عودة التاريخ 5
لقد كثر الحديث بأن «نهاية التاريخ» تعلن عن نفسها هنا؛
هيفل ذات يوم تكون . خلق مجتمع عالمي, لكننا لن نشهد كيف
قام بتصوير الكتاب للمتابعة عبر تويتر
عودة التاريخ 7
فادنئذ الكتاب
م بتصوير العتام
احمد يباسبن
الفصل الأول: «أهللً وسهلاً بكم يخ صحراء الواقع نهاية حقبة ما 9
الفصل الثاني: خطوط انكسار التفتت العالمي. 35
الفصل الثالث: بين السيادة والتكامل. 93
الفصل الخامس: أوروبا وأمريكا ومستقبل التوتاليتارية ( الشمولية) 187
الفضل السادس: «التحول الكبير» والشرقان الأدنى والأوسط. 23
الفصل السابع: بين التوازن والتعاون العالمي قيام نظام عالمي جديد. 275
ترس البراجع. 369
للمتابعة عبر تويتر
قام بتصوير الكتاب
أحمد ياسين
عودة التاريخ 9
الفصل الأول
نهاية حقبة ما بعد الحرب والشمولية
«غزو العالم حلم قديم؛ وكل عقيدة تريد أن تغزو العالم. والخطورة
هي أنها لن تكون إلا مجرد وسيلة لغزو العالم»
«توماس مان
انتهت صبيحة الحادي عشر من سبتمبر ( أيلول) المرحلة الأخيرة من
حقبة ما بعد الحرب التي بدأت مع سقوط جدار برلين لي التاسع من
نوفمبر ( تشرين الثاني) 1989. لقد بدأ حسب قول «تيموثي غارتون أش»
فإذا ما كان سقوط الجدار يمثل النهاية الحقيقية لقرن قصير. فهناك
ما يكفي من الأسباب للقول بأن تدمير مركز التجارة العالمي هو بداية
الحقيقة للقرن الحادي والعشرين. مرحباً بعالم آخر جديد رائع!.
كان العالم بوصفه قرية عالمية إعلامية - يعيش عن طريق محطة
الجهاد تاريخاً. وذلك بعملية قتل جماعي لامثيل لها. وبنفس المستوى
كان أيضاً أثر موجات الصدمة من هذا الاعتداء العسكري على الولايات
المتحدة. القوة العالمية العظمى الوحيدة المتبقية يخ عالم اليوم.
10 عودة التاريخ
«إن هذا الاعتداء على أمريكا سوف يغير مسار التاريخ. خاصةٌ أن
أحداث العالم مع بداية القرن الحادي والعشرين بات يحددها إلى حد
كبير قرار دولة واحدة؛ هي الولايات المتحدة. ولأن لهذا الاعتداء على
إن مسار التاريخ يتحدد أحياناً يخ يوم واحد . أو حتى خلال ساعات قليلة.
ويخ مثل ذلك اليوم سيصبح بإمكان أي فرد أن يشهد التاريخ ويعيشه.
سوف تتركز تطورات بنيوية عالية التعقيد على حدث واحد؛ على هزة
ومفهومة وتستخلص متها الدروس.
إن أقدار العالم تتخذ عقب مثل ذلك اليوم مساراً آخرء والذين
شهدوا ذلك يدركون فوراً هذا الحدث الدرامي غير العادي؛ لأن الأحداث
السياسية تتكثف إلى درجة من الانفعال نادرة الحدوث. إنها أيام قهز
أخرى مثل 28/حزيران (يونيو) 1914 عندما تم اغتيال ولي عهد النمسا
الثاني / (نوفمبر) 1989 ليلة سقوط جدار برلين. وعلى 21/ كانون الأول/
(ديسمبر) 1991 يوم السقوط النهائي للاتحاد السوفييتي. ومن ثم انتهاء
بين هذه الأحداث والأيام التي تصنع التاريخ شد القرن العشرون
القصير والوحشي قوسه.؛ إنه: «عصر الأحداث المتطرفة» كما قال وبحق
عودة التاريخ 11
لم يسبق أن مرت يخ مجمل تاريخ الإنسانية حقبة أسفرت عن مثل
هذا الجنون والعنف والقتل والاغتيال والديكتاتورية والحرب والإبادة. كما
حدث خلال القرن العشرين.
وي الوقت نفسه لم يحدث ا قرن آخر ما حدث ب القرن العشرين من
تقدم علمي وتقني واجتماعي وسياسيا”".
خلال الحرب العالمية الأولى كانت الجيوش ماتزال تذهب إلى ساحات
القتال ممتطية الجيادء أما يخ الحرب العالمية الثانية فقد توصلت
الإنسانية إلى اختراع القنبلة الذرية. مدة واحد وثلاثين عاماً فصلت ما
هذا التناقض .يخ القرن العشرين يلحظه المرء أيضاً من خلال حقيقة
أخرى: ففي عام 1914 كان الملوك المتوجون هم غالباً من يقرر مسألة
الحرب. وبدءاً من عام 1945 قامت النظم الديموقراطية أول الأمر يخ
القسم الغربي من أوروباء ومنذ عام 1989 ساد هذا النظام كل أوروبا
قارة الديموقراطية والقانون. إنه التطور الذي تحقق خلال 60 عاماً فقط.
بدا أن الإنسانية ستنعم عقب سقوط جدار برلين بحقبة جديدة وطويلة
صراعات ساخنة يخ منطقة الخليج وشرق أفريقيا والبلقان. ولكن هذه
حتى ولو أن الحروب الدموية يخ شبه جزيرة البلقان كانت تقترب شيئاً
12 عودة التاريخ
مع ذلك لم تستطع كل هذه المآسي أن تثني معظم الناس "يخ أوروبا
والولايات المتحدة عن إرادة التمتع بقسط من السلام لبعد نهاية سباق
التسلح والحرب الباردة. بعد خمسة عقود من المواجهة الدولية الباردة
فقد ساد خلال تسعينيات القرن المنصرم “يخ دول أوروبا الصناعية
هكذا أو ما يشبه ذلك انطلق من وسائل الإعلام يخ كل مكان. ومن
كان القرن العشرون المنصرم يخ عواصم الاقتصاد العالمي يعني مرحلة
الاختراع التقني العظيم والولوج إلى تقنية المعلومات. ومن ثم مرحلة
سمة «الاقتصاد الجديد» أو «السوق الجديدة».
«نهاية التاريخ!؟)
وبناء على ازدهار الاقتصاد الأمريكي الذي طال أمده أعلن اقتصاديون
جريئون حتى عن نهاية الدورات الاقتصادية وقيام نظام رأسمالي خالٍ من
عودة التاريخ 13
لقد انفجرت فقاعة المضاربة. ففي الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)
01 ضرب التاريخ ضربته من جديد .هذه المرة بطريقة خاطفة ووحشية
تغير مسار العالم يخ ذلك اليوم؛ ولم تعد البورصة هي التي تكتب مسار
التاريخ. بل آل هذا الأمر ثانية إلى السياسة.
كل هذه الأحلام الواعدة بعالم أكثر سلاماً بعد الحرب الباردة. وكل
الآمال بمصير سلمي. وكل تلك الأوهام الجميلة حول نهاية السياسة وتراجع
دور الدولة والسيطرة الظاهرة للاقتصاد على السياسة «إنه الاقتصاد؛
العالمي يخ نيويورك صبيحة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)!!).
فالسياسة.؛ ومعها التاريخ الذي قيل: إنه انتهى. عاد للظهور ثانية ل
ذلك الإرهاب البشع.
القديمة. وبشّر منذ القرن الخامس قبل الميلاد بأن الحرب هي أب
لجميع الأشياء إلى الواجهة؛ ليتقدم على جميع المصارف الاستثمارية
وأسواق البيورصات.
إن «نقطة الصفر» لهذه الحرب المريبة التي شنها الإرهاب الجهادي على
الولايات المتحدة والعالم الغربي لم تكن كي 08 0108 بل قرب وول
14 عودة التاريخ
أصاب الإرهاب الدولي هذه المرة القلب الاقتصادي والسياسي لأقوى
الأمم يخ العصر الحاضر. كان من شأن هذا العمل الخسيس أن يسبب
هزة سياسية عالمية. لقد ارتعب العالم يا صميمه من ضخامة ما حدث ل
الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) واستعاد إلى الذاكرة الصور والمشاعر
الأحداث الع كادت أن تنسى.
«ضفي الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) مات من الأميركيين أكثر من
خلاكة أضعاف من قضوا ا متجمل الهجمات الأرهائية خلال الكلاثين
سنة الماضية. بلغت الخسارة "يخ الأرواح نحو ضعفي الخسارة التي تسبب
بها «تيموني ماك فاي». هذا القاتل المحلي عام 1995 من خلال اعتداء
أوكلاهوما. وكانت تقريباً تعادل الخسارة التي أسفرت عن إغارة 300
القادم من سماء صافية وأصاب أمريكا قبل ستين عاماً بأنه سابقة لامثيل
لهاء ولكن يخ الواقع ليس هناك مجال للمقارنة. فالحادي عشر من أيلول
طبعاً لم تكن هذه المرة قوة إقليمية أو محلية عظمى معادية مثل
من تهديد نمط جديد ل «قوة غير متكافئة». نقول: غير متكافئّة؛ لأن الأمر
هنا يتعلق بهجوم على سلطة دولة من قبل عناصر ليس لها دولة. لاتملك
القدرة الإستراتيجية ولا السيادة على أرض. إنها سلطة غير متكافئة تعمل
قوية جداً؛. تستطيع - باستخدام وسائل غير متكافئة - أن تلحق خسائر