ل المستقيم ولبّس عليه الشيطان أمر دينه
وتجارت به الأهواء وتجاذبته الاختلافات.
وقد محذرنا ريثا تعالئ من السقوط في علل أهل
الأديان الباق وص علينا تاريخهم للعبرة والحذر
فالاختلاف الذي يسبب الافتراق والتمزق؛ يُعَدُّ
ابتعاداً عن هدي النبوة ومنبع الرسالة ودين الحق.
فِرَقآً كأهل الملل والسّحَل والأهواء والضلالات» فإن
قي تر 97 ل [سورة البقرةء
لقد أرشد ال المسلمين في أكثر مق آية من
القرآن الكريم إلئ أن يتآلفوا ويتضامنوا ويتعاونوا
وينهجوا الطريق الأمثل ممتثلين لأمر الله مقتدين
والعِزّ المكين» ونشروا لواء الإسلام في جميع أرجاء
وسادوا العباد وقهروا القياصرة والأباطرة وصاروا
أقوياء» وفي أقل من نصف قرن من الزمان باتوا
يحكمون مشارق الأرض ومغاربها.
ضعف وتمرُقٍ شديدين جعلاها في ذيل ركب الأمم؛
ومَرّت بأزماتٍ نكبات متلاحقة كادت تفقد
وهذا التفريق الذي حصل من الأمةء علمائها
ومشايخهاء وأمرائها وكبرائهاء هو الذي أوجب
تسط الأعداء عليهاء وذلك بتركهم العمل بطاعة الله
«فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت
بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا
رحمة والفرقة عذاب»!09.
الفتاوى ج؟ ص١1
المباديء المدمرة والشعارات الجوفاء المفرقة؛
وذهبت ريحهم وضاق فسيحهم وتحكم فيهم الهوى
وهان على أحقر الأمم وأقلها شأنآً أمرهم» وتألبت
الفرق والملل والنحل عليهم يغزونهم في عقر دارهم
ويقتسمون ثرواتهم ويستخفون بهم. يُغار عليهم ولا
يستشيطون وقد كانوا بالأمس أهل العزة القعساء
والهمة الشماء والإقدام العظيم. فإنا لله وإنا إليه
الائتلاف والاختلاف أسسه وضوابطه
العصيبة إلى جمع الشمل ونبذ الفرقة وقمع كل
أسباب الصراع وتحويل الطاقات وتضافر الجهود
نحو العمل البَّاء المخلص المؤدي إلى استئناف
الحياة الإسلامية بإذن الله - من جديد.
معنى الانتلاف والاختلاف
وعدم الاختلاف.
قال ابن فارس: أَلَفَ: الهمزة واللام والفاء أصلٌ
الكثيرة أيضاً. والألفة مصدر الائتلاف وكل شيء
ضممت بعضه إلى بعض فقد ألْفْتهُ تأليفا. والتأليف
والألفة اجتماع مع التنام.
معنى الاختلاف: مصدر اختلف. والاختلاف
نقيض الاتفاق. واختلف الأمران لم يتفقاء وكل ما
لم يتساوّ فقد اختلف. الاختلاف والمخالفة أن ينهج
دليلي» والثاني فيما لا دليل عليه. وبأن القول
المرجوح في مقابلة الراجح يقال له لاف لا
اختلاف. وحاصله ثبوت الضعف في جانب
المخالف في الخلافء كمخالفة الإجماع وعدم
ضعف جانبه في الاختلاف.
الافتراق واللَتَوْق والفُرْقَة: من المفارقة وهي
المباينة والمفاصلة والانقطاع والافتراق والانشعاب
والشذوذء والخروج عن الأصلء والخروج عن
الجادة والخروج عن الجماعة.
والفرق بين الاختلاف والافتراق: أنَّ الافتراق أشد
أنواع الاختلاف» بل هو من ثمار الاختلاف إذ قد
يصل الاختلاف إلى حد الافتراق وقد لا يصل
فالافتراق اختلاف وزيادة.
هي من المسائل الخلافية ولا يجوز الحكم على
من السنة. ثم إنَّ الافتراق لا يكون إلا على ما ثبت
بن قاطع أو بإجماع حقيقي» أما الاختلاف فيسوغ
فيما دون ذلك مما يقبل التعدد في الرأي ويقبل
الاجتهاد أو يحتمل الجهل أو الإكراه أو التأول»
الشفقاق: يكون بمعنى الاختلاف كما في قوله
اختلاف .
التنازع: الاختلاف والتخاصم. يقال تنازع