٠ وامادية
الجو المناسب للدراسة والمراجع . ا أشكر لجميع من ساعدني
في إعداد هذه الرسالة .
وفي الختام أشكر للجامعة الإسلامية والقائمين عليها تربية أبناء العالم
الإسلامي تربية إسلامية خالصة بتعليم العلم الأصلي في منبعه الأصيل (المدينة
الأخرى الممائلة لها ليكونوا رجال الغد وقادة الفكر الإسلامي ودعاة إلى الله تعالى
وهداة مهتدين .
بسم الله الرحمن الرحم
الحمد لله الذي رفع بالعلم درجات أهله؛ وأثابهم على اكتسابه ونقله؛ وأنعم
عليهم بالتوفيق لدرسه وحمله؛ وصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد خاتم أنبيائه
ورسله؛ الذي هدى كافة الخلق إلى منهاج الحق وسبله؛ وبالغ في تبليغ الرسالة
بقوله» وفعله؛ بذل جهده في إقامة دين الله وبيان فروعه وأصوله؛ حتى ظهر
مصداق قول الله جل جلاله هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله6!'؟ ورضي الله عن أهل بيته الطاهرين وأصحابه الأكرمين
أما بعد : فإن العلوم على ثلالة أضرب : علم عقلي» وعلم نقلي؛ وعلم
يأخذ من العقل والنقل بطرف وهو علم أصول الفقه؛ فقد جمع بين العقل والنقل
واصطحب فيه الرأي والشرع ؛ فأخذ من العقل والشرع سواء السبيل» فلا هو
تصرف بمحض العقول الذي لا يقيله الشرع ولا هو مبني على محض التقليد الذي
لا يشهد له العقل بالتأييد؛ وهو نعم العون على فهم كتاب الله وسنة رسوله
صل الله عليه وسلم؛ لأنه النظر فى الأدلة الشرعية من حيث تؤخذ منها الأحكام .
وأصول الأدلة الشرعية هي القرآن العظع» ثم السنة المطهرة المبينة له» وفي
من القرآن » وبينه بقوله الشفاهي» وفعله المشاهد لا يحتاج فيه إلى نظر وقياس»
ومن بعده صلوات الله وسلامه عليه انقطع الوحي» وحفظ القرآن بالتواتر» وأجمع
الصحابة رضي الله عنهم على وجوب العمل بما يصل إلينا من السنة قولا أو فعلا
+ جزء من الآية رقم : 738 من سورة الفتح )١(
وتعينت دلالة الشرع من الكتاب والسنة بهذا المعنى» ثم ينزل الإجماع
لأن الصحابة رضي الله عنهم لا يمكن اتفاقهم من غير دليل ثابت مع شهادة الأدلة
بعصمة الأمة؛ فصار الإجماع دليلا ثابتا في الشرعيات؛ ثم نظرنا في طرق استدلال
الصحابة والسلف بالكتاب والسنة فإذا هم يقيسون الأشباه بالأشباه» ويناظرون
الأمثال بالأمثال بإجماع منهم وتسليم بعضهم لبعض في ذلك؛ فإن كثيرا من
الواقعات بعد النبي صل الله عليه وسلم لم تندرج في النصوص الثابتة؛ فقاسوها
بما ثبت وألحقوها بما نص عليه بشروط في ذلك الإلحاق تصحح تلك المساواة
بين الشبييين أو المثيلين حتى يغْلب على الظن أن حكم الله تعالى فيهما واحده
العلماء على أن هذه هي أصول الأدلة وإن خالف بعضهم في الإجماع والقياس
إلا أن امخالف فى الإجماع والقياس شاذء ولم نذكر الأدلة الأخرى لضعف
مداركها وشذوذ القول فهاء ثم إن هذا الفن من الفنون التي لم تكن موجودة
استفادة المعاني من الألفاظ لا يحتاج فيها إلى أكثر مما عندهم من الملكة اللسانية -
وأما القوانين التي يحتاج إليها في استفادة الأحكام خصوصاء فمنهم أخذنت
م أنهم لم يكونوا فى حاجة إلى النظر فى الأسانيد لقرب العصر وتمارسة النقلة
وخبرتهم بهم فلما انقرض السلف وذهب الصدر الأول واتقلبت العلوم كلها
صناعة احتاج الفقهاء والمجتهدون إلى تحصيل هذه القوانين والقواعد لاستفادة
الأحكام من الأدلة فكتبوها فنا قائما بذاته سموه أصول الفقه .
+ 467 : ومقدمة ابن خلدون ص
حيث أملى فيه رسالته المشهورة » تكلم فيها فى الأوامر والنواهي والبيان والخبر
والنسخ وحكم العلة المنصوصة من القياس .
ثم كتب فقهاء الحنفية فيه وحققوا تلك القواعد وأوسعوا القول فيهاء
وكتب المتكلمون أيضا كذلك إلا أن كتابة الفقهاء فيها أمس بالفقه وأليق بالفروع
لكثرة الأمثلة منها والشواهد وبناء القواعد فيها على المسائل الفقهية. فكان لفقهاء
الأحناف اليد الطول في هذه الطريقة من الغوص على المعاني الفقهية؛ والتقاط
هذه القوانين من تلك المسائل ما أمكن .
والتكلمون يتمون بتحرير المسائل وتقرير القواعد ومميلون إلى الاستدلال
العقلي ما أمكن؛ لأنه غالب فنونهم ومقتضى طريقتهم ويجردون المسائل الأصولية
عن الفروع الفقهية؛ شلنهم فى ذلك شأن علماء الكلام» فالأصول فى نظرهم
فن مستقل يبنى عليه الفقه» فلا حاجة للمزج بينهماء ثم بعد ذلك صاز لكل
من الفريقين طريق تنسب إليه : :
أ - طريقة المتكلمين .
ب- طريقة الفقهاء (الأحناف) .
أهم الكتب التى ألفت على طريقة المتكلمين :
١ - رسالة الإمام الشافعى المتوفى عام 704 ه؛ وها شروح كثيرة منها شرح
القفال الشاشي الكبير محمد بن على المتوفى عام 367 هه وشرح عبد الله
ابن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى عام 438 ها ء
» - التقريب والإرشاد للقاضي أبي بكر الباقلاني المتوفى عام 407 ه واختصره
في كتاب الإرشاد المتوسط»ء والصغيرء ثم اختصره إمام الحرمين المتوفى عام
78 ه وسماه التلخيص .
وكان من أحسن كتب التكلمين :
* - البرهان لإمام الحرمين أي المعالي عبد الملك؛ وشرحه للإمام أني عبد الله
المازري المتوفى عام 576 ه سماه : إيضاح المحصول من برهان الأصول»
وشرحه لأبي الحسن الأبياري المتوف عام 113 ها .
- المستصفى للإمام أبي حامد الفزالي المتوق عام 506 ها .
م - كتاب العمد للقاضي عبد الجبار المعنزلي المتوفى عام 416 ها .
وكانت هذه الكتب الأربعة الأخيرة قواعد هذا الفن وأركانه ثم لخص
هذه الكتب الأربعة إمامان من المتكلمين غما : فخر الدين الرازي المتوفى عام
ه فى كتابه المحصول»؛ وسيف الدين الآمدي المتوفى عام 1671 ه في كتابه
الأحكام في أصول الأحكام » إلا إنهما اختلفت طرائقهما في الفن بين التحقيق
والحجاج؛ فالرازي أميل إلى الاستكثار من الأدلة والاحتجاج؛ والآمدي مولع
بتحقيق المذاهب وتفريع المسائل» وقد عني العلماء بعدهما بهذين الكتابين وتوالت
عليهما الاختصارات والشروح والتعليقات» فشرح المحصول كل من : شهاب
الدين القرافي المتوفى عام 184 ه وشمس الدين الأصبباني المتوفى عام 188 هف
واختصره كل من : تاج الدين الأرموي المتوفى عام 159 ه في كتاب الحاصل»
والإمام سراج الدين الأرموي المتوفى عام 779+ ه فى كتاب التحصيل واقنطف
شهاب الدين القرافي منهما مقدمات وقواعد في كتاب صغير سماه: التنقيح وشرحه
بعد ذلك يكتاب سماه: شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول؛ واختصره
كذلك القاضي عبد الله البيضاوي المتوفى عام 685 ه في كتابه المنهاج.
وقد توالت الشروح على منهاج البيضاوي» فشرحه جمال الدين الأسنوي
المتوفى عام 77لا ه في كتابه: نهاية السولء والإمام تقي الدين السبكي المتوق
عام 157 ه في كتابه: الإبهاج؛ وصل فيه إل مقدمة الواجب ثم أتم شرحه ابنه
تاج الدين السبكي المتوفى عام 10701 ه أما كتاب الآمدي الإحكام فقدٍ اختصرة
عام 147 ه في كتابه المعروف بالمختصر الكبيرء ثم اختصره في كتاب آخر تداوله
طلبة العلم؛ وعني أهل المشرق والمغرب به وبمطالعته وشرحه؛ فشرحه العلامة
عضد الدين الإيجي المتوفى عام 157 ه؛ وشرحه الإمام تاج الدين السبكي بكتاب
سماه: رفع الحاجب عن ابن الحاجب» وشرح العلامة شمس الدين الأصفهاني
المتونى عام 1/44 ه وحصلت زبدة طريقة المتكلمين في هذا الفن في هذه المختصرات .
وأما أهم الكتب التي صنفت على طريقة الفقهاء :
. مآخذ الشريعة للإمام أنى منصور المتريدي المنوفى عام 370 ها - ١
» - كناب في الأصول للإمام الكرخي المنوى عام 340 ها
» - أصول أي بكر الرازي الجصاص أحمد بن على المتوفى عام 37/60 ها .
+ - تقريم الأدلة لألى زيد الدبوسي المتوفى عام 4730 ها .
ه - تأسيس النظر له أيضا .
+ - كتاب فخر الإسلام البزدوي المتوفى عام 187 ه وهو كتاب جامع للمسائل
الأصولية؛ وله عناية خاصة بالتطبيق على الفروع الفقهية؛ وعليه شرح
كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري المتوق عام 1730 ها .
- أصول السرخسي للإمام محمد بن أحمد السرخسي المنوفى عام 480 ه ومن
المتاخرين حافظ الدين النسفي المتوفى عام ٠١ ه كتابه المنار وعليه عدة
روج
وأهم الكتب التي جمعت بين الطريقتين :
١ - بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي والأحكام» للإمام مظفر الدين بن
الساعاتي المتوق عام 144 ها ء
» - التنقيح لصدر الشريعة المنوفى عام 497 ه وشرحه التوضيح وقد خصه
من كتاب البزدوي والمحصول؛ ومختصر ابن الحاجب .
© - التحرير لكمال الدين بن امام المتوفى عام 871 هه وهو أقرب إلى طريقة
المتكلمين وشرحه تلميذه ابن أمير الحاج المتوفى عام 87/4 ه بكتابه التقرير
والتحبير
؛ - جمع الجوامع لتاج الدين السبكي قال في مقدمته : إنه اختاره من مائة
مصنف وقد شرحه الإمام جلال الدين المحلي المنوفى عام 854 ه وهو من
84 ه بكتايه المسامع وله شروح أخرى كثيرة .
- مسلم الثبوت للعلامة محب الدين بن عبد الشكور المتوفى عام ١١١6 هه
وعليه شرح يسمى فواتح الرحموت للكنوي المتونى عام ١185 ها
الجوامع» وشرحه المحل وحواشيهما وشرح التنقيح . وبعد هذا يمكتنا القول بأن
با إسحاق الشاطبي المتوفى عام 79٠ ه انفرد بطريقة خاصة لم يُسبق إليها وذلك
في كتابه: الموافقات حيث اهتم بالأصول التى اعتيرها الشارع في التشريع ٠
سبب اخختياري تحقيق هذا الكتاب موضوعا لرسالة الماجستير
منذ أيام دراستي في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية» ووجودي نظم مراقي
السعود منتارا في مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله
المطبوعة من الكتاب في مكتبة الجامعة الإسلامية؛ وأنا أفكر في هذا الكتاب وفي
في نسخته المطبوعة؛ بالإضافة إلى ما ورد علي من تساؤلات من أساتذة وطلاب
عن هذا النظم وشرحه؛ وتعطشهم على الحصول عليه؛ وبعد إنباني للدراسة في
الكلية وحصولي على الشهادة العالية (الليسانس) أراد الله أن تتحقق أمنيتي وإذا
وسجلت في شعبة أصول الفقه؛ وعندما طلب من الطلاب في السنة اتمهيدية تقديم
موضوعات رسائلهم؛ أردت أن يكون بحني شاملا لأصول الفقه كله؛ لأتمكن
من الإلام به حسب الإمكان مما لا يتسنى لي لو جعلت بشي في جزئية من جزئياته
مع أني محسوب على مادة أصول الفقه بأني متخصص فياء هذا بالإضافة إلى أن
مؤلف الكتاب أحد علماء المسلمين المغمورين؛ الم يكتب عنه
أكون قد جمعت بين عدة أهداف» كل واحد منها يستحق أن
لمراقي السعود للعلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم فلابد من ذكر ترجمة
هو سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم بن الإمام محنض أحمد العلوي نسبة
إلى قبيلة العلوين (إد وعل) إحدى القبائل الموريتانية المشهورة بكثرة الشعراء
والأدبا والعلماء .
ولد رحمه الله بعد منتصف القرن الثانى عشر الهجري؛ بقرية تججكة بمنطقة
البلاد .
ولما بلغ مبلغ الرجال تيا لطلب العلم وبداً رحلته فيه بعلماء بلدى فأخذ
عن الشيخ المختار بن بونا الجكني ؛ والشيخ سيدي عبد الله الفاضل اليعقوني +
والحاج أحمد خليفة العلوي؛ وغيرهم من جلة علماء قطره؛ وبعد تحصيله ما عند
هؤلاء توجه إلى فاس ومراكش بالمغرب وأقام بهما تسع سين يأخذ عن علمائهما
وياخذون عنه» ثم توجه إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج فمر بمصر واجتمع
بعلماء القاهرة؛ واستفاد منهم واستفادوا منه؛ واجتمع بأمير مصر حينذاك محمد
علي باشا فأكرمه؛ وأهداه فرسا من عتاق خيل مصر .
ثم توجه إلى مكة المكرمة ضمن الوفد الذي بعثه سلطان المغرب في ذلك
الوقت سيدي محمد بن عبد الله فأتيحت له الفرصة بذلك للقاء مع أكابر العلماء
بمكة والمدينة
ثم رجع إلى المغرب بعد أداء فريضة الحج» فأكرمه سلطانه وأهداه خزانة
كتب نادرة رجع بها إلى وطنه ومسقط رأسه؛ وجلس برباطه يعلم الناس» ويؤلف
الكتب حتى طار ذكره وذاع صيته واشتهر اق لم يكن في عصره
مثله علما وفهما. مكث في طلب الغلم أربعين زيادة
حتى انتهى إلى الغاية المرجوة» وأحرز الأمنية المبتغاة -
اتفق علماء بلده على أنه أعلم رجل في عصره؛ وعده بعضهم من المجتهدين؛
ولم يجرؤ عالم من علماء عصره على ماراته م أنه يندر أن يوجد عالم في زمنه
أو بعذه في قطره يتحدث في فن من الفنون إلا يسند الكلام إليه مستشهدا بكلامه؛
وقد أننى عليه جلة العلماء الذين اتصلوا به من" قريب أو من بعيد .
وحلّوه بأرفع الألقاب مثل: الشيخ سيدي المختار الكنتي حيث يقول فيه :
ماتحت قبة السماء أعلم من هذا العلوي . ويقول فيه ابن الأمين في الوسيط :
كان رحمه الله أوحد زمانه في جميع العلوم. ويقول فيه الحافظ الشيخ محمد الخضر
بالحصرء لما نشر الله به من العلم فى ذلك القطر . ويقول فيه المحدث الشيخ محمد
حبيب الله بن مايانى الجكني : كان سيدى عبد الله العلوي مجدد العلم بقطر
شنقيط . وقال فيه العلامة بايا بن أحمد بيب العلوي :
قد كاد أن يوصف بالترجيح لفهمه ونقله الصحيح
وكان في الحديث “لا يارى | كأنما نشأً في بخارى
وقال فيه الطالب محمد الولاني في فتح الشكور : كامل القريحة والفهم؛