في كتابة لغة الرومائس الإسبانية. وقد أطلق في إسبانيا على آدب هذه
ومع مرور الزمن انتشر هذا التعبير لدى المستشرقين في أوريا ممسصاله
ليشمل كل أدب أوربي كتب بالحروف العربية. إلا أن هذه التجربة انتهت في
إسبانيا في القرن السابع عشر؛ بعد أن تم طرد كل المسلمين تقريباً من
الأراضي الإسبانية, بينما كان القسم الباقي قد تحول تدريجياً إلى الحروف
وفي الفترة نفسها انتشرت الحروف العربية لدى عدة شعوب أوربية في
الشرق. مع انتشار الإسلام الذي أعقب الفتح العثماني لأوربا الجنوبية
في كتابة لفتهم التركية. وهكذا؛ حتى نهاية القرن السابع عشر؛ كانت
والبوسنة وبولونيا وروسيا البيضاء. ومن بين هذه الشعوب عرفت الحروف
العربية أوسع انتشار لها لدى الألبانيين والبوسنيين. ولدى هذين الشمبين
فترة أطول حتى هذا القرن. فقد طبع آخر كتاب في اللغة البوسنية بالحروف
العربية سنة 1941 بينما صدر آخر كتاب في اللفة الألبانية بالحروف العربية
سئة 1970. وخلال هذه الفترة الطويلة نشاً وتطور لدى هنين الشعبين
بشكل خاص تراث ثقافي غني في الحروف العربية. بالإضافة إلى ما كتب
هذا التراث الكبير تمتع القسم الذي كتب في اللغة البوسنية بالحروف
العربية باهتمام واسع من قبل الباحثين. داخل وخارج يوغسلافياء حتى
أصبح لدينا عدد كبير من الدراسات والكتب التي تبحث فيه أو تعيد نشر
ومن جهة أخرى. يتمتع القسم الألباني من هذا التراث الكبير بقيمة
اللاتينية بعد أن از
بينما كانت الحروف العربية لدى الشعوب المجاورة هي أبجدية الأقلية أو
تطور عليها النتاج الثقافي الجديد الذي امتصت من الشرق مؤثرات
وقد استمر الأدب الألباني في الحروف العربية عدة قرون؛ حتى مطلع
ة الطويلة قدم هذا الأدب إبداعات قيمة لها مكانتها في تاريخ
الأدب الألباني.
وعلى الرغم من هذه الأهمية الكبيرة فقد تفرض الأدب الألباني في
الحروف العربية إلى تجاهل مثير في البانيا بعد أن تم تبني الأبجدية
اللاتينية بشكل حاسم ونهائي في الدولة الجديدة منذ سقة 1920 . ومن
المؤسف أن هذا التجاهل كان نتيجة للازدراء الذي لقيه هذا الأدب من
العلماء والباحثين. الذين تعمدوا تجاهل هذا الأدب لفترة طويلة ولدواقع
سنتعرض لها بالتفصيل فيما بعد . ويكفي أن نشير هنا إلى أن هذا
الأدب الذي استمر لعدة قرون لم يحتل سوى ثلاثة سطور من كتاب (حول
تاريخ الأبجدية الألبانية. للباحث روستين روتا *". مع أن عنوان هذا الكتاب
يفترض أن يمنح الحروف العربية والأدب الذي كتبت بها مساحة أوسع
بكثير. وقد أدى هذا الازدراء للأدب الألباني في الحروف العربية؛ الذي
لحقت بمصدر أساسي من مصادر الأدب الألباني بشكل عام. فقد أدى
هذا الازدراء إلى تلف وضياع الكثير من المخطوطات الألباتية في الحروف
والى جانب هذا؛ كان للحروف الإقليمية والعالمية التي طحنت المناطق ١١
١ء دور حاسم أيضاً في
بصورة متكاملة في اللغة العربية, بينما قد يفترض المرء أن يكون هناك عدة
كتب حول هذا الموضوع في اللغة الألبانية . وبوذنا أخيراً أن نشير إلى
يوضح ما خلّفته هذه الحروف من تأثير على الثقافة الأ؛
آخرى. فقد استخدمنا في العتوان تعبير «الأبجدية العربية؛ لشيوعه في
إضافات بسيطة لدى استعمال الألبانيين لها في كتابة لفتهم
محمد موفاقو
بريشتينا 34 تشرين الأول 1982
العرب والألبانيون
الألبانيون في أوربا؛ فقد نش وبين العرب
صلات واسعة جعلتهم يتميزون من غيرهم من الأمم
آذت إلى تشكل قاعات حول الأصل المشترك للعرب
دحلان يذكر في كتابه «الفتوحات الإسلامية بعد
انهم «من عرب الشام من بني غسان ارتحلوا من
الشام بعد ما أتى الله بالإسلام» '"". والى جانب
هذا نجد في المشرق العربي. حيث يُعرف الألبانيون
باسم «الأرناؤوط» تفسيراً شعبياً لأصل الألبانيين.
الخليفة عمر بن الخطاب وجبلة بن الأيهم. ويقول
هذا التفسير أن أميرا عربياً اختلف مع الحاكم
وقرر لذلك الهجرة مع قبيلته من تلك المنطقة باتجاء
الشمال. وبعد وفاة الحاكم أرسلوا له خبراً كي يعود
فأجاب «عار أن نعوده وقد تحولت هذه المبارة مع
وما يثير هنا أن هذا التفسير نجد له ضصدى
التفسير من عجوز آمي آلباني تجاوز عمره الثمانين. وقد روى هذا المجوز
لنا أن آميراً عربياء بعد أن اختلف مع حاكم البلد. هاجر مع قبيلته إلى
المصري في كتابه «صلات بين العرب والفرس والترك» حيث يسرد رآياً
ترمي إلى مدى التداخل في الصلات التي ربطت بين العرب والألبانيين.
أجداد العرب والألبانيين الحاليين.
فيما يتعلّق بالألبانيين الحاليين نجد أن الرأي السائد حالياً في أوساط
العلماء يُسلَّم بانحدار الألبانيين مباشرة من الاليريين القدماء ؟ممتتيللا.
وأصبح لهم مع الزمن تقاليد حضارية بارزة في غرب البلقان. ومع نهاية
القرن الخامس قبل الميلاد. وصلت هذه التقاليد إلى ذروتها مع بروز الدولة
الاليرية»» التي امتدت على طول الساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي. وقد
تمثمت هذه الدولة بنفوذ عسكري وسياسي كبير في المنطقة, إلا أن هذا
اصطدم مع توسع روما مما أدى إلى حروب طويلة بين الطرفين. وقد تتوج
هذا الصدام بالحرب الاليرية الرومانية الأولى ستة 229 قبل الميلاد: التي
عادت واستمرت. سنة 219 قبل الميلادء إلى أن تمكنت روما من إلحاق
الهزيمة بالجيوش الاليرية وأمتر الملك ألا ليري الأخير ستة 168 ؛ ومع هذه
الهزيمة فقد الاليريون دولتهم واستقلالهم السياسي, ودخلوا من ذلك الحين
في إطار الإمبراطورية الرومانية 9
وتجدر الإشارة هنا إلى وجود تفسير قديم يربط بين الفينيقيين وهؤلاء
بن قدموس الفينيقي. ففي الميتولوجيا اليونانية أسطورة معروفة تقول أن
قدموس, ابن آجنور ملك فينيقيا , ذهب بأمر أبيه للبحث عن أخته أوريا
التي اختطفها زيوس. وبعد أن جال قدموس في مناطق كثيرة عجز عن
العرب و الالبانيون.
الطواف إلى هذه المناطق. حيث أستس مدينة تيبة. وبعد استقراره تزوج
الميتولوجيا إلى التاريخ نجد أن بعض العلماء يعتقد أن الفلسطينيين, الذين
شملت المناطق العربية والألبانية الحالية. حدث تداخل كبير
بين شعوب هذه المناطق, وخاصة عن طريق الجنود . فقد قام هؤلاء الجنود
بدور الجسر الكبير الذي كانت تنتقل عبر التأثيرات من شعب إلى آخر.
وفي هذا الاتجاه نجد أن التأثيرات كانت تنتقل بشكل واضح من الجنوب
إلى الشمال, وبالتحديد من مصر والشام إلى المناطق الاليرية.
وحول هذه الصلاة الأولية نجد في كتابات المؤرخين القدماء ما يدل
"". ومن ناحية أخرى, كان حضور الجنود السوريين والمصريين داثما في
عبادتها خلال إقامتهم في المناطق الاليرية. وفيما بعد. وتحت تأثير التداخل
الآلهة السورية والمصرية إلى آلهة إليرية أيضاً *. وفي إطار الإمبراطورية
الرومانية أيضاً. انتقل الدين المسيحي من الشرق إلى المناطق الاليرية حيث
للتنسئك أو لزيارة الأماكن المقدسة. ومن هؤلاء تعرف الآن القديس يورنيم
(حوالي 340- 420). الذي كان قد تنسّك في شمال سوريا ثم في بيت لحم
وقام فيما بعد بترجمة إلى اللفة اللاتينية. وتجدر الإشارة هنا إلى
وفيما بعد ؛ مع ظهور الإسلام وقيام الدولة العربية الإسلامية ١
امتدت من أواسط آسيا إلى شمال الأندلس. تقدم العرب في اتجاه المناطق
الألبانية. وكان العرب المسلمون قد نجحوا في فتح كريت وصقلية؛ في
النصف الأول للقرن التاسع, وبذلك اقتربوا من مدخل البحر الأدرياتيكي:
الذي كان يتيح لهم الوصول إلى عمق أوربا . وقد سيطر العرب المسلمون
الجنوبية كما أسسوا إمارة عربية حول مدينة باري على الساحل الغربي
الألبانيون. ومع أن الأسطول العربي الإسلامي تمكن من عدة مدن على
هذا الشاطئّ. إلا انه اضظر إلى التراجع بعد فشل الحضار الطويل على
مدينة راغوزة (دوبروفنيك الحالية) سنة 866. وعلى الرغم من هذا التراجع,
بقى العرب المسلمون يعودون بأسطولهم إلى هذا الشاطئئ حتى بداية القرن
الإسلام تمكن أخيرا من التغلفل في البلقان عبر بوابته الشرقية وذلك
عشر. ومع هذا الانتشار العثماتي تعرف الألبانيون لأول مرة على الإسلام
أن هذا الدين ربط بشكل غير مباشر الألبانيين بالعرب وثقافتهم. إلا أن
الصلات الواسمة بين العرب والألبانيين تأخرت إلى بداية القرن السادس
عشر. حين دخلت المناطق العربية في إطار الإمبراطورية العثمانية؛ مما
جعل العرب والألبانيين يعيشون داخل دولة واحدة.
كان لانتشار الإسلام في صفوف الألبانيين تأثير حاسم؛ وخاصة فيما
يتعلق بتوطيد الصلات مع العرب والشرق. وقد لا يبدو هذا غريباً فيما لو
آخذنا بعين الاعتبار أن الألبانيين هم الأمة الوحيدة التي اعتنقت الإسلام
العرب و الالبائيون.
الألبانيين عن الغرب الأوروبي وارتباطهم بالشرق العربي الإسلامي. قمع
انتشار الإسلام في صفوف الألبانيين انتشرت اللفة العربية أيضاء إلى حد
أن هذه اللغة أصبحت لغة التعليم في المدارس القائمة في المناطق الألبانية.
بعد أن أخذت تحل محل اللفة التركية في هذه المدارس ابتداء من القرن
السادس عشرا"'". وقد أدى هذا إلى ارتباط خريجي هذه المدارس بمراكز
' وقد دخلت الصلات العربية-الألباتية في طور جديد منذ القرن السادس
التقى العرب والألبانيون في إطار دولة واحدة هي الإمبراطورية
ويتميز هذا الطور من الصلات العربية الألبانية بحضور واسع
في هؤلاء الألبانيين الذين خلقوا للسلاح والكفاح ما ببحثون عنه لتحقيق
طموحاتهم الكبيرة في توسيع إمبراطوريتهم !" !"ومن هت نفهم مر اهتمام
المثمانيين بنشر الإسلام في صفوف الألبانيين. لكي تتحول طاقتهم الكفاحية
الكبيرة في اتجاه توسيع دائرة الإسلام في أوريا . وقد أدى هذا اللقاء
المثمانيالألباني إلى تزويد الجيش العثماتي بدم حيوي جديد مما شاعده
على التوجه شمالاً في اتجاه النمسا وجنوبا في اتجاه البلاد العربية. وخلال
هذه الفترة القصيرة تحول الألبانيون إلى عنصر معروف بباسه في بلدان
حوض البحر الأبيض المتوسط (02,
في الإدارة المثمانية. سواء كجنود أو كقادة وولاة وحتى كصدور عظام؛ ومع
انتشار الإدارة المثمانية في البلاد العربية انتقل هذا الحضور الألباني
الألبائية في أهم طور لها وفي الحقيقة. أن هذا الحضور الألباني في
المالم. العربي كان يختلف في وضعه ودوره من حين إلى آخر: ألا انه يمكن
في البداية. برز الحضور الألباني دفمة واحدة في القرن السادس عشرء
وفي وقت واحد تقريباً سواء في المشرق أو في المغرب العربي. وقد برز
الألبانيون أولا كآمراء للبحر في مطلع هذا القرن مقابل شواطئ المغرب
الأمراء البحريين أروج وأخوته الثلاثة خير الدين واسحق والياس, الذين
تمكنوا من تكوين أسطول صغير لهم مع نهوض حركة القراصنة لدى
عل طرد الأسبانيين من هذه المدينة ولكنه فشل مرتين؛ في 1512 و 1514
ولم يؤثر هذا الإخفاق على شعبية عروج. لأنه كان قد أقام علاقات وطيدة
مع القبائل المجاورة وزؤدها بالحبوب في أوقات المجاعة؛ إلى أن تمكن
السكان في باقي الجزائر الذين كانوا في «محنة عظيمة وذل شديد». كما
يقول صاحب «الزهرة النائرة فيما جرى للجزائر حين أغارت عليها الجنود
الكافرة؛. مما دقعهم إلى الاستنجاد به سنة 1516. وقد استجاب عروج
تمكنوا من طردها من الجزائر ومليانة وتلمسان. وبعد مصرع عروج على
يد الأسبان. سنة 1518؛ خلفه أخوه خير الدين الذي أعلن ولا للسلطان
العثماني سليم الأول. وقد استمر خير الدين في الحكم حتى وفاته سنة
46 ثم حل محله ابنه حسن إلى أن توفى سنة 1552 (4.
سنة 1516 اتهارت السلطة المملوئ
وي هذه ال في المشرق آمام
دولة المماليك. ومع استقرار الإدارة العثمانية في العالم العربي أخذ الحضور
الألباني يبدو بوضوح أكثر في البلاد العربية. وقد كان هذا الحضور في
القرون الأولى يقوم على تواجد الجنود والعسكريين والإداريين والولاة
طويلة أو قصيرة وآحياناً دائمة. بالإضافة إلى تواجد الطلاب وأتباع الطرق
أو اندمجوا في المجتمع العربي: دور بارز في الحياة المحلية في البلدان التي
أقاموا فيها. وخاصة في بلاد الشام ومصر وليبيا والجزائر. فبالإضافة
الحياة المحلية بسبب إقامتهم الطويلة أو الدائمة. كان هناك عشرات الولاة
من الألبانيين. الذين دخلوا التاريخ العربي بشكل أو بآخر.