-تعلمًا وتعليمًا- على سائر فروع العلم الشرعي وذلك لأسباب عدة منها:
أولاً؛ العقيدة أصل الإسلام» وأساس الملة؛ ولا تُقبل الأعمال وتصلّح الأقوال
وقال 1 «ما من مولود إلا يولد على 7+ 0 يهودانه ويتصرانه؛
وقوله كَ : «رألا إن ربي أمرب أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذاء كل مال
نحلته عبدًا؛ حلال؛ وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم»!".
رانك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى»".
له هي العلم؛ ومصدر الإيُمان والعلم هو الوحي» فجزاه الله عنا خير الجزاء» ما
تامع ايساد
)١( صحيح: البخاري (18488)» ومسلم (350/8) (17) من حديث أبي هريرة ل
(1) صحيح: مسلم (183) (17) من حديث عياض بن حمار المجاشعي فله.
(©) صحيح: البخاري (0/7171؛ ومسلم (14) (321) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
ويقول جندب بن عبد الله البجلي غقه: تعلمنا الإيُمان» ثم تعلمنا القرآن»
فازددنا إِيْمانًاء.
ويقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: لقد عشنا بُرهة من الدهر وإن
أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن.
وهاك بعض الأمثلة قصها الله يك علينا مُبيئنًا منهج الأنبياء وأساس دعوتهم:
وقال الله تعالى على لسان هود اكيا:
وقال الله تعال على لسان شعيب اق: الى مَديَنَ أَعَاهُ
وقال الله تعال على لسان محمد قله : فِقُل يها اناس إلي رَسُولٌ الله إلَْكُمْ
7 مقدمة المحقق
وهكذا كان منهج الأنبياء في دعوتهم فيبدءون بترسيخ العقيدة الصحيحة
وانظر إل "8 الصورة الأخرى الرائعة؛ وهي دعوة غلام أصحاب الأخدود
لقومه حينما جاءوه سائلين له أن يشفيهم من أمراضهم» ويُذهب عنهم أسقامهم
-وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء بإذن الله-
وهذا نبينا ك8 يأتيه سفيان بن عبد الله الثقفي سائلاً أن يقول له في الإسلام
كيف لا؟! وكلمة التوحيد هي أساس يرجنا الكلمة؛ وهي دعوة المسلمين
4# صحيح: مسلم (3006) من حديث صهيب )١(
قدمة المحقق
آخر هذه الأمة إلا يما صلح به أوها"» فدعوتنا اعتقادًا هي: لزوم عقيدة أهل السنة
والجماعة؛ وأما تعبدًا فهو: لزوم السنة والطاعة؛ وترك البدعة والمعصية؛ وأهل السنة
كل على من عاداهم ويسعى بذمتهم أدناه لا المنهج الأفيح الذي هو من أصول
البدعة والمبتدعين» واقرأ لذلك صدر: "مسند الدارمي"؛ و"شرح أصول الاعتقاد"»
وغيرها مما يصعب حصرهاء وسيأتيك من كلام المصنف نقلا عنهم شيء
ومن باب: من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال؛ نذكر
للطائعين» وما توعد به العاصين.
أن النجاة لا تكون إلا بها في الآخرة؛ والبشارة للموحدين في الدنياء ودخول
الخلود في النار لمن حقق التوحيد واعتقد العقيدة الصحيحة -ولو كان من أصحاب
الكبائر- وهي أيضًا السبب الأعظم في تفريج كريات الدنيا والآخرة؛ فهي الفلاح
ويها الفوزء وهي المرجحة لدخول الجنة وتكفير السيئات» والهداية في الدنيا والأمن
في الآخرة؛ فيئبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة؛ وبها تحصل
العلماء بها كانت أكبر العناية؛ وبين يديك أخي القارئ الكريم صورة من صور هذا
الاهضام ألا وهو التصنيف فيهاء وها هي رسالة شيخ الإسلام وإمام المسلمين بحق
-كما قال عنه البيهقي- الإمام المحدث المفسر أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني المتوقى سنة 48 4ه؛ وأنقل لك أخي القارئ الكريم ترجمته من السير.
تتعنة 5:9 _____ببتبسسلت
ترجمة المصنف
أبر عثمان إماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر
ولد سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة. .
وأول مجلس عقده للوعظ إثر قتل أبيه في سنة ثتين وثمانين وهو ابن تسع
حدث عن: أبي سعيد عبد الله بن مُحمَّد بن عبد الوهاب» وأبي بكر بن مهران»
قال أبو بكر البيهقي: حدثنا إمام المسلمين حقاء وشيخ الإسلام صدقًاء أبو
عثمان الصابوني. ثم ذكر حكاية"”".
قال أبو الحسين البغدادي: "كان الشيخ الإمام أبو الطيب إذا حضر تفلا من
محافل التهنعة أو التعزية أو سائرها ما لم يكن يقصد إلا بحضوره؛ فكان المفتح
والمختتم الرئيس بإجماع المخالف والموالف المقدم أمرًا بإلقاء مسألة» وكان المتفقهة لا
يسألون غيره في بجلس حضره؛ فإذا تكلم عليهاء ووتّى حق الكلام فيها وانتهى إلى
آخرها أمر أيا عثمان الصابوني فترقل الكرسي "أي صعد إليه بسرعة" وتكلم للناس
.)41/18( تهذيب تاريخ ابن عساكر (71/3 7©) نقلاً عن حاشية السير )١(
ل مقدمة المحقق
على طريق التفسير والحقائق ثم يدعو ويقوم أبو الطيب فيتفرق الناس وهو يومئذ في
أوائل سنه".
وقال أبو عبد الله المالكي: "أبو عثمان ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في
الحفظ والتفسير".
وقال عبد الغافر في "السياق": الأستاذ أبو عثمان إسماعيل الصابوني شيخ الإسلام
المفسر المحدث؛ الواعظ» أوحد وقته في طريقه؛ وعظ المسلمين سبعين سنة؛ وخطب
حريصًا على العلم» سمع بنيسابور وهراة وسرخس والحجاز والشام والجبال؛ وحدث
بخراسان والهند وجرجان والشام والثغور والحجاز والقدس» ورُزق العز والجاه في
الدين والدنياء وكان جالاً للبلده مقبولاً عند الموافق والمخالف؛ بجمع على أنه عدم
النظير» وسيف السنة» ودامغ البدعة؛ وكان أبوه الإمام أبو نصر من كبار الواعظين
بكر بن فورك؛ ويعجبون من كمال ذكائه؛ وحسن إيراده» حى صار إلى ما صار
قال الحسين بن مُحمّد الكتبي في "تارينه": في المحرم توفي أبو عثمان سئة تسع
وأربعين وأربعماثة.
وقال السُلفي في "معجم السفر": سمعت الحسن بن أبي الخر بسلماس يقول: قدم
جدي أحمد بن يوسف الخلالي» فقام بجميع مؤنه» وكان يعقد مجلس كل يوم» وافتّن
الناس به» وكان أخوه فيه دعابة» فسمعت أبا عثمان يقول وقت أن ودع الناس: يا
أهل سلماس! لي عندكم أشهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بهاء ولو بقيت
مقدمة المحقق بر
قال عبد الغافر في "تاريخه": "حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعظ» فدفع إليه
كتاب ورد من بُخارى» تخم ل على ذكر وباء عظيم بهاء ليدعز لهم؛ ووصف في
الكتاب أن رجلاً أعطى حبّارًا درضاء فكان يزن» والصانع يخبز والمشتري واقف»
فيه وتغير» وغلبه وجع البطن؛ وأنزل من المنبر يصيح من الوجع» فحمل إلى حمام»
فبقي إلى قريب المغرب يتقلب ظهرًا لبطن» وبقي أسبوعًا لا ينفعه علاج» فأوصى
زين الإسلام من طوس في التعزية لشيخ الإسلام: أليس لم يَخْسُرٌ مَُْرٍ أن يكذب
علي رسول الله ف في وقته؟! أليست السنة كانت بمكانة منصورة؛ والبدعة لفرط
لا كبوة له شيضًا لا هفوة له؟! يا أصحاب الحابر» وطؤوا رحالكم؛ قد غيب من
كان عليه إلامكم» ويا أرباب المنابرء أعظم الله أجوركم» فقد مضى سيدكم
كل فن لا يقعد به شيء؛ وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة» وكان من حفاظ
قلت -الذهبي-: ولقد كان من أئمة الأثر» له مصنف في السنة واعتقاد السلف
ما رآه منصف إلا واعترف له
قال معمر بن الفاخر: سمعت عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة؛ سمعت إجماعيل
قال عبد الغافر: ومما قيل في أبي عثمان قول الإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن
أودى الإمسام الحبر إجماعيل . لهفي عليه ليس منه بديل
بكت السما والأرض يوم وفاته . وبكى عليه الوحي والنزيل
والشمس والقمر المنير تناوحا | حزئًا عليه وللنجوم عويل
أين الإمام الفرد في آدابه ما إن له في العالمين عديل
لا تخدعحعك منى الحياة فإلها ثلهي وننسي والنى تضليل
وتاهين للموت قبل نزوله .. فلموت حتم والبقاء قليل
.)44-45/1/( وهو كتابنا هذاء وراجع "سير أعلام النبلاء" )١(