إن الدين
عند الله الاسلام
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ؛ وجعل الظلمات والدورء
الذي لا يضل من أنعم به عليه ؛ وأستغفره لما أزلفت وأخرت استغقار
ورسوله » بعثه الله والناس صنفان :
فذكر الله لنبيه يي من كفرهم » فقال ف وَإَِّنْهْرٌلَريقَيليْنَ
وصنف : كفروا بال » فابتدعوا ما لم يأذن به الل ء ونصبوا بأيديهم
آلهة عبدوها . .. فأولئك العرب .
من ححوت ودابةٍ ونار وغيره » فذكر الله لنبيه كَل جواباً من جواب بعض
2741 سورة آل عمران » آية )١(
فلما بلغ الكتاب أجله ؛ فحقّ قضاء الله تعالى بإظهار دينه الذي
والمرسلين ؛ وبعد
الحاجة إلى الرسالة :
جعل هذا الإنسان أكرم مخلوقاته ؛ وزوّده بكل المواهب واللكات التي
تساعده على عمارة الأرض » وفق منهج الله وشريعته » ليقوم بأعباء وظيفة
المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك وإدراكه على وجه التفصيل +
كان لهذا الإنسان أن يستقلّ بوضع منهج متكامل لحياته ؛ لما جُبل عليه
من عجز ونقص وضعف » فاقتضت رحمة الله العزيز الرحيم : أن يبعث
21# ١9 اقتباس من افتاحية الإنام الشاقمي رحمة الله لكتابه : الرسالةء ا )9(
محذرين . فكانت هداية الله تغالى ورسالاته ضرورةٌ مُلةٌ وحاجة بشرية »
لا غنى عنهاء ولا استقامة لحياة الناس بدونها .
وقد تكفّل الله سبحانه وتعالى رحمةٌ منه وفضلاً - بإرسال الرسل
وإنزال الكتب والشرائع » لتستقيم حياة الناس فِلَفَدْأرْسَلَتَا رسلاب
نَمَف ملكتب وَالِْرَاتصَلِقئ اناس يقني "
فكان ذلك المركبُ الكريم من الرسل ؛ صلوات الله عليهم وسلامه ؛ هداة
البشرية من لدن آدم ونوح إلى أن تحتموا بمحمد قَيةِ وقد جاؤوا كلهم من
عند الله تعالى بدين واحد هو الإسلام .
الإسلام بمعثاه العام :
والإسلام » بمعناه العام؛ هو إسلام الوجه لله تعالى » بمعنى التذلل
لطاعته والإذعان لأمره والخضوع الكامل له بالجوارح ظاهراً وباطناً
وقد حكى الله تعالى في القرآن الكريم هذه الحقيقة ؛ فأخبر في غير
موضع من كتابه : أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم
)١( سورة الحديد +
(1) سورة ١
(7) انظر تفسير الإنام الطيري 14/70 15 ء تفسير ابن كثير 7/را15م 44 476
النبوات : لشيخ الإسلام ابن تيمية 87 ؛ الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ؛ له 8/١
وااء 71/9 7# الإيمان له أيضاً 143 وما بعدهاء شرح العقيدة السطحاوية 437 +
تحقيق أحمد شاكر » مدارج السالكين : لابن القيم ؟/478 و19 » بيت دلائل النبوة
للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني ؛ 108/1 ؛ خصائص التصور الإسلامي : لسيد قطب
وتلك هي دعوة أبي الأنبياء » إبراهيم عليه السلام؛ دعوة الإسلام
الخالص الصريح لا برغب عنها ويتصرف إلا ظالم لنفسة أ ممستققة
واخبر الله تعال عنه وعن ابنه إسماعيل عليهما السلام - بانهما
(4) سورة البقرة آية [197ت 1198
ية البقرة» آية 1811 1373
وهي الوصية التي كررها يعقوب عليه السلام - في آخر لحظة من
تيح الشاكر الذاكر في كل دعوته ؛ وهو في أبهة السلطان وفي فرحة
تحقيق الأحلام : أن يتوفاه ربه ب حين يتوفاه مسلماً » فيتم بذلك عليه
وقال الله تعالىل عن مومى عليه السلام» وقد دعا قومه إلى الإسلام
وفرعون ؛ عندما أدركه الغرق وعاين الموت »؛ أعلن إيمانه
لاب وهو يوقن أن الإسلام هو دعوة مسي عليه نا
والإسلام هو دعوة سليمان + اد لعب سيد
كتاب كريم #إِذثين.
فاستنار قلب بلقيس لهذه الدعوة ؛ وأعلنت إسلامها ا متقلية َه
لكرج ندر
ار الله تعالى عن حواربي عيسى عليه السلا فقال ( فَإِذْأَتَحَيْتُ
إليهم الكفر + سألهم من أنصاري إلى الله ؟ فاستجاب الحواريون لدعوة
الإيمان بالله واتباع عيسى في دينه الإسلامي وأشهدوه على ذلك لاد
الله مع الذين شهدوا بالحق وأقرّوا له بالتوحيد #( فَلََاحَتى:
ألْكُفْرَقَالمَنْ كار
40 ) قال الإمام الطبري : وإنما عنى الله تعالى ذكره بذلك نبينا محمداً يذ في حكمه على الزانيين
الحصنين من اليهود بالرجم ؛ وهو منقول عن السدي وقتادة ؛ ومن عكرمة قال : النبيّ و
ومن قبله من الأنبياء يحكمون بما فيها من الحق . تفسير الطبري 148/6- 744 © تحقيق
الشيخ محمود محمد شاكرء وانظر تفسير ابن كير 54/7 ا
وهذا خبر من الله عز وجل : أن الإسلام دينه الذي بعث ابه عيى
والأنبياء قبله ؛ لا النصرانية ولا اليهودية » وتبرثة من الله تعالى لعيسى ممن
انتحل النصرانية ودان بها » كما برا إبراهيم من سائر الأديان غير
الإسلام » وذلك احتجاج من الله تعالى ذكره لنبيه فَقةٍ على وفد نجران"" +
فهو أول المسلمين من هذه الأمة ؛ لأن إسلام كل نبي متقدم على
إسلام أمته » وهو عليه السلام يبين في هذا الدعاء مسارعته إلى الامتثال
يما أمربه » فلو لم يكن أحد مسلماً لكان هوعليه السلام أول مسلم لله
تعالى » إذ الإسلام دين الأنبياء جميعاً” .
وكان رسول الله في إذا قام إلى الصلاة يستفتح بقوله : ( وجهت
)١( تفسير الإنام الطبري 401/9 497 ؛ تحقيق محمود شاكر» ودين السيح الذي بعثه الله به
خلاف دين التصارى
انظر بالتفصيل : تثبيت دلائل النبوة ؛ للقاضي عبد الجبار 117/1١8/1 © العلمانية :انشأتها
وتطورها وآثارها ؛ للشيخ سفر عبد الرحمن الحوالي 7٠ 18 » الإعلام بما في دين التصارى
من الفساد والأوهام للإمام القرطبي *74- 48 +
) سورة الأنعامء آية 1571 19#]
(*) تفسير الطبري 117/8 تحفيق أشاكرء ابن كثير 144/7 ؛ تفسير البيضاري 148 تفسير
بي السعود 21/7
(4) أخرجه الإنام مسلم 488/1 9# كتاب صلاة المسافرين » وأبو داود» مختصر النذري
901-01 ما تستفتح به الصلاة ؛ والترمذي 144/5 150 في الدعوات » والنسائي
٠7" في الافتتاح ؛ وابن خزيمة في صحيحه 138/١ في ذكر الدعاء بين تكبيرة الافضاع .+
وابن حبان في موارد الظمان 184 » والإمام أحمد في للسند 730/١ ؛ وانظر: مجمع الزوائد
191١ 107 التخليص الحبير : لابن حجر 794/141 + شرح ماني الآثار : للطحاري
فهو صل الله عليه وسلم على دين التوحيد والإسلام » لا اليهودية ولا
النصرانية + كما أن إبراهيم كذلك ؛ فعن أي أمامة رضي الله عنه قال : قال
النبي كن : (إني لم ابعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكن بُعثت بالحيفية
وأخبر الله سبحانه وتعالى مخاطباً محمداً فق أنه شرع له من الدين ما
جميعاً دين واحد وملة واحدة ؛
إعلان الوحدة الكبرى للدين :
ثم يدعو الله تعالى المسلمين لإعلان الوحدة الكبرى للدين من لدن
أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام إلى عيسى ابن مزيم عليه السلام إلى
دعوة الإسلام الأخيرة ؛ ويدعو أهل الكتاب إلى الإيمان بهذا الدين الواحد
)١( أخرجه الإمام أحمد في المسند 333/8 عن بي أمامة + وفي : 113/7 عن عائشةهوالخطيب البغدادي في
الفقيه والتفقه 304/7 . في التاريخ 704/7 . قال الميثمي في «مجمع الزوائد» (174/8) ؛ «رواء
أحمد والطبراني + وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف»
وله شاهد عند أحمد عن عائشة ون ابن عباس وانظر : اليج السديد تخريج تيسير العزيز الحميد من 6#
(1) سورة الشورى » من الآية 171] . () سورة المؤمنون » آية 11 1+8 8] (8) صورة النساء » آية [177]