المشاعر والحجاج» فهذا ينقص الإخلاص» ولكن إن كان الأغلب عليه نية التعبد
فقد فاته كال الأجر ولكن لا يضره ذلك باقتراف إثم أو وزر لقوله تعالى في
بة غير التعبد فليس له ثواب في الآخرة وأنما ثوابه ما حصّله في الدنيا وأخاف
منها إذا هم يسخطون ». وفي سنن أي داود عن أي هريرة رضي الله عنه أن رجلا
قال يارسول الله رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من عرض الدنيا فقال اللي
عَكث: ؛ لا أجر له » فأعاد ثلاث والنبي عله يقول: ؛ لا أجر له ». وفي الصحيحين
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي عه قال: ١ من كانت هجرته لدنيا
وإن تساوى عنده الأمران فلم تغلب نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل
نظر والأقرب أن لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره .
والفرق بين هذا القسم والذي قبله أن غرض غير التعبد في القسم السابق
العمل من أمر الدنيا. فإن قيل: ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم أغلبه
التعبد أو غير التعبد. قلنا: الميزان أنه إذا كان لا يهم بما سوى العبادة حصل أم
لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد والعكس بالعكس. وعلى كل حال
فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم وشأنها خطير فقد ترتقي بالعبد إلى
درجة الصديقين وقد ترده إلى أسفل السافلين قال بعض السلف: ما جاهدت
فتسأل الله لنا ولكم الإخلاص في النية والصلاح في العمل +
الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب المؤمن وعلاجها ٠
بها الشيطان على المؤمنين ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم ويوقعهم في القلق
النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين +
وليست حالك بأول حال تعرض لأهل الإيمان ولا هي آخر خال بل ستبقى
مادام في الدنيا مؤمن. ولقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة رضي الله عنهم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء أناس من أصحاب رسول الله عله فسألوه
إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم ب
قال ذاك صرع الإيمان » رواه مسلم وفي الصحيحين عنه أيضا أن النبي ع قال:
رجل فقال: إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إل من أن أتكلم
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الإيمان: والمؤمن يُيتلى بوساوس
أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم
به فقال: « ذاك صرع الإيممان ». وفي رواية ما يتعاظم أن يتكلم به قال: و الحمد
لله الذي رد كيده إلى الوسوسة » أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة
العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صر الإيمان كلمجاهد الذي جاءه العدو
فدافعه حتى غلبه فهذا عظمٍ الجهاد إلى أن قال ولمذا يوجد عند طلاب العلم
والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم لأنه - أي الغير - لم يسلك
شرع الله ومنهاجه بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه وهذا مطلوب
الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة فإنه عدوهم يطلب صدهم
عن الله تعالل أه ٠ المقصود منه ذكره في ص7١ من الطبعة الهندية فإذا تب
مع قيامك بواجب المجاهدة والإعراض عنا والانتهاء عن الانسياب وراءها م قال
النبي عَل: ؛ إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تكلم +
متفق عليه.
وأنت إن قيل لك هل تعتقد ما توسوس به وهل تراه حقا وهل يمكن أن
ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك وكنت أبعد الناس نفورا عنه؛ إذن فهو مجرد
وساوس وخطرات تعرض لقلبك وشباك شرك من الشيطان الذي يجري من ابن
الشيطان في قلبك الشك فيها أو الطعن» فأنت تسمع مثلا بوجود مدن هامة كبيرة
مملؤة بالسكان والعمران في المشرق أو المغرب ولم يخطر بالك يوما من الأيام
الشك في وجودها أو عييها بأنها خراب ودمار لا تصلح للسكنى وليس فيها ساكن
ونحو ذلك» إذ لا غرض للشيطان في تشكك الإنسان فيهاء ولكن الشيطان له
غرض كبير في إفساد إيمان المؤمن» فهو يسعى بخيله ورجله ليطفيء نور العلم
والهداية في قلبه ويوقعه في ظلمة الشك والحيرة والنبي تَث بيّن لنا الدواء الناجع
واستمر في عبادة الله طلبا ورغبة فيما عند الله زال ذلك عنه بحول الله فأعرض
عن جميع التقديرات التي ترد على قلبك في هذاء الباب وها أنت تعبد الله وتدعوه
به ليس حقيقة واقعة بل هو خواطر ووساوس لا أصل لها ا لو أنفتح على شخص
طاهر الثوب قد غسل ثوبه لحينه ثم أخذ الوهم يساوره لعله تنجس لعله لا تجوز
ونصيحتي تتلخص فيما يلى: ل
-١ الاستعاذة بالله والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كا أمر بذلك النبي َل ٠
- ذكر الله وضبط النفس عن الاستمرار في هذه الوساوس +
٠ - الانهماك الجدي في العبادة والعمل إمتثالا لأمر الله وابتغاءً لمرضاته؛ فمتى التفتٌ
إلى العبادة إلتفاتا كليا مجد وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس إن شاء الله +
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
© - من أسماء الله تعالى ( الحي القيوم ) +
لا شك أن من أسماء الله الحسنى ( الحي القيوم ) بل ورد أنهما اسم
الله الأعظم لتضمنهما معاني أسماء الله وصفاته الذاتية والفعلية وهما مذكوران
في ثلاث آيات من القرآن في آية الكرسي ؤالله لا إله إلا هو الحي القيوم»» وفي
أول سورة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم »؛ وفي سورة طه ( وعحت
الوجوه للحي القيوم » وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله من قرأها في ليلة لم
القيوم ) بعدد حروفهما بالأبجد وما ذكرتم في سؤالكم من قراءتهما بعد صلاة
الفجر على الصفة التي ذكرتم فكله كذب لا أصل له ولا يجوز العمل به .
؛ - هل الحثان من أسماء الله تعالى ؟
لقد راجعت الأصول مسند أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجة +
فقد أورده الإمام أحمد في المسند في عدة مواضع من الجزء الثالث
417١ 19/8» 148 136 وأورده أبو داود في الجزء الأول باب الدعاء -
ص47 ؟ وأورده النسائي في الجزء الثالث باب الدعاء بعد الذكر - ص44
وأورده ابن ماجة في الجزء الثاني كتاب الدعاء - باب اسم الله الأعظم -
ص778١؛ وليس فيهن ذكر الحنّاذ سوى طريق واحدة عند الإمام أحمد فيها
الحنّان دون المنان وهي التي في ص158» وليست باللفظ المذكور في
الترغيب؛ واللفظ المذكور في الترغيب ليس فيه عند أحمد سوى ذكر المنان»
وقد رأيت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنكر فيه أن يكون
الحثّان من أسماء الله تعالى» فإذا كانت الروايات أكثرها بعدم إثاته فالذي أرى
أن يتوقف فيه والله أعلم .
+ أقسام صفات الله تعالى - ٠
هذا تقسيم صفات الله تعالى باعتبار لزومها لذاته المقدسة وعدم لزومها
فعلية باعتبارين +
يزال متصفا بهاء مثل الحياة والعلم والقدرة والعزة والحكمة والعظمة والجلال
والعلو ونحوها من صفات المعاني» وسميت ذاتية للزومها للذّات ومثل اليدين
والعينين والوجه وقد تسمى هذه بالصفات الخبرية .
وأما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بمشيئة وليست لازمة لذاته لا باعتبار
نوعها ولا باعتبار احادهاء مثل الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنياء
والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة؛ فهذه الصفات صفات فعلية تتعلق بمشيئته
إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها وهي صفات حادثة في نوعها وآحادهاء
فالاستواء على العرش لم يكن إلا بعد خلق العرش» والتزول إلى السماء الدنيا
لم يكن إلا بعد خلق السماء والمجيء يوم القيامة لم يكن قبل يوم القيامة +
وجدت أنها تتعلق بمشينته وليست لازمة لذاته؛ ومثلوا لذلك يكلام الله تعالى
من كماله الواجب له سبحانه وباعتبار أحاد الكلام أعي باعتبار الكلام المعين
وقد أشار إلى نحو مما ذكرنا في الفتاوي مجموع ابن قاسم ص + 170-15
وصرح بالقسمين الأولين في التتبيهات السنية على العقيدة الواسطية ص *٠0
للشيخ ابن رشيد .
١ إثبات علو الله تعالى وحكم قول إن الله عن الجهات الست خالي وإنه
في قلب المؤمن +
من محمد الصالح العثيمين إلى الأخ المكرم حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في السماء ويقولون إنه عن الجهات الست خالي وإنه في قلب العبد المؤمن»؛
وقد ذكرت لك أن مذهب السلف رضوان الله عليهم أن الله تعالى بذاته فوق
عباده وقد قال الله تعالى ( فإن تتازعم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنم تؤمنون
بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا » وقال تعالى فإ وما اختلفم فيه من شيء
أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا » وقال
تعالل ل فلا وربك لا يؤنون حتى يحكموك فيما شجر ينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا
مما قضيت ويسلموا تسليما » فإذا تبين أن طريقة المؤمنين عند التنازع هي الرجوع
إلى كتاب الله تعال وسنة رسوله عله والسمع والطاعة لما وعدم الخيار فيما
سواهماء وأن الإيمان لا يكون إلا بذلك مع انتفاء الحرج وتمام التسلم» فإن الخروج
عن هذه الطريق موجب لما قال الله تعالى ف ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين
له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى وتصله جهنم وساءت مصيرا * +
وعلى هذا فإن المتأمل في المسألة التى جرى فيها البحث بيني وبينك بعد ردها
إلى كتاب الله تعال وسنة رسوله عْلِ يتبين له أن الكتاب والسنة قد دلا دلالة
١ - التصرخ بأن الله تعال في السماء كقوله تعالل ف أأمنم من في السماء أن يسف
بكم الأرض فإذا هي تمور, أم أمنم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون
كيف نذير » وقوله عَلهِ في رقية المريض: « زبنا الله الذي في السماء ..» إلى
يرضى عنيا » واه مسلم .
التصريخ بفوقيته تعاال كقوله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده » وقوله
والنزول لا يكون إلا من أعلى كقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه » وقوله ف( تعرج الملائكة والروح إليه > وقوله ( يدبر الأمر من
السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه » وقوله تعالى في القرآن ي( لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه تتزيل من حكم حميد » والقرآن كلام الله تعالل م قال
سبحانه ف وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله » وإذا
كان القرآن كلامه وهو تنزيل منه دل ذلك على علوه بذاته تعال. وقوله
عَث «يزل با إلى السماء الدنيا حين يقى ثلث اليل الآخر فيقول من
يدعولي... إلى آخر الحديث؛ وهو صحيح ثابت في الصحيحين وغيرهما. وفي حديث
البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي تَكْهِ علمه ما يقول إذا أوى إلى فراش
التصر بوصفه تعالى بالعلو كا في قوله تعالى «( سبح اسم ربك الأعلى » وقوله
ولا يثوده حفظهما وهو العلي العظم » وقول النبي له سبحان ري
الأعلى .
إشارة النبي عله إلى السماء حين يشهد الله تعالل في موقف عرفة ذلك
الموقف العظيم الذي شهد فيه النبي عل أكبر جمع من أمته حين قال لهم:
؛ ألا هل بلغت قالوا نعم فقال اللهم اشهد يرفع إصيعه إلى السماء ويتكتها إلى
الناس ». وذلك ثابت في صحيح مسلم من حديث جابر وهو ظاهر في أن
الله تعالى في السماء وإلا لكان رفعه إياها عبثا.
+ - سؤال النبي عق للجارية حين قال لا: ؛ أين الله قالت في السماء قال اعتقها
فإنها مؤمنة » رواه مسلم من حديث طويل عن معاوية بن الحكم السلمي
رضي الله عنه؛ وهو صريخ في إثبات العلو الذاتي لله تعالل لأن أين إنما
يستفهم بها عن المكان وقد أقر النبي عله هذه المرأة حين سأنها أين الله
فأقرها على أنه تعالى في السماء؛ وين أن هذا مقتضى الإيمان. حين قال
فهذه أنواع من الأدلة السمعية الخبرية من كتاب الله تعالل وسنة رسوله
عَم تدل على علو الله تعال بذاته فوق خلقه أما أفراد الأدلة فكثيرة لا
يمكن حصرها في هذا الوضع؛ وقد أجمع السلف الصالح رضوان الله عليهم
سبحانه عال بذاته فوق خلقه» كا أنهم مجمعون على إثبات العلو المعنوي
له وهو علو الصفات قال الله تعالى ف وله المثل الأعلى في السموات والأرض
وهو العزيز الحكيم » وقال تعالى ف ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى
ل فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنم لا تعلمون » وقال نإ فلا تجعلوا لله
وكا أن علو الله تعالى الذاتي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع
السلف» فقد دل عليه العقل والفطرة .
أما دلالة العقل فيقال لا ريب أن العلو صفة كال وأن ضده صفة نقص+
والله تعالى قد ثبت له صفات الكمال فوجب ثبوت العلو له تعالى ولا يلزم على
إثباته له شيء من النقص؛ نقول إن علوه تعالى ليس متضمنا لكون شيء من
مخلوقاته محيطا به ومن ظن أن إثبات العلو له يستلزم ذلك فقد وهم في ظنه
وأما دلالة الفطرة على علو الله بذاته فإن كل داع لله تعالى دعاء عبادة أو
السماء بمقتضى فطرته كا قال ذلك الحمداني لأبي المعالى الجويني ما قال عارف
ل تصح فإن كل أحد يدرك ذلك» وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه أن النبي عله ذكر الرجل يمد يديه إلى السماء يارب يارب إلى
آخر الحديث. ثم إنك تجد الرجل يصلي وقلبه نحو السماء لاسيما حين يسجد
ويقول سبحان ربي الأعلى لأنه يعلم أن معبوده في السماء سبحانه وتعالى .
باطل لأنه يقتضي إبطال ما أثيته الله تعالى لنفسه وأئبته له أعلم خلقه به وأشدهم
تعظيما له وهو رسوله محمد لَه من أنه سبحانه في السماء التي هي في جهة
واتحت والبمين والشمال والخلف والأمام وما من شيء موجود إلا تتعلق به نسبة
إحدى هذه الجهات» وهذا أمر معلوم ببداهة العقول» فإذا نفيت هذه الجهات
عن الله تعالى لزم أن يكون معدوما والذهن وإن كان قد يفرض موجودا خاليا
من تعلق هذه النسب به لكن هذا شيء يفرضه الذهن ولايوجد في الخارج؛ ونحن
على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة كا قررناه من قبل.
أيضا أنه لا يجوز لمؤمن أن يخرج عما يدل عليه الكتاب والسنة لقول أحد من
كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله عي ولا كلام أحد من السلف الصالح فيما
العبد» فهو بطل قطعاء فإن الله تعال أعظم وأجل من ذلك. ومن العجائب
ماس