ترجمة المؤلف
هو محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسي القاسمي
أبو عبد ا من آل الوزير . كان من كبار حفاظ الحديث ؛ والعلماء
المجتهدين اليمانين » ومن أعيان اليمن +
ولد في هجرة الظهران ( من شطب : أحد جبال اليمن ) وتعلم بصنعاء
وصعدة ومكة وأقبل في أواخر أيامه على العبادة ٠
قال الشركاني : « هو الإمام الكبير المجتهد المطلق المعروف بابن الوزير ٠
ولد في شهر رجب سنة 19/8 هجرية » . وقال أيضاً : ؛ تمشيخ وتوحش في
الفلوات وانقطع عن الناس 6 ٠
وذكره ابن حجر في أنباء الغمر أي ترجمة أخيه الهادي فقال : وله
أخ يقال له محمد مقبل على الاشتغال بالحديث؛ شديد اليل الى السنة بخلاف
أهل بيه .
مات بصنعاء سنة ( 048 «- 1479م ) . له كتب كثيرة أهمها :
. إبثار الحق على الحلق . وهو موضوع كتابنا هذا -١
- تتقيح الأنظار في علوم الآثار . في مصطلح الحديث .
قبول البشرى بالتيسير لليسرى +
© _العواصم والقواصم . في ثلاث مجلدات .
* - الروض الباسم في الذب عن سنة أبو القاسم . وهو مختصر المراصم
والقواصم .
٠ حصر آبات الأحكام الشرعية ٠
. ترجيح أساليب القرآن على قوانين المبتدعة والبونان ١
- قواعد التفمير +
وله دبوان شعر +
بسم الله الرحمن الرحم
الحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على جميع هداياته ومعارفه .وعطاياه
على رسوله وحبيبه وصفوته محمد الأمين . خاتم النبيين والمرسلين . الذي
جعل الله الذلة والصغار على من خالف أمره كما ورد به الحديث
والقرآن المبين . حيث قال رب اللين في بعض المخالفين له في الد,
الفرين” » 00 . وصل الله وسلم عليه وعلى أهل الطيبين الطاهرين +
ورضي الله عن الصحابة أجمعين . الصادقين السابقين . والذين جاؤا من
بعدهم من التابعين لهم باحسان إلى يوم الدين ٠
( أما بعد ) فاني نظرت إلى شدة الفلاف واختلاف العقلاء والأذكياء
وأهل الرياضات العظيمة من الرهيان . وساثر أجناس أهل الأديان . ثم لل
ما وقع من ذلك بين أهل الاسلام من أهل القوانين العلمية البرهانية . وأهل
القوانين الرياضية الرهبانية . وأهل التاسير والتآويل للآبات القرآئية وأهل
الآثار والانظار في الفروع القنية . فرأيت اختلافا كبيراً . وتعادياً فكيراً .
وتباعداً كثيراً . سبق إلى ظن الناظر فيه أنه لا طريق له مع سعة ذلك له
تمييز المحق من المبطل والمصيب من المخطىء بالدليل الصحيح لأن التمبيز
الصحيح لذلك لا يحصل إلا" بعد بلوغ الغاية القصوى أي طرق جميع هذه
الطوائف حتى يعرف له بالامامة في كل فن من تلك الفنون كل أمام بها
وعارف . ويتقن علم كل فرقة مثل اثقان كل من أثمتهم لدعواهم وحقائقهم
مميزاً لمعارفهم ومزالقهم . والعمر أقصر من أن يشنع لذلك مع تفريغه عن
الشواغل المزاحمة » لذلك ثم العنب الشديد له + فكيف يتيسر علم جميع
ذلك + في أول أوقات التكليف مع الشواغل الحمة 6 والتقصير الكثير من
الاكابر المتصدرين للتعليم . كيف المتعلمين المقصرين المقتصرين على تلقن
مذاهب أسلافهم من غير الثقات إلى الاهتمام بتحقيق أدلتهم الي تخصهم .
دع عنك الاهتمام بأدلة خصومهم وتحقيقها + مع شدة الاشكالات ودقتهاء
وومعارضية الأذكياء والرهبان بعضهم لبعض في كل ملة وكل فرقة © ومع
استمرار من ظاهره الفهم والانصاف من أهل الاسلام على ذلك الاختلاف.
فعظمت هذه الفكرة عندي واه لها قلبي لولا ما عارضها من العلم اليقين +
بل الضروري بما للاكثرين من العقائد الباطلة + ومعارضة الحق الواضح
بالشبه الساقطة» وتعرف ذلك بمطالعة كتب الملل والنحل والاهواء والتجاهل:
راهاً . وان الله تعالى وله الحمد والشكر واثناء وفقني حينئذ إلى أوضح
الطرق في علمي ؛ وأبعدها من الشيه والشكوك إلى معرفة ما تمس الضرورة
بوجوب معرفته أو أمر بها أو نذب اليها من الكتاب والسئة © دون معرفة
ويرك هذا القسم يسهل الامر ويبون الخطب فان الذي وسع داثرة المراء
والضلال هو البحث عما لا يعلم ؛ والسعي فيما لا يدرك ؛ وطول السير
والسعي في الطريق الي لا توصل إلى المطلوب ؛ والاقتداء بمن بظن فيه
الاضابة وهو مخطىء ؛ والاشتغال بالبحث عن الدقائق التي لا طريق إل
للخوض فيها مع طوله ثمرة نافعة . لا دليقين صادعة . ولا للافراق جامعة.
ولا روي عن أحد من الأنبياء عليهم السلام . ولا صح عن أحد من الملف
الكرام .
وريما انقطع هذا العمر القصير في تلك الطرق البعيدة قبل البلوغ إلى
المقصود بها وهو معرفة الحق » الواجب من الباطل المهلك ؛ ومعرفة المحق
من المبطل . وليس الطب لكل علم بمحمود . ولا كل مطلوب بموجود
أما الثانية وأما الأولى فعقلا" وسمعاً . أما العقل فانه لا بحسن قطع
كلاب
الاوقات ي وزن الحجارة ؛ وكيل التراب ونحو ذلك مما لا بفيد + والعلة أنه
ذر نحو ذلك القاضي جعفر رحمه الله تعالى . وأما السمع فقد قال تعالى
في متعلمي السحر أنبم يتعلمون ما يضرهم ولا ينه وقال تعالى : ل( فلما
وني الحديث أن من العلم جهلا . قال ابن الأثير في النهاية :. قيل في
تفسيره : وهو أن يتعلم ما لا يحتاج اليه + كالنجوم وعلوم الأوائل +
ويدع ما هو محتاج اليه في دينه من علم القرآن والسنة وقال تعالى: ؤم ولو
وعلم آدم الاسماء دون الملائكة © وآنانا من العلم قليلا مع قدرته على أن
بوضحه قول الفضر لموسى عليهما السلام : ما علمي وعلمك وعلم جميع
العلائق في علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من هذا البحر » وقال
لعلم ما لم يعلمنا الله ورسوله . ويتضح معقوله ومثقوله . لقول الملائكة
أن كتب الله لا تلو من البراهين المحتاج اليها في أمر الدين + كما سيأني في
هذا المختصر مستوعباً ان شاء الله تعالى +
وفي قول الملائكة لا علمْ لا إلا ما علمتنا » اشارة إلى ذلك . بل دلالة
واضخة لأنهم حين قطعوا على فساد آدم » مع اخبار الله تعالى هم أنه مستخلفه
على علو منزلتهم . فعرفوا أنهم أخطأوا لما تعرضوا لعلم ما لم يعلمهم الله
فهذا وهم أحق الخلق بالعلم والكشف الفائبات فالهم أنوار وعقول بلا
شهوات حاجبة . ولا أهواء غالبة . رلذاك ذم الله الذين في قلوبهم ذيغ
بابتغاء تأويل لمتشابه ومدح الراسخين بالاعتراف بالعجز كما هو معروف
عن علي عليه السلام + في أمالي السيد الامام أبي طالب عليه السلام © وفي
نج البلاغة . على ما سيأتي تقريره والحجة عليه . وذم اليهود على تعاطي
مالم يعلموا فقال تعالى : ف ها أتم هؤلاه حاججتم" فيما تكنم به عل
ومن ذلك أن لله تعالى أرى رسوله يم والمسلمين يوم بدر الكثير
من المشركين » قليلا” في المنام » ثم في اليقظة للمصلحة . واختلف لمن الضمير
في قوله تعالى : فم يرونهم مثليهم رأي العين 6( وقال سبحانه في الساعة :
ف أكاد” أخفيها لتجزى كل" نفس ما تى » . أي أخفي علمها الحملي
وأا تعيين وقتها فقد أحفاه من الخ + كما قال : ف تفلت في السموات
المصلحة للخلق قد تعلق يجهل بعض العلوم ؛ وما بوضح ذلك قول عيسى
ذكر في الكشاف + ولأن حكمة الله وحكمه الذي لا يغالب 4 قد يقتفي
وجاء في الحديث الصحيح أن أ بكر رضي الله تعالى عنه أول رؤيا
فيه وما أخطأ فأبى عليه فقال : أفسمت علبك الا ما أخبرتي © فقال :
لا تقسم فهذا مع اكرامه له وانه على خلق عظيم + كما قال الله
تعالى » فلولا أن امهل ببعض الأمور قد يكون راجحاً أو واجاً ل تخلف
(») سودة آل عيرات الآيقا عي (4) مودة الزغرف الآية ع
ليس في كل علم صلاح العباد ؛ وان قدرنا أنه يحصل من خطأ ولا
تعب ولا خطرء فكيف مع خوف الفوت واللفطر العظيم والتعب الشديد؛
بل هو مع تحقق ذلك ني حق الأكثرين بالتجارب الضرورية ٠
ومن ذلك قول رسول الله عِِثمٍ حين رفع علم ليلة القدر ؛ وسثل عنها
وعسى أن يكون خيراً لكم ؛ رواه البخاري © وقوله في حديث معاذ :
ودي صرح في اختلاف المصالح في العلوم . ومنه قوله تعالى بعد حكاية
الاختلاف بين داود وسليمان عليهما السلام : لوكلا آنينا حكماً وعلمآ» .
وذكر الشيخ أبو القاسم البلخي في مقالاته المشهورة العامة فقال : هنيثاً
لهم السلامة مرتين أو ثلاثا . وفي شعر العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي ؛ وقد
حكى كثرة بحثه في علم الكلام حتى قال :
وأسائل الملل لني اختلفت في الدين حتى عابد الوشزر
وحببت أني بالغ أملي فيما طلبت ومبريء شجي
وقال الفخر الرازي في فلك :
ما للتراب وللعلوم وإنما ٠ يسى ليعلم أنه لا بعلم
وقال صاحب نباية الاقدام :
فهذا كلام سلاطين أئمة المعارف العقلية . من فريقي الملة الا. لمية ا
فأما بعض الطلبة من أتباع أهل الكلام الذين قلدوا في تلك القواعد »
وهم بحسبون أنهم من المحققين + فهم أبلد وأبعد من أن يعرفوا ما أوجب
اعتراف هؤلاء الأئمة بالحهل والعجز » وإنما هم بمنزلة من سمع أخبار
الحروب والشجعان » وهؤلاء الأئمة بمنزلة من مارس مقارعة الأبطال +
ومنازلة الأقران » ولا يلزم من التزهيد في طلب ما لا يحصل » والاشتفال
بما يضر من علوم الفلاسفة والمبتدعة + التزهيد في العلم النافع . وسيأتي
اشباع القول في عظم فضله والحث عليه بعد تقرير ضحته والرد الشافي على
ومن هاهنا أمر رسول الله صل الله عليه وآ له وسلم بالاقتصاد في الأمور
وقال إن امنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى وهو الذي اختاره الله تعالى
معلماً للاميين ورحمة للعالمين وعلم بالضرورة » لا بأخبار الآحاد . إن ذلك
كان خلقه ودينه عند العلماء النقاد. فتعين حينئذ طلب الطريق القريبة الممكنة
الي هي فطرة الله الي فطر الناس عليها كما نص على ذلك في كتابه الكريم .
وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم . ولولا ما وقع فيها من التغيير لما
احتاجت إلى طلب ولكنه قد وقع فيها التغيير كما أخبر بذلك رسول الله يَثْرِ
في الحديث المتفق على صحته ؛ عند أهل النقل ؛ وفيه تفسير القطرة وتقريرها
من المبلغ الممين » لما أنزل عليه من الهدى والنور حيث قال : كل مولود
أمير المؤمنين علي أبي طالب عليه السلام » في ممادح ربه سبحانه وتعالى
من خيار المؤمنين . حيث قال في محامد رب العالمين : لم يطلع العقول على
تحديد صفته . ولم يحجبها عن واجب معرفته . فهو الذي يشهد له أعلام
الوجود . على اقرار قلب ذي الححود . وقد جود في شرحه ونصرته العلامة
ابن أبي الحديد وعزاه إلى قاضي اله فرق بينه وبين قول الحاحظ فقال:
انا ما ادعينا في هذا المقام إلا أن العلم بائبات الصائع هو الضروري والحاحظ
ادعى في جميع المعارف أنها ضرورية وآين أحد القولين من الآخر انتهى
كلام الشيخ وبدل عليه قوله تعالى : الم ذلك" الكتاب لا ريب فيه ط0ا":
وقوله : الم الكتاب لا رَبْب فير (؟ . وقوله تعالى : لقانت
وله أفي الله شك فاطر السموات والارض 9١6 . ولذلك كان
المختار في حقيقة النظر : إنه تجريد القلب عن الغفلات لا ترتيب المقدمات ؛
كما ذكره الشيخ مختار المعتزلي في كتابه المجتبى فتأمل ذلك +
قلت : وبيان هذه الحملة في أمرين . أحدهما : بيان المحتاج اليه من
المعارف الاسلامية ١ في الاصول وهي سبعة أمور : كلها فطرية
كما يأني ؛ وعليها مدار خلاف العالمين أجمعين . وإنما تدرك بالفطرة قبل
لتغيير + أو مع الشعور بذلك التغيير فان مداواته بعد الشعور به سهلة ©
في الأصل على الكمال ؛ ما لم يغيرا فى وقع فيهما التغيير ولم يشعر به
والحكم عليه بحكم العميان . والله المستعان . الامر الثافي : بيان أن خوض
جيع المتكلمين في عقائدهم الحلافية بين الفرق الاسلامية يتوقف دائماً أو
غالبا على العوض في مقدمات لتلك العقائد : وجميع تلك المقدمات غتلف
فيها أشد الاختلاف + بين أذكياء العام ؛ وفحول علم المعفولات ؛ من
علماء الاملام ؛ دع عنك غيرهم . ومن شرط المقدمات أن تكون أجل +
وأن لا تكون بالشك والاختلاف أولى . فلينظر بانصاف من كان من أهل
النظر من علماء الكلام + في تلك القواعد الدقيقة . والمباحث العميقة *
الكلام + نفي القدرة على تقديم الحاق عن وقته وبعضهم أن الحوادث لا ثباية
ما في الابنداء كما لا لباية لها في الانتهاء . وقال جمهورهم أنه قادر في
العلم في القدم وني أحكام الوجود والموجود وهل هما شيء واحد على
+ )9 - ١( : سوزة السجدة ؛ الآية )*(
قلا -
التحقيق . أو بينهما فرق دقيق . وني دعوى أبي هاشم وأصحابه أن الثبوت
غير الوجود حنى جمعوا بين الثبوت والعدم © دون الوجود والعدم +وقضوا
بأن الله تعالى لا يدخل في قدرته سبحانه أن يكون هو المثبت للاشياء الثابئة
في العدم مع قضائهم بثبوت جميع الأشياء في العدم بغير مؤثر وإنما تفسير
خلق الله للأشياء عندهم أن يكسبها بعد لبونها صفة الوجود مع مخالفة جمهور
وأصحابه وأوضحوا أيضاً مخالفتهم في ائبات الاكوان والاستدلال بها إل
أمثال لذلك كثيرة مما اشتملت عليه التذكرة لإن متويه ٠ والملخص للرازي »
وشرحه ؛ والصحائف الاطية لبعض الحنفية ونحوها من جوامع هذا الفن .
فعل قدر ما في تلك القواعد من الشكوك والاحتمالات تعرف ضيعف ماتفرع
عنها . ولعل كثيراً من النظار المتأخرين يعرف بأنها محارات ومجاهل +
لا هداية للعقول فيها إلى ال ثم يعتقد أن عقائده المبنية علبها صحيحة
قطعية وهذه غفلة عظيمة » فان الفرع لا يكون أقوى من الأصل ؛ لا في
علوم السمع ولا في علوم العقل . ثم أن المتكلمين كثيراً ما يقفون المعارف
الحليلة للواضحة » على أدلة دقيقة خفية فيتولد من ذلك مفاسد . منها إيجاب
ما لامجب منالاستدلال وتكلفه وتكليفه المسلمين . ومنها تكفير من لا بعرف
الذي نص القرآن الكريم على ١ عنه . ومنها تمكين أعداء الاسلام من
التشكيك على المسلمين فيه وفي أمثاله . ومنها الابتداع وتوسيع دائرتة .
وما أحمن قول أمير المؤمنين علي عليه السلام في مثل ذلك : العلم نكتة
يسيرة كثرها أهل اهل .
ولتذكر شيئاً من ذلك ؛ نخرج به عن التهمة » بدعوى مالم يكن منهم
فنقول : انا لا نحتاج إلى دليل على وجوب الله تعالى بعد علمنابالضرورة
القطرية أنه الذي أوجد الموجودات وخلق العوالم ودبرها . واستحق المحامد
جميعها والاسماء الحنى كلها ؛ وانه على كل شيء قدير : وبكل شيء
عليم خبير . وهذا هو قول الشيخ أبي الحسين وأصحابه ؛ وأكثر العقلاء
وجماهير الأمة . وذهب الشيخ أبو هاشم الحبائي وأتباعه إلى أنا بعد علمثا
بذاك كله نشك ؛ هل هو سبحانه موجود أو معدوم بعد علمنا بأنه موجد