التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة
وأعظم البيين محمد كَل الذي مدحهم الله عز وجل مدحاً عظيماً وأتى عليهم
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
«يحتاج المسلمون في العقيدة إلى شيئين:
أحدهما: معرفة ما أراد الله ورسوله كيةِ بألفاظ الكتاب والسنة بأن يعرفوا لغة
القرآن التي نزل بهاء وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء
والسنة عرفهم ما أراد بتلك الألفاظ» وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن
أكمل من حفظهم لحروقة؛ وقد بلغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما
الثاني : معرفة ما قال الناس في هذا الباب لينظر المعاني الموافقة للرسول
والمعاني المخالفة لهار!؟. 0 ١
ولا شك بأن الانحراف في العقيدا والزيغ عن مذهب السلف وتُب اعتقاد
وفهم خير الناس قرناً يؤدي إلى الفرقة والخصومة والتيه.
وحسبك من ذلك دليل هو ما كان عليه القرون الثلاثة من تمسك عظيم وأنهم
كيةٍ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين كما جاء من حديث العرباض بن سارية
وذرفت منها العيون فقيل : يا رسول الله وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد
067/170 مجموع الفتاوى )١(
اليس على مذهب السّلف العزيز
ويتعين على كل داع يدعوا إلى الله ويتصدى في تبليغ الكتاب والسنة أن يضع
نصب عينيه نشر مذهب السلف الصالح لأن الخير والسؤدد والعزة فيه.
فعن أبي هريرة تيه قال: قبل للنبي كَل: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال:
وكتاب «أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم» لمؤلفيه الأخوين
الفاضلين الشيخ حمد السنان والشيخ فوزي العنجري الذي نشراه كان الأولى
بهما أن ينشرا مذهب السلف الصالح ويبيّنا محاسن وفضائل والميز التي انفرد
بها مذهب السلف الصالح!".
)١( حديث صحيح جليل من أعظم الأحاديث التي نبين وتأمر بالرجوع والتمسك بهدي النبي يي
وبهدي صحابته رضي الله عنهم وتحذر من اتباع الفرق الضالة الزائعة عن هدي السلف
رقم (1177) (/ 7+ .8 في كناب العلم باب ما هي عنه أن يقال عن حديث البي 9+ وابن
ماجه في المقدمة (1/ 3 - /ا) باب تعظيم حديث رسول الله بل وأحمد (4/ 171 177)م
والدارمي في المقدمة رقم (43) (1م8؟1 - 174) وابن حبان (موارد الظمأن رقم 48) (1/
»)1١ والأجري في الشريعة (ص57» 04) ومحمد بن نصر المروزي في السئة (34: 6لا
)١( أخرجه أحمد في المسند (1/ 147 وأخرجه أبو نعيم في الحلية (78/7) وإسناد حسن
(؟) انظر رسالتي «تحذير الخلف بضرر الانحراف عن مذهب السلف» اسأل الله أن يعين على نشرها
التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة
بدل أن يقوما بنشر عقيدة تخالف ما كان عليه أصحاب النبي كف كما سيأتي
بيانه بإذن الله جل وعلا خصوصاً في صفات الله سبحانه وفي القرآن العظيم
والتوحيد والقدر وغيرها .
ويلزم كل من قام بنشر عقيدة الأشاعرة الفاسدة يلزم منه العمل على التهوين
والتقليل بل وربما تقويض اعتقاد السلف من الصحابة والتابعين الذي أطبق
عليها القرون الثلاثة ولم يعرفوا غيرها البتة والعقيدة
انقراض القرون الثلاثة وظهور أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى الذي
ولا شك بأن للأشعرية جهوداً مشكورة وعلماء ذبوا عن الإسلام - لكنهم لم
يذبوا وينافحوا من أجل نصرة مذهب السلف.
والسلفيون لا يتكرون جهود الأشاعرة في علم الحديث والمصطلح والأصول.
وكتاب «أهل السنة الأشاعرة» فيه تجاوزات وتلبيس كثير وتدليس كبير مثل أن
مذهب جمهور السلف: التفويض!!
إجماع الأمة على التفويض التأويل!
تأويل السلف الصالح لنصوص الصفات
مطابقة العقيدة للأشعرية لمعتقد السلف! وغير ذلك .
الأشعرية إنما نجمت بعد
وكتيه
ليس على مذهب الشلف المزيز
ترجمة أبي الحسن الأشعري
هو الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن
إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري
الصحابي الجليل كمه فأبو الحسن الأشعري تكله ينتهي نسبه إلى هذا
الصحابي الجليل واسمه عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري اليماني.
ولد عام 778 وقيل 177 وقيل 70 والأول هو الراجح ووفاقته قيل 778
الأطوار التي مر بها الأشعري في حياته:
لقد مَرّ الشيخ أبو الحسن الأشعري في حياته العقائدية بعدة أطوار منها ما هو
محل اتفاق بين العلماء والمترجمين له ومنها ما فيه خلاف
-١ طور الاعتزال
وقد اعترف بنفسه عندما قال عن كتابه: العمد وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات
سميناه: كتاب الجوابات في الصفات عن مسائل أهل الزيغ والشبهات: نقضنا
كتاب مثله! ثم أبان الله سبحانه لنا الحق فرجعنا عنه فتقضناه وأوضحنا
ويذكر الإمام الحافظ أبو نصر السجزي ات444) في رسالته إلى أهل زبيد
المسماة «الرد على من أنكر الحرف والصوت» رواية عن خلف المعلم
(ت7/1) من فقهاء المالكية أنه قال:
171 انظر التبيين (ص )١(
التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة
أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال ثم أظهر التوبة فرجع عن الفروع وثبت
على الأصول» أي أصول المعتزلة التي بَنوا عليها نفي الصفات مثل دليل
الأعراض وغيره.
نحو ذلك ولكن فيها مجاهيل فلم تصح أوردها القاضي عياض ترتيب المدارك"؟
الطور الثاني:
وقع اختلاف بين العلماء في ذلك على أقوال منها القول الأول:
أن أبا الحسن لِكْتْهِ بعد نبذه الاعتزال طور واحد تا
كلاب وكانت له في هذا الطور آراء وسطاً توسط فيها بين أهل الاعتزال
عبد الله بن سعيد بن
وفي قول:
إن أبا الحسن الأشعري لَكَْهُ أراد أن يجمع بين الفقهاء والمحدثين وبين أهل
يمنع من الجمع بين الفقه وعلم الكلام فأتى بمذهبه الذي توسط فيه بين المعتزلة
وقيل غير ذلك».
() طبقات السبكي (348/7 - 714
(©) انظر مقدمة الكوثري «تبين كذب المفتري» (ص5١) ونشأة الأشعرية وتطورها (ص147)-
ليس على مذهب الشلف العزيز
ونصر هذا القول ورأى أنه بقي كلابياً:
شيخ الإسلام تََلَفهِ وابن القيم للف وكذلك قول ابن حزم لَكْلَههُ وشارح
الطحاوية الحنفي ابن أبي العز تَْلَفهِ وعبد الجبار الهمذاني المعتزلي.
وقد وقعت على عدة نصوص لشيخ الإسلام يلها" منها:
قوله وهو يرد على الأشعري
والأشعري وأمثاله؛ برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاماً
مال إليه من الجهة السلفية.
وصرح شيخ الإسلام بأنه سلك طريقة ابن كلاب وأنه نفى قيام الرب بالأفعال
قال شيخ الإسلام!""
وأبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب؛
ومال إلى أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما قد ذكر ذلك في كتبه
كلها كالإبانة والموجز والمقالات وغيرهاء؛ وكان مختلطاً بأهل السنة كاختلاط
المتكلم بهم
وقال تَِِكَتْهٍ
عن مسألة الأفعال الاختيارية:
فإن ابن كلاب والأشعري وغيرها ينفونها وعلى ذلك بَتّوا قولهم في مسألة
الأفعال الاختيارية به:
)4701/176( مجموع الفتاوى )١(
التمبيز في بيان أن مذهب الأشا:
القرآن وبسبب ذلك وغيره تكلم الناس فيهم في هذا الباب بما هو معروف في
كتب أهل العلم» ونسبوهم إلى البدعة» وبقايا بعض الاعتزال فيهم».
وقال شيخ الإسلام ينه" :
والذي كان أئمة السنة ينكرونه على ابن كلاب والأشعري بقايا التجهم
والاعتزال». مثل اعتقاد صحة طريق الأعراض وتركيب الأجسام» وإنكار
اتصاف الله بالأفعال القائمة التي يشاؤها ويختارهاء وأمثال ذلك من المسائل
التي أشكلت على من كان أعلم من الأشعري بالسنة والحديث وأقوال السلف
والأئمة كالحارث المحاسبي وأبي علي الثقفي؛ وأبي بكر بن إسحاق الصبغي»
وليشخ الإسلام لكلف قول في منهاج السنة بين فيه:
أن الأشعري احتج في الإبانة بمقدمات سلمها للمعتزلة؛ وأنه لذلك نسب إلى
قول الأشعري في القدر:
قوله في الكسب.
لقد جنح أبو الحسن الأشعري تِْههُ إلى القول بالجبر وخالف السلف في هذه
المسألة؛ وهذه المسألة اشتهرت عن أبي الحسن الأشعري وقلده الأشاعرة في
474 /8( مجموع الفتاوى )١(
174 - انظر منهاج السئة النبوية (7//9؟1 )9(
ليس على مذهب الشلف العزيز
تكليف مالا يطاق:
لقد صرح أبو الحسن الأشعري تَْلهِ بجواز تكليف ما لا يطاق كما في
قصة أبي لهب ونزول السورة
ويقال لهم : قد قال الله تبارك وتعالى : فِدَبّتْ يَدَآ أبى لَهَبٍ وَثَب وأمره مع
يزمن -
ثم أورد الأشعري لَه كلاماً عن الاستطاعة حيث سبك سؤالً قال:
فإن قال قائل: أليس قد كلف الله تعالى الكافر الإيمان؟
له: هذا كلام على أمرين
)46 اللمع (ص )١(
وصرح أبو الحسن الأشعري بأن الاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل وليس له
استطاعة قبله وهذه الاستطاعة التي يُثِتّها هي التي بها يتحقق الفعل ويبني ذلك
على أن الاستطاعة والقدرة عرض والعرض لا يقي زمانين!
قلت: وهذا مذهب الأشاعرة.
وهو أن الاستطاعة مع الفعل لا يجوز أن تتقدمه ولا أنْ تتأخر عنه بل هي مقارنة
له وهي من الله تعالى وما يفعله الإنسان بها فهو كسب له" .
قول أهل السنة:
وإليك لله درهم درر من التفصيل وهو من كلام شيخ الإسلام لَكْفْهِ فقد أجاد
وأفاد وأزال الإشكال:
-١ إن هناك استطاعة للعبد وهي بمعنى الصحة والوسع والتمكن وسلامة
الآلات وهي التي تكون مناط الأمر والنهي» وهي المصححة للفعل فهذه لا
يجب أن تقارن الفعل» بل تكون قبلة متقدمة عليه وهذه الاستطاعة المتقدمة
من حج ولما عصى أحد بترك الحج سواء كان له زاد راحلةٌ وهو قادر على الحج
04 58 انظر اللمع (ص )١(
(7) انظر الإرشاد للجويني ص 714 - 770» ومعالم أصول الدين للرازي ص 87» والمعتمد لأبي
يعلى ص؟14 +
(©) انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (174/4).