الكشيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا
الله تعالى في وصف القرآن: ؤونزلنا عليك الكتاب
(4) سورة النحل آية (85)
إن بعض الناس يفسر قول الله تعالى :
أوما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجتاحيه إلا
أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم
على أن الكتاب القرآن والصواب أن المراد بالكتاب هنا
تبيانا لكل شيء6 فهذا أبلغ وأبين من قوله ما فرطنا
في الكتاب من شيء» ولعل قائلآ يقول أين نجد
أعداد الصلوات الخمسن في القرآن؟ وعدد كل صلاة
في القرآن؟ وكيف يستقيم أننا لا نجد في القرآن بيان
أعداد ركعات كل صلاة والله يقول: ؤونزلنا عليك
والجواب على ذلك أن اللة تعالى بين لنا في كتابه
م٠ سورة الأنعام آية يم )١(
دلنا عليه من يطع الرسول فقد أطاع اللها"» «ؤوما
© كما قال الله تعالى : «ؤوأنزل الله عليك الكتاب
كتاب الله عز وجل.
توفي وقد بقي شيء من الدين المقرب إلى الله تعالى لم
أبدًا فالنبي عليه الصلاة والسلام بين كل الدين
عن سؤال وأحيانًا يبعث الله أعرابيا من أقصى البادية
)١( سورة النسا
(1) سورة الحشر آية 7/0
(©) سورة النساء آية 1170
ليأتي إلى رسول الله كَيةٍ يسأله عن شيء من أمور الدين
لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله كَيةٍ لهذا
كانوا يفرحون أن يأتي أعرابي يسأل النبي ## عن
بعض المسائل . ويدلك على أن النبي و[ ما ترك شيئًا
مما يحتاجه الناس في عبادتهم ومعاملتهم وعيشهم إلا
يدلك على ذلك قوله تعالى : ؤاليوم أكملت لكم
واقمت عليكم نعمت ورضيت لكم الإسلام
© إذا تقرر ذلك عندك أيها المسلم فاعلم أن كل من
ابتدع شريعة في دين الله ولو بقصد حسن فإن بدعته
هذه مع كونها ضلالة تعتبر طعنًا في دين الله عز وجل
تعتبر تكذيبًا لله تعالى في قوله: ؤاليوم أكملت لكم
الله تعالى وليست في دين الله تعالى كأنه يقول بلسان
الحال إن الدين لم يكمل لأنه قد بقي عليه هذه
٠١ سورة المائدة آية )١(
الشريعة التي ابتدعها يتقرب بها إلى الله عز وجل.
ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله
عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم
تعالى : «ؤإفلا تجعلوا لله أندادا)» إنك لتعجب من
هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات
إنه هو المنزه لله وإنه هو المعظم لله وإنه هو الممتثل
خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب
كما أنك لتعجب من قوم يبتدعون في دين الله ما
ليس منه فيا يتعلق برسول الله كَقةِ ويدعون بذلك
أنهم هم المحيون لرسول الله فل وأنهم المعظمون
فإنه مبغض لرسول الله كَل إلى غير ذلك من القاب
يتعلق برسول الله فَيْه.
ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن
المعظمون لله ولرسوله» وسم إذا ابتدعوا في دين الله
وفي شريعته التي جاء بها رسوله كٍَْ ما ليس منها فإنهم
بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله وقد قال الله
ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم !"#0 .
© أيها الأخوة : إني سائلكم ومناشدكم بلله عز وجل
تقليدكم . ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما
وأمساء الله أو فيا يتعلق برسول الله فيه ثم يقولون
)١( سورة الحجرات آية داء.
يحيدون قيد أنملة عن شريعة اللهء يقولون فييا جاء
به الشريعة احجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين
يدي الله ورسوله؛ وليس لنا أن نقول في دين الله ما
ليس منه. أيها أحق أن يكون محبا لله ورسوله ومعظيًا
من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها أو أن نبتدع
الذين عظموا الله ورسوله وهم الذين أظهروا صدق
محبتهم لله ورسوله .
في العقيدة أو القول أو العمل وإنك لتعجب من قوم
يعرفون قول رسول الله كي : (إياكم ومحدئات الأمور
النار) ويعلمون أن قوله «كل بدعة» كلية عامة شاملة
مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم «كل» والذي
نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم
مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق. وأنصح الخلق
للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه. إذن فالبي
حينما قال: (كل بدعة ضلالة) كان يدري ما
يقول» وكان يدري معنى ما يقول» وقد صدر هذا
القول منه عن كمال نصح للأمة.
وإذا تم في الكلام هذه الأسور الثلاثة - كمال
النصح + والإرادة؛ وكمال البيان والفصاحة وكيال
العلم والمعرفة دل ذلك على أن الكلام يراد به ما يدل
عليه من المعنى أفبعد هذه الكلية يصح أن نقسم
البدعة إلى أقسام ثلاثة؛ أو إلى أقسام خمسة؟ أبدًا هذا
لا يصح ؛ وما ادعاه بعض العلماء من أن هناك بدعة
حسنة. فلا تخلوا من حالين: ١ - أن لا تكون بدعة
لكن يظنها بدعة» 3 أن تكون بدعة فهي سيئة لكن
لا يعلم عن سوثها
فكل ما ادعى أنه بدعة حسنة فالجواب عنه
بهذا. وعلى هذا فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا
من بدعهم بدعة حسنة وفي يدنا هذا السيف الصارم
من رسول الله ئلة (كل بدعة ضلالة). إن هذا
السيف الصارم إنيا صنع في مصانع النبوة والرسالة إنه
يصنع في مصائع مضطربة لكنه صنع في مصائع
النبوة وصاغه النبي جلي هذه الصياغة البليغة فلا
يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد
ببدعة يقول إنها حسنة ورسول الله كَيةٍ يقول: (كل
بدعة ضلالة) .
وكأني أحس أن في نفوسكم دبيبًا يقول ما تقول
في قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
الموفق للصواب حينيا أمر أبي ابن كعب وَميهًا الداري
أن يقوما بالناس في رمضان فخرج والناس على إمامهم
مجتمعون فقال: «نعمت البدعة هذه والقي ينامون
عنها أفضل من التي يقومون».