وقال كلةٍ: «أنا دعوة أبي إيراهيم!"".
واستجاب الله له. ولكنه قدم (التزكية) على (العلم)؛ لأن النفس تتحصل على
صاحب العلم نفسه.؛ ولا يتم ذلك على وجه الكمال إلا بقواعده
وأحكامه» وعلى كل حال؛ فالامتنان حاصل ببعثة الرسول كَل ويلاحظ هنا
أمور منهجية مهمة؛ لا ينبغي ألبتة أن تغيب عن طلبة العلم؛ هي
- أيضًا - ارتباط وثيق بين (العلم) و(
ثانيًّا: أسوأ أنواع الضلال هو امتزاج (الشهوات) ب(الشبهات)؛ ولذا وصف الله
:8 وسبب ذلك وجود (الظلم) و(الجهل) عندهم؛ فيتولد من
عدم التزكية (الظلم)» ومن عدم العلم (الجهل)؛ ومزيجهما هو (الضلال المبين).
١ - إن الإنسان لما حمل التكاليف الشرعية كان (ظلومًا) (جهولًا)»
وهذان الوصفان بالترتيب المذكور لا يزولان إلا ب(يزكيهم) و(يعلمهم)؛
فانسجم تقديم التزكية على العلم مع صفتي حامل الأمانة
المقدمة 0
» الأصل في الإنسان أنه ظالم جاهل؛ حتى يقوم البرهان على خلاف
قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (0001//16:
جَهُلًا [الأحزاب: 77]؛ ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان
عن الظلم والجهل إلى العدل».
الناس من القضاة وغيرهم ثلاثة أصناف: العالم الجاثرء والجاهل الظالم؛
صاحب حرب و متولي ديوان؛ أو منتصبًا للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي
وقال ابن أبي تغلب في «نيل المآرب» (404/7):
«وقال الشيخ: ومن قال: الأصل في الإنسان العدالة. فقد أخطاء وإنما
في نقولات كثيرة شهيرة'"؛ أجملها وبيّن وجه الحق في هذه المسألة
المهمة الصنعاني في اتوضيح الأفكار» (1544/7 - 186)؛ قال معلقًا على قول
صاحب اتنقيح الأنظارة:
«ولأنها أي: العدالة الأصل في أهل الإسلام»؛ قال:
«اعلم أن هذه مسألة خلاف بين الأمة؛ منهم من ذهب إلى أن الأصل
الفسقء وهو الذي ذهب إليه العضد وصرح به في «شرح مختصر ابن
4/9 )( . سيأتي قريبًا ذكر لبعضها )١(
قاموس البدع
وبأن الفسق أغلب» وقد حققنا في «ثمرات النظر»”'" أن الأصل أن كل مكلف
يبلغ سن التكليف على الفطرة؛ كما دل له حديث: «كل مولود يولد على
الفطرة؛ وفي معناه عدة أحاديث”"» وفسر به قوله تعالى -: لا
حكم ما لابسه؛ وقد أشار سعد الدين في «شرحه على شرح العضدة”" إلى
الأغلبية إنما هي في زمن تبع التابعين» لا في زمن الصحابة والتابعين
ثم يفشو الكذب». وعلى هذا التقييد يتم القول بأن الأجيل آي الأغلب -
وقد استدل الجلال في «نظام الفصول» على أن الأصل هو الفسق بقوله
قليل بالنسبة إلى الكفار؛ كما يدل عليه سياق الآيات؛ لا أن المراد أن
أنه يحمل الفرد المجهول على الأعم الأغلب؛ وهو أنه يحمل المسلم
رح الكوكب المنير» (419)؛ «شرح منهاج الوصول» (250/7؛ وقول جماعة من
المقدمة
المجهول العدالة على الفسق غير صحيح؛ لأنه ليس لنا أن نفشق مسلمًا
مجهول العدالة لأجل أن الأغلب الفسق؛ لأن هذا تفسيق بغير دليل من نص
أو قياس مع قولهم: «لا تفسيق إلا بقاطع»؛ بل نقول: يبقى المسلم المجهول
بل يبقى على الاحتمال حتى يبحث عنه ويتبين أي الأمرين يتصف به؛ وينبغي
هو الأصل كاف».
يزول الإشكال الواقع هذه الأيام بين طلبة العلم في هذه المسألة؛ والله المستعان.
فحسن السمت مأخوذ من فيُرَحكِييمْ» [البقرة: 174]» والفقه في الدين
وجه التمام والكمال» فتمام وكمال العلم (اليقين)؛ وتمام وكمال التزكية
١ - الصبر على فعل الطاعات.
١ الصبر على ترك المعاصي والمتكرات.
الصبر على المتاعب والشدائد في سبيل الدعوة إلى الله تعالى -
؛ - الصبر على قضاء الله وقدره.
ولا نبعد عن الحقيقة إن قررنا هنا أن سبب تخبط الناس وضياعهم؛ هو
له قاموس البدع
عدم تحقق هذين الأمرين فيهم على وجه كفائي بالقدر اللازم والواجب؛
والواجب على الأمة أن يكون فيها ورثة للرسول 8؛ يعملون بمهمته: يزكّون
ويعلمون؛ وحيذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله تعالى -.
وأئمة الدين (العلماء العاملون الربانيون) هم من تحققت فيهم أعلا
قال الله تعالى -:
ُقَنْنَ» [السجدة: ؟» فحصّلوا التزكية والعلم على وجه التمام والكمال.
سورة الصفء تزكية وتعديل ضمني لجميع من استجاب للنبي قي في حياته؛
وذلك أن النبي ل قام بمهمتّيه؛ ووثّقه الله يق على وفق سنته الكونية
كذلك إلا بتحقق التزكية والعلم فيهم ولديهم» قال ابن القيم؟" في تفسير آية
فيكون التأخر وعدم اللحاق في الفضل والرتبة؛ بل هم دونهم فيكون عدم
هدى الله الذي بعث به رسوله ولم يرفع به رأسًا فهو من الصنف الثالث؛
)١( ولذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية قلغ كثيرًا ما يردد: «بالصبر واليقين تُنال الإمامة
() في «الرسالة التبوكية» (37).
المقدمة 17
ثمن ا( .
تبرهن لنا من خلال ما مضى: أن الله تعالى جعل الخير كله في
ولا سيما في زمن غربة الدين؟
هذا ما نادى به المصلحون من الأولين والآخرين ممن سار على منهج
السلف الصالحين» وكان من آخرهم شيخنا المحدث العلامة محمد
شعار (التصفية) و(التربية) لإصلاح الأمة؛ وهذا الشعار فيه وسائل تحقيق
(العلم) الصحيح الصافي» الذي من خلاله تتحقق معرفة الإسلام النقيّ الذي
أنزله الله على قلب النبي كَمة؛ ولا يكون ذلك إلا بتصفية العلم الشرعي مما
وكان من أسباب دخول البدع في الشرع الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
والموضوعة»؛ والاستدلال بها على أنها مصدر من مصادر التشريع والأحكام»؛
ولذا توججهت عناية شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى ببيان الصحيح من
قليلًا في تحقيق هذا المقصد العظيم» وترجم ذلك في جهود عظيمة؛ وآثار
جليلة» في مشروع كان يطلق عليه (تقريب السنة بين يدي الأمة).
وكان يستطرد في كثير من الأحايين في بيان الآثار السيئة للأحاديث
.)17( «مفتاح دار السعادةة )١(
() له كلك بهذا الخصوص محاضرة جيدة؛ ألقاها في المعهد الشرعي بالأردن منذ أكثر
من ثلاثين سنة؛ نشرت سنة ١1847ه؛ عن المكتبة الإسلامية بعنوان «التصفية والتربية
قاموس البدع
المشروع الجليل!
وكانت تمرّ بي في أوقات قراءتي لكتب الشيخ - أولًا بأول تنبيهات
وكنت وإخواني من تلاميذ الشيخ ومحبّيه؛ ننتظر تلك الساعة التي يتفرغ
فيها الشيخ لهذا المشروع العظيم» ولكن وقع قدر الله تعالى -»؛ فحصلت
فما زال عندي مذ ذاك الزمن خاطر يقلقني» وهاجس يثور بي بين الفينة
والفينة: لماذا لا يجمع كلام الشيخ الإمام رحمه الله تعالى - في هذا
وتآليفه - امتاز بدقة متناهية؛ ولم يترك شبهة للخصم إلا وفتتحاء وذكر أصل
هذه البدع ومستندهاء وتكلم بما لا مزيد عليه على عدم صحة هذا المستند؛
ولم يهمل أسماء من ذكر هذه البدع من العلماء المحققين المحررين» وعمل
في بعض كتبه على الاستقصاء والاستيعاب التام لمفردات البدع؛ مثل: بدع
الجنائز» وبدع الحج» فاتجهت الهمة؛ وقصد القلب إلى جمع كلام الشيخ
-١ «آداب الزفاف في السنة المطهرة»»؛ المكتبة الإسلامية عمان.
(مقالات)؛ وما صدر بمراجعة الشيخ - من محاضرات على هيئة كتييات» وجعلناها
«الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات»
(تخريج)؛ المكتب الإسلامي؛ الطبعة الرابعة؛ سئة 468 1ه
«الأجوبة النافعة عن أ. مسجد الجامعة»؛ المكتبة الإسلامية؛
«الاحتجاج بالقدر» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي الطبعة السادسة؛ سنة
«أحكام الجنائزه» المكتب الإسلامي» الطبعة الرابعة؛ سنة 1467ه-
«أحكام الجنائز»» مكتبة المعارف» الطبعة الأولى 1417ه.
«أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب» (تخريج)» المكتب
الإسلامي»؛ الطبعة الأولى» سنة 1414ه.
«الأدب المفرد» (تخريج)؛ دار الصديق» الطبعة الثانية؛ سنة 1471ه.
«إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل»: المكتب الإسلامي+؛
الطبعة الثانية؛ سنة 466 ١ه
«إزالة الدهشة والوله» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي» الطبعة الأولى؛
سنة 414اهء
«الإسراء والمعراج»+ المكتبة الإسلامية. الطبعة الأولى» سنة 471١ه.
«إصلاح المساجد من البدع والعوائد» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي؛
«اقتضاء العلم العمل» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي؛ الطبعة الخامسة؛
سنة 44 اه
«الإيمان لابن تبمية» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي» الطبعة الثالثة؛ سنة
«الإيمان لا شيبة» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي» الطبعة الثانية؛
«الإيمان لأبي عبيد» (تخريج)؛ المكتب الإسلامي» الطبعة الثانية؛
٠8 - «بداية السول في تفضيل الرسول» (تخريج)» المكتب الإسلامي»
4 - «تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد»؛ المكتب الإسلامي؛ الطبعة
٠ - «تحريم آلات الطرب»؛ مكتبة الدليل» الطبعة الأولى؛ سنة 413 1ه.
-١١ «تخريج أحاديث مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام؛ المكتب
الإسلامي؛ الطبعة الأولى؛ سنة 465 ١ه.
7 - «تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر والرد على من
ضعفه»؛ المكتب الإسلامي؛ الطبعة الثالثة؛ سنة 14607ه.
7 - «التعليق على تأسيس الأحكام» (مراجعة)؛ الجزء الأول» دار علماء
السلف» الطبعة ١
الطبعة الأولى؛ سنة 476١ه.
٠ - «تلخيص أحكام الجنائزه؛ المكتبة الإسلامية» الطبعة الأولى.
+ - «تلخيص صفة الصلاةا؛ المكتب الإسلامي.
7 - «تمام المنة في التعليق على فقه السنة»؛ دار الراية للنشر والتوزيع»
8 - «التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل» (تخريج)؛ المكتب
4 - «التوسل أنواعه وأحكامه»؛ المكتب الإسلامي؛ الطبعة الخامسة؛ سنة
٠ - «الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب»؛ دار غراس» الطبعة الأولى+
سنة 177 اه
١ - «جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة»؛ المكتبة الإسلامية؛ الطبعة
الأولىء سنة 517١ه.