وبعد : فإنه من أوجب الواجبات على العلماء وطلاب العلم » العناية يكتاب الله
وسنة رسوله صل الله عليه وعلى آله وسلم » دراسة » وحفظا + واستتباطا »
وتحليلا » وتعليما ؛ وتطبيقا ؛ جمعا بين العلم والعمل » لأنهم مؤتمنون على ذلك كله +
وقد وضعت فيهم الأمة ثقتها وائتمنتهم على دينها » وقبل ذلك كله وبعدة + هم
والدعوة إليه ؛ حتى تم بيهم القدوة والأسوة إلى الخيرء
وإن مما أؤتمنوا عليه هذا التراث العلمي الثمين » الذي تركه أئمة الإسلام » أسلافنا
الأماجد في شتى ضنوف العلم ؛ وإن الكثير من هذا التراث لا يزال مخطوطا ؛
ومكنوزاً في زوايا المكتبات. في شتى بقاع العالم » رغم شدة حاجة المسلمين إليه ©
وإني لأرى أنه من أول وانجبات طالب الغلم في هذا العصر العناية بهذه الكنوز »+
وخدمتها » بإخراجها للناس ؛ محققة صافية بائعة » لتكون تبراساً لكل مسلم في خضم
الثقافات الغازية والأفكار الهدامة التي روّجها أغداء الإسلام بين المسلمين'اليوم +
شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ؛ وإن كانت بحمد الله لقي الكثير منها ؛ شيئا
من العناية من المحققين وطلاب العلم » لكن بقي الأكثر يحتاج إلى عناية وإخراج
وإعداد وتحقيق ودراسة -
وانطلاقاً من هذا الواجب ؛ وقع اختياري على كتاب من كتب الشيخ وهو :
ل7اقتضاء الصراط المستقم: لمخالفة أصحاب الجحم + للعناية به تحقيقاً: وتعليقاً:
وإخراجه للناس موثقا قدر الاستطاعة » وذلك في أطروحة الدكتوراة !"2
- وانظر فح الباري ح 6 ص (377) كتاب المناقب باب (18) الحديث رقم (7140) و
() تقدت بتحقيق بهذا الكتاب إلى قسم المقيدة والذاهب العاصرة في كلية أصول الدين
بالرياض ( جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) لنيل درجة الدكتوراه, بإشراف
الدكتور الشيخ صالح بن فوزان الفرزان مدير المعهد العالي للقضاء ؛ وقد أجيزت من
قبل لجنة المناقشة والحكم المكونة من المشرف والشيخ زيد بن عيد العزيز الفياضُ <
هذا مع العلم أن هذا الكتاب سبق أن طبع عدة طبعات من أمثلها تلكم التي
أخرجها الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله الذي كان له الجهد المشكور في خدمة
كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب الإمام أحمد بن حتبل ؛ وسواهما من السلف +
لكن الكتاء لا يزال بحاجة إلى مزيد من الخدمة : من تحقيق ؛ ودراسة © وتفريج
لأحاديثه - وآثاره التي لم تخرّج » وإلى توثيق لنصوصه . وترجمة أعلامة .
وهذا لا يعني أن أدعي بأني سأقوم بأفضل من عمل الشيخ حامد الفقي رحمه
الله ء لكني سأشاركه يجهد المقل . وأعتذر سلفاً عن التقصير » وأسأل الله العفو
والمغفرة .
والله هو وحده المعين والمادي إلى سواء السبيل » وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
< الأستاذ يقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض + والدكتور جعفر
شيخ إدريس الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للدعوة الإسلامية بالرياض .وقد عملت
بالتوجيبات والملاحظات الني أبدتها اللجنة قبل طبع الكتاب . ( المحقق )
ترجمة موجزة للمؤلف
هر شيخ الإسلام الإمام : أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن
محمد » بن الخضر » بن محمد بن الخضر » بن على بن عبد الله بن تيمية الحراني
ثم الدمشقي + كنيته : أبو العباس .
ولد يوم الإثنين العاشر من ربيع الأول بحران سنة 431 ه » وما بلغ من العمر
سبع سنين انتقل مع والده إل دمشق » هربا من وجه الغزاة التتار » وقد نشا في
بيت علم وفقه ودين » فأبوه وأجداده وإخوته وكثير من أعمامه كانوا من العلماء
المشاهير » منهم جده الأعلى ( الرابع ) محمد بن الخضر » ومنهم عبد الحلم بن
محمد بن تيمية ؛ وعبذ الغني بن محمد بن تيمية + وجده الأدنى عبد السلام بن
ن تيمية مجد الدين أبو البركات صاحب التصائيف التي مها : المنتقى من
أحاديث الأحكام + والمحزر في الفقه » والمسودة في الأصول وغيرها » وكذلك أبوه
ففي هذه البيئة العلمية الصالحة كانت نش صاحب الترجمة وقد بدأ يطلب العلم
أولاً على أبيه وعلماء دمشق ؛ فحفظ القرآن وهو صغير » ودرس الحديث والفقه
والأصول والتفسير ؛ وعرف بالذكاء وقوة الحفظ والنجابة منذ صغره . ثم تومّع
صار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم والفضل والإمامة ؛ قبل بلوغ الثلاثين من عمره
() إنتاجه العلمي :
وفي محال التأليف والإنتاج العلمي » فقد ترك الشيخ للأمة
الكثيرة » من المؤلفات والرسائل والفتاوى والمسائل وغيرها ؛ هذا من اللطبوع ء وما
ولم يترك الشيخ مجالاً من مجالات العلم والمعرفة التي تنفع الأمة » وتخدم الإسلام
إلا كتب فيه وأسهم بجدارة وإتقان ؛ وتلك خصلة قلما توجد إلا عند العباقرة النوادر
في التاريخ -
فلقد شهد له أقرانه وأساتذته وتلاميذه وخصومه بسعة الإطلاع » وغزارة العلم +
فإذا تكلم في علم من العلوم أو فن من الفنون ظن السامع أنه لا يتقن غيره » وذلك
في حياته من الجهاد واللسان » والذب عن الدين ؛ والعبادة والذكر ؛ ليعجب
كل العجب من بركة وقنه » وقوة تحمله وجلده » فسبحان من منحه تلك المواهب -
(4) جهاده ودفاعه عن الإملام :
الكثير من الناس يجهل الجوانب العملية من حياة الشيخ » فإنهم عرقوه عالاً ومؤلفاً
ومفتيا ؛ من خلال مؤلفاته المنتشرة ؛ مع أن له مواقف مشهودة في مجالات أخرى
عديدة أسهم فيها إسهاما قويا في نصرة الإسلام وعزة المسلمين فمن ذلك : جهادة
بالسيف وتحريضه المسلمين على القتال » بالقول والعمل » فقد كان يجول بسيفه في
ساحات الوغى » مع أعظم الفرسان الشجعان » والذين شاهدوه في القتال أثناء فج
أما جهاده بالقلم واللسان فإنه رحمه الله وقف أمام أعداء الإسلام من أصحاب
الملل والنحل والفرق والمذاهب الباطلةً والبدع كالطود الشانخ » بلمناظرات حيئاً
وبالردود أحيانا ؛ حتى فند شبهاتهم ورد الكثير من كيدهم بحمد الله ؛ فقد تصدى
للفلاسفة » والباطنية من صوفية » وإسماعيلية ونصيرية وسواهم ؛ م تصدى
للروافض ؛ والملاحدة » وفند شبهات أهل البدع التي تقام حول المشاهد والقبور
. انظر الأعلام العلية في مناقب ابن ثيمية للبزار ص (180390) تعقيق زهير الشاويش )١(
وتحوها + كا تصدى للجهمية والمعتزلة وناقش التكلمين والأشاعرة -
والطلع على هذا الجانب من حياة الشيخ يكاد يجزم بأنه لم بق له من وقنه فضلة ٍ
فقد حورب وطورد وأوذي وسجن مرات في سبيل الله » وقد وافنه منيته مسجوناً
في سجن القلعة بدمشق .
ولا تزال بحمد الله ردود الشيخ سلاحاً فعالاً ضد أعداء الحتى والمبطلين لأنها إنما
تستند على كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وعلى آله وسلم وهذي السلف
الصالح 6 مع قوة الاستتباط » وقوة الاستدلال والاحتجاج الشرعي والعقلي + وسعة
العلم ؛ التي وهبها الله له » وأكثر المذاهب الهدامة التي راجت اليوم بين المسلمين
هي امتداد لتلك الفرق والمذاهب التي تصدى لا الشيخ وأمثاله من سبلفنا الصالح +
لذلك ينبغي للدعاة المصلحين أن لا يغفلوا هذه الناحية ؛ ليستفيدوا مما سبقهم به
سلفنا الصالح .
ولست مالغاً حيها أقول : إنه لا تزال كتب الشيخ وردوده هي أقوى لاح
وغيّرت أسماءها فقط » مثل البعثية والاشتراكية » والقومية » والقاديانية والبهائية +
وسواها من الفرق والمذاهب . ومنها ما بقي على شعاره القديم كالشيعة » والرافضة +
بالإضافة إلى ما اشتهر به هذا الإمام من العلم والفقه في الدين ؛ والأمر بالمعروف
والنبي عن المنكر ؛ قد وهبه الله خصالاً حميدة ؛ اشتهر بها وشهد له بها الناس +
العبادة والذكر وقراءة القرآن + وكان ورعا زاهداً لا يكاد يملك شيفاً من متاع الدنيا
من اللباس » ولا يتكلف لأحد يلقاه » واشتهر أيضا بالمهابة والقوة في الحق ؛ فكانت
له هيبة عظيمة عند السلاطين والعلماء وعامة الناس + فكل من رآه أحبه وهابه
واحترمه » إلا من سيطر عليهم الحسد من أصحاب الأهواء وتحوهم .
كا عرف بالصبر وقوة الاحتال في سبيل الله » وكان ذا فراسة وكان مستجاب
الدعوة ؛ وله كرامات مشهودة » رحمه الله رحمة واسعة ؛ وأسكنه فسيح جناته .
كثير من المذاهب الباطلة » واستفحلت الشبهات وانتشر الجهل والتعصب والتقليد
الأعسى » وغزيت بلاد المسلمين من قبل التتار والصلييين ( الأفرج ) +
بأجَل أمور المسلمين وأخطرها » وساهم في علاجها بقلمه ولسانه ويده » فالمتأمل
في مؤلفات الشيخ يبد الصورة التالية لعصره :
كثرة البدع والشركيات خاصة حول القبور والمشاهد والمزارات المزعومة +
والاعتقادات الباطلة في الأحياء والموق ؛ وأنهم يتفعون ويضرون ويُدعون من
دون الله .
انتشار الفلسفات والالحاد والجدل .
هيمنة التصوف » والطرق الصوفية الضالة على العامة من الناس ؛ ومن ثم انتشار
المذاهب والآراء الباطنية
توغل الروافض في أمور المسلمين ؛ ونشرهم للبدع والشركيات وتثبيطهم للناس
عن الجهاد » ومساعدتهم للتتار » أعداء المسلمين
نلاحظ تَقَوي أهل السنة والجماعة بالشيخ وحفزه لمزائمهم مما كان له
الأثر الحميد على المسلمين إلى اليوم» في التصدي للبدع والمنكرات والأمر
بالمعروف والنبي عن المنكر والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم .
آمرأ وناهاً ؛ وناصحاً » وميئاً . حتى أصلح الله على يديه الكثبر من أوضاع
المسلمين ) ونضر به السنة وأهلها ؛ والحمد الله .
إن من علامات الخير للرجل الصالح » وقبوله لدى المسلمين ؛ إحساسهم يفقده
حين يموت » لذلك كان السلف يعدون كثرة المصلين على جنازة الرجل من علامات
الخير والقبول له ؛ لذلك قال الإمام أحمد : « قولوا لأهل البدع يننا ونيتكم يوم
الجنائز !" أي أن أئمة الننة يفقدهم الناس إذا ماتوا ويكونون أكثر مشيعين يوم
يموتون » ولقد شهد الواقع بذلك » فما سمع الناس بمثل جنازتي الإمامين : أحمد بن
نبل ؛ وأحمد بن تيمية حين مانا من كثرة من شيعهما وخرج مع جنازة كل منهما +
وصلى علييما ؛ فالمسلمون هم شهداء الله في أرضه .
هذا وقد توفي الشيخ رحمة الله وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق ليلة الإثنين
٠ من شهر ذي الققدة سئة (/7ا) ه » فهب كل أهل دمشق ومن حولا للصلاة
عليه وتشييع جنازته وقد أجمعت المصادر التي ذكرت وفاته أنه حضر جنازته جمهور
كبير جداً يفوق الوصف
رحمه الله وجزاه: عن الإسلام والمسلمين خير الجزنيا""
١ انظر مناقب )١(
مصادر الترجمة )(
)154( ض١ الإعلام - لير الذين الزركلي اج - ١
العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر البزار تحقيق رهير الشاويش
ألحمد - لابن الجوزي " اض + #) , تفقيق د عبد الله بن علد اسن
© أفوات الوقيات :محمد بن شاك ١ جاص رواحم
+ > كتاب الذيل عل طبقات الحتابلة ١ . لأني الفرج عبد الرحمن بن أحمد البغدادي
٠# < مناقب الإمام أحمد بن حتبل- لابن الجوزي. تحقيى الدكتور عبد لله ين عبد المحسن التركي
بدا وا
تقال 1
صحيفة من المخطوطة (أ) المصورة عن نسخة مكتبة (شستريشي) المي
لجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وهي نسحة مقابلة بالا
# الا هم بخط هلال بن علي بن هلال الجعفري وعدد أوزقها :45
صحيفة من المخطوطة (ب) الموجودة بالمكتبة السعودية بالرياض رقم (978/87) وصورة منها بجامعة
الملاك سعود .. المكتبة المركزية (قم المخطوطات) فلم رقم (17) كا (8) يقد نسخت عام 1773 م)
كرا كلتما ا كازنعمة الملاتويك
خا وان رايتخال علا -
عبار