي مرتبطة بالحكم الكي.
انقسمت الفترة المكية إلى مرحلتين دعويتين كبيرتين : أولاهما : مرحلة الإسرار
بالدعوة . ثانيهما : مرحلة الإعلان لها . فارتبط الإعلان بإمكان جزفي مع أنه كان في ظل
استضعاف عام . وكذلك بعد الهجرة إلى المدينة » تدرجت أحكام الجهاد خارجيا +
وتدرجت أحكام معاملة المنافقين داخليا - من الوعظ والإعراض إلى الجهاد والإغلاظ
- إذ وجد في أول الهجرة النبوية ضعف عن تلكم الأحكام النهائية مع أنه كان في ظل
تمكين عام .
وعليه ؛ فمن يطلب من تمكين لما يستقر بعد ما يطلب من التمكين المستقر بدعوى
معنى التسكين وقيمته ؛ من يفعل ذلك يجافي الممكن » ويطلب قفزة قد تدك فيها
الأعناق ولا تدرك الآمال . كذلك من لا يستثمر المكن لا يشكر النعمة ولا يقوم
بحقها . وبينهما مسافة للرأي والاجتهاد » وذمة لا تبراً إلا بالتقوى والورع ٠
د.أشرف عبد المنعم و
الانتهار في المناطق السافنة
مايو 3.00
الحياة صراع :
أولا : إن الحياة الدنيا في دار الابتلاء تعني وجود الخير والشر.
وثانيا : إن أهل الباطل لا يكتفون بفساد خاص بهم » بل يحرصون على إفساد الأرض
وثالعا : إن الحياة يحصل فيها من الخير بقدر ما يحصل من مدافعة أهل الحق لأهل
أهمية المناطق الآمنة :
وبما أن هذا الصراع ممتد وطويل» فإنه يحتاج إلى مناطق آمنة » تجمع فيها فئة الحق قواها
» وتعد كفاءاتها ؛ وتحشد الإمدادات المطلوبة للاستمرار في المعركة » بل وتتخذ فيه
القرارات الاستراتيجية لإدارة المعركة بعيدا عن ضغط واقع مؤقت .
دورالمناطق الساخنة:
لكن المناطق الساخنة » وهي أماكن الاشتباك والتدافع بين المعسكرين + تبقى دائما
هي أماكن الصراع الفعلي » وفيها تكتب الانتصارات أو الهزائم وتسم المعارك »
ومنها يكون التمدد أو الانكماش من خلال تحريك الحدود الفاصلة بينهما .
قلل النظام المستبد من المناطق الآمنة للعمل الإسلايي » فحاصر الدعوة في المساجد »
وفرض السيطرة على النقابات المهنية والاتحادات الطلابية » وضيق الحناق على أهل
متماسا مع الداس كالتدريس » أو يمثل نوعا من القوة في الدولة كالجيش والشرطة .