أسعفها في طفرتها الكبرى حينما انتشلها من دياجير الجاهلية إلى مشاعل النؤر
م إن هذا القرآن يهدي للب هي أقوم # '" فلما التزمت بهديه هداها ء وا
ويا أن العلماء هم الذين ينصحون الأمة ويحذرونها من مغبة البعد عن
كتاب الله تعالى وسنة رسوله و فقد صدرت نداءاتهم المتكررة في كل زمان
الدعوة لتنقية التفسير من الدخيل بأنواعه أو تصنيف تفسير نقلي بعد ما ثبت
فشل المدرسة العقلية - عندما زهدت بالأحاديث والآثار الصحيحة إذ لا بدا من
الاستفادة منها - ”"' ؛ وذلك من خلال نصائح العلماء وطلاب العلم والمثقفين
وهو مطلب مهم لأن التفسير علم جامع للقرآن والسنة +
وإن جندياً من جنود القرآن والسنة ليدرك من غير شك أهمية هذا الطلب
أن أحقق أملا من الآسال الشي تعقد على طلاب العلم .
من أجل هذا المنطلق جاءت فكرة تصنيف هذا الكتاب حيث قررت أن
أجمع كل ما صح إسناده من التفسير بالمأثور ؛ لأن الرواية التفسيرية الضحيخة
)١( الإسراء 4 ٍِ
(1) وقد صنف فضيلة د. فهد الزومي في هذا الموضوع كتابا بعشوان ؛ منهج المدرسة العقلية الحديئة يي
أحدهما ؛ أر صحح تلك الرواية بعض النقاد المعتمدين. ويكفينا تجربة تقبل
الصحيحين”" وهذا التقبل والأخذ يقوي صلة المسلم بالقرآن والسنة وأقوال
الصحابة رضوان الله عليهم » وفي الوقت نفسه إن جع الروايات التفسسيرية
الصحيحة يؤدي إلى تنقية التفسير من الدخيل بأنواعه » وفي هذا الجمع غريلة
لجميع الروايات التفسيرية الثابشة الموجودة في كتب التفسير المسندة اللطبوعة
والمخطوطة » والموجودة في الكتب المسندة في العلوم الأخرى واليي سيأتي ذكرها
في الحواشي والمصادر وطريقة هذه الغريلة بنقد جميع الأسانيد لتلك الروايات
هذا ومن فضل الله تعالى ومَنّه أن هيا الأسباب هذا العمل حيث قيض
هذه الأمة في كل عصر ومصر من يقوم بنشر هذا العلم والعناية به » فخلفوا لنا
تركة من كتب التفسير المسندة الي خزنت وحفظت كتب السابقين » وهذه من
وإن تكفلٌ الله تعالى القرآن بالحفظ والبيان لمن أعظم ما خص الله تعالى
أساليب الفصاحة والبلاغة » قال تعالى ا كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم
يعلمون 4" .
(©) سورة القيامة 1-117
() سورة فصلت ؟ .
وقال عز وجل أيضاً : ل كذلك بين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون4!".
كما جعل الله تعالى سنة رسوله و8 بيانا للقرآن وتطبيقا له ني أقواله كَل
وأفعاله » ليكون الرسول و الأسوة الحسنة كما قال تعالل # لقد كان لكم في
وأوحى الله تعالى إلى رسوله 8 أن يبين للأمة ما تحتاج إلى بيانه فقال تمالل
وأتزلن إليك الذكر لبين للساس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون "" . وقد قام
الصادق المصدوق يَ بأذاء الأمانة » فبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة
( فكان رسول الله #8 هو المبين عن الله عز وجل أمره » وعن كتابه معاني نما
خوطب به الناس ؛ وما أراد الله عز وجل به وعنى فيه ؛ وماشرع من معاني
سنة » يقيم للناس مع الم الدين ؛ يفرض الفرائض ؛ ويسن السئن ؛ ومضي
الأحكام ويحرم الحرام ويجل الحلال ؛ ويقيم النساس على منهاج الحق بالقول
أفضل صلاة وأزكاها » وأكملها وأذكاها ؛ وأتمها وأوقاها فثبت عليه السلام
اوثوابي وعقابي ... ( التفسير 348-7471 ) +
(؟) سورة الأحزاب 7١
() سورة التحل 14
قال الله عز وجل «(إ رسلا مبشرين ومنذرين لفلا يكون للناس على الله حجة
بعد اسل )) 9
وما أن فاضت روحه ب لتلحق بالرفيق الأعلى إلا ومدرسة النبوة قد بدأت
تحمل هذه المسؤولية من خلال تلك الصفوة الي تهذبت وتربت ونهلت من ذلك
البيان » واشتهر منهم في علم التفسير جماعة كالخلفاء الراشدين وابن عباس
وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وأبي موسى الأسعري وعبد الله بن
الزبير"" » ومنهم المكشرون كابن عباس وابن مسعود ؛ ومنهم من لم يكثر
وذلك بسبب تقدم وفاتهم أو اتشغاطم في الإعداد والإدارة والجهاد » وقد
نالوا - رضوان الله عليهم - الحظ الأوفر من ذلك الهدي والبيان النبوي ؛ فتلقوه
بكل همة وحفظوه وطبقوه بدقة وأمانة ثم قدمره إلى من بعدهم من التابعين
فنشروا ماعلموه بحكمة وصيانة مع التحري والتدقيق ٠
( وتلقى التابعون التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة )"+
وقد قام التابعون الذين تحملوا هذا العلم يواجيهم تجاه هذا القرآن العظيم +
فكرسوا اهتمامهم وبذلوا جهودهم لتلقي ما ورد من آثار لبيان معاني ومرامي
هذا القرآن الكريم ؛ فعرفوا تفسيره وأسباب نزوله ؛ وفضائله وأمثاله +
وأحكامه وأقساسه » وغريبه ومعربه » وبيدوا المحكم من المتشابه ؛ والناسخ
والمنسوخ » والعموم من الخصوص » والمفصل من المجمل » والمقدم من المؤخر»
والمطلق من المقيد .
(1) صورة لنساء 136
(؟) قاله ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ص؟
() انظر مقدمة ف أصول التفسير ص 4 ١ 41 رالإتقان 778/1
(4) انظر مقدمة في أصول التفسير ص١١
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وكان من أعظم ما أنعم الله عليهم أعتصامهم
بالكتاب والسنة ؛ فكان من الأصول المتفق عليها بين الضحابة والتابعين لهم
بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن ؛ لا برأيه ولاذوقة »
ولامعقوله ؛ ولا قياسه » ولا وجده ؛ فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات
أقوم : فيه نبأ من قبلهام ؛ وخبر ما بعدهم ء؛ وحكم ما بينهم ؛ هو الفصل
الله ء هو حبل الله المتين » وهو الذكر الحكيم ؛ وهو الصراط الممستقيم ؛ وهنو
الذي لا تزيغ به الأهواء » ولا تلتبس به الألسن ؛ فلا يستطيع أن يزيضه إلى
لم يخلق ولم يمل كغيره من الكلام ؛ ولا تنقضي عجائبه ؛ ولا تشبع مه العلماء
إلى صراط مستقيم . فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به ؛ ولهذا لا يوجد في
كلام أح من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس » ولا بيذوق ووحد
ومكاشفة ؛ ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل » فضلا عن أن يقول :
فيجب تقديم العقل . والنقل - يعن القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين
مخاطبة أو مكاشفة تخالف القرآن والحديث ...!'
عند الصحابة والتابعين في تفسير القرآن الكريم والعمل به ؛ وقد نشروا متهحهم
في أصقاع الخلافة آنذاك فحينما بدأت الفتوح على أيديهم في الجزيرة العرنية
)١( بجمرع فناوى ابن تيمية ؟74074/1
إليهم ؛ فكان ابن عباس في مكة والببصرة » وابن مسعود في الكوفة ؛ والخلفاء
الأربعة وزيد بن ثابت وأبي بن كعب في المدينة » وأبو موسى الأشعري باليمن »
وعمرو بن العاص بمصر ء وكان من منهحهم في التعليم : الفهم والتطبيق
العملي لما قرأوا وتعلموا من القرآن الكريم .
أخرج الطيري بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان
الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن » والعمل بهن" +
وكان بعضهم إذا أشكل عليه مسألة سأل من هو أعلم منه في تلك المسألة +
ويتكاتبون فيما بينهم إذا كانوا متباعدين ٠
فقد كتب ابن عباس رضي الله عنه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أخرحه ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر بسند صحيح عن الشعي . قاله الحافظ ابن
حجر ثم قال : وأخرج الدارمي بسند قوي عن الشعبي قال : كتب ابن عباس
إلى علي - وابن عباس بالبصرة - أني أتيت يجد وستة أخوة ؛ فكتب إليه أن
وقد أثر هؤلاء الصحابة - رضوان الله عليهم - في تلاميذهم من التابعين
رحمهم الله حيث اجتمع في كل بلد لفيف من التابعين"" حول هؤلاء الصحابة
)١( أخرجه من طريق محمد بن علي بن الحسن بسن شقيسق المروزي قال : سمعت أبي يقول : حدشا
الحسين بن واقد » قال : حدثا الأعمش عن شقيق ؛ عن أبن مسعود به ( التفمسير رقم 87 ) ؛ وأخرجة
اليهقي ( شعب الإيمان #14 رقم 18.01 ) والحاكم من طريق آبي عبد الرحمن عن أبن مسعود بنحره
وصححه الحاكم زوافقه الذهي ( المستدرك ١ألاهة ) +
(©) تح الباري 11/16 وسنن الدارمي كتاب الفرائض - باب قول علي في الجد ؟/8 26
(4) ذكر ابن حبان ماهير التابعين في مكة والمدينة والبصرة والكرفة رمصر واليمن ( انقظر مشاهير علماء
الأنصار ص1:17 خالاخية 17101144
فكان من أصحاب ابن عباس الذين يقولون بقوله ويفنون ويذحبون مذهيه : سعيد
ابن جبير وجابر بن زيد وطاووس ومجاهذ وعطاء بن أبي رباح وعكرمة!'" +
ومن أصحاب ابن مسعود الذين يفتون بفتواه ويقرأون بقراءته علقمة بن
قيس والأسود بن يزيد ومسروق وعبيدة السلماني والحارث بن قيس وعمرو بن
هذا بالنسبة لابن عباس وابن مسعود وهما مكثران » وهكذا الحال بالننسبة
للآخرين من الصحابة اللذكورين فلهم تلاميذ سطرت أحسماؤهم في تراجم الصحابة
ومسانيدهم ؛ وقد تتلمذ هؤلاء التابعون على الصحابة المفسرين قراءة وحفظا
وكان من منهج الصحابة الدقيق في تعليم التابعين العرض والتفسلير
والكتابة
أخرج الطبري يسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال : رأيت بجاهدا يسأل
ابن عباس في تفسير القرآن ومعه ألواحه ؛ فيقول له ابن عباس : اكتب . قال ؛
حتى سأله عن التفسير كله"
وقال محمد بن إسخاق : حدثنا أيان بن صالح + عن يجاهد قال :عرضت
منه واسأله عنها "" . وأخرجه الطيري من طريق ابن إسحاق معدا به*" »
وإسناده حسن لأنه ثبت تصريح محمد بن إسحاق بالسماع . فقد أخرجة الحاكم
(1) ذكره علي بن المديي نحن يحيى بن سعيد ( علل الحديث ومعرضة الرخال صن 84048648 )
(3) ذكره علي بن الذي ( المصدز السابق ص44 )
(©) أخرحه عن أمي كريب قال حخدثنا طلق بن غنام » عن عدمان المكي ؛ عن ابن أبي مليككة بل ( التفسير
رقم ١7
(8) انفظر مقدمة اي أصول التفسير ص46 4 +
(ه) التفسير رقم م١٠
من طريق محمد بن إسحاق سمع أبان بن صالح يحدث عن بجاهد قال : عرضت
وكذا كان سعيد بن حبير حريصاً على الكتابة عن ابن عبلى . قال
الدارمي : أخبرنا مالك بن إجماعيل ؛ ثنا مندل بن علي العنزي ؛ حدثي جعفر بن
أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال : كنت أجلس إلى ابن عباس فأكتب في
الصحيفة حتى تمتلئ ثم أقلب نعلي فأكتب في ظهورهما" . وأخرجه ابن سعد
والدارمي أيضاً من طريق يعوب القمي عن جعفر به مختصراً ”' » وأخرجه
الرامهرمزي من طريق مندل به ل"
وأخرجه الخطيب البغدادي من طريق حبان عن جعفر بن أبي المغيرة به*' +
وأخحرج الدارمي أيضاً عن أبي النعمان » ثنا عبد الواحد ؛ ثا عثمان ين
حكيم قال : معت سعيد بن جبير يقول : كنت أسير مع ابن عباس في طريق مكة
ليلا ؛ وكان يحدثي بالحديث في واسطة الرحل حتى أصبح فاكتيه'" ؛ أخرجة
ركان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يعرض الملصحف على بعض
تلاميذه وييين سبب نزول بعض الآيات فقد روى النسائي بسند صحيح عن
كعب بن علقمة عن أبي النضر عن نافع مولى ابن عمر قال : أن ابن عمر كان
عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ ف نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى
)١( المستدرك 0/7 ل
(1) السنن - باب من رخص في حنابة العلم ١أ/ه18
(©) المصدر السابق والطبقات الكبرى 3810/7
(8) المحدث الفاصل ص +10١
(0) تقيد العلم ص١٠
(ا) تقييد العلم ص3: ٠١760٠
شتتم فقال : يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية ؟ قلت : لا . قال : إنا كنا
معشر قريش نجي النساء ؛ فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصاز أردنا منهن: مثل
ما كنا نريد » فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه ؛ وكانت نساء الأنصار قد أعذن
بحال اليهود إنما يؤتين على حتوبهن » فأنزل الله : يإ نساؤكم حرث لكم فأتوا
حرثكم أنى شعتم "'' . ذكره ابن كثير ثم قال : وهذا إسناد صحيح وقد زؤاه
ابن مردؤيه عن الطيراني عن الحسين بن إسحاق عن زكريا بن يحيي الكناتب
العمري عن مفضل بن فضالة عن عبد الله بن عياش عن كعب بن علقمة
وأما ابن مسعود فيه فقد كان يقرا على تلاميذه السورة ثم يفسرها في
وقت كاف . فقد أخرج الطيري بسنده عن مسروق قال : كان عبد الله يقرأ
تحملوا هذا العلم من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرحلون من بلد إل
بلد في طلب تفسير آية واحدة ؛ فهذا سعيد بن جبير يرى أهل الكوفة قد اختلفوا
ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فيسأله عنها فيجيبه بقوله :
نزلت هذه الآية ل ومن يقتل مؤمناً متعمداً فحزاؤه هدم 6 وهي آخر ما نزل
أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري * .
(ا) البقرة 317
)١( التفسير 56/1
(3) أخرحه عن يحبى بن إيراهيم المسعودي عن أبيه + عن أبيه عن جده عن الأعمش عن مسلم عن مسروق.
(4) النساء 7+
(*) صحيح البخاري - التفسير'- صورة النساء » ب ( ومن يقتل موا متعمدا فجزازه جهنم » رقم
+04 وصحيخ مسلم . التفسئ رقم؟ 07