وقد تناولتها أقلام العلماء عبر العصور والأجيال. وكتبوا المجلدات
الجزاء وأوفاه. غيرٌ أن الذي يأسف له كثير من ذوي الغيرة والدين والعلم»
لم يتحروا في كتاباتهم ولم يشاؤوا أن تنضبط كتاباتهم بالدقة والقواعد
المقررة» وأقفرت مؤلفاتهم من التحقيق والوعي بخطورة الموضوع ومتطلباته؛
ولعاطفة الإكثار وشرّه الإغراب والتوسع؛ رووا الأكاذيب والخرافات الزائفة
فأحرى موضوع الشخصية المحمدية؛ وما أخطره من موضوع؛ وما أحوجه إلى
النقل الصحيح والبحث الفقيه المتماسك, فالأحداث التاريخية لأي عصر وأي
الرسول المعلم والقائد الملهم» وهي الركن الأول في طريق الإيمان. والصورة
الحية العملية التطبيقية للوحي ولمراد الله من الخلق.
وقد يكون للسلف ما يبرر هذا المنحى» لا سيما وفي آراء المحدّثين
القدامى من يذهب إلى التساهل في موضوعات. ليست من لبه «التكليف
والحلال والحرام»» والتجاوز لقواعد الصحة والثبوت في غير التشريع» من
السِيّر والأخلاق والفضائل» ويروى في هذا الاتجاه عن «سفيان الشوري» -
رحمه الله : «لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام إلا من الرؤساء
بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان فلا بأس بما سوى ذلك من
». ويذهب هذا المذهب تقاد مثل سفيان بن عيينة؛ وابن مهدي
لنصرته والتدليل على صحته. لكن كل هذا الترخيص» وهذا المذهب الذي
لا يرى في غير الأحكام منعاً من الأخذ بالضعيف» + كل هذا إنما هو في الخبر
في مقدمتها: أن لا يكون الضعف شد
فالحقيقة أن الكاتبين في الرسول الأعظم» عليه الصلاة والسلام؛ في
بعض مؤلفاتهم منكرات وموضوعات؛ يكشف عنها النقد وقواعد الحديث؛
وللاسف فإن الشك في مثل هذه المصنفات» والاغترار بهاء حجب عن الأمة
الصورة الصحيحة لرسول اللهء في صفاته وأخلاقه. وملامح النبوة في حياته
القاصرين ومفتريات الوضاعين. وهامٌ القُرّاء طويل بين أساطير الروايات التي
تتتقل بالرسول من إنسانيته ونبوته المشرقة؛ إلى رمز للغوامض ومتجمع
للغرائب» هكذا تريد بعض مؤلفات المسلمين؛ لرسول الله أن يعرفه الناس
وأن يؤمنوا به! واختلط الأمر فلم تعرف حقيقة من افتراء؛ ولا معجزة من
أسطورة» بله واقع من خيال.
ولا يخفى ما في هذا التجاوز للمعقول والخبط في المنقول» من مفاسد
تضر بالإسلام وبشخصية الرسول. وخاصة في مشثل عصرناء الذي يضج
بخصوم الحتى والإسلام؛ من مستشنرقين ومستغربين» وعالم غربي» مثل:
رسول الله خوارق كثيرة).
وضروري أن اعتقاد دين أو مذهب؛ أساسه المعرفة؛ وإذا كانت معرفة
الرسول أساس الإسلام» فكيف نحلم بإسلام أكثر من نصف أهل الأرض وهم
لا يكادون يعرفون عن رسول الإسلام شيا أو ربما لا يعرفون عنه أكثر من
ضلالات ساهم القلم المسلم في خلقها وتوفير الأجواء الفاسدة لرواجهاء
أليس أكثر المفتريات على رسول الإسلام؛ اعتمدت كتبّ المسلمين ونقلت
شيء مؤسف جداً أن نرى المسلم يسيء إلى رسوله وإلى الدين الذي
يحمل؛ ويظلم الإنسانية بصرفها عن الح والسلام والخير» وحجب معالم
الكمال والنضج المعرفي والروحي والإنساني في دين الله الإسلام.
أكثر من نصف إنسان هذا العصرء أسارى الجهل والتضليل» ومعول
هذا الهدم والتضليل بيد المسلمين» حقيقة مرة!! وهم أصحاب المنهج+؛
منهج النقد وتمحيص النقل والروايات. فكيف تعصف بهم هذه الأخطاء
إذا كان للسلف عذر في هذاء فإبقاء هذه الأخطاء واستمراريتها في هذا
في أزمنة سابقة تتخذ في مرتبة ثانية وتمارس كمكملات أو فضائل فشيء من
إلى القناعة إلا القواعد التي تواضع عليها البحث العلمي . والمذهب الذي
يرخص في الضعيف في موضوع السيرة. . لا بِذّ من تجاوزه في هذا العصر
والأخذ برأي يحى بن معين والبخاري ومسلم»؛ والذي اصطل على تسميته
(ما نقله أهل المشرق والمغرب» أو كافة عن كافة؛ أو ثقة عن ثقة. حتى يبلغ
إلى النبي 8 إلا أن في الطريق رجلا مجروحاً بكذب أو غفلة؛ أو
المهم والخطير وتجليته وتوفيره للإنسانية في أسلوب علمي يتفق والمنهج في
تجد في كتبنا المعين الأكبر.
وقد استخرت اللهء تبارك وتعالى» في دراسة (الخصائص الكبرى)
والفضائل» هي نتاج جهود كثير من المؤلفين السابقين لزمن السيوطي+؛
ونقده وتمييز صحيحه من الضعيف أو الموضوع أو المنكر» يوفر كثيراً من
متواضعة في خدمة سيرة رسول الله وسنته» وأرجو أن ينهض إخوتنا العلماء؛
بتكميل هذه البداية؛ وإغناء هذا المجهود بكثير من الجهود تحقيقاً للحق
وإبطالا للباطل . وهذا جهد المقل» فالتوفيق من الله وبيده؛ والخطأ مني»
واللهَ أسأل أن يتقبله ويتكرّم بعفو منه ومغفرة إنه المسؤول المأموك.
المؤلفات في دلائل النبوة والخصائص والفضائل
النقل والرواية ميزة هذه الأمة. والتراث الضخم الذي وزَتنّه الجماعة
المسلمة الأولى الأجيالٌ اللاحقة. تحملته أكثر من فئة» والإطار العام لهذا
التراث توزعته أنشطة الأخباريين والمحدثين. وبين الاتجاهين فوارق تبتعد
أحياناً وتقترب أخرى» وأهم ما يميز اتجاه المحدثين. قواعدهم في الرواية
والراوي» الأمر الذي لا يلتفت له الأخباريون. وأنشطة المحدثين تتمحور في
الصلاة والسلام؛ وتاريخ حياته؛ ومعجزاته وخصائصه؛ أكثر من موقع في هذا
إسلامها وبعد الإسلام» وكجزء من هذا التاريخ» نرى عنايتهم بسيرةٍ الرسول
ومعجزاته 8. ونرى مثل (الطبقات) لمحمد بن سعد (ت 188 ه)ء أقدم
وثيقة أخبارية وصلتناء وابن سعد مرجع لكثير من كتب السيرة والأخبار» بعده؛
وقد خصص لمعجزات النبي عليه الصلاة والسلام: فصل: (أعلام النبوة)ء
وبتخصيصه هذا الفصل» أقام النواة الأولى للعناية بالمعجزات وإفرادهاء وكثيرٌ
كتب الحديث بمراتبها وتغاير صياغاتهاء مرجع هام وغني في
المعجزات والخصائص؛ الترجمة لهذه المعجزات - في الجوامع
والسنن -» والجميع يمحور عنايته ومحاولات التبويب والتصنيف الموضوعي»
في (جوانب القدوة والتأسي + ومعالم النبوة والعظمة)؛ والروايات أكثرها مثقلة
بالدلالات. وللناس في الرأي والفهم مذاهب. والبخاري محمد بن إسماعيل
(ت 107 ه)ء في صحيحه. يترجم لكثير من الروايات في هذا: (باب
علامات النبوة في الإسلام»» ومعجزات كثيرة مثل انشقاق القمرء والإسراء
والمعراج+ تروى ضمن تراجم أخرى بغي الملايات . ومسلم (ت 16١ ه)ء
ونجد هذه العناية عند الترمذي (ت 174 ه)؛ في آخر المناقب؛ من جامعه.
وأصحاب السنن» أبو داود (ت 178 ه)ء والنسائي (ت 07© ه)ء وابن ماجه
(ت 79 ه)ء؛ رووا جمهرة ضخمة من الأحاديث والآثار. في المعجزات
والخصائص. وفي المسندء لأحمد بن حنيل (ت 141 ه)ء؛ ما يزيد على
واتسعت المؤلفات في (الأخبار)» وتفرعت عن الحديث كتب اللفقه
حساساً يتناوله أكثر من فصل . فكتب التأريخ» مثل (تهذيب الأسماء) للنووي +
يسرد أكثر من خمسين معجزة. وكثيراً من الخصائص» وابن كثير في (البداية
(التاريخ» للذهبي » (الجزء الأول أيضاً. . والفقه والعقائد يعنيان بهذا؛ الأول
يُنىْ بجوانب التأسي والأحكام الخاصة بالرسول. والعقائد؛ لاتصال
المعجزات بالنبوة والرسالة. ويؤكد هذا التعدد في المجالات التي
استعرضناهاء مدى أهمية الموضوع وعناية العلماء به.
واطراداً لقاعدة النمو والنضج» وكأي موضوع تتسع جوانبه؛ وتثبت
أركانه. ويستقطب المواهب والاهتمامات. استقل موضوع المعجزات عن
الكتب العامة لينفرد بكتبه وتخصص له التصانيف الجامعة. والأجزاء
المتخصصة تستقصي الروايات وتوسع القول» كجزء الخرائطي في (هواتف
الجان)؛ وهشام بن عمار في (المبعث)؛ وابن دحية السبتي في (المعراج)؛
والبيهقي في (حياة الأنبياء في قبورهم).
(أعلام النبوة) لأبي داود. صاحب السنن. وأكثر كتب الدلائل مما لا يعرف له
ذكر في جهة. غ قات في الكتب المطبوعة أو المخطوطة» وفي بعضها
(الإعلان بالتوبيخ). وخليفة في (كشف الظنون)» والكتاني في (الرسالة)؛
والزركلي في (الأعلام)؛ هذه الأسماء: (أعلام النبوة) لأبي داود السجستاني؛
(أعلام النبوة) لابن قتيية الدينوري (ت 776 ه)ء (دلائل النبوة) لابن أبي
الدنيا (ت 181 ه)ء (دلائل النبوة) لأبي بكر الفريابي (ت 301 ه) طبع
(شرف المصطفى) لأبي سعيد عبدالرحمن النيسابوري (ت 207 ه)ء (دلائل
النبوة) لثابت السرقسطي (ت 717 ه) الجزء الثاني منه مخطوطء (دلائل
النبوة) لابن فطيس (ت 407 ه)ء (دلائل النبوة) لأبي نعيم (ت 430 ه) طبع
لأبي ذر الهروي (ت 474 ه)ء؛ (دلائل النبوة) للبيهقي (ت 498 ه) طبع
(شفاء الصدور في أعلام نبوة الرسول) لابن سبع السبتي (ت 570 ه)
المجلد الأول منه مخطوط» (الشفا في حقوق المصطفى) للقاضي عياض
(ت 547 ه) طبع؛ (نهاية السول في خصائص الرسول) لابن دحية السبتي
(ت 177 ه) مخطوط» (بداية السول في خصائص الرسول) لابن عبدالسلام
(ت 130 ه) طبعء (غاية السول في خصائص الرسول) لابن الملقن
(ت 804ه) طبعء (الأنوار بخصائص النبي المختار لابن حجر
(ت 807 ه)ء (اللفظ المكرم بخصائص النبي الأعظم) لمحمد الخيضري
(ت 411 ه) طبع؛ (المواهب اللدنية) للقسطلاني (ت 477 ه) طبع (سبل
الهدى والرشاد في هدي خير العباد وذكر خصائصه وأعلام نبوته) لمحمد بن
يوسف الدمشقي (ت 447 ه) طبع بعضه. وممن ألف في الموضوع: أبو
هذا التضخم في المؤلفات فر للعلامة جلال الدين عبدالرحمن
السيوطي (ت 411 هم - رحمه الله - فكرة جمع ما تفرق من المعجزات»؛
فاعتنى بالبحث عنها وجمعهاء عشرين سنة في كتابه (كفاية اللبيب في
والفضائل لا يتحرون الصحة ولا يعنون حتى بالنسبة للنقل إلى |صوله
ومثل ابن سبع الذي بي ي أعلام النبوة والخصائص» حسسة عشر مجلداً»
وابن فطيس في عشرة أجزاء» والدمشقي في أربع مجلدات»؛ ففي هذه الكثرة
عن التعليق! ونجد النقّاد. مثل السخاوي يقول عن كتاب ابن سبع:
(1) راجع ترجمة السيوطي في البدر الطالع: 318/7 حسن المحاضرة: 151/١ إلى
مراجع السيوطي:
ولوفرة المعجزات والخصائص» كان للسيوطي عشرات الأصول التي
رجع إليهاء أو نقل عنهاء فيها كتب السير والحديث المسندة. والتفاسير وفيها
القديم» كابن مردويه وابن جرير؛ وكتب شروح الحديث والفقه» وكتب
التواريخ والفتوحات» وأجزاء في موضوعات خاصة. مثل أجزاء ابن أبي الدنيا
والبيهقي» ونرجح أنه استعان ببعض من ألف في الدلائل والخصائص» من
وله
أسلوب السيوطي في تأليف كتابه:
(دلائل النبوة)» فهو يصنف المعجزا. للأحداث؛ ولأطوار حياة النبي
وفي كتاب السبوطي جد في التبويبا» واستيعابٌ للأخبار» وتخريج
ولأمر ما تواطأ السابقون واللاحقون على التساهل في السيرة