مقدمة
تمتاز الكويت يموقع جغرافي فريد أعطاها أهمية تجارية خاصة؛ ونظراً لذلك
فقد أصبحت مسرحاً للتنافس الدولي من قبل الدولة العثيانية وبريطانيا وغيرهما
ومنذ تأسيس مملكة العراق سئة ١147م والعلاقات الكويتية العراقية
تتعرض لمشاكل عدة حول الحدود لذلك فإن هذا العمل يدرس الأزمات التي
الجارتين؛ وانعكست سلباً على روابطهماء وأثارت الحساسية والتوتر بينهما خلال
ويمكن القول إن الهدوء والصلات الطيبة بين الكويت والعراق سادت في
فترة العشرينيات من القرن الماضي» حين صادف تولي الملك فيصل الأول عرش
العراق في السنة ذاتها التي تولى فيها الشيخ أحمد الجابر الصباح حكم الكويت»
فقامت صداقة متينة بين الحاكمين» كما استقرت مسألة الحدود بين البلدين بعد
توقيع اتفاقية العقير والتي عقدت نظراً لفشل اتفاقية المحمرة؛ كما تم تسوية بعض
المسائل العالقة تم تعيين الحدود الفاصلة بين الكويت والعراق من خلال
المذكرات المتبادلة بين رئيس وزراء العراق آنذاك (نوري السعيد) وحاكم الكويت
الشيخ (أمد الجابر الصباح).
وفي ثلاثينيات هذا القرن توترت العلاقات الكويتية العراقية مع مطالبة الصحف
العراقية وكذلك بعض الأحزاب السياسية وعلى رأسها حزب الإخاء ذوالتوجه
القومي والذي يتزعمه "ياسين الهاشمي” بضم الكويت» ووصل التوتر ذروته في
السنوات الأخيرة من عهد الملك غازي عندما طالب صراحة بضم الكويت للعراق»
وإعلانها استقلال الكويت. أعلن رئيس وزرائه عبد الكريم قاسم أن استقلال
الكويت استقلال مزعوم» ومن ثم طالب بضم الكويت للعراق على أساس أنها
مقاطعة تابعة للبصرة؛ وتأزم الموقف فيا عرف "بأزمة 1431م"
ويتتبع هذا البحث أزمات الحدود بين الكويت والعراق وتحديداً منذ تعين
الحدودبين اليلدين عام 477١م في مؤتمر العقير» ثم يتطرق إلى بعض المشاكل التي
أثرت على علاقاتبها معاً؛ كمشكلة إعفاء أملاك آل الصباح الموجودة في البصرة
من الضرائب» ومشكلة التهريب من الكويت إلى العراق» وكذلك مشكلة ندرة
مياه الشرب في الكويت والتفكير في نقلها بالسفن من شط العرب» بالإضافة إلى
مشكلة مد خط سكة حديد إلى الكويت وإنشاء ميناء عراقي على الخليج العربي» ثم
أزمة العلاقات 4-1977 47٠م؛ والتي انتهت بدعوة الملك (غازي بن فيصل)
لضم الكويت؛ ثم مطالبة عبد الكريم قاسم بالكويت (أزمة1471م) على اعتبار
أن الكويت قضاء يتبع ولاية البصرة.
أولا: قدّم الخلاف الحدودي بين الكويت وجيرائهاء حيث بدأ في القرث
التاسع عشر واتضحت معالمه في القرن العشرين عندما وقعت اتفاقية العقير سنة
م والتي على أثرها رُسمت الحدود الحالية للدول المعنية في هذا العمل.
ثانياً: ارتباط مشكلة الحدود بسيادة الدولة على الإقليم وكل ما يحتويه من
خيرات؛ فالمناطق المتنازع عليها بين الكويت وجيرائها هي مناطق غنية بالتقط»
ثالاً: أهمية الوقوف على أسباب ومبررات الأزمات الكويتية العراقية المتعلقة
العلمي المستند إلى المعلومة الصحيحة الموثقة أساساًلهاء والإسهام في إبراز الحقائق
الموثقة حول قضية الوجود الكويتي.
خاماً: ارتباط عملية ترسيم الحدود بالاستقرار والتقدم والازدهان»
فالترسيم الواح والمتفق عليه للحدود يبعد المنطقة عن داثرة الصراعات
سادساً: الرغبة في القيام بدور متواضع في الإسهام في بلورة رؤية علمية صادقة
لأزمات الحدود الكويتية العراقية.وبالتالي وضع الإطارالأكاديمي بخية
رابعاً: محاولة ترسيخ حقائق تار
سابعاً: تحول مشكلة ترسيم الحدودبين الكويت وجيرائها وعلى رأسها العراق
إلى مشكلة دولية» نظراً للمطالبات المستمرة من قيل العراق بضم الكويت.
ويحاول هذا البحث أن يعالج أزمات الحدود بين الكويت والعراق خلال ما
يقارب أربعة عقود من الزمن؛ شاهداً بذلك على تطورات عديدة طالت مسألة
تعيين الحدود بين الكويت والعراق»
ويهدف هذا البحث إلى ١
عن عدة تساؤلات جوهرية بشأن أزمات
الحدود بين الكويت والعراق تتمثل في:
٠ هل هناك مشكلة حقيقية في ترسيم الحدود بين الكويت والعراق؟
. ما حقيقة الحقوق التاريخية للعراق في الكويت؟
٠ كيف تطورت أزمات الحدود بين الكويت والعراق؟
. ما مواقف الدول المجاورة تجاه مشكلة الحدود الكويتية العراقية؟
ما الننائج التي مخضت عن مشكلة الحدود الكويتية العراقية؟
الأساسية لعلم التاريخ» وخاصة أن العمل ينطلق من منطلق تاريخي؛ ويقوم
المنهج التاريخي على أسس وثوايت تهدف إلى الوصول إلى الحقيقة التاريخية من
خلال التحري والدقة في جع المادة العلمية والترقع عن الميل والهوى والتزام
الموضوعية في التحليل.
واعتمد البحث على مصادر عديدة ومتنوعة ومتباينة؛ نظراً لاختلاف وجهات
نظر كتابهاء كما أنها ضمت القديم والحديث بالنسبة للفترة الزمنية للموضيع لذا
توجب الحذر والدقة في تناولها ومحاولة معالجتها بروح متأنية من خلال تمحيص
قود
على الأمور ذات الأهمية؛ مع الحرص الشديد على الموضوعية في الكتابة؛ والحياد
في معالجة القضايا المختلفة.
ويعد هذا البحث بمثابة دراسة تاريخية لأزمات تعيين الحدود الكويتية
العراقية خلال الفترة
بعام 1477م وتحديداً في شهر ديسمبر عام 477١م لتوقيع معاهدة العقير بين
مندوبين عن نجد والعراق والكويت وذلك لتسوية مشاكل الحدود بين الكويت
والعراق ونجدء وعلى إثر هذه المعاهدة والتي عرفت ب (اتفاقية العقير عام
77م ) استقرت مسألة الحدود الكويتية العراقية النجدية» وتعد اتفاقية العقير
الوثيقة الرسمية القي رسمت حدود الكويت مع نجد والعراق»
سواء في جانب الكويت ذاتها أو في جانب العراق» فبالنسبة للكويت تم إعلان
استقلاها في ٠4 يونيو ٠47١ م؛ وعل إثر ذلك عقد (عبد الكريم قاسم) مؤتراً
صحفيا في وزارة الدفاع العراقية ببغداد هاجم فيه الكويت وطالب صراحة
وقد تم تقسيم البحث إلى خمسة فصول وخاتمة تبدأ بتاريخ عام عن
موقع الكويت الجغرافي ونشأتها التاريخية؛ ثم نتناول التطور التاريخي لأزمات
والاقتصادية؛ وذلك من مؤتمر العقير مروراً بالثلاثينيات (عهد الملك غازي)
وأخيراً الأزمة التي افتعلها الزعيم الركن عبدالكريم قاسم في عام ١183م
ن عام 1477م وحتى عام ١183م؛ ويرجع تحديد البداية
تمهيد
© الموقع الجغرافي لدولة الكويت.
© نشأة الكويت.
الموقع الجغرافي لدولة الكويت:
تقع دولة الكويت في الركن الشمالي لشبه الجزيرة العربية بين دائرني عرض
فهي من الأقاليم شبه المدارية التي تتميز بدفئها النسبي في الشتاء وشدة حرارتها
وتمثل دولة الكويت الطرف الشيالي الغربي للخليج العربي الذي يجدها من
الشرق» أما من الجنوب والجنوب الغربي فتحدها المملكة العربية السعودية؛ كما
يجدها من الغرب والشمال الجمهورية العراقية.
وتبلغ مساحة دولة الكويت حوالي (000 ,18 كم؟1). وتُغطي البيئة
الصحراوية مالا يقل عن 1.48 من إجمالي مساحة البلاد؛ والمساحة المتبقية من
أراضيها صالحة للزراعة وتتمركز في المناطق الحدودية شمال دولة الكويت
وجنوبها؛ ويقدر متوسط امتداد أراضي دولة الكويت من الشرق إلى الغرب
بحوالي *7١كم» وتبلغ المسافة بين أقصى موقع على حدودها الشمالية وأقصى
موقع على حدودها الجنوبية حوالي ١٠٠كم.
ويبلغ طول حدود دولة الكويت حوالي 188كم؛ الجزء الأكبر منها (حوالي
*م) حدود برية مشتركة مع كل من المملكة العربية السعودية وجهورية
ويمكن تقسيم المنطقة الساحلية إلى منطقتين رئيسيتين هما: المنطقة الشمالية» وتمتد
من رأس الأرض إلى أم قصر وسواحل جزيري وربة وبوبيان شالاً؛ المنطقة
أهم معالم المنطقة الشمالية» أما منطقة الخيران وما يوجد بها من مسطحات طينية
وسبخية فهي من أهم معالم المنطقة الجنوبية.
وتضم دولة الكويت الجزر التالية: ورية وبوبيان ومسكان وقيلكا وعوهة
وتنقسم دولة الكويت إلى ست محافظات هي: العاصمة وحولي والفروانية
والأحمدي ومبارك الكبير والجهراء.
وقد أسهم موقع دولة الكويت على الخليج العربي في إبراز شخصيتها
المتميز شمال الخليج العربي في أن تكون المكان الذي يُشكل نهاية الطريق البحرية
المتجهة من مركز مناطق إنتاج السلع الموسمية في القارة الهندية وأفريقيا إلى مناطق
التسويق في أوروبا عبر جهات البحر المتوسط؛ فعند دولة الكويت تبدا الوصلة
البرية المكملة للطريق البحري قدياً.
أما في العصر الحديث فتأتي أهمية الموقع في تسهيل نقل البترول إلى أسواقه
الخارجية؛ وفي حركة التجارة الخارجية وتجارة الترانزيت» إضافة إلى أهمية دولة
الكويت كمحطة مهمة في الشرق الأوسط للنقل البحري والجوي-
نشأة الكويت:
يصعب عل المؤرخ أن يضع تاريخاً ثابتاً لظهور مدينة ماء وبخاصة في منطقة
صحراوية لم يكن لسكانها اهتمام بتدوين الأحداث التاريخية على النحو الذي هو
موجود في المناطق المعروفة بعمرانها القديم؛ ومع ذلك فإن هذه المنطقة لم تكن
خالية من السكان المستقرين أو أهل البادية الذين يتجولون في النطاق القريب
منها ويترددون على آبارها ومناهلها. غير أن هذه المنطقة لم تشهد كيانا سياسيا
منظيا إلا بعد حلول مجموعة من الأسر المنتمية إلى قبيلة عنزة والدواسر وغيرهما
من القبائل» الغي أطلق عليها اسم العتوب» هاجروا من منطقة الهدار القريية من
وادي الدواسر لأسباب غير معروفة؛ وانتهى بهم المطاف إلى الكويت؛ حيث
تمت مبايعة آل الصباح لحكم البلاد في نظام يقوم على الشورى مع قضاء مستقل
وعناية بتنمية الاقتصاد الذي يقوم على الربط بين موارد البحر المتاحة كالغوص
على اللؤلؤ والسفر التجاري» وبين حاجات البادية التي كانت السوق الأكبر
لتصريف البضائع المجلوبة عبر البحر من الهند وفارس وشرقي أفريقية.
وقد اختلف في السئة القي وصل قيها العتوب إلى الكويت ما بين بداية القرن
م هو التاريخ المسجل لمجيء العتوب؛ فقد جاء ذلك في رسالة بعثها الشيخغ
مبارك الصباح إلى والي البصرة محسن باشا رداً على سؤاله عن نشأة الكويت»
ويعزز هذا التاريخ مجموعة من القرائن منها ما كتبه محمد بن عثمان ف ضة
الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين" الذي ذكر فيه تواريخ نشأة المدن
والبلدان في نجد. فذكر أن الكويت قد تأسست عام 77١٠1ه/ 1317م ومنها
ما ذكره لويس بيلي المقيم السياسي في الخليج الذي زار الكويت عام 1837م