١ - بيان معنى الذرائع اللغوى والشرعى» وادلة مشروعيتها من القرآن الكريم؛
ومن السنة النبوية المطهرة؛ ومن عمل الصحابة والتابعين
توضيح الصلة الوثقى بين سد الذرائع؛ والعمل بالمصالح المرسلة» وأن الإمام
- شرح العلاقة بين سد الذرائع وإبطال الحيل الشقهية» وبيان موقف العلماء
© تحديد أقسام الذرائع عند أشهر من تناولهاء وملاحظات حولها
* ذكر نماذج تطبيقية لقاعدة الذرائع فى مذاهب علماء أهل السنة امتبوعين
عرض نماذج تطبيقية معاصرة لقاعدة سد الذرائعم؛ وهذه التماذج قد تكون
لما دلت عليه النصوص والآثار؛ وربما تكون حادثة؛ ولكن الحاجة
تحكيم قاعدة الذرائع فيهاء وتؤكد الادلة الشرعية والعقلية هذا الحكم
ٍ + ومدى إتاحته الفرصة لولى أمر المسلمين فى
والمفاسد
والله من وراء القصد يهدى السبيل
مصر الجديدة دكتور / يوسف عبد الرحمن١
فى جمادى الآخرة 1477
القسطين 3 *م
قاعدة الذرائع
* سد الذرائع (المعنى فى اللغاة وفى الاصطلاح).
* فتح الأرائع.
* أدلة مشروعية سد الأرائع.
سد الذرائع
تسيب أولا مع الوحش حتى تالفهاء كالذريعة؛ والجمع شرع بضمتين؛ وفرائع .
قال ابن الأعرابى: سمى هذا البعير الدريشة والذريعة» ثم جعلت الذريعة مثلا
وللمنية أسباب تقربها كما تقرب للوحشية الذرع
إليك» أى سببى ووصلتى الذى أتسبب به إليك!')؛ وهذا المعنى يشمل كل ما له صلة
أما لفظ «سد» فمعناه إغلاق الخلل+ وردم الثلم» فيكون سد الذرائع بمعنى: سد
)١( تاج العروض. . . ولسان العرب مادة: «ذرع».
/ وهبة الزحيلى فى بحث له بعنوان «سد الذرائم» متشور فى مجلة مجمع الفشقه الإسلامى -
الدورة الشاسعة لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامى - المنعقدة فى إمسارة أبو ظبى - دولة
الإمارات العربية المتحدة - فى ذى القعدة 1416 ه - إيريل (نيسان) 1448م . العدد التاسع+
الجزء الثالث 1417 ه - 1443م ص ٠١8
(©) لسان العرب مادة #صددة؛ واصد الذرائع فى الشريعة الإسلامية» / محمد هام البرهاتى+
عزلاه
أما معنى «سد الذرائع» فى الاصطلاح» فيكاد علماء الفقه وأصوله يجمعون على
قول القرافى: إنه «حسم مادة وسائل الفساد؛ دفعا لهاء متى كان الفعل السالم عن
المفسدة وسيلة إلى المفسدة6!١)؛ ومعنى ذلك منع الوسائل المؤدية إلى الفساد؛ والشرور
ولتأكيد هذا المعنى وتوضيحه نورد أقوال أبرز العلماء فى تحديد معنى ساد
التهمة فى التطرق به إلى الممنوع»!".
وقال الباجى: «إن المنع من الذرائع يكون فى المسألة التى ظاهرها الإباحة
ويتوصل بها إلى فعل المحظور»!". وكذلك قال الشوكانى!9).
وقال ابن رشد الجد فى المقدمات: «الذرائع هى الأشياء التى ظاهرها الإباحة+؛
ويتوصل بها إلى فعل المحظوره!*.
أما القرطبى المفسر فقد قال: إن «الذريعة عبارة عن أمر غير ممنوع لنفسه؛ يخاف
وقال ابن تيمية : «إن الله سبحانه؛ ورسوله سد الذرائع المفضية إلى المحارم بأن
حرمها ونهى عنهاء والذريعة ما كان وسيلة وطريقا إلى الشىء» لكن صارت فى عرف
(9) سد الذرائع 4لا نقلا عن: «الإشراف على مسائل الخلاف». للقاضى عبد الوهاب 7979/1
(©) إحكام الفصول فى أحكام الأصول. للباجى .22 ص 2837
(4) إرشاد الفحول. للشوكائى ...ص 146
(5) د / احمد محمد المقرئ فى بحثه «سد الذرائع» بمجلة
العدد التاسع - الجزء الثالث ص 037 . نقلا عن ا!
(3) الجامع لاحكام القرآن . .. للقرطبى 081//7 28/8
() الفتاوى الكبرى /٠ 777 174
الفقه الإسلامى - الدورة التاسعة -
تأمل مصادر الشريعة ومواردها علم أن الله تعالى ورسوله هه سد الذرائع المفضية إلى
ثم قال الشاطبى: إن «حقيقة قاعدة الذرائع هى التوسل بما هو مصلحة إلى
ويلحظ المتتبع لكلام الشاطبى وابن القيم أن المراد بسد الذرائع عندهما هو: منع
مصالح ولا مفسدة فيهاا"؛ ولعل هذا هو ما يقصده القائلون بسد الذرائع» وبخاصة
المالكية والحنابلة .
وفى ذلك قال الشاطبى: «النظر فى مآلات الافعال معتبر مقصود شرعاء كانت
الأفعال موافقة أم مخالفة. وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الافعال الصادرة
عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يثول إليه ذلك الفعل؛ (فقد
يكون) مشروعا لمصلحة فيه تستجلب؛ أو لمفسدة تدراء ولكن له مآل على خلاف ما
قصد فيه . . . فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوى المصلحة؛ أو تزيد
عليهاء فيكون هذا مانعا من إطلاق القول بالمشروعية(9).
ويقول ابن القيم: «لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضى
إليهاء كانت طرفها وأسبابها تابعة لها معتبرة بهاء فوسائل المحرمات والمعاصى فى
تعالى شيثاء وله طرق ووسائل تفضى إليه؛ فإنه يحرسها ويمنع منهاء تحقيقا لتحريمة؛
17١ إعلام الموقعين عن رب العالمين ؟/ )١(
(؟) الموافقات فى أصول الأحكام 2117/4
(4) الموافقات فى أصول الاحكام 4 / ١٠1ء 111
(ه) إعلام الموقعين عن رب العالين 7 / 8114 170
فتح الذرائع:
تبين لنا أن مصطلح «سد الذرائع» قصد به الحيلولة دود الوصول إلى المفسدة؛
لان الفساد ممنوع شرعاء وما يؤدى إلى الحرام فهو حرام؛ ولك هناك درائع قد نمضي
قال ابن القيم «وسائل الطاعات والقربات فى محبتها والإدد ميها بحسب
فصد الغايات» وهى مقصودة قصد الوسائل؟!١)
والوسيلة إليها مطلوبة كذلك» وهنا يتم فتح الذرائع والأخذ بهاء قال القرافى «اعلم
ومن خلال تحديد معنى «سد الذرائع وفتحها» تبين لنا أن «الذريعة» معناها
الوسيلة تاخذ حكم المقصود بحسب ما تثول إليه من نتائج؛ لأن الطريق إلى الحرام
حرام» والنظر إلى عورة المرأة؛ الذى يفضى إلى الزنى حرام أيضا والجمعة فرض* فترك
لقدرة عليه"
ويزيد القرافى هذه المسألة توضيحاء إذ يربط الوسائل بالمقاصد من حيث ما
الوسائل؛ تحريماء وتحليلاء وندباء فيقول: «إن موارد الأحكام على قسمين
١ مقاصد: وهى المتضمنة للمصالح والمفاسد فى أنفسها
١١ ) المصدر السابق.
)١( الفروق 77/1
)©١ أصول الفقه. الإمام محمد أبو زهرة 178ء 374
ااه الات
ووسائل: وهى الطرق المفضية إليها؛ وحكمها حكم ما أفضت إليه من تحريم
وتحليل؛ غير أنه أخفض رتبة من المقاصد فى حكمهاء والوسيلة إلى أفضل
المقاصد أفضل الوسائل» وإلى أقبح المقاصد أقبح الوسائل؛ وإلى ما يتوسط
أدلة المشروعية:
ظهر الأخذ بالذرائع» والعمل بها أكثر ما يكون لدى المالكية ثم الحنابلة» وكان
أقرب إلى الشافعية من حيث التخفف فى الأخذ بهاء وضرب الامثلة عليها +
ولا ريب فى أن القائلين بسد الذرائع؛ وبخاصة المالكية والحنابلة اعتمدوا فى
رأيهم على أدلة متكاثرة من الكتاب والسئة؛ والإجماع» ومن عمل الصحابة والتابعين.
وينبغى أن نذكر بما سبق أن عرضناه من أن رؤيتهم فى اعتبار الذرائع تقوم على
النظر فى مآلات الأفعال» ونتائج الأقوال» بحيث يأخذ الفعل أو القول حكم ما يوصل
ونورد فيما يأتى أهم الأدلة على اعتبار سد الذرائع؛ ومنع ما هو مباح فى
بي [البقرة] «ووجه التمسك بهذه الآية أن اليهود كانوا
+111 11١ /4 (؟) راجع ما نقلناه عن الشاطبى وابن القيم فى هذا الصدد نقلا عن الموافقات
170 114 وإعلام الموقعين ؟/
اسم فاعل من الرعونة؛ فلما علم الله سبحانه ذلك منهم منع المؤمنين
أحدهما على تجنب الالفاظ المحتملة التى فيها التعريض للتنقيص والغض
الدليل الشانى: الشمك بسد الذرائع وحمايتها؛ وهو مذهب مالك
وأصحابه؛ وأحمد ابن حنبل فى رواية عنه. وقد دل على هذا الأصل
الكتاب والسنة6(١)
فالقصود الاصلى بالنهى الاكل؛ بدليل أن الإباحة إنما وقعت فيه
القرب ذريعة للأكل!"؟
قال ابن عباس: قالت كفار قريش لأبى طالب: إما أن تتهى محمدا
الآية6( وواضح من سبب نزول الآية أن الله نهى المؤمنين عن سب أوثان
شفى نفوس قوم مؤمنين؛ ولكن مآل هذا القول أو العمل سيكون ذريعة
77/١ للقرطبى ؟/ 07 58 واحكام القرآن . .. لابن العربى ١١ الجامع لاحكام )١(
ثم ماذا نفيد من سب آلهتهم ما دامت «مصلحة تركهم سب الله سبحانه
ثم قال: «فى هذه الآية ضرب من الموادعة؛ ودليل على وجوب الحكم بسد
ولعل فى مثل هذا القول حكمة من القرطبى الذى عاش حقبة من الزمان غلبت
فيها أمة الإسلام على أمرهاء يوم تغلب نصارى الأسبان على المسلمين وأخرجوهم من
علماؤهم -ومنهم القرطبى- بدا من المهادنة والمسالمة - أخذا بمبدأ سد الذرائع -
أن يجعل الله لهم من ضيقهم مخرجاء ومن همهم فرجاء وبعد عسرهم يسراء فقد
ٍٍ [الإسراء] فقد روى البخارى بسنده عن ابن عباس رضى الله
178/7 الفتاوى الكبرى )١(
31/7 الجامع لاحكام القرآن . . . للقرطبى )1(
31/8 الجامع لاحكام القرآن . . . للقرطبى )©(