فتوى رقم (11477) وتاريخ 1671/4/8ه
«فى التحذير من مذهب الإرجاء
وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام فيه»
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعله. .
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على
ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين
المقيّدة استفتاآتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء؛ برقم
(241) وتاريخ 1478/11/7ه. ورقم )٠١773( وتاريخ
/١7 1471/7ه. ورقم )٠١٠3( وتاريخ 4171/7/7 اه
ورقم )١748( وتاريخ 8/ 471/7 1ه. ورقم (1196) وتاريخ
/١7 1471/7ه. ورقم (1847) وتاريخ 471/79/76 اه
ورقم (1103) وتاريخ 1471/5/7ه. وقد سأل المستفتون
(ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف؛
وانبرى لترويجها عدد كثير من الكتاب؛ يعتمدون على نقولات
مبتورة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية؛ مما سبب ارتباكا
عند كثير من الناس في مسمى الإيمان؛ حيث يحاول هؤلاء
يُسهّل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور
الواجبات ويتجنُوا المحرمات ولو لم يعملوا بشرائع الدين
بناء على هذا المذهب.
الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة؛ فالرجاء من سماحتكم بيان
الكتاب والسنة؛ وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام؛ حتى يكون
المسلم على بصيرة من دينه؛ وفقكم الله وسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.).
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي:
هذه المقالة المذكورة هي: مقالة المرجئة الذين يخرجون
الأعمال عن مسمى الإيمان» ويقولون: الإيمان هو التصديق
بالقلب» أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقطء وأما
الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه؛ فمن
الضلال لوازم باطلة؛ منها: حصر الكفر بكفر التكذيب
والاستحلال القلبي؛ ولاشك أن هذا قول باطل وضلال مبين+
مخالف للكتاب والسنئة؛ وما عليه أهل السنة والجماعة سلقًا
وخلقاء وأن هذا يفتح بِابًا لأهل الشر والفسادء للانحلال من
الدين» وعدم التقيد بالأوامر والنواهي؛ والخوف والخشية
من الله سبحانه.
ويعطل جانب الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر؛ ويسوي بين الصالح والطالح؛ والمطيع
والعاصي» والمستقيم على دين اللهء والفاسق المتحلل من
أوامر الدين ونواهيه؛ ما دام أن أعمالهم هذه لا تل بالإيمان
ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديمًا وحديثا ببيان بطلان
فعل شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - وغيره.
قال شيخ الإسلام رحمه الله - في «العقيدة الواسطية»:
(ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول
وعمل. قول القلب واللسان. وعمل القلب واللسان والجوارح؛
وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).
وقال في «كتاب الإيمان»: (ومن هذا الباب أقوال السلف
وأئمة السنة في تفسير الإيمان؛ فتارة يقولون: هو قول وعمل؛
وعمل ونية واتباع السنة؛ وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد
بالقلب وعمل بالجوارح» وكل هذا صحيح).
وقال رحمه الله-: (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة
إيمان الناس من أفحش الخطاء بل لا يتساوى الناس في
يتفاضلون من وجوه
وقال رحمه الله -: (وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل
عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم
بإحسان» واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم للغة؛
وعلى زات ونقصانه بهار
امتهم توم تدهم كح © : زه عل متت 0
اح -4]؛ وقول الرسول كَلة: «الإيمان بضع وسبعون
لطريق . والحياء شعبةٌ من الإيمان».
قال شيخ الإسلام رحمه الله - في «كتاب الإيمان» أيضًا:
(وأصل الإيمان في القلب؛ وهو قول القلب وعمله. وهو
إقرار بالتصديق والحب والانقياد. وما كان في القلب فلابد
أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح. وإذا لم يعمل بموجبه
الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه؛ وهي تصديق لما
في القلب؛ ودليل عليه وشاهد له؛ وهي شعبة من الإيمان
المطلق وبعضٌ له).
وقال أيضًا: (بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجثة
في معنى الإيمان» عَلِم بالاضطرار أنه مخالف للرسول؛ ويعلم
بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمام الإيمان» وأنه لم يكن
وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر» ونقتل من قَدَرنا عليه
مع أعدائك. هل كان يتوهم عاقل أن النبي كي يقول لهم:
أنتم مؤمنون كاملوا الإيمان؛ وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة؛
ويرجّى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار. بل كل مسلم يعلم
وقال أيضًا: (فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة
يراد به ما يراد بلفظ الب وبلفظ التقوى ويلفظ الدين كما تقدم.
فإن النبي كي بين أن الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أفضلها
كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان. وكذلك لفظ البر
وكذلك الدين أو دين الإسلام . وكذلك روي أنهم سألوا عن
الإيمان؛ فأنزل الله هذه الآية : لس ار تاانُبْ 5
عن عمل) فهذا كلام شيخ الإسلام في الإيمان. ومن نقل عنه
وأما ماجاء في الحديث: أن قومًا يدخلون الجنة لم
أو لغير ذلك من المعاني التي تلاثم النصوص المحكمة؛ وما
هذا؛ واللجنة الدائمة إذ تبين ذلك» فإنها تنهى وتحذر
من الجدال في أصول العقيدة؛ لما يترتب على ذلك من
المحاذير العظيمة؛ وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب
السلف الصالح وأئمة الدين. المبنية على الكتاب والسئة
وأقوال السلفء وتحذِّر من الرجوع إلى الكتب المخالفة
لذلك؛ وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين؛ لم
وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول
رحمه الله تعالى - وغيره
ِ وبمتشابه القول؛ وعدم
رده إلى المحكم من كلامهم. وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في
المذهب الضال» واللجنة أيضًا تحذر المسلمين من الاغترار
أهل السنة والجماعة. وذ الله الجميمٌ للعلم النافع والعمل
الصالح والفقه في الدين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو الرئيس
عبدالله بن عبدالرحمن الغديان عبدالمزيز بن عبدلله بن محمد آل الشيخغ
عضو عضو
بكر بن عبدالله أبو زيد صالح بن فوزان الفوزان
الفتوى رقم (60 716
الردة تكون بالقول والفعل والاعتقاد والشك
السؤال: يقال: إن الردة قد تكون فعلبة أو قولية؛ فالرجاء أن
تبينوا لي باختصار واضح أنواع الردة الفعلية والقولية والاعتقادية؟
الجواب: الردة هي الكفر بعد الإسلام؛ وتكون بالقول»
الله أو رسوله؛ أو جحد شيئًا من المحرمات المجمع على
تحريمها أو استحله؛ أو جحد وجوب ركن من أركان الإسلام
الخمسة؛ أو شك في وجوب ذلك أو في صدق محمد كي أو غيره
من الأنبياء» أو شك في البعث؛ أو سجد لصنم أو كوكب ونحوه-
فقد كفر وارتد عن دين الإسلام. وعليك بقراءة أبواب حكم
الردة من كتب الفقه الإسلامي فقد اعتنوا به رحمهم الله.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
عضو عضو
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان