وقد طبع هذا الشرح مراتٍ عديدة؛ ومنها طبعة مطبعة الاستقامة
بمصر سنة 7387؛ وصوّرت تصويراً غير جيد» يتطلّع معه جمهرة القراء
حديثية؛ كتبتها باختصار شديدء أقصد فيها التنبيه ولفت النظر لا غير.
لاشتهارهما بالاشتغال بعلم الحديث» وعجيبٌ صدور ذلك عنهما.
- ومنها: إضافة كلمة أو أكثر» ليتمٌ المعنى أو ليستقيم الكلام»
وقد أضع بين المعقوفين إشارة استفهام [؟] للدلالة على التوقف في
صحة الكلام أو استغرابه.
والأمل بالله عز وجل أن يبشر إخراج طبعته الثانية على وجه تُستوفى
المدينة المنوزة وكتبه
1711/17 محمد عوامة
ميا رسي
و اواتطافي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستوجب لكل كمال» المنعوت بكل تعظيم وجمال؛ والصلاة
والسلام على من جمع كل خَلْق وخُلق فاستوى على أكمل الأحوال» واختص
أما بعد: فيقول إبراهيم الييُجوري ذو العجز والتقصيرء غَفَر له
ولوالديه الخبيرٌ البصيرٌ: إن كتاب الشمائل للإمام الترمذي كتاب وحيد في
في المشارق والمغارب؛ وقد تصدى لشرحه العلماء الأعلام؛ لكن وقع
لي وله الحال والشان» أن أكتب عليه كتابة منتخبة من الشراح؛ متضمنة
للكشف عن أسرار الكتاب مع الإيضاح» فأجبته لذلك» مع الاعتراف
بالقصور عن الخوض في هذه المسالك» رجاء أن أستمد من أنوار المليح»
المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية
بعون الملك المعبود» فأقول وبالله التوفيق:
نم بجلائل النعم وبدقائقهاء فالباء للاستعانة لكن على
والأقرب أنها للتعدية؛ أي: أجعله بداية؛ وقد <
واعلم أنه ينبغي لكل شارع في فن أن يتكلم على البسملة بطرف مما
يناسب ذلك الفن؛ ونحن شارعون في فن علم الحديث؛ فتكلم عليها بنبذة
تتعلّق بفضلها باعتبار الفن المشروع فيه؛ فنقول:
قد جاء في فضلها أحاديث كثيرة وآثار شهيرة”'"؛ منها: ما روي عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله 38 يقول: «خير الناس وخير
من يمشي على وجه الأرض المعلّموت» فإنهم كلما خَلْ الدين جددو
أعطوهم ولا تستأجروهم؛ فإن المعلم إذا قال للصبي قل بسم الله الرحمن
الرحيم فقالهاء كتب الله براءة للصبي وبراءة للمعلم وبراءة لأبويه من النار».
ومتها ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه التقى شيطانٌ المؤمن
وشيطانُ الكافر» فإذا شيطان الكافر سمين دَهين لابس» وإذا شيطان المؤمن
مهزول أشعث عارء فقال شيطان الكافر لشيطان المؤمن: مالك على هذه
فقال شيطان الكافر أنا مع رجل لا يفعل شيئاً مما ذكرت» فأنا أشاركه في
ومنها: ما روي عن ابن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية
تسعة عشر حرفاً؛ وخزنة جهنم تسعة عشرء كما قال تعالى: #عليها تسعة
)١( لكن يُنظر في صحتها.
أنزل الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم جبال الدنيا كلها حتى
كنا تسمع دوبّهاء فقالوا: سَّحَر محمد الجبال! فقال رسول الله و8: «ما من
مؤمن يقرؤها إلا سبّحت معه الجبال غير أنه لا يُسمع ذلك».
ويحكى: أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله
شفاني الله تعالى بآية واحدة؛ فأسلم وحسن إسلامه.
ومنها: ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من رفع قرطاساً
من الأرض فيه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالاً له: كتب عند الله من
فتناولت المكتوب» وقد أُفع الحجاب وظهر المحجوب؛ وكنت أملك
حصل لك من تلك المواقعة ولد كتب لك حسنات بعدد أنفاس ذلك الولد؛
وبعدد أنفاس عَقبه حتى لا يبقى منهم أحد. يا أبا هريرة إذا ركبثَ دابة
ركبت السفينة فقل: بسم الله والحمد للهء يكتب لك الحسنات حتى تخرج
فائدة: قال سيدي ابن عَرَاق في كتابه «الصراط المستقيم في خواص
بسم الله الرحمن الرحيم»: إن من كتب في ورقة في أول يوم من المحرم
البسملة مئة وثلاث عشرة مرة وحملها لم ينله ولا أهل بيته مكروه مدة
عمره؛ ومن كتب (الرحمن) خمسين مرةً وحملها ودخل بها على سلطان
جائر أو حاكم ظالم أين مين شره.
قوله: (الحمد لله) أي: الوصف بالجميل على الجميل الاختياري ولو
كالعاريّة؛ إذ الكل منه وإليه. وابتدأ هذا الكتاب بحمد الكريم الوهاب بعد
التيمن بالبسملة اقتداء بالقرآن» وامتثالاً لما صدر عن صدر النبوة من قوله:
«كل أمر ذي بال لايبداً فيه: ببسم الله الرحمن الرحيم - وفي رواية: بحمد
والمعنى على كل: أنه ناقص وقليل البركة. واختار من صيغ الحمد والسلام
ما علّمه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام بقوله: قل الحمد لله وسلام على
عباده الذين اصطفى فياله من مطلع بديع قد رُضٌّع بالاقتباس أبدع ترصيع.
والاقتباس : أن تأخذ شيئاً من القرآن أو من السنة أو من كلام من يوثق
وجملة الحد خبرية لفظا إنشائية معنى» ويصح أن تكون خبرية لفظا <
- ومعنى»؛ لأن الإخبار عن الحمد حمدٌ» لدلالته على الاتصاف بالكمال.
وأما جملة السلام فلا يصح أن تكون خبرية لفظاً ومعنى» لأن الإخبار
بالسلام ليس بسلام.
للمتقين»؛ أي: سلام عظيم يبلغ في ارتفاع الشأن مبلغاً عظيماً؛ وفي علو
قولهم خير من جرادة؛ وإنما الحمد رق السلام إيذاناً بأنه لا
نسبة بين الحضرة العلية وبين الحضرة النبوية» لأن العباد وإن بلغوا أعلى
الرتب وأعظم القُرب لا يزالون عاجزين عجزاً بشرياً؛ ومفتقرين افتقاراً
وهذا هو مراد من عبَّر بالتحقير في قوله: لا يخفى حسن تنكير السلام
أراد تحقير العباد فهو ساقطء وإن أراد أن السلام أدنى رتبة من الحمد:
فالتتكير لا يفيد» ووجه الردّ أننا نختار الشقّ الأول وتمنع سقوطه بما
علمتً؛ نعم»؛ في التعبير بالتحقير بشاعة.
واعتئرض على المصنف بأنه أفرد السلام عن الصلاة؛ وهو مكروة
المصنف أورد هذا اللفظ لا على وجه أنه منه؛ كما هو شرط الاقتباس؛
يما أوقعه في إشكالٍ يعظم وقعه؛ فالأسلم أن يجاب بأن المصنف ممن لم
عنده كراهة الإفراد. وقد قال خاتمة الحفاظ ابن حجر: لم أقف على
دليل يقتضي الكراهة. وقال الشيخ الجزري في ١مفتاح الحصن»: لا أعلم -
أحداً نص على الكراهة؛ على أن الإفراد إنما يتحقق إذا لم يجمعهما مجلس
أو كتاب»؛ كما حققه بعض الأئمة الأنجاب» والمصنف قد زين كتابه بتكرار
الصلاة والسلام كلما ذكر خير الأنام» وإنما اكتفى بالسلام في هذا الأوان
اقتفاء للفظ القرآن.
فإن قيل: كان ينبغي للمصنف أن يتشهد؛ لخبر أبي داود: «كل خطبة
اختصاراً؛ وبأن الخبر في خطبة التكاح لا الكتب والرسائل» بدليل ذكره له في
يُحمل به في فضائل الأعمال» كما هنا. وقول بعضهم: المراد بالتشهد الحمدٌ:
مردود» بأنه معنى مجازيٌ؛ والحمل على المجاز بغير قريئة صارفة عن
المراد بالعباد الذين اصطفاهم الله الأنبياءً عند الأكثرء؛ وعلى ذلك فلا يتجه
هذا الإيراد
قوله: (قال) إلخ: التعبير بالماضي يدل على أن الخطبة متأخرة عن
التأليف؛ ويحتمل أنه أوقع الماضي موقع المستقبل لقوة رجاثه؛ أو تفاؤلاً
بحصوله. ولم يقدّم ذلك على البسملة والحمدلة والسلام : أداءٌ لكمال حقها
في التقديم؛ ولا مُلجىء لجعل ذلك ترجمة من بعض رواته؛ لأنه يعترض
بأن اللائق عدم التصرف في الأصول؛ ولا مانع من كونه من كلام
المصنف. وتعبير
بهذين الوصفين الموجبين لتوثيقه ليعتمد لا تزكية لنفسه؛ كما وقع ذلك <
للبخاري وغبره.
عن كل أستاذ كامل ولو كان شابآًء لأن شأن الشيخ أن تكثر معارقه
القول المزيّف» لأن الصحيح أن مدار التحديث على تأهل المحدّث؛ فقد
حداثة السن. وبالجملة فتسميته شيخاً لما حوى من كثرة المعاني المقتضية
الحافظ وهو من حفظ مئة ألف حديث متنا وإسناداً» لم الحجة وهو من
حفظ ثلاث مئة ألف حديث. ثم الحاكم وهو مَّن أحاط بجميع الأحاديث.
ذكره المُطرّزي [ابن المطري؟]
أخرج ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» عن الزهري:
وعُلم مما ذكر أن المراد الحافظ للحديث وإن لم يكن حافظاً للقرآن
قوله: (أبو عيسى محمد بن عيسى بن سّورة) أي: ابن موسى بن
الضحاك السُلمي» بضم أوله؛ منسوب إلى بني سُليم بالتصغير قبيلة من
الخمر حذتهاء كشوارها بالضم. ويكره التسمية بأبي عيسى» لما روي أن
رجلا سمي أبا عيسى فقال النبي كَلة: «إن عيسى لا أب له» فكره ذلك
يدل عليه إجماع العلماء على تعبير الترمذي به عن نفسه للتمييز. ذكره علي
القاري نقلاً عن «شرح شرعة الإسلام».
المعرفة؛ وفتح التاء وكسر الميم» وثانيه ساكن في الوجوه الثلاثة» نسبة إلى
الشرقي يقال لها مدينة الرجال» وكان جده مروزياً نسبة لمرو بزيادة الزاي
في النسب على غير قياس ثم انتقل لترمذ»
الجامع للفوائد الحديثية والفقهية والمذاهب السلفية والخلفية؛ فهو كاف
جائعة لاا في بيته نبي يتكلّم. . وهو أحد الأعلام والحفاظ الكبار؛ لقي
شيوخه. وكان مكفوف البصر . بل قيل إنه ولد أكمه» وكان يضرب به المثل
في الحفظ. ولد سنة تسع ومثتين؛ ومات سنة تسع وسبعين ومثتين ثالث
عشر رجب