- أحدهما أنه أراد أن يميزه عن البحوث التي كان يطلق عليها قدماء الإغريق اسم "الاقتصاد"
أشرنا سابقا.
- و ثانيهما أن معظم مواضيع كتابه تدور حول البحث عن الوسائل التي تستطيع بفضلها الدول
المحرومة من مناجم الذهب والفضة أن تحصل على كميات وفيرة من هذين المعدنين؛ فتحفظ
سياسيا قبل كل شيء؛ وقد وصف الاقتصاد بالسياسي في عنوان كتابه لتوضيح هدا الغرض.
أما الآن فإن كلمة اقتصاد ذاتها تشير إلى أية صورة تنظيمية معينة لإدارة عمليات إنتاج وتوزيع
واستهلاك السلع والخدمات بغية تحقيق مستوى معيشي معين.
و لقد انتشر في الفترة الأخيرة اصطلاح "الاقتصادي"" 860001001006 'ا" حيث يرى
الديناميك 0/08/0165 ؛........الخ.
'ب- أن عدم استعمال صفة " السياسي [001868 " توضح أننا نهتم في النهاية بالفرد وليس
تأمل في أن تكون علما مثل الطبيعة 0/1/9165 +
و نظرا لتعدد تعاريف الاقتصاد السيا يتعذر علينا جمعها وتبويبها, فسوف نستعرض
مجموعة من التعاريف لبيان مضمون الأفكار التي تقوم عليهاء وما يوجه لها من انتقادات
وغالبا ما يختلف العلماء حول التسمية التي يطلقونها على هذا العلم فمنهم من يقول "علم
2.007 الأمريكي؛ أو الاقتصاد السياسي متل السوفياتي 8 116180ل] .
أي أن وضع تعريف يحدد ماهية النظام الاقتصادي ومفهومه يشكل صعوبة كبيرة وذلك
ولكي تتكامل الصورة يجب ان تكون العلاقة الترابطية بين ما يلي متكاملة:
ات-_الربط بين النظام الاقتصادي و بين أساسه الفكري والنظري على أساس انه يعني
مجموعه من الأفكار والمبادئ المتماسكة التي يتم من خلالها تسيير كافة النشاطات
جموجيهار
'ث-_الربط بين النظام الاقتصادي وبين جوائبه التطبيقية الواقعية ؛ وهذا يعني ان المؤسسات
الاقتصادية يجب أن تتسم بوحدة النشاط وتكامله من خلال تنظيم علاقات متناسقة بين
كل مفردات النظام وبشكل محكم.
ج- إن النظام الاقتصادي هو مجموعة من الترتيبات والعلاقات التي تنظم وتنسق بين
انشطة الوحدات الاقتصادية في قيامها بعملية الإنتاج ومن ثم التوزيع والاستهلاك.
بناءاً لما تقدم يمكن تحديد ماهية النظام الاقتصادي على انه:
1. أنه يمتل مجموعه من المتغيرات الأساسية التي تحدد أداء اقتصاد معين كملكية و وسائل
إنتاج وأهداف المجتمع.
2. في تحديد النظام يتم الربط بين ما يحدد الإنتاج من ناحية الطلب الذي تحكمه الحاجات
المتعددة والمتطورة؛ وكيفية تنظيم الا
3. النظام الاقتصادي هو نظام معقد للتنظيم بين الإفراد والجهات التي تساهم في النشاطات
الروحية أوالمعنوية)
4. النظام الاقتصادي هو النظام الذي يوفر الحلول للمشكلات التي تثيرها الندرة والاعتماد
المتبادل لتركيب الإنتاج وخصائصه؛ وتوزيع الدخل؛ ومعدل النمو الاقتصادي.
5. أيضا يمكن الإشارة إلى إن النظام الاقتصادي هو مجموعة الحوافز والوسائل الكلية
التي يتم تفضيلها من بين الأهداف البديلة للنشاط الاقتصادي الذي يتم تحديده؛ وكيفية
التنسيق بينها لتحقيق الأهداف.
أخيرا - رغم تعدد المفاهيم التي تحدد النظام الاقتصادي إلا انه يمكن الإشارة اليه بأنه مجموعة
القواعد والمبادئ التي تحدد الوسائل والمؤسسات؛ والإجراءات لأداء النشاطات الاقتصادية
ونموها بما يحقق الاستخدام الكامل والكفء للموارد؛ والذي يتحقق من خلالها تلبية الاحتياجات
الخاصة بالفرد والمجتمع وبصورة عادلة.
موضوع علم الاقتصد السياسي
موضوع الاقتصاد السياسي هو المعرفة المتعلقة بمجموع الظواهر المكونة للنشاط الاقتصادي
للانسان في المجتمع؛ أي النشاط المتعلق بانتاج وتوزيع المنتجات والخدمات اللازمة لمعيشة
1. الحاجات الإنسائية ووسائل إشباعها:
يعيش الإنسان وسط الجماعة وهو يحتاج إلى اشياء مختلفة وذلك حسب كل مرحلة معينة من
التطور التاريخي؛ فهو يحتاج إلى الأكل والملبس ......الخ.
والإنسان ككائن مضاد للطبيعة له حاجات لا ب
اشباعها من ذاته؛ وانما لكي يتم ذلك يتعين
على الحياة؛ اما بعضها الاخر فينتج عن كون ان الفرد يعيش ضمن الجماعة وتقررها مجموعة
العوامل المعقدة التي تشكل ما يسمى بثقافة المجتمع كما هو الحال في الغذاء مثلا.
وقد تكون حاجات الإنسان فردية او جماعية وهذه الاخيرة ناجمة عن حقيقة كون الناس يعيشون
مستمدة اصلا من الضرورة الحياتية؛ فائها ناتجة عن وجود المجتمع ومتكيفة حسب مراحل
التطور التي بلغها كل المجتمع. فالاشياء المادية كالخبز والملابس...الخ الضرورية لاشباع
الحاجات الإنسائية تت بالسلع وما هي الا وسائل مادية لاشباع الحاج
الإنسانية وهذه
الوسائل مستمدة من الطبيعة.
توجد وسائل اخرى لا تقتضي نشاطا انسانيا لاعدادها للاستعمل الإنساني كالهواء اللازم للتنفس
ثلا وهذه لا يهتم بها علم الاقتصاد السياسي, الا ان معظم وسائل اشباع الحاجات الإنسائية
تمدة من الطبيعة عن طريق استخراجها و تحضيرها؛ او عن طريق تحضير خصائصها
الطبيعية والكيمياوية اوعن طريق نقلها عبر المكان والمحافظة عليها عبر الزمان.
2. معادلة العمل - الانتاج
تتضمن العملية الاقتصادية نشاطات انسانية مستمرة التكرار ويقصد بها عملية الانتاج والتوزيع
وهذا ما يوضح اصطلاح العملية الاقتصادية؛ (اذ تعني كلمة عملية هنا نشاطا بشريا مستت
البشري مستمر التكرار, وعلى وجه الدقة؛ ينصب اهتمام الاقتصاد السياسي على دراسة قوائين
انتاج السلع وتوزيعها, ون النشاط الذي يكيف الموارد الطبيعية ويجعلها سلعا بالانتاج, كما
ان السلع الناجمة عن هذا النشاط ت نتوجات, فالاشياء المادية بوصفها وسئل لاشباع
ويقصد بالانتاج العملية التي يتم من خلالها خلق المنفعة التي لم تكن موجودة من قبل, والناس
خلال عملية الانتاج وفي اطار العلاقات التي تربطهم (علاقات الانتاج) ينتجون الخيرات المادية
(اموال الانتاج واموال الاستهلاك)؛ وكذلك الخدمات الضرورية في معيشتهم فأثناء عملية
الانتاج يقوم الافراد بتكييف المواد الطبيعية وتغيير اشكالها وخصائصها من اجل اشباع
ح- يقصر الماركسيون مفهوم الانتاج عن السلع المادية فقط
خ-_بينما يرى الاقتصاديون البورجوازيون ان الانتاج يشمل السلع المادية والخدمات ولذا
يعرفون الإنتاج بأنه خلق المنفعة.
أ- _العمل: العمل هو فعل ونشاط إضافة إلى كونه علاقة مزدوجة بين الإنسان والطبيعة من
جهة وبين الإنسان والإنسان ويمكننا التمييز بين نوعين من العمل:
1) العمل العضلي: ويتم من خلال الاتصال المباشر بين العامل وموضوع العمل المطلوب
تحويله وتكييفه أثناء عملية الإنتاج.
2) العمل الفكري: الذي يتناول عموما المفاهيم والإبداع والتوقع.
والعمل احد الشروط الضرورية لاستمرار الحياة الإنسائية, وهو عبارة عن مؤهل وقدرة يختص
- انه نشاط هادف وموجه نحو تحقيق هدف وضع مسبقًا
- أنه مرتبط بإنتاج السلع والخيرات.
والعمل عبارة عن عملية يترابط الناس بواسطتها فيما بينهم ترابطا موضوعيا في جماعات
محددة تدعى المجتمعات ويشكل العمل أساس الروابط الاجتماعية, لذلك يعتبر العمل الاساس
ب-_وسائل الإنتاج : وهي عبارة عن أدوات (وسائل) ومواد العمل التي يستخدمها الناس في
عملية إنتاج الخيرات المادية وبالتالي فان وسائل الإنتاج تتشكل من وسائل (أدوات) العمل؛
ات-_وسائل العمل :و تمثل الوسائل المادية التي بمساعدها يقوم الناس بالتأثير على مواد العمل
بقصد تحويلها إلى الشكل الذي يشبع حاجاتهم و يلبي رغباتهم و تضم وسائل العمل (الآلات
و التجهيزات.....الخ) و المبائي و الطرقات و وسائل النقل أي كل أدوات العمل التي
تستخدم في تحضير مواد العمل و كل ما من شائه ان يستخدم لتسهيل عملية الانتاج و
الزيادة من القدرة المنتجة للقوى العاملة أي من انتاجية العمل.
ث- مواد ( موضوع) العمل :أي المواد التي يجري تحويلها بواسطة العمل الإنساني باستخدام
أدوات العمل .و يمكن القول بان شروط عملية الانتاج في أي مجتمع تتمثل في أدوات العمل
و موضوع العمل و القوى العاملة هذه الاخيرة تتمثل في مجموع الافراد الذين يساهمون في
النشاط الاقتصادي.
لحياة و تطور المجتمع و هي تتشكل من القوى المنتجة و علاقات الانتاج في توافق معين
ح-_القوى المنتجة:وهي عبارة عن وسائل الانتاج والناس ذووا الخبرة في الانتاج والقدرة على
العمل الذين يستخدمون وسائل الانتاج من اجل انتاج السلع المادية أي ان القوى المنتجة
تجمع وسائل الانتاج و قوة العمل و الإنسان هو القوة المنتجة الاولى لانه هو الذي يسعى
للسيطرة على الطبيعة واختراع الالات و اكتشاف المواد....الخ.لهذا فان الاهتمام بالإنسان
بحد ذاته (من ناحية الصحة؛التكوين....) يعتبر نشاطا اقتصاديا هاماء كما ان تحسين أدوات
العمل و الرفع من مستوى كل من العاملين و تاهيلهم تؤدي كلها إلى رفع مستوى تطور
القوى المنتجة.
خ- علاقات الإنتاج: وهي العلاقات التي تنشاً بين الناس خلال عملية إنتاج السلع والخدمات
الضرورية لمعيشتهم ؛ وتظهر هذه العلاقات بين الإنسان لاعتبارها الرباط بين العمل
الإنتاج وتبادل المنتجات ",
وتنشاً علاقات الإنتاج بكل بساطة نتيجة للطبيعة الاجتماعية للعمل؛ نتيجة لحقيقة كون عملية
الإنتاج تتضمن التعاون وتقسيم العمل, وعليه تتوقف علاقات الإنتاج على العلاقة بين
الإنسان والأشياء التي تتطور خلال عملية الإنتاج ءأي أنها تعتمد على طريقة تأثير الإنسان
في الطبيعة ؛وعلى طريقة نشأة الإنسان نفسه أثناء ذلك النشاط."
ونشير هنا بأنه هناك نوعين من العلاقات الاقتصادية ؛الأول يظهر في عملية الإن
اج ويسمى
بعلاقات الإنتاج ؛والثائي يظهر في عملية التوزيع ويسمى بعلاقات التوزيع ؛فبينما تتكون
علاقات الإنتاج حسب المرحلة التاريخية التي تبلغها قوى الإنتاج إي حسب طريق تطور تأثير
الإنسان في الطبيعة ؛تتوقف علاقات التوزيع على علاقات الإنتاج ؛فتقرر شكل توزيع المنتجات
في المجتمع طريقة اشتراك الناس في عملية الإنتاج الاجتماعية وهكذا تصبح علاقات الإنتاج
أساس العلاقات الاقتصادية كلها ؛فأثناء عملية الإنتاج الاجتماعية يقرر موقف الإنسان الفعال من
العالم المادي المحدق به علاقات الإنتاج وهذه بدورها تقرر علاقات التوزيع.وبتعرضنا للعملية
الموضوع هو الأفكار المتعلقة بالقوائين الاجتماعية التي تحكم مجموع الظواهر التي يمكن
ملاحظتها التي تكون النشاط الاقتصادي في المجتمع وهو نشاط يأخذ شكل عملية ذات بعد
زمني ومتكررة عبر الزمن.
هذه القوانين الاقتصادية ؛أي العلاقات التي تتكرر باستمرار بين عناصر العملية الاقتصادية؛
المختلفة يتحدد لنا موضوع علم الاقتصاد السياسي هذا
القوانين الاجتماعية الخاصة
الأفراد لإشباع رغباتهم. وهو ما يحدث بأشكال تختلف من مرحلة إلى أخرى من مراحل تطور
المجتمع الإنساني.
الفصل الرابع -
الاقتصاد السياسي الاشتراكي
1. تعريف النظام الاقتصادي الاشتراكي :
يطلق لفظ الاشتراكية 5001811500 للتعبير عن الكثير من المعاني المختلفة؛ فأحياناً يطلق على
مجرد تدخل الدولة في النشاط الاقتصاديء وبذلك تكون الاشتراكية نقيضاً لسياسة الحرية
الاقتصادية, كما يطلق؛ أحياناً؛ للتعبير عن تدخل الدولة في حياة العمال؛ والطبقات الفقيرة؛
الرأسمالية؛ تقوم على الملكية الجماعية لعناصر الإنتاج المختلفة.
تراكية؛ من الناحية العلمية؛ تعني النظام الذي تؤول فيه ملكية مواد الا
أخذت الاشتراكية؛ في الفكر الاقتصادي والتطبيق الفعلي؛ ,رتين+؛ ارة الاشتراكية
الخيالية؛ وصورة الاشتراكية الماركسية نسبة إلى كارل ماركس.
د فقبل ظهور الاشتراكية الماركسية؛ كان المنادون بالاشتراكية يحاولون تصوير عالم
خيالي؛ تسود فيه مبادئ الاشتراكية الخيالية؛ وتنعدم فيه مساوئ النظم الاجتماعية؛
والاقتصادية؛ السائدة؛ محاولين إقناع الأفراد؛ والحكومات؛ بالمشاركة في إقامة هذا
فإن الاشتراكية الخيالية لم تكن ذات أساس علمي تحليلي؛ وإنما كانت مجرد تخيلات
وأحلام؛ ليس لها أساس علمي.
الاشتراكية الخيالية؛ ولدحض حجج الرأسمالية؛ التي اعتمدت المنهج العلمي أداة رئيسية
في تحليلها للقضايا الاقتصادية المختلفة.
3. التطور والجذور التاريخية للمذهب الاشتراكي :
أ- قبل الثورة الصناعية : يرجع الكثير من مؤرخي الفكر الاقتصادي المذهب الاشتراكي إلى
فئات من الناس هي:
أنواع الملكية الخاصة؛ حتى ينصرفوا إلى رعاية حكمهم وإقامة العدل بين الناس.
وقد كان أفلاطون يهدف؛ من وراء ذلك؛ إلى تصوير مدينة مثالية؛ يعي فيها الناس سعداء
الكثير من الفلاسفة والمفكرين. فمنذ عهد أفلاطون؛ لم يمر جيل إلا ويظهر فيه مفكر؛ أو
فيلسوف؛ يحاول مقاومة مساوئ نظام الملكية الخاصة؛ عن طريق تصوير مجتمع خيالي
تنعدم فيه الملكية الخاصة؛ ويعيش فيه الناس أحراراً من كل القيود المادية والمعنوية. فقد
أفضت القرون؛ التي فصلت بين عهد أفلاطون؛ و الإصلاح الديني بالكثير من الأفكار
الاجتماعية لأكبر عدد ممكن من المواطنين. وقد تبنى هذه الأفكار الكثير من الفلاسفة؛
والشعراء؛ والقساوسة؛ اعتقاداً منهم بأن شيوعية المجتمع هي الحالة الطبيعية؛ وأن القانون
الوضعيء الذي أوجد عدم المساواة والملكية الخاصة؛ والفروق الطبقية بين الناس؛ ليس هو
التفسير السليم لقانون السماء.
عصر الإصلاح الديني في أوربا:_ففي القرن السادس عشر؛ أثار مارتن لوثر الشكوك حول
اظلت محبوسة في الإطار التخيلي؛ بعيدة عن التطبيق على أرض الواقع؛ خاصة في ظل
النفوذ القوي؛ الذي كان يتمتع به الملوك والأمراء. واستمر الحال على هذا المنوال؛ حت
وضع كارل ماركس أساس الاشتراكية العلمية؛ التي كانت تهدف إلى تقويض مبادئ
في الدول الأوربية؛ خلال القرن التاسع عشر. وقد أخذت الاشتراكية صوراً مختلفة حيث
العلمية, ومما لاشك فيه أن إسهام مفكري هذا المذهب قد أثرى الفكر الاقتصادي؛ وساعد
في تطوره؛ خاصة أنها قد أخذت على عتقها البحث عن نواقص النظام الرأسمالي وعيوبه.
4. تاريخ النظام السياسي الاشتراكي :
تمثل الاشتراكية 500181500 عند عدد من المفكرين مجموعة متكاملة من الأفكار والمناهج
والوسائل السياسية والاجتماعية التي تشترك؛ بصرف النظر عن الاختلاف في التفاصيل؛ في
رفض المجتمع الاستغلالي. وتؤمن إيماناً لا يتزعزع بالتقدم الحتمي للمجتمعات؛ مؤكدة إرادتها
في إقامة مجتمع أكثر عدلاً وكفاية وفي تحقيق المساواة الفعلية بين جميع الناس وجميع الأمم.
وتستخدم كلمة الاشتراكية مجموعات ها حول أسلوب تطبيق
فالاشتراكية الخيالية أو الطوباوية ©أم0]ن؛ التي سادت أفكارها في نهاية القرن الثامن عشر
وبداية القرن التاسع عشر رداً على ما جلبته الثورة الصناعية ونمط الإنتاج الرأسمالي من بؤس
وظلم واستغلال؛ نادت بالقضاء على النظام الرأسمالي وبالتحول السلمي التدريجي إلى النظام
الاشتراكي. وحلم الاشتراكيون الطوباويون بمستقبل يتم فيه بناء مجتمع تتعايش فيه مصالح
الرأسماليين والعمل بطريق الإقناع.
أما الاشتراكية الديمقراطية التي تمثل تياراً في الحركة العمالية المعاصرة ونوعاً من الاشتراكية
الإصلاحية؛ فتقر باتباع الطرائق السلمية والتدريجية للتحول؛ وتفهم الاشتراكية على أنها مقولة
وأما الاشتراكية الشعبية 060011507 وهي نوع من الاشتراكية الطوباوية البرجوازية الصغيرة
التي ظهرت في روسية القيصرية؛ فإنها تمزج بين أفكار الديمقراطية الزراعية الفلاحية
والأحلام الاشتراكية والأمل في تجنب الرأسمالية. في حين تؤكد الاشتراكية العلمية مبادئ إلغاء
استغلال الإنسان للإنسان؛ والتطور المخطط للمجتمع من أجل تحسين الوضع المعاشي والحياتي
للجماهير الشعبية بما يتفق عموماً مع تحسين وضع كل فرد في المجتمع. وتعد الاشتراكية
العلمية نظرية في إثبات الحتمية والضرورة التاريخية للاشتراكية وقانونية تحولها التدريجي إلى
ومن وجهة النظر الماركسية؛ تمثل الاشتراكية المرحلة الأولى للشيوعية؛ وأساسُها الاقتصادي
الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج؛ وقاعدتها السياسية الجماهير الكادحة بقيادة الطبقة العاملة.
أ- بذور الفكر الاشتراكي:
عرفت بذور الفكر الاشتراكي منذ العصور القديمة وتعد جمهورية أفلاطون المثالية المبنية
ة الموهوبة من الناس جمهورية اشتراكية أرستقراطية. كما جاءت
الديانتان السماويتان المسيحية والإسلام بمجموعة مبادئ تعد من صميم الفكر الاشتراكي. كذلك
عرف العالم حركات تمثل رفضاً للواقع؛ ومحاولة لبناء مجتمع جديد يقوم على أساس العدالة