الأضواء الأثرية في بيان إذكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الغلافية الفقهية
كربت
فإنٌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما السهمان من سهام الإسلام +
والعمادان العظيمان من أعمدة هذا الذّين ؛ والركنان الكبيران من أركانه ؛ وهو
خلاف ".
قال ابن تيمية رحمه الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص+] :
(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي أنزل الله به كتبه وأرسل به رسله +
وهو من الدين ) . اه
وقال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن [ج؛س؟] الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر كانا واجبين في الأمم المتقدمة .وهو فائدة الرسالة
وخلافة النبوة ).اه
وقال ابن حزم رحمه الله في الفصل [ج5:١سص4١] : اتفقت الأمة كلها على
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف من أحد منها ). اه
وقال الجصتّاص رحمه الله في أحكام القرآن [جص4871] : ( أكد الله تعالى
فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع من كتابه الكريم ؛ وبينه
+ ]847 انظر السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار للشوكاني [ج؛ ص )١
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخبار متواترة وأجمع السلف وفقهاء
الأمصار رحمهم الله على وجوبه ).اه
وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير [جاص١40] : ( الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من أعظم واجبات الشريعة السُطهرة ؛ وأصل عظيم من
أصولها ؛ وركن مشيد من أركانها ؛ وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها ).اه
وقال ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد [ج+ص8؟!] : ( وعلى العالم أن
يغضب عند المنكر ويغيره إذا لم يكن لنفسه ).اه
وهذه الآية تدل على مشروعية الإكار على لعا العلماء ء وطلبة العلم والوالدين
ونفعها إياهم بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر .
قال ابن تيمية رحمه الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص؟!١] :
(فبين الله سبحانه أن هذه الأمة خير الأمم للناس فهم أنفعهم لهم ؛ وأعظمهم
إحساناً إليهم ؛ لأنهم كل خير ونفع للناس بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن
+ ]١١١[ سورة آل عمران آية )١
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الغلافية الفقهية
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره [جص476] : ( والمقصود من هذه الآية
أن تكون فرقة من هذه الأمة تصذية لهذا الشأن ؛ وإن كان ذلك واجبا على كل
فرد من أفراد الأمة بيحّسبه ؛ لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلاصة وصفة هذه الأمة التي لا تزال
أبدا على هذا الحال الذي أخبر ٠ والجماعة وهم العصابة الطائفة المنصورة في
حتى يأتي أمرالله وهم كذلك ) وفي الحديث بشارة عظيمة لمن اتتُصف بالصفة
)١ قال العلماء : معنى قوله ( أمة ) ؛ ( أي أئمة ؛ فتكون ( من ) هنا للتبعيض ؛ أي أئمة.
منتصبة للقيام بامر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن
الدعاء إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يصلح إلالمن علم المعروف
والمنكر وكيف يرتب الأمر في إقامته ؛ وكيف يباشر الأمر ؛ فإن الجاهل ربما أمر بمنكر
ونهى عن معروف ؛ وقد يغلظ في موضع اللين أو يلين في موضع التغليظ » فعلى هذا
يكون متعلق الأمر ببعض الأمة وهم الذين يصلحون لذلك ) انظر الكنز الأكبر في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر للصالحي الدمشقي [رص45] +
+ ]٠٠4[ سورة آل عمران آية )١
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعش في المسائل الخلافية الفقهية
المذكورة أنه لا يخاف الضرر وإن كثر أهل الفساد فيكون أبداآ مطمئن النفئس
منشرح الصدر لأن المؤمنين الذين أوجب لهم النصرة بمجرد الفضل هم
الموصوفون في الحديث ".
فلا يزال في كل عصر طائفة قائمين لله بالحق ؛ منحوا بحسن المتابعة رتبة
الدعوة العلمية ؛ وجعلوا للمتقين قدوة حقيقية ؛ قد ظهرت في الخلق آثارهم
وأشرقت في الآفاق أنوارهم ؛ من اقتدى بهم اهتدى ؛ ومن خالفهم ضل عن
طريق الحق واعتدى + «فَمَاذًا بَعْد آلْحَوَإلَّ صلل 7" تالله ما اهتم
بالخلاص إلا أهل التقى والإخلاص ؛ أيامهم بالأمر بالمعروف زاهرة ؛ ودولتهم
بالنهي عن المنكر قاهرة ؛ قد باعوا عرض الدنيا بجوهرة الآخرة وأسبغ عليهم
مولاهم نعمه باطنة وظاهرة ؛ ووعدهم بتأييدهم ونصرتهم على أهل الفساد بعد
+ انظر الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للصالحي الدمشقي [ص *؟] )١
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية
وأمرهم بالصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على لسان عبده
لقمان الحكيم حين وصى ابنه دلالة على استباق الخيرات والأجر الموفور حيث
ماري
وهذه سنة الله تعالى التي رسمها للمسلمين في كل زمان ومكان . لا تكلف
العلماء وحدهم بالتغيير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ بل تفرض على
سائر فئات المجتمع من ذكور وإناث .
قال العلامة السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن [ج؟ص174] :
”) سورة التوبة آية [71] +
بَخْض 4 في المحبة والموالاة والانتماء والصرة ( يَأَمُرُووحَ
ٍ وف وهو اسم جامع ؛ لكل ما عرفا حلسنه ؛ من العقائد الحسنة»
والأعمال الصالحة ؛ والأخلاق الفاضلة ؛ وأوّل من يدخل في أمرهم أنفسهم
ل وَمَنهَوْنَ عَن آلْمَُكَر » وهو : كل ما خالف المعروف وناقضه ؛ من العقائد
الباطلة والأعمال الخبيثة ؛ والأخلاق الرذيلة ).اه
قال الدمشقي رحمه الله في الكنز الأكبر [س776] : ( فأخبر النبي صلى الله
عليه وسلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أبواب الإيمان فلا
يجوز لأحد السكوت عنه أصلاً لأنه واجب بأمر الله ورسوله ).اه
وقال ابن عبد البر رحمه الله: ( وأجمع المسلمون على أن تغيير المنكر
عليه أكثر من ذلك ؛ وإذا أنكر بقلبه فقد أدى ما عليه إذا لم يستطيع سوى
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
+ ]١١6ص[ انظر الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للصالحي الدمشقي )١
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية
: فالعاجز ليس عليه إلإنكار إلا بقلبه .
فكان لزاما على كل المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر عظيم في الدين ؛ وهو الذي ابتعث الله له
واضمحلت الرسالة .
قال الدكتور الشيخ صالح السحيمي في منهج السلف في العقيدة [ص47] :
(فإن من أعظم وسائل نشر الدين وظهور الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ..),اه
قال ابن الجعدي رحمه الله: ( اعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أصل الدين لأنه شغل الأنبياء ؛ وقد خلفهم خلفاؤهم ؛ ولولاه شاع الجهل وبطل
العلم )١أراه
لكنه مما يلاحظ أن الكثير ممن يشعرون بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ؛ يحصرونها فكريا وعملياً في دائرة المنكرات الظاهرة ك ( الربا
والزنا وشرب الخمر ..) ويظن أولنك أنه ما عليهم اتجاه ذلك من شئ إلا
المنكرات الظاهرة ؛ فيترتب على هذا من الفساد وتغيير الدين مالا يخفى على ذي
للب وبصيرة .
وإننا لا نكر أن هناك فائدة من إنكار المنكرات الظاهرة ؛ لكننا في الوقت
+ ]191[ انظر الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للصالحي الدمشقي )١
الأضواء الأثرية في بيان إنكار السلف بعضهم على بعش في المسائل الخلافية الفقهية
وإنما يكون أيضا بتصحيح الاعتقاد للناس وأمرهم بالمعروف الأكبر ك (التوحيد)
ونهيهم عن المنكر الأكبر ومقاومته وإزالته ك ( الشرك )...
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( يَأَمُرُوتَ
ِآلمعرُوف وَنهَونَ عن آلمُكَرِ > يأمرون بتوحيد الله وينهون عن المنكر
أي الشرك ١) .اه َ
فالفائدة تكون قاصرة حين ينهى الداعية الناس عن الزنا والربا وشرب
الخمر ... ولا ينهى الناس عن الشرك والبدع والاعتقاد الفاسد ... بل لا ينهى
الناس عن زلات وأخطاء العلماء والتعصب المذهبي ونابتة أهل المناهج الجديدة
من الحزبيين وغيرهم التي خرجت عن صف العلماء وطلبة العلم وصار ديدنها
مهاجمة الدعوة السلفية ؛ والكيد لعلمائها ودعاتها ؛ واختلاق الأخطاء لهم »
وإلصاق التهم بهم ؛ ضاربين عرض الحائط بمنهج النصيحة الشرعي ؛ ومنهج
النقد العلمي النزيه ؛ المبني على الأدلة الشرعية ؛ البعيد عن التعصب والحزبية.
ولم يخصص الله عز وجل أناساً دون آخرين ينفعهم أفراد هذه الأمة ؛ فهم
بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر كما ينفعون غيرهم من الناس "".
. ]45[ انظر الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للصالحي الدمشقي )١
+ ]٠١ انظر الاحتساب على الوالدين د/ فضل إلهي [ص )'
ين الأضواء الأثرية في بيان إذكار السلف بعضهم على بعض في المسائل الخلافية الفقهية
يزل ويخطئ في شئ من الأصول والفروع وجب عليه من حيث وجوب الأمر
بالمعروف ؛ والنهي عن المنكر دعاؤه عن الباطل وطريقه إلى الحق وطريق
من طريق البرهان وحْسن الجدال فحصل إذ ذاك بينهما المجادلة ؛ من حيث لم
يجد بُدآ منها في تحقيق ما هو الحق وتمحيق ما هو الشبهة والباطل ؛ وصار
بذلك بهذا المعنى الجدال من آكد الواجبات والنظر من أولى المهمات ؛ وذلك يعم
أحكام التوحيد والشريعة ).اه
وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى [ج؛ص؟1] : ( ... ولهذا وجب بيان
حال من يغلط في الحديث والرواية ؛ ومن يغلط في الرأي والفتيا ٠ ومن يغلط في
الزهد والعبادة ؛ وإن كان المخطئ المجتهد مغفوراً له خطؤه ؛ وهو مأجور على
اجتهاده . فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب ؛ وإن كان في
ذلك مخالفة لقوله وعمله . ومن علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على
وجه الذم والتأثيم فإن الله غفر له خطئه بل يجب لما فيه من إيمان وتقوى
موالاته ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء ودعاء وغير ذلك ).اه
فالسنئة قد دلت على أن المصيب واحد وغيره المخطئ وهو مغفور له
خطؤه وله أجر الاجتهاد .