أصوفا + وربطها بمذاهب الفقهاء» ومقالات المتكلمين .
منها عرضة للنقد » وأن يوازن بين مذهب القابسى وبين المذاهب الحديثة ى
التربية التعلم +
نال أحمد فؤاد الأهوانى برسالته حين قدمها إلى كلية الآداب إجازة
الدكتوراه ؛ وهو إذ ينشر اليوم هذه الرسالة فى الناس» جدير أنينال
كله » والثناء الحميل +
مقدمة المؤلف
نظام اجماعى ينبع من فلسفة كل أمة ؛ وهو الذى يطبق هذه الفلسفة
أويبر زها إلى الوجود . ولقد نادى الفلاسفة من أقدم العصورحتى اليوم © من
أفلاطون حتى ديوى » بوجوب الاهيام بالتربية + باعتبارها ممثلة الغرضين السابق
ذكرهما انعكاس فلسفة الأمة وتطبيقها عملا . غير أن أفلاطون + وكذلك
الخارية » وأراد أن يفرض فلسفة جديدة © هى المثالية » أعلنها فى ماورة
الجمهورية . فلما اكتملت عنده هذه الفلسفة ذهب إل أن حمل الناس عليها
إنما يكون بنظام جديد من التربية + فصل فى الجمهورية» وبين ما ينبغى أن
يتعلمه الصبى والشاب والرجل » وما يجب أن يُغفله . وآخر مرحلة من مراحل
هى الفلسفة الى يشرع الطالب فىتعلمها فى سن الحامسة والثلاثين .
ونحن نذكر أن أفلاطون أراد أن يعلم ملك صقلية ؛ فبدأ بالهندسة الى كان
حاكاً . ولكن الملك الشاب ضاق ذرعاً بذلك النظام التربوى » وقبض على
وف الوقت الحاضر نجد التربية صدى فى كل أمة لفلسفتها © وهى ١
الحديثة ؛ . والمقصود منها معارضة النظم ية فى التربية الى كانت تجعل
الطالب مجرد آلة تستقبل المعلومات وتحفظها » دون أن يكون للطالب نشاط
أو فاعلية . على المكس من ذلك تنادى الآربية الحديثة بأن يكون الطالب
« فاعلا» ؛ هو الذى يحصل ؛ وهو الذى يعلم نفسه بنفسه » وليس موقف المعلم
منه إلا مرشداً . وبعد © فإن” أساس التربية الحديثة + فى الدول الغربية 6 هو
الحرية » والديمقراطية ؛ والفردية .
والثربية الإسلامية هى أيضاً جهاز اجبّاعى يعبر عن روح الفلسفة الإسلامية
من جهة وهذا الحهاز هو الذى بحقى تلك الفلسفة من
التى عليه"السلام منذ أول ظهور الإسلام إلى أهمية التربية
وأمر يتعلم القراءة والكتابة + ولم بيكد القرن الثانى الهجرى يطلع حتى كان ثمة
اجهاز تربوى متغلفل فى كل ناحبة من نواحى المجتمع الإسلاى ابتداء من
الكتاتيب النى تعام الأطفال والصبيان » إلى المدارس العليا الى تعلم الكبار .
التربية محققة لروح[الإسلام .
ونا أننسأل اليوم : هل الربية الخارية فى الوقت الحاضر فى الدول
الإسلامية معبرة عن الإسلام » ويحققة له ؛ بحيثيتخرج الطالب فى المدارصس
حو الكلمة » كاكان المسلمون منذ عشرة قرون ؟ أم أن
ا ثم التوفيق بين الإسلام والثربية اديع قبل أ أسامن يرو:؟ كات
الم فى الوقت الحاضر إسلامية ؟
كل هذه”الأسئلة لن يتيسر الإجابة عنها إلا بالرجوع إلى التربية الإسلامية
فنقول :
صحبت الأربية الإسلام منذ بدء ظهوره وانتشار نوره على يد النى الذى
أرسله الله تعالى إلى الناس كافة يعلمهم أمور دينهم ودنياهم » ويرشدهم إلى
الطريق المستقم . فكان رسول الله صلى لله عليه وسلم أول معلم فى الإسلام +
أنزل حتى اليوم ؛ يحفظه المسلمون ويرجعون إلى أحكامه » ويبتدون بآياته ©
للكتاب ؛ ونبراساً يهتدى بها المسلمون فى سلوكهم » فلا غرابة أن يمتاز الإسلام
الإسلام . فقد كانت هناك قبل ظهور الإسلام أنواع ثلاثة من الثر
السيادة فى الشرق الأوسط : الأول التربية الفارسية» والثانية ال بية الإ
والثالثة التربية المسيحية . وكان لكل نوع منها طابع خاص ميزها ويعتمد على
روح الفلسفة الممثلة لكل منها. وينبغى أن نعم أنه علالرغم من أن الإسلام
يعد انتشاره فى الأمصار المختلفة قد اتسع لأدب الفرس » وفلسفة اليوان +
وأنظمة الروم» ورهيئة المسيحبة : إلاأنه ظل أقوىمن تلك الثقافاتجميعاً +
ما عداها + وأصبحت ذات خصائص واضحة المعالم بارزة الميات .
وحيث كان العالم الإسلاى فى جميع أنحاء الأرض آخذاً البوم فى ثورة
ينفض فيها عن نفسه غبار الحمود © ويدفع فيها عن نفسه رغبة الغرب فى
العدوان » حتى بحفظ كيانه ؛ فقد برزت مشكلة الترببة الإسلامية إل الصف
الأول ؛ وأصبحتموضع تفكير كل مسلم .نعى كيف ينبغى أن تكون التربية
الحديثة الإسلامية حى تتلاءم مع العالم الحديد الذى نعيش فيه .
وقد لاتحس الدول العربية » مثل مصر والشام والعراق والمغرب ؛ بهذه
المشكلة » بمقدار ما تشعر بها الدول الى هجرت الاغة العربية + مثل إيران
البعد عن اللغة العربية . ذلك أن أساسالتربية الإسلامية كا ذكرنا هو القرآن +
الذى يتلوه الصبيان وبحفظونه فى الدول العربية بحكم اتخاذم هذه اللغة أداة
فاهم والحديث.
وقد جمعت الآربية الإسلامية منذ أول ظهورالإسلام بين تأديب النفس+
وتصفية الروح » وتثقيف العقل : ونقوية الخسم ؛ فهى تعنى بالتربية الدينية
والحلقية والعلمية والحسمية » دون تضحية بأى نوع منها على حساب الآل .
فن المعروف أن النى عليه الصلاة والسلام افتدى أسرى بدر بتعليم عشرة من
أبناء المسلمين القراءة والكتابة . ومن وصايا عمر بن الطاب أن يعلم المسلموتة
أبناءم السباحة والرماية .
وتبدأ التربية الإسلامية فى البيت عن طريق المحاكاة والتلقين. ذلك أن
الطفل ينشأ فيرى آباءه يقرمون القرآن +
وغير ذلك من الشعائر الدينية المختلفة » فتتطبع فى ذهنه هذه الصورة ١ ويتأثر
خطاها بالتقليد ؛ فإذالم يتأثر بالمحاكاة دأفع إلى تعلم القرآن و إلى إقامة الصلاة
الإسلام الركين ؛ وهى الفاصل بين الإسلام والكفر » وهى الصلة بين العيلد
والرب » وهى ذكر الله على التحقيق » لأن الصلاة فضلا” عن أنها وقوف بين
يدى الله » وانقطاع عن العالم المادى ؛ وإقبال على العالم الروحى + فإنها -
با يقرا فيها من القرآن » الذى هو كلام الله وتتزيل من رب العالمين ذكر له
تعالىء وتذكرٌ بما أوصى به عباده ونصحهم الخير أنفسهم .
الإسلام » لم يقبل أبو بكر أىانهاون فى وقف الصلاة والزكاة أو تخفيفهما +
بل دفع جيوش المسلمين إلى حرب المرتدين حتى يذعنوا لأمر الإسلام » ويقبلوا
أداء فروضه كا أنزلت . ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم » لا يزال المسلمون يأخذون
أولادم بالصلاة ١ فينشأون بذلك على تربية إسلامية فى جميع مشارق الأرض
ومغاربها
فإن شئنا أن يستمر الإسلام على مكانته : فلينا أن نحفظ هذه القاعدة
غير أن الإسلام مع اتساع العمران ؛ وارتفاع شأن الحضارة » قد اضطر
إلى تنم أمر التربية الى خرجت من نطاق البيت إلى مجال_المدرسة ؛ حيث
يقوم على أمر التربية معلمون احترفوا هذه الحرفة © واختصوا بهذه الصناعة +
ونشأت من أجل ذلك ثلاثة أنواع من الميسات هى : الكتاب ؛ والمدرسة +
والمسجاد .
يقيمون الصلاة » وبصومون رمضان»
أما الكتّاب فهو بالمدرسة الأولية أوالابتدائية أشبه . ولم تكن الدولة هى
النى تعين الكتا عليها ؛ وتدبر أمر خطة التعلم فيها » بل ظلت
الكتاتيب ؛ منذ أنشنت قد ما مع ظهو رالإسلام » نظاما حر يعمد على استقلال
بعض المعلمين بافتتاح مكاتب للتعلم ؛ وكانت فى بعض العصور تعان من ذوى
اليسار » أو من الأوقاف النى بحبسها أغنياء المسلمين .
والغرض الأساسى من الكتنًا شاب هو تعلم الصبيان القرآن والقراءة والكتابة +
وبعض النحو والعربية والحساب . وكان ١ مع الصباح إلى الكتاب
يحملون الألواح الى يكتبون فيها الآيات القرآنية الى يحفظونها . وقد جرت العادة
أن يكون معلم الكتاب من الذين يحفظون القرآن والعلوم الدينية والفقهية + فهو
فقيه أتم تعليمه على شيخه + ازة بالتعليم . وكان المسلمون إلى زمن
قريب - نعنى إلى أ لم فى مصر والشرق العرنى وأصبحت
يستمر فيها الصبى حتى سن البلوغ + فيحفظ إما بعض القرآن أو كله » والقراءة
والكتابة ومبادئ الحساب . وكان الصبيان يحفظون من القرآن جزدى دعم »
و « تبارك » على أقل تقدير ٠ ونم من كان يتم « ختمة » القرآن +
صفوة القول » أن المحور الذى يدور عليه التعليم فى الكتاب على يد الفقيه +
هو حفظ القرآن وما يتصل به من معرفة للنحو واللغة والأدب » وما يتصل بالتعالم
الدينية من عبادات كالصلاة وسائر الفروض الأخرى . وبذلك يمكن القول :
وتارة بالابتدائية » وأخرى بالأولية + أو مدارس المرحلة الأول الموازية لكت
إن نصيب الربية الإسلامية فيها أقل بطبيعة الحال مما كان ف
الكتاتيب : وذلك بحكم اتجاهها نحو العلوم الحديثة من جهة ؛ وازدياد عدد
تلاميذ كل مدرسة وعدد تلاميذ كل فصل من جهة أخرى ؛ بحيث لا يتمكن
العم من العناية بجميع التلاميذ + وبحكم عدم وجود أماكن للقيام بالعبادة
كالصلاة فى أوقانها فى هذه المدارس الضيقة ولذ
صغير ملحق بكلمدرسة ابتدائية فى المستقبل حتى تَ
بطريقة عملية » لا نظرية
وقد جرى العرف فى الزمن القديم أن ينتدب الأغنياء معلمين خاصين
لأبناشيم ولبنانهم + بدلا" من إرسالئم إلى ١ + وكانوا يقومون با يقوم به
الفقيها فى الكتاب من تحفيظ القرآن ومبادئ' الدينوالعربية والحساب ؛ وقدر وى
لنا ابن سينا فى سيرةحياته» أنه أحضر معلم الدين والأدب» فلم يكد يبلغ
العشر من العمر حتى حفظ جميع القرآن وكثيراً من الأدب. وقد بطلت عادة
تعليم الصبى فى البيت على يد معلم خاص مع رق المدارس الحديثة وانتشار
وتعمم التعلم .
صفوة القول » انتقلت الثر بية الإسلامية من البيت إلى الكتاب ؛ وانتشرت
الأول من الإسلام أداة تعلم الدين واللغة العربية . وقام الفقهاء منأهل السنة
يبحثون فى أمر التربية : أتكود بالنسبة لجميع أفراد الأمة + وعل يعلم
البنات كا يعلم الصبيان فى الكتاتيب »وهل يأخذ المعلم أجراً عن التعلم
أولا يأذ؛ وكيف يعاقب التلاميذ » إلى آخر هذه المسائل الى تضرب ثىالثربية
إل الصمم .
يكتب ىالقرن الرابع الهجرى أبو الحسن القابسى رسالة فى هذا الموضوع
سماها أحوال المعلمين والمتعلمين ؛ نادى فيها بأمرين سبقفيهما علماء التربية
فى الغرب الحديث »؛وهما أن التعلم حتى لكل صبى وواجب على الدولة؛وهى
مكلفة إذالم يكن أهله قادرين على الإنفاق عليه ودفع أجر مع الكتاب ص
أن تنفق عليهمن بيت مال المسلمين . والحجة فى ذلك أن الدولة مكلفة
جميم المواطنين الدين وسبيل تعلم الدين هو تعلم القرآن قراءة” وكتابة” + وة
القرآن واجب لضرورته فى الصلاة » والصلاةمفروضة على جميع المسلمين.
التربية الإسلامية
أما الأمر الثانى فهو تعلم البنات » لأن الدين الإسلاى عام لجميع الناس +
وقد خاطب الله فى كتابه العزيز المسلمين والمسلمات ؛ والمؤمتين والمؤبنات +
ول يقر الإسلام على الذكور دون الإناث.
نظام الكتانيب إلى نظام المدارس الأولية والابتدائية » فلا تزال بعض الدول
الأخرى مثل الهند والمغرب» مستمرة على نظام التعلم ىالكتاتيب » وأكبر الظن
أنها سوف تتطور كا فعلت مصر مع تطور الحياة الحديثة .
وكان حفظ القرآن + أو حفظ ذلك القدر غير اليسير منه » كافياً فى طبع
الأبناء على التربية الإسلامية الصحيحة . فالقرآن ديوان المسلمين » فيه جوهر
العقيدة » وفيه تفصيل العبادات» وفيه إرشاد للسلوك الفاضل والطريق المستقم +
ويكنى أن يقرأ الطفل هذه السورة القصيرة وأن يحفظلها حتى يتعلومنها وحدانية الله
وصفاته . هذه السورة هى « قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد +
ولم يكن له كفواً أحد » . وى البسملة التى يحفظها كل مسلم خلاصة وافية
للدين » إذ فيها اعتراف بالوحدانية؛ و إقرار بالتعبد والحمد » وإيمان بالبعث
والحساب » ودعاء بالهداية إلى الصراط المستقم . وبعد» فإن” العقائد الإسلامية
ليستمن التعقيد بحيث بحتاج المرء إلى إعمال فكر ليظفر بسرها. وأصدق صفة
يوصف بها الإسلام أنه دين الفطرة » وأنهدين البساطة » وأنه دين العقل السلم +
وهذا هو السبب فى انتشاره بين ملابين الملايين من أقصى الشرق إلى أقصى
الغرب » وهو سر تمسك أهله به . فإذا زاد امسلم للقرآن حفظا» زاد للإسلام فقهاً
والإيمان بالله » والإقرار بوجوده »؛ والاعتراف باطلاعه على أعمال العباد »
وحشية امن جزاء الله العادل على ما يرتكب من غير أو شراءهو حجر
الزاوية فى اللربية الإسلامية » ولذلك قيل : « رأس الحكمة غخافة الله 6 .
فيميز بين الحلال والحرام » وأن يقبل على الخير ويبتعد عن الشر © وأن يعمل
على البر بأهله » ومساعدة الضعيف » وإطعام اليم وامسكين . ثم هولايقف.
فى دائرة العمل عند حد نفسه » بل يتجاوز ذلك إلى المجتمع بأسره حب
القاعدة الإسلامية » وهى: « الأمر بالمعروف الى عن الذي فا بميز
حق المعرفة؛ حتى يصبح سلوك المسلمصادراً عن وحى الضمير فى السر والعلانية .
وينشاً هذا الضمير الديى ؛ المستمد من الآربية الدينية » والذى يصبح
فيا بعد أساس الضمير ١ نفسانى والخلنى + من المعرفة النظرية ومن التأديب العمل
ولذلك قيل عن المعلم : إنه؛ مؤدب » فى الاصطلاح القديم» وهو الذى يسمى
« المربى » فى الاصطلاح الحديث. والمؤدب هو الذى يطيع الطفل على العبادات +
وهو الذى يزرع فى نفسه العادات ؛ وأدب السلوك فى الإسلام مستمدمن الدين
تأمر بالحانبين معاً » لأن جوهر الإسلام الصحيح يجعل الدنيا سبيل الآخرة
ولابحرم زينة الله. فالوضوء طهارة ظاهرة » وخلوص النية من الشوائب طهارة
باطنة. وإيتاء الركاة ودفع الصدقات تطهير للمال وتزكية له . والصوم تطهير
للبدن من أدران الطعام ؛ وتطهير للنفس من شهوات العجب والكبر والميل إلى
العدوان . وهكذا نرى أن تعويد الأطفال من الصغر على العبادات الإسلامية +
هوالتربية بمعنى الكلمة إذ تطبعهم على طهارة النفس وتصفينها وصفائياء
والتربية الإسلامية الصحيحة لا تع م التواكل بل التوكل» ولا تنصح
والسلام + لا تأر بالزلة بل بالتعاون والاجبّاع »
بل تفضى إلى الإيثار »
والأخلاق الى يتعلمها الصبى من مؤدبه نابعة من العقائد الى يتعلمها؛
ومن العباداتالنى يقوم بها . وعلى رأس هذه الأخلاق الطاعة والنظام . فالطاعة
واجبة بنص الدين على الأبناء للآباء ؛ وعلى الزوجة لزوجهاء وعلى الأميم
للإمام + وعلى المتعلم للمعلم» وعلى الحملة على الصغير للكبير . وطاعة الجاهل
للمتعام ترجع إلى أصل ديى هو طاعة كافة المسلمين للرسولعليه السلام»
الله بعد معرفته