وقد بذلت في مع مادته جهداً كبيراً» وذلك لندرة المادة
والتقارير الشخصية والرسمية» فأحصل من بعضها على اشارات
فيأخذني اليأس وعدم الرغية في مواصلة انجاز هنه الدراسة»
ولكن بتوفيق من الله ثم بالعزيمة والتصممم + استطعت وله
الحمد جع مادة علمية طيبة فيه أقدمها للقارئ الكريم في هذه
الدراسة المتواضعة .
المقابلات الشخصية التي قت بها شخصياً لعدد من الشخصيات
معلومات مكتوبة قيمة عن حالة الكثاتيب في الفترة التي
عاشوهاء بجانب التقارير الرسمية» ومن أهمها سلنامة الحجازه
وهي عبارة عن التقارير السنوية التي كانت تصدرها الحكومة
العشمانية عن أحوال الحجاز في مطلع القرن الرابع عشر الهجرى
الموافق ناية القرن التاسع عشر الميلادى . وكذلك التقارير الحكومية
التي كانت تصدرها مديرية المعارف العامة» عن أحوال الدراسة
بالكتاتيب بعد توحيد المملكة . كما اطلعت أيضاً على الضحف
عاصرت الفترة المعنية بالدراسة.
لهذا الموضوع من قريب أوبعيد؛ والرحلات الشخصية التي كتها
بعض الرحالة الذين قدموا إلى مكة المكرمة» والمدينة المنورة بغر
الج أوالعمرة فسجلوا مشاهداتهم في هاتين المدينتين المقدستين.
ومن أجل ذلك زرت الكثير من المراكز العلمية والمكتبات
العامة والخاصة ومنها على سبيل المثال لاالخحصر: مكتبة مركز
التوثيق التربوى ومكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية» ومكتبة
معهد الادارة العامة» ومكتبة جامعة الملك سعود وكلها بالرياض +
والمكتبة المركزية بجامعة أم القرى » ومكتبة مكة المكرمة؛ ومكتبة
الحرم بمكة المكرمة؛ وبعض المكتبات بالمدينة المنورة؛ ومكتبات
أخرى في داخل المملكة وخارجها .
وذلك حسبا توفر لدى من معلومات .
الله
الولف
د. عبد اللطيف بن عبد الله بن دهيش
معاهد التعلم الإسلامي ونشأما
ترتبط نشأة التعلم الإسلامي ارتباطاً وثيقاٌ بظهور الإسلام »
وبالاهتمام بدراسة القرآن الكريم) كمصدر أساسي للمعرفة
والتشريع الإسلامي ؛ ولمذا الغرض ظهر منذ بداية العصر الإسلامي
عاتقهها تدريس القرآن الكريم؛ والعلوم الشرعية والعربية
الأخرى .
ولقد اهتغ الكتّاب بتدريس الأطفال الصفار القرآن الكريم»
والقراءة والكتابة؛ والحساب والحفظ والإملاء» واهتم المسجد
الدراسات الإسلامية المتخصصة؛ كالدراسات القرآنية من تفسير
وتجويد وعلوم الحديث والتوحيد والفقه وأصوله ؛ والنحو والأدب
والبلاغة» والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وغير ذلك.
ثم أنه في خلال القرن الرابع المجرى» التاسع اليلادى؛ ظهر
في العالم الإسلامي نوع ثالث من المعاهد العلمية؛ وهو ماعرف
بالمدارس الإسلامية؛ أوالمدارس النظامية .. والتي أمسها نظام
الملك في الدولة السلجوفية (ا)» ثم انتشرت في العالم الإسلامي+؛
وقد تخصصت هذه المدارس بتدرين موضوعات محددة ومتخصصة .
)١( نظام الملك: هو صاحب كتاب مياسة ناعة؛ المؤس للمدربة الإسلامية النظامية؛ ولد فى
السلجوقية خلال الفترة: 435 188ه/ 79١١-43١٠م. محمد فريد بك . تاريخ الدولة
العلية العثمانية (دار الجيل -١7 ص 11-19) ومحمد الأصفهاتى: تاريخ دولة
كما أن هذه المدارس تميزت بأن أصبح لا منهج معين + وأنظمة
خاصة» وعادة ماكانت ملحقة بالمساجد أوفي مباني خاصة قريبة
مها
ويهمنا في هذا البحث التحدث عن أحد هذه المؤسسات
بتقديم دراسة وافية بقدر الإمكان عن الكتاتيب في الحرمين
+148م» وهي الفترة التي لم تتم دراستها دراسة وافية من الناحية
التعليمية في المصادر التي تحدثت عن أحوال المنطقة .
: 18 - 7ه الموافق 18178
الكتاب جعه كتاتيب» وهو موضع تعليم القراءة والكتابة؛ وهو
ويرى البلاذرى أن الكتَّاب كان معروفا قبل ظهور الإسلام»
بدليل أنه كان فى سكة عددلا بأس به ممن يعرفون القراءة والكتابة +
نظراً لأغراض التجارة ونحوها . ويذكر أيضاً أن عدد القرشيين
الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة عند ظهور الإسلام بلغ
عددهم سبعة عشر رجلاً؛ وهذا يدل على وجود أماكن لتعليم
القراءة والكتابة فى مكة قبل ظهور الإسلام .()
بقوله : «والواقع أن هذا الاستنتاج غير طبيعى ؛ فالقرشيون كانوا
على اتصال بالأمم المجاورة لاشتغالهم بالتجارة؛ فهناك احتمال
كبير بأنهم أخذوا القراءة والكتابة عمن اتصلوا بهم »(")
والحقيقة أن أماكن تعلم القراءة والكتابة كانت موجودة قبل
الإسلام ؛ سواء فى مكة أوغيرها؛ ورما كانت لما أسماء غير اسم
الكتاب؛ وكان المدف من وجودها هو تعليم القراءة والكتابة
فقط» ذلك لأن الأساتذة النين كانوا يقومون بمهمة التدريس فى
هذه الكتاتيب لم يكونوا قد دخلوا الإسلام +
)١( أحد البلاذرى: فترح البلدان تحقيق صلاح الدين المنجد؛ القسم الثالث (مكنية البقة
() عبد الرحن صالح: تاريخ التعلم فى مكة الكربة؛ (دار الفكره يروت 1848م)
ص هاف
كما يجب ألا نتسى مكانة مكة المكرمة الثقافية في تلك
أسواق العرب الكبرى ؛ والتى يقد إليها فطاحل الشعراء والأدباء
للمنافسة بقصائدهم » وكتب الأدب العربى مليئة بتلك القصائد.
لكن عندما ظهر الإسلام؛ تأثر التعليم بالروح الإسلامية
تعالم الدين الإسلامي هى : المسجد الذى كانت تعقد فيه حلقات
العلم للصغار والكبار» وقد طبعها الإسلام بالروح الإسلامية +
فانتشرت المساجد» وانتشرت معها الكتاتيب في كل مدينة
أوقرية ؛ وذلك لرفع المستوى الثقافى لأبناء الأمة الإملامية .
فى تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً» والقراءة والكتابة والحساب.
ول يعد المنزل هو المكان الوحيد لتلقى التعلم» ولكنه امتد أيضاً
إلى المسجد؛ حيث أصبحت كثير من الكتاتيب تحتل بعض زوايا
المساجد. ويرجع اهتمام الناس بالتعليم ودراسة القرآن الكريم إلى
جاء الإسلام ونزلت أول آيات القرآن الكريم على النبى صلى الله
عليه وسلم» وفيا حث على التغلمم قال تعالى : (اقرأ باشم رتك
ثم نوه القرآن الكريم فى آبات كثيرة بأهمية العلم وطلبه ومنزلة
العلماء الرفيعة .
فقال تعالى :
وقال تعالى :
وقال تعالى : (وتلك الأمثالُ نَضْرِبُها للنَّاسٍ وبا بِعِْلها إل"
وورد فى الحديث الشريف أيضاً حث للناس على طلب
العلم قال النبى صلى الله عليه وسلم : «من خَرّجّ فى طلب
كذلك فإن الإسلام كان حريصاً على نشر العلم والمعرفة؛ ولم
يفرق في ذلك بين ذكر وأنثى ؛ بل جعل طلب العلم فريضة على
كل مسلم ومسلمة .
وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بتعليم اللغات الأجنبية
وسلم أمر زيد بن ثابت كاتب الوحى فى السنة الرابعة من
)١( سورة الزمر؛
0) سورة الجادفة
المجرة بتعلم العبرية لغة اليهود» وقال له: «تعلم كتابٌ اليَهُودِ
لم كيتاب المْاني ؟ فقال نم »
وبذلك نجد أن الإسلام قد أطلق عقول المسلمين؛ وحثهم على
التعليم والتفكبر والتدبر فى ملكوت الأرض والسموات.
مستوى التعلم بين المسلمين فى صدر الإسلام» أن جعل فدية
الأسير المتعلم من الكفار مقابل فك أسره بعد غزوة بدرء هو أن
يقوم بتعلم عشرة من المسلمين الأميين القراءة والكتابة (") .
١ اتساع رقعة النولة الإسلامية قد أدى إلى انشاء
الدواوين» وتعدد اختصاصاتها رغبة من الدولة الإسلامية فى تنظيم
إدارة الدولة على أسس سليمة ؛ فكان لزاماً على كل من أراد
الالتحاق بخدمة الدولة أن يكون ملمًّا بالقراءة والكتابة والحساب.
وبذلك سارع الناس للتزود بالعلم النافع الذي يخدمهم فى ديهم
)١( زواه البخارى فى صحيحه فى كتاب الأحكام: باب: ترجة الحكام راجع ابن حجر
فى السننء كتاب العلم ء باب: روابة أهل الكتاب (سان أبى داودء تحقيق محمد محى الدين
عبد الحميد */437) ورواه الترمدى فى السأنء كتاب الاستلفان فى باب: ماجاء فى
تعلم [السريايه وقال حديث حسن صحيح ( أبونكر بن العرنى. عارضة الأحوذى ؛ القاهية:
ابن سيد الناسء عيون الأثر ج١ (الطبعة الثانية» دار الجيل » يروت: 14974م)
ص كذ لاف
ويذكر أن أول من جم الأولاد فى الكتاب فى الإملام هو
عمر بن الخطاب رضى الله عنه؛ وأمر عامر بن عبدالله الحزاعى
أن يلازمهم للتعلم » وجعل رزقه من بيت المال؛ وكان منهم
غير كتابة؛ وكان عمر رضى الله عنه يشهدهم على الأمور التى
يخاف علها الانقطاع بطول الزمان كالنسب والجنس والولاء»
فسأله الأولاد التخفيف؛ فأمر المعلم بالجلوس بعد صلاة الصبح
ويستريحون بقية النهار إلى أن خرج إلى الشام عام فتحهاء فكث
شهراً. ثم إنه رجع إلى المدينة المنورة وقد استوحش الناس منه»
فشرع لهم الاستراحة فى اليومين المذكورين » فصار ذلك سنة »
ودعا بالخير لمن أحيا هذه السنة ودعا بضيق الرزق لمن أماتها(!).
وقد استمر التعليم فى الكتاتيب على النحو الذى نشأ فى زمن
عمر بن الخطاب رضى الله عنه؛ وفى عهد الدولة الأموية ظهر
أشهرهم: الضحاك بن مزاحم(ات #١٠ه)ء الكميت بن يزيد
(ات136ه)ء وعبد الحميد الكاتب(ت 177ه) ومن أشهر من كتبوا
عن الكتاتيب إخوان الصفاء والغزالى» وابن جاعة؛ وابن خلدون
ونصرالدين الطوسي؛ وابن حجر الهيثمي؛ وقد جع الأستاذ أمد
عبدالغفور عطار هذه الكتابات لإخوان الصفا وغيرهم » وقام
)١( أحد التفراوى: الفواكه الدوانى؛ (دار الفكره يروت؛ د.ت) ا ص 1143 ود حن
العدوى: عنوان البيان فى علوم البيان؛ ومنه نقل الأستاذ محمد طاهر الكردى الخطاط؛ فى كتابه