والتكفير أحياناً. لكن: ومع كل هذه العداوات والتباغض بين أهل الافتراق»
اتصالات بين بعض الفرق أدت بدورها إلى إيجاد علاقات تأثر وتأثير بينهم
وأخذ بعض الفرق عقائد غيرهم.
هذا الاتصال بين الفرق يقوى في مواطن حتى يصل إلى درجة
الاختلاط الكامل» ويضعف في مواطن أخرى لكن تبقى له آثار.
وتبين لي أن أوضح نماذج الاتصال بين الفرق؛ وتأئير بعضهم .في
بعض هو اتصال بعض الفرق بالمعتزلة؛ وتأثير المعتزلة فيهم-
فتقدمت بهذا الموضوع: «تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة؛ أسبابه
ومظاهره» لتسجيله رسالة علمية لنيل درجة الماجستير من قسم العقيدة
والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين بالرياض.
وقد دفعني إلى اختيار هذا الموضوع أسباب عدة»؛ يأتي من أهمها:
)١ أن قضية التأثر والتأثير بين الفرق البدعية كانت نتيجة أسباب قوية
بين الفرق عموماً» وبينها وبين فرقة المعتزلة على وجه الخصوص.
") أن اختلاطات الفرق؛ والتأثر والتأثير القائم بينهم بقدر ما كثرت
فأردت أن يكون هذا البحث عرضاً لبعضٍ صور ذلك التأثر والتأثير بشكل
مفصل من خلال عرض الأسباب والمظاهرء وعقد المقارنة.
©» قلة المؤلفات المعاصرة التي تهتم ببحث هذه القضية بشكل
الاتصالات بين الفرق من باب أن القضية قضية تأثر وتأثير؛ وإنما حصل من
والشيعة؛ وهو بيان معضد بأقوال السابقين من علماء أهل السنة؛ ومن
#) أن المعتزلة لم تغب عن الأنظار حتى بثت عقائدها في غيرها من
الفرق؛ وصارت تلك الفرق تدين بكل أو أغلب أو بعض عقائد المعتزلة؛
وتدعو إلى مذهب المعتزلة بغير اسمهاء فأفريت أن أوضح هذا الأمر من
خلال الوقوف على عقائد الخوارج والشيعة؛ ورصد عقائد المعتزلة عندهم.
)١ أن تأثير المعتزلة في الخوارج والشيعة ظاهر جداًء وخاصة تأثير
المعتزلة في الشيعة التي ينفي بعض علمائها أن تكون تابعة للمعتزلة ومتأثرة
بها في اي من عقائدهم» بل ويقررون أن الشيعة هي المؤثرة والمعتزلة هي
المتأثرة حين يجعلون ضلالات المعتزلة هي عقائد أئمتهم ابتداة من علي بن
أبي طالب رضي الله عنهل"". فاردت أن أبين بطلان هذه الدعوى» وأثبت أن
الصحيح هو العكس.
) أردت بهذا البحث التأكيد على أن ما عليه أهل الافتراق إنما هو
مجرد أهواء باطلة؛ فحيث مالت أهواؤهم مالواء حتى وإن كان من يميلون
السمات التي اجتمعت في سائر أهمل البدع» والتي كانت سبباً من أسباب
أصول العقيدة بين المعتزلة والإمامية د. عائشة المناعي ص(؟1)
والإياضية بين الفرق الإسلامية علي معمر ص(490) وبعدهاء
() انظر: الصلة بين الزيدية وال + د. أحمد عارف ص(84)» والشيعة بين المعتزلة
والأشاعرة - هادم الحسني ص(١٠).
ويشتمل هذا البحث بعد المقدمة على تمهيدٍ وثلاثة فصولٍ وخاتمه.
)١ تعريف موجز بالمعتزلة وفرقهاء
؟") دور المعتزلة في إحياء عقائد الفرق السابقة عليها .
*) أصول المعتزلة الخمسة.
الفصل الأول
«أسباب تأثر الفرق ببعضها»
المبحث الأول: الأسباب العامة لتأثر الفرق بعضها ببعض.
المبحث الثاني: «الأسباب الخاصة لتأثر الفرق بالمعتزلة».
الفصل الثاني
«تأثير المعتزلة في الخوارج»
المبحث الأول: تعريفٌ موجزٌ بالخوارج وفرقها.
المبحث الثاني: أسباب تأثير المعتزلة في الخوارج:
المبحث الثالث: مظاهر تأثير المعنزلة في الخوارج.
الفصل الثالث
«تأثير المعتزلة في الشيعة»
المبحث الأول: تعريفٌ موجزٌ بالشيعة وفرقها.
المبحث الثاني: تأثير المعنزلة في الزيدية.
أولًا: أسباب تأثير المعنزلة في الزيدية.
ثانياً: مظاهر تأثير المعتزلة في الزيدية.
المبحث الثالث: «تأثير المعتزلة في الشيعة الإمامية الإثنغى عشرية».
أولًا: أسباب تأثير المعتزلة في الإمامية.
ثانياً: مظاهر تأثير المعنزلة في الإمامية.
- الفهارس العلمية المهمة.
وكان عملي في البحث قد قام على المنهج التالي:
للموضوع» بعد القيام برحلة علمية لتوفير تلك المصادر المراجع.
") عقائد المعتزلة والخوارج والزيدية والإمامية؛ أرجع فيه قدر
*) بدأت في عرض أصول المعتزلة الخمسة بذكر القول الصحيح:
قول أهل السنة والجماعة بإيجاز في ذلك الأصل» ثم أتبعه بكلام المعتزلة.
4) بعض المسائل العقدية عند المعتزلة؛ قد لا يرد ذكرها ضمن
الأصول الخمسة المشهورة عندهم؛ فما لم يرد ذكره عند عرض الأصول
الخمسة؛ فإني قد ذكرته في مواطن مظاهر تأثر الخوارج أو الشيعة بالمعتزلة
) مناقشة أصول المعتزلة وبقية معتقداتهم كان موجزاً بشكل أرجو ألا
يكون مخلًا؛ علماً بأن هذه المناقشة والردود هي على المعتزلة وعلى
المتأثرين بهاء
) خرجت الأحاديث من مظانهاء فما كان في الصحيحين؛ أو
أحدهماء فإني قد اكتفيت بتخريجه منهما دون الحكم عليه؛ وإن كان
الحديث في غيرهماء فإني قد نقلت ما تيسر من كلام العلماء المتقدمين»؛ أو
الآثار من مظانها .
#) عزوت الأشعار والأمثال وهي قليلة جداً.
4) ترجمت للأعلام المذكورين في صلب البحث؛ واستثنيت الصحابة
رضي الله عنهم لعدالتهم؛ وكبار التابعين؛ وأئمة المذاهب الأربعة؛
والمشاهير من علماء المسلمين.
)٠ عرفت أكثر الفرق الوارد ذكرها في البحث؛ وخاصة من لهم
صلة مباشرة بموضوع البحث.
)١١ عرفت البلدان غير المشهورة.
)١ شرحت الألفاظ الغريبة التي تحتاج إلى إيضاح.
)١* قمت بعمل الفهارس العلمية المهمة وهي:
- فهرس الآيات.
- فهرس الأحاديث والآثار.
- فهرس الأشعار والأمثال.
- فهرس الأعلام المترجمين.
- فهرس الفرق المعرفة
- فهرس الألفاظ الغريبة.
- فهرس الأماكن والبلدان.
- فهرس القبائل.
فهرس المصادر والمراجع.
فهرسن الموضوعات.
واقتصرت عند إخراج الرسالة وطبعها على الفهرسين الأخيرين.
)١ أن كتب المخالفين من أهل البدع لا توجد داخل المملكة
حماها الله تعالى -» مما اضطرني إلى القيام برحلة إلى بعض الدول العربية
الأخرى لجمع كتبهم.
") بعض الفرق غالب مصادرها لا يزال مخطوطاً؛ وقد وجدت
المطبوع من كتب بعض تلك الفرق قليل جداً.
وقد بذلت جهدي في البحث؛ ويعلم الله أني لم أدّخر جهداً في سبيل
الوصول إلى ما يحصل به المقصود من البحث»؛ ملتمساً طلب الحق؛ خاصة
في بيان تأثر تلك الفرق بالمعتزلة؛ عن طريق الاستشهاد على كل مسألة من
وأحمد الله تعالى على ما أنعم به علي من إتمام هذا البحث؛ ثم
أتوجه بالشكر إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ ممثلة في كلية
أصول الدين» وقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة؛ على إعطائي هذه الفرصة
لإعداد هذه الرسالة.
وأتوجه بجزيل الشكر إلى فضيلة شيخي الكريم الدكتور سالم بن محمد
القرني المشرف على هذه الرسالة؛ على كل ما قدمه لي - وهو كثير - من توجيه
ونصح وإرشاد وملحوظات قيمة انتفعت بها كثيراً؛ وأسأل الله أن يجعل ذلك في
موازين حسناته؛ كما وأشكر كل من قدّم لي مساعدة في هذا البحث.
أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا الإخلاص فيما أظهرنا وأبطناء وأن
يجعل لهذا العمل قبولاً عنده في الآخرة؛ ثم عند أهل العلم والفضل في
ويشمل بحث ثلاث مسائل:
)١ تعريف موجز بالمعتزلة وفرقها.
") دور المعتزلة في إحياء عقائد الفرق السابقة عليها .
*) أصول المعتزلة الخمسة.
أولا: تعريف موجز بالمغتزلة وفرقها:
المعتزلة: اسم يطلق على تلك الفرقة التي 'ظهرت في الإسلام في
في بحث العقائد» وقررت أن المعارف كلها عقلية حصولاً» ووجواً؛ قبل
الشرع» وبعده؛ وهم أرباب الكلام وأصحاب الجدلء والتمييز» والاستنباط
على من خالفهم!".
)١( أبو حذيفة واصل بن عطاء البصري الغزال المتكلم؛ كان من أجلاد المعتزلة سمع
الحسن البصري؛ له من التصانيف كتاب «أصناف المرجثة»: وكتاب «معاني القرآنة؛
وهو من الطبقة الرابعة من طبقات المعتزلة ت(١17ه).
انظر: ميزان الاعتدال الذهبي - (374/4) وطبقات المعتزلة؛ القاضي عبدالجبار
انظر: التنبيه والرد - الملطي - بن (*8)+ وخبيئة الأكوان - محمد صديق خان
ص(ه١)؛ والمعتزلة وأصولهم الخمسة عواد المعتق ص(؟اء 14)-
والمؤرخون وأصحاب الفرق والمقالات لم يذكروا سنة معينة في القرن
وأن ذلك كان بعد أن اعتزل واصل بن عطاء مجلس شيخه الحسن البصري+
الكبائر؛ وهم وعيدية الخوارج؛ وجماعة يرجثون مصير أصحاب الكبائر
لأمر الله تعالى» والكبيزة عندهم لا تضر مع الإيمان؛ وهم مرجئة الأمةء
فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقاداً؟ فتفكر الحسن في ذلك؛ وقبل أن يجيب»
حلقة شيخه إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد يقرر ما أجاب به على
جماعة من أصحاب الحسن؛ فقال الحسن: اعتزل عنا واصل؛ سمي هو
بهذه الحادثة؛ واسم المعتزلة مرتبط بها أيضاء
وأما ما قيل من اختلاف الرواة في الرواية؛ أو أن الاعتزال كان من
*"؟؛ أو أن الذي سمّاهم معتزلة غير الحسن البصري؛ فهي
أقرال لا تقدح في صحة الرواية؛ ومناقشة تلك الأقوال قد أشبعت في
أكثر من مؤلف ورسالة غلمية" .
- لأبي الفتح محمد الشهرستاني» ت سيد كيلاني (87/1)؛ وانظر: الفرق بين الفرق )١(
البغدادي ات محمد مخبي الدينء ص(118)+
() أبو عثمان عمرو بن البصري الزاهد العابد القدري؛ قال ابن المبارك: «دعا إلى
نة؛ وهو من الطبقة الرابعة من طبقات المعتزلة توفي سنة (147ه)؛ وقيل (144ه)ء
يزان الاعتدال الذهبي (177/9)» وسير أعلام النبلاء (6/9 ٠١ - 185
وطبقات المعتزلة ص(417؟).
© انظر مثلاً: المعنزلة - زهدي جارالله ص(١)؛ وبعدهاء والمعتزلة وأصولهم الخمسة -
عواد المعتق - ص(14)؛ ودراسات في الفرق والعقائد الإسلامية؛ د. عرفان
عبدالحميد ص(4١٠)؛ وبعدهاء
والذي يغلب على الظن» أن قول واصل بن عطاء بالمنزلة بين
المنزلتين؛ قد كان فكرة تعتلج في رأسه من قبل فلما أثير التساؤل حول
حكم صاحب الكبيرة وجد واصل الفرصة المناسبة لإظهار هذا الرأي؛ ومن
مذهب أهل السنة والجماعة.
ثم إن واصلاً ومن تبعه - كعمرو بن عبيد أخذوا في تكوين هذه
أكبر الفرق البدعيةة"".
المعتزلة هي العقل؛ به يثبتون وبه ينفون؛ وبسبب انغماس المعتزلة في
الفلسفة اليونانية القائمة على الجدل والخصومة؛ دب الخلاف بين رجال هذه
: دراساث نقدية في مذاهب الفرق الكلامية د. محمد السنهوتي» ص ("؟1ء 177)
() أنباع واصل بن عطاء؛ وسبقت ترجمته ص(١) من البحث.
© أتباع عمرو بن عيد؛ تقددت ترجمتة ص (14)-
(4) أتباع ابي الهذيل العلافء وهو محمد بن الهذيل البصري» رأس في المعتزلة» اخذ
الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل تلميذ واصل بن عطاء؛ وأبو الهذيل من الطبقة
السادسة من طبقات المعتزلة؛ توفي سنة (7170ه)؛ وقيل سنة (8؟اهاء
انظر: سير أعلام النبلاء (١47/1ه» 847)؛ وطبقات المعتزلة ١)164
(ه) أتباع النظام» وهو إبراهيم بن سيار النظام؛ مولى آل الحارث من عبّاد الضبعي البصري
توفي سئة (1؟اهاء وقيل بضع وعشرين ومائتين. انظر: سير أعلام النبلاء
54/0 247)؛ وطبقات المعتزلة ص(174).
(2) أتباع ثمامة؛ وهو: أبو معن ثمامة بن أشرس النميري البصري؛ من كبار المعتزلة؛
ومن رؤوس الضلالة؛ بلغ من المأمون منزلة جليلة فائر فيه وهو من الطبقة السابعة+
توفي سنة (؟11ه) 1 ِ