سنوات إلى الأرجنتين لأعمل كطيب.
نقل نظره عن الطاولة عدة مرات وأرسله نحو ذلك الملصق
من الغبار تغطي ألوانه اللامعة؟ لكنهاء رغم ذلك؛ تبدو له براقة
كان يشعر بذاك الوجه على الملصق يتغير بشكل غريب. فقد
كراهية يتخللها نداء لشيء ما بعد ذلك. أعجب بتلك البسمة
رصنّ الكتب واحداً فوق آخر: دفتر مذكراته في بوليفياء
خطابات فيدل كاستروء مواقف من الحرب الأنصاريةء مواد
وأبحاث حول نشاط المخابرات المركزية الأميركية؛ دفتر مذكرات
بومبوء تسعة مجلدات لخطابات ورسائل تشي نفسه.
أسماء المشهورين وأسماء المناطق الجغرافية. لكنه» في كل مرة
(*ه) كوميندان (010مة000»0): رتبة عسكرية تعرف في سوريا ومصر ب - زائد
في الجيش - وفي العراق ب رئيس أول» وهي أعلى رتبة عسكرية في
غيقارا بعد سئة واحدة من انخراطه في صفوف
في ذاكرته عن تشي خالياً من أي إثبات ووضوح. لم يشعر أن
كثرة الشواهد لا يمكنها أن تشكل بمجموعها العشوائي صورة
لإنسان حي» بل يجب تتبع سيرة حياة هذا البطل بطريقة مشوقة!
الإشان لا يتم من دون دراسة طفولته. فوجد في تلك الكتب التي
فهو ثوري أو رجل دولة أو متهّر» بحسب الأرضية السياسية
لذلك» أخذ يجمع أحجار الفسيفساء كي يشكل صورة متكاملة؛
وليتمكن من تقليم ابه بشكل واضح ومحدّد. لكنء هل
يمكن لهذه الصورة المتكاملة أن توجد؛ في الوقت الذي تتزاحم
فيه الشهادات» والمذكرات» والأساطير» والأحداث الميدانية
كان لا يزال يتساءل ويتساءل» حتى أخذ يختار كل مادة بتعبّق
وشك»؛ ويحاول اختبار كل شهادة بمدى قدرتها على الإقناع.
بعد ذلك» حان وقت تقديم الأسئلة؛ فأراد أن يستوضح سر
كان إرنستو يلاعب أخاه الصغير رويرتوء والملل باد على
لست راغباً في اللعب أكثر يا روبرتو. ما رأيك لو نذهب
إلى منزل الجيران؟
- آهء سيكون عندهم اجتماع كالعادة.
اهيا بناء يوجد هناك في بعض الأحيان ما هو ممتع. أتذكر
تلك العجوز الشقراء عندما دعت أحد الرجال بنصف عاقل؟
تسمع حتى الشارع؛ لكنها لا تدل على جو مرح وضحك. تسلل
أيدي الجالسين. كان جو
الغرفة ضبابياً بسبب الدخان.
حيث كانت ترسم في الهواء أشكالاً تنم عن انسجام كامل+
وحماس شديد لما يطلقه من كلمات؛ دون أن يلاحظ رماد
سيجاره يتساقط يمنة ويسرة. أخذ إرنستو ينتظر سقوط الرماد على
وهي تنتظر فرصة للكلام.
كان الخطيب يتفوه بكلمات تدل على مزاج قتالي:
- فلتحظم أضواء الطرقات والمشكلة تحلّ.
في هذه اللحظة سقط رماد السيجار على ركبتها؛ عندها ابتسم
أنحاء المدينة! وعلى شركة الكهرباء. بحسب القانون» أن تتحمل
كافة النفقات لإصلاحها في يوم واحدء وإلاً تدفع غرامة مالية.
فإذا قمنا بتحطيم المصابيح دفعة واحدة فإن. ..
محمل الجد. نظر إرنستو إلى أخيه نظرة تساؤل» فلم يكونا بحاجة
أن جمعا أصدقاءهما من الأطفال والمراهقين» وانقسموا إلى
شعر البوليس أنه معني بالأمرء إذ أصبحت حماية أعمدة
الكهرباء والمصابيح» من العابثين» من واجبات البوليس. لكن
الأولاد انتشروا في المدينة كالفطرء وأخذوا يجمعون الحجارة
أما شركة الكهرباء فقد أجبرت على إصلاح ذلك على نفقتهاء
لكنها لم تتراجع عن قرارها برقع أسعار الكهرباء.
إلى ممارسة هواية جديدة. أخذ إرنستو يقرأ كتاباً ضخماً من مكتبة
تتحدث إليها هي مدرسته. وغلب الجد على وجه أمهء وشابها
بعض الحزن:
- إرنستوء تعال إلى هنا. ما الذي حصل في المدرسة اليوم؟
وقف على مسافة آمنة منها وتمتم:
تدري ما تفعل» وهي مجنونة؛ صارمة وغبية. ومن الأفضل لها أن
- إرنستو» لقد أخبرتني المدرّسة بأنك لم تتصرف بشكل لائق
في المدرسة و. .2
- إنها بقرة عجوز وغبية! .
أحقاًء كادت أن تحطم يدها بسبب حجر الطوب؟
لكن» ما كان لمدرّستك أن تضربك من دون مبرر يا إرنستو.
قال ذلك؛ عندما أراد مغادرة الغرفة؛ لكن والده الجالس في
صارم
- سيد غيفاراء سيد غيفاراء لا تعاقب تّ
تي المسكينا
لكنء لا يمكن السكوت عن تصرفاته الآن؛ فقد تخطى كل
إلى الحديقة الكبيرة عبر الدرج السريء وبعد أن أصبح على
مسافة بعيدة» أخذ يصرخ:
- ها أنذا! حاول اللحاق بي إن أردت! وتابع طريقه.
توقفت أعمال حفر الخندق التي كانت تدور قرب بيت عائلة
غيشاراء ووقف الجميع ينظرون إلى هذا المشهد المسرحي
المجاني. عاد الأب وهو يلهث؛ وعندما أصبح بمحاذاة العمال
أخذ يسرع في خطاه.
أينما عملتم» تواكبكم الرغبة في اللهو - يا للكسالى.
شاهد إرنستو من بعيد زاخارياس» وهو غلام في الخامسة
عشرة من عمره؛ يبيع كل يوم بعض الحلوى التي تضنعها والدتهة
كي يساعد العائلة على تحصيل بعض النقود.
الثمن كله مقابل أن تمسك لي بإرنستوء فهو يختبىء بين تلك
. واختبا خلف أضخم العمال جسداً. فقال
ذهب زاخارياس» وبعد ساعة من التعب عاد بخفي حنين؛ لأن
أن تسلل إلى البيت دون أن يلحظه أحد.
أخذ الخوف يدبٌ في قلب الوالدين شيئاً فشيئاً؛ فالغابة تمتد
الموجود في المطبخ» أخذ قطعة من الخبزء ودون أية ضجةء
- ريبما كان الأمر كذلك. لكن؛ عمرك لا يتجاوز الحادية
ولو لشهر واحد يا ماما.
نظرة شكرء ودب الحماس عند روبرتو.
ماماء لن نزعج أحداً!
أخيراً؛ تمكن الوالد من إقناع الأم؛ فوافقت على ذلك.
الرأس حتى أخمص القدمين» والجوع يعصرهما.
انتابتني نوبة ربو قوية؛ حاولت بعدها أن أستمر في العمل لكن
شهر كامل.
على
كانت نظرات الاحتجاج تملاً الشوارع. وأعداء بيرون”** من
الجامعة لمناقشة المظاهرات المقبلة؛. وصعوبات المظاهر
اقتحم البوليس حرم الجامعة؛ ورمى الطلبة في المعتقلات دون
محاكمة أو تحقيق. سمع إرنستو ذلك من صديقه توماس
لقد اعتقل البوليس أخي دون سبب أو تهمة. يجب أن آخذ
(*) رئيس الأرجتين في ذلك الوقت.
- أود أن أتعرف إليه عن قرب. فهو الذي يعيِّن أعضاء فريق
من عمره في فريق السيبول؟
- أعلم ذلك» ولا أريد أن أكون عضواً في الفريق الأساسي.
لكن ألبرتو هو الذي يحدّد من يقف خلف الملعب لالتقاط الكرة»
وستكون فرصة لي .
حسناًء سأحاول الحصول على إذن بالزيارة.
- إنهم يعتقلوننا بشكل غير قانوني» ودون قرار من المحكمة.
وهم يرفعون شعار إطلاق جميع الطلاب المعتقلين.
أحصل على مسدس.
انضم إرنستو إلى جموع الناس الهائجة. كانوا يتقدمون باتجاه
نادي - جوكي. كان إرنستو يسمع من والده أن من شروط عضوية
هذا النادي أن يكون لديك مال كثير؛ واسم مشهور.
يهتف المتظاهرون.
وقف بعض أعضاء النادي في الباب. عندهاء شعر إرنستو أن
الوقت قد حان. دوّى الحجر الأول؛ فهوى زجاج واجهة