المقدمة
الحم دل الذي أوضح طريق الهدى» وبين معالم الدين» ورفع شأن
العلم» وأعلى درجة المستنبطين» ووفقهم للسداد واتباع سبل المرشدين»
والصلاة والسلام على رسوله الذي رسم منهاج الحق وبيّنّه لجميع المؤمنين»
وعلى آله وأصحابه الهداة المهتدين .
فإن علم أصول الفقه من أشرف العلوم وأنفعها ؛ لأنه العلم الذي به
تُحرف الأدلة؛ والمصادر التي يقوم عليها التشريع الإسلامي» ويُعَرَف به طرق
استدباط الأحكام العملية من أدلتها التفصيلية على صعوبة مداركهاء ودقة
والاختلال في كيفية استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها الجزئية؛ ولأنه
العلم الذي يجمع بين المنقول والمعقول» ولا يكمل معرفة الدين إلا به.
إذن: فالحاجة إلى معرفة علم أصول الفقه حاجة ضرورية ولاغنى عنه
لطالب العلم الشرعي؛ ولذلك كان موضع عناية العلماء قديًا؛ حيث تركوا
قد ضاع لأسباب مختلفة.
فمن الواجب على العلماء والباحثين العناية به وإخراجه من ظلمات
النسيان إلى نور الأنظار» وذلك بتحقيق ما تركه علماء هذا العلم (علم أصول
الفقه) من إنتاج فكري ضخم» تحقيقًا علميًّا وفق المناهج العلمية المقررة» وقد
يسّر الله لي أن أكون أحد المشاركين في خدمة هذا التراث الإسلامي الجليل
وإحيائه بقدر ما أملكه من طاقة وجهد» فوقع اختياري بعد مشيئة الله تعالى
وإرادته على هذا الملخطوط المسمى ب «الكافي» شرح أصول البزدوي حسام
الدين حسين بن علي بن حجاج السغناقي المتوفى سنة 4 ١لاه» واستخرت
اللأعزوجل في اختيار تحقيقه موضوعا بعد استشارة وتشجيع أساتذتي
الكرام» فقمت بهذا العمل معتمدا على الله سبحانه وتعالى » فله الحمد وله
أهم الأسباب التي دفعتني إلى التحقيق واختيار هذا الكتاب موضوعًا
١ أردت الإسهام في إخراج كتاب مخطوط من تراثنا الإسلامي الذي
خلّفه علماؤنا الأمجاد ونفض"'' الغبار عن كنوزه الثمينة .
7-تزويد المكتبة الإسلامية بالكتاب بعد تحقيقه وظهوره؛ ليكون في صف
الكتب المطبوعة ولتصل إليه أيدي الجميع +
لكونه شرحا لكتاب مختصر يجمع أكثر موضوعات علم أصول الفقه ٠
4 الأجر والشواب من الله تعالى لي ولمؤلفه في إظهار علمه ونشره بين
الناس بعد خفائه؛ مما يكون سببًا في إيصال الثواب إليه إن شاء الله تعالى
© اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات رجاء الاستمرار في هذا الجهد
المبارك والمشاركة في خدمة كتب التراث وتحقيقها .
1 أنه شرح لمتن البزدوي (كنزالوصول إلى معرفة الأصول) الذي هومن
أهم المصادر في أصول الحنفية» كما قال ابن خلدون : «. . . وأما أصول
الحنفية فكتبوا فيها كثيرً . . . وأحسن كتابة المتأخرين فيها تأليف سيف
الإسلام البزدوي من أئمتهم ؛ وهومستوعب'
وقال حاجي خليفة: «. . . وهوكتاب عظيم الشأن » جليل البرهان »
انظر: الصحاح ٠٠١8/7 مادة : نفض +
() انظر: المقدمة لابن خلدون ص 457 ط4 .
محتو على لطائف الاعتبارات بأوجز العبارات ...996
وقال محمد عبد الحي اللكنوي عنه اكتاب كبير . .معتبر معتمد» !"
وقال عبد الله المراغي عنه : «والمطلع عليه يدرك مقدار إحاطته بفن
الأصول . . . وقد كان لأصوله أهمية عظيمة دعت العلماءً إلى الاعتناء
من أول الشروح التي أخذ عنها الآخرون» ومنهم : عبدالعزيز البخاري وإن لم
يصرح بذلك""؛ كما استفاد كثير من علماء الحنفية من هذا الكتاب في
تأليفاتهم» ومنهم : ولي محمد خجندي"*' في شرحه لكنز الدقائق المسمى ب
«مستخلص الحقائق»؛ حيث قال في مقدمة كتابه ص 8: «. . . فأردت أن
أجمع لهم الأصول والفوائد والصور والدلائل» من الكتب التي تلقاها
الفضلاء بالقبول» مثل : شروح الهداية . . . و. . . ومن كتب الأصول:
أصول فخ رالإسلام علي البزدوي وشرحيه الكشف والكافي ٠١ ٠٠انتهى .
١ - أنه كتاب من الكتب النادرة التي لم تطبع حتى الآن ولم يسبق نشره +
لم يطبع من شروحه سوى كشف الأسرار لعبدالعزيز البخاري.
4.حسن أسلوب شارحه » وجودة عرضه » وغزارة التطبيقات الفقهية
)١( انظر: كشف الظنون /١ 117-117
(©) انظر : الفتح المبين /١ 137
والاستدلالات النقلية والعقلية فيه.
٠ - شموليثه لأكثر موضوعات علم أصول الفقه ومباحثه التي يحتاج
إليها العالم والمتعلم -
١ وللمركز العلمي لشارحه ؛ لأن شارحه من العلماء الأفاضل ؛ وله
مؤلفات عدة في فنون مختلفة'"؛ ولم ينشر له كتاب_ على ما أعلم .حتى يومنا
+ استدلال الشارح بالآيات » والأحاديث » والآثار ؛ والأشعار ١
١٠“ _ عدم اكتفاء الشارح بذكر الخلاف في المسائل الأصوا والفقهية بين
كالمعتزلة ؛ والمرجئة » والخوارج . . . ووجه استدلالهم مع مناقشتها ؛ وبيان
الراجح والمرجوح والفاسد منها .
كما أن الكتاب يتميز بمنهج الاعتدال بين التوسع والاختصار » كما قال
مؤلفه: «. . . واكتفيت عن ذكر المناسبات والانحصارات وسائر ما يعاد ذكره
(7) انظر: اللوحة رقم ١ من نسخة رقم أ
والنظائر المرتكمة00 !"0 .
٠ . ثناء العلماء من بعده عليه » منهم : قول أبي محمد أحمد بن محمد
كفى من كل شرح كان كاف جميع العالمين كتاب كاف
لقد أنهاء في الإملاه عبر بتابيدالهيمن وهوكاف
إمسام المي الرذفي”" همافادا ارنجي ير ْ-
لقدفات الشروح فضاع قولي . وتشبيهي بمثل وحرف كاف
. -وبسبب وصف العلماء لشارحه!"" ١
انظر : المعجم الوسيط ص *177» مادة : ركمه.
() انظر : اللوحة رقم 188 من نسخة أ.
(© لم أقف علي ترجمته؛ لكنه ناسخ نسخة أكما هوفي آخر الكتاب .
)0 اللوذعي : الذكي المتوقد. انظر: الرائد 1767/1
)0 الأريحيا: : الواسع الخلق . أنظر: الصحاح ١/77/1؛ مادة : روح ٠
(8) الطَرُ: الجماعة .
انظر: المعجم الوسيط ص004 مادة : الطرء
(4) انظر : اللرحة رقم 197 من نسخة أ
الصعوبات التي واجهتني أثناء التحقيق :
لقد واجهت خلال تحقيق هذه المخطوطة عدة مشاكل» منها :
٠ صعوبة قراءة المخطوط في بعض الأماكن» وهذا قليل ١
7 - صعوبة توثيق بعض نصوص المخطوط» فإنه نقل كعادة المتقدمين-
من غير أن يشير إلى المصدر الذي نقل عنه؛ وقد نقل عن الكتب المفقودة الآن
أو النادرة الوجود » كى :
أ أدب الكتاب .
ث أصول الدين لأبي عصمة'"" .
جٍ بديع الإعراب* .
ح- تبصرة الأدلة لأبي منصور الماتريدي!'" :
اخ الموصل في شرح المفصل للمؤلف"” ٠
() انظر : ص(404).
د مختصر التقويم للأرسابندي!" .
ذ منتخب التقوم”" .
زمهذب الترجمان" .
س-مختصرالحاكم .
ص - النفقات البرهانية"" .
نظم الجاممل + .
*-.صعوبة العثور على بعض الأحاديث والآثار الواردة فيه التي شاع
ذكرها عند بعض الأصوليين والفقهاء في كتبهم » وقد لا يكون لها أصل في
كتب الحديث والآثار » من ذلك :