المبحث الأول
حياة الصباغ
محمد بن أحمد بن سالم بن محمد المكي المالكي» المعروف بالصبّاغ!'".
ولد الصباغ -رحمه الله - بمكة سنة ثلاث وأربعين ومائتين وأالف
نش الصباغ في رحاب البيت العتيق ؛ يشهل من علماء زمانه »
ومشايخ وقته ؛ ومن العلماء الوافدين إلى البيت العتيق -
حفظ القرآن؛ وطلب العلم» وتفقه على مذهب الإمام مالك بمكة.
واشتغل الصباغ بالعلم فاخذ عن مشايخ الوقت العلماء الأعيان :
- قرأ على مفتي مكة السيد أحمد زَيي دحلان .
)١( مصادر ترجمشه : مختصر نشر الشور والزهر (ص:» 40) » وفيض الملك المتعالي
(/ 77 والأعلام للزركلي (7/١1)؛ ومعجم المؤلفين (131/8)؛ ونشر
الرياحين (1/ 077)؛ وفهرس دار الكتب المصرية ))١76//5( ومجلسة المشهل
(/ 244 وارّخ وفاته سنة »171١ وفهرس المخطوطات المصورة ج؟ رقم (314)©
وفهرس خطوطات التراجم والتاريخ والسيرة النوية في مكتبة الحرم للكي الشريف
8 البحث الأول
و«البخاري» ف الحديث» وف الفقه الحاشية الصفتي» و«لرسالة أبي زيد»
و«أقرب المسالك» واشرح الدردير على مختصر خليل»» وفي علم العربية
«شرح القطر لابن هشام»» وغير ذلك من الكتب العظام.
وكان رحمه الله مؤرخاً » ذا ذكاء وحافظة جيدة ؛ وكان من جملة
المطوفين للحجاج المغاربة .
3 السيد أحمد زَبْقي دحلان -) ١ه
فقيه مكي مؤرخ . ولد بمكة المكرمة » وتولى فيها التدريس ؛ وكان مفتي
الشوافع بمكة » وفي أيامه أنشثت أول مطبعة بمكة فطبع فيها بعض كتبه ؛ له
عدد من التصانيف منها : «الفتوحات الإسلامية-ط» مجلدان » و «السيرة
النبوية-ط»ء و «اخلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام-ط» وغيرها . ومات
في المدينة المنورة"".
"-الشيخ عبد القادر بن علي مشاط المكي المالكي : -١744(
الإمام بالمقام المالكي ؛ والمدرس بالمسجد الحرام . ولد بمكة المكرمة »
ونشأ بهاء وحفظ القرآن العظيم وكثيراً من متون اللذهب وغيرها ؛ وتفقه
على الشبخ العلامة حسين مف المالكية » ولازم السيد أحمد يي دحلان
)١( مصادر الأعلام لازركلي (79/1١-*17)؛ ومعجم المطبوعات (ص::44-
717) والأعلام الشرقية (1/ 71-78) وفيهم ولادنه سئة ١777 وحلية البشر
(1/ 187-181 وفهرس الفهارس (1/ 197-748)؛ وهدية العارفين (181/1)
رمعجم المؤلفين لكحالة (1/ 0-114 17)؛ ونشر الرباحين للبلادي (18-11//1)»
وفيض الملك المتعالي (غطوط ورقة 71-7١ وأدبيات زيدان (1/88/4)) والآداب
العربية لشيخو (47/1)؛ وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان (184-148/4)؛ وفهرس
التبمورية (738/1» 48/7)؛ وفهرس الأزهرية (1176/1)؛ واكتفاء القت
(لص:477)؛ وفهرس التصوف (ص:7١)) ومجلة المنار (17//10 14-7
حياة الصباغ 4
ملازمة كبيرة » وقرأ عليه علوماً عديدة في فنون كثيرة . له حاشية على متن
هو حسين بن إبراهيم بن حسين بن عابد المالكي ؛ ويعرف في مصر
بالأزهري ؛ فقيه؛ كان مفتي المالكية في مكة؛ مغربي الأصل » نسب إلى
قبيلة في طرابلس الغرب. يقال لها: «العصور» تعلم في الأزهر» وقدم مكة
بُعيد سئة 4٠ ١ه فقربه أميرها الشريف محمد بن عون » وولاه الخطابة
والإمامة في المسجد الحرام» ثم تولى الإفتاء سنة 1777ه إلى أن توفي ؛ له
كتب منها: «توضيح المناسك» ولارسالة في المصطلح»»؛ وشرح لها
لم نجد للمؤلف بعد البحث في الكتب التي ترججت له تاليفاً آخر غير
هذا التأليف الذي أسماه «تحصيل المرام في أخبار الييت الحرام والمشاعر
العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام». وهذا الكتاب هو موضوع جثناء
سافر الصباغ إلى الحجاج الذين كانوا يأنون إلى مكة من الغرب
لزيارتهم » وقضاء حاجاته على عادة المطوفين » وتوفي بالمغرب سئة إحدى
)١( مختصر نشر الثور والزهر (ص:178-17/4).
(!)ختصر نشر الشور والزهر (ص:181-180)) سير وتراجم (ص:7١١)؛ والأعلام
5 اللبحث الأول
وعشرين وثلاثماثة وألف للهجرة . وبذلك يكون عمر الصباغ - رحمه
الله- ثمان وسبعين سئة.
وقد ذكر عبد الوهاب الدهلوي في مجلة امنهل أن وفاته سنة إحدى
عشرة وثلاثمائة وألف للهجرة. وهذا خطأ محض » حيث إن الصباغ انتهى
من تأليف كتابه سئة 7١ 7١ه . كما هو مثبت في آخر النسخة الأصل.
عقب الصباغ أبناء ثلاثة يتعلقون بجرفة الطوافة » مات بعده اثدان »
والموجود منهم أصغرهم ؛ يحفظ غالب مقامات الحريري ؛ وكثيراً من
4- أثر كتاب «التحصيل» للصباغ في المؤلفات التي أنت بعده:
أ- فقد أكثر الغازي (1710-1148ه) النقل عن «التحصيل» في
كتاب «لإفادة الأنام بذكر أخبار البلد الحرام» » وقد بلغت المواطن التي نقل
ب- كما أن الكردي (1480-1711ه) نقل من التحصيل عدداً من
النقول في كتابه «التاريخ القويم» » وقد بلغت عدد التقول (10) موضعاً.
د- ونقل أحمد السباعي (1484-1777ه) في كتابه «تاريخ مكة»
ثلاثة نصوص؛ ولكن لم نعثر عليها في الأصل المخطوط .
البحث الثاني
التعريف بكتاب تحصيل المرام
: التحقق من اسم الكتاب وصحة نسبته للمؤلف -١
وجدنا على الورقة الأولى من المخطوط اسم الكتاب» وهو: «تحصيل
المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها
وجاء في آخر المخطوط الأصل : (انتهى ما كتبه محمد بن أحمد الصباغ
وأثبت المؤلف -رحه الله -اسم الكتاب في مقدمته بقوله: وسميته
«تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم » -
كما ذكره بهذا الاسم الزركلي في أعلامه؛ وعمر كحالة في معجمه»
وفهرس دار الكتب المصرية» ومجلة المنهل» وفهرس المخطوطات المصورة»
وفهرس مخطوطات التراجم والتاريخ والسيرة النبوية في مكتبة الحرم اللكي
فهذه أدلة كافية من التحقق من اسم الكتاب وصحة نسبته إلى مؤلفه.
تنبيه: يلاحظ أن هذا الكتاب تعرض للانتحال من قبل شخص ماء
فقد تم إدخال بعض الأمور عليه » لييين وكأن المؤلف شخص آخر ء وفي
)١( انظر مصادر ترجته السابقة.
٠" البحث الثاني
النسخة الأصل:
-١ وقع كشط لاسم المؤلف «الصباغ » في الصفحة الأول من
المخطوط الأصل بعد قوله : بسم الله الرحمن الرحيم يقول العبد الفقير إلى
ربه القدير ؛ وضع فوق الكشط اسم عبد الستار الدهلوي الصديقي الحنفي
؟- وفي الورقة الثانية قال الصباغ : اواتممته بذكر أمراء مكة من
الأشراف وغيرهم ؛ طبقة بعد طبقة » إلى وقتنا هذا وهو سنة الف ومائتين
واربعة وثمانين».
*- وفي الورقة السابعة والخمسين عند قول الصباغ : «وفي حاشية
شيخنا» أقحم بين الكلمتين كلمة شيخ ؛ فاصبحت العبارة : وفي حاشية
شيخ
4- وفي الورقة الثالثة والستين : شطب أيضاً اسم شيخ الحجبة وابّدل
بشخص موجود في زمن الدهلوي . قال الصباغ : «وشيخ الحجبة الآن
الموجود في زماننا وهو عام الف ومائتين وتسعة وثمانين الشيخ العالم
الفاضل عبد الله ابن المرحوم الشيخ محمد الشيي» -
وقد عدلت الفقرة السابقة بعد الكشط والإضافة لتصبح كالتالي :
وشيخ الحجبة الآن الموجود في زمانتا وهو عام الف وثلاثمائة وتسعة
وعشرين الشيخ العالم محمد صالح بن الفاضل أحمد بن المرحوم الشيخ
محمد الشيي.
-٠ وقد قطعت من المخطوط الصفحة: /17/ فما بعد » واختصرت
في ورقة واحدة » وهذا كله ظاهر في النسخة الأخرى التي لم يُعثر عليها مَن
فعل هذا الفعل» لحكمة رادها الله في إظهار الحق -
- كما أننا وجدنا العديد من النصوص النقولة من التحصيل عند كل
من الغازي والسباعي لم نجدها في الأصل المخطوط .
التعريف بكتاب تحصيل المرام "
"- موضوع الكتاب:
تناول الصباغ في «تحصيله» أخبار البيت الحرام والمشاعر والأحكام»؛
فَجَمَمَ فيه شتات ما تفرق من الأخبار والأحكام في كتب التاريخ والسير»
وما جاء في كتب الحديث والفقه وغيرها من الدقائق والعبر.
ويحتوي الكتاب على مقدمة وستة أبواب وخاتمة؛ وقسّم كل باب على
فصول انتخبها من جملة كتب تاريخية.
وهي في ذكر بناء آدم البيت الحرام من عهد آدم عليه السلام إلى بناء
السلطان مراد من آل عثمان؛ وفي ذكر كل ما يتعلق بالمسجد الحرام» وفي
ذكر مكة المشرفة وكل ما فيها من المساجد والجبال والآبار وغير ذلك.
انتهى فيه إلى محرم سنة / ١749١ه/ ه يذكر أمطار مكة وسيوطاء
وذكر ما يناسب ذلك مما وقع في بعض البلدان.
*-الفترة الزمنية التي يغطيها الكتاب» وأهم الأحداث التي تناوها
وسياتيك إن شاء الله تعالى تفصيلها.
الباب الأول : في بناء البيت الحرام» وعدد بنائه؛ وأول من بناه» ومن
البيت» وذكر الكسوة؛ وحكم بيعهاء وذكر بعض فضائل البيت» وفضل
النظر إليه . وفيما يتعلق بالحجر الأسود؛ والحجر» والمقام والملتزم»
والحطيم؛ والمستجار والملطاف وفضلهم . وفي الأماكن التي صلى فيها
رسول الله كَيةِ حول البيت وداخله» وفي سدانة البيت» أي: وهي الحجابة»
ن البحث الثاني
وفيه ثمانية عشر فصلاً:
الفصل الأول : في بناء البيت الحرام» وعدد بنائه؛ وأول من بناه.
الفصل الثاني جعل له بابأ؛ وأول من بوّبه.
الفصل الثالث : في ذكر ميزاب البيت؛ ومن حلاًه؛ وأول من جعل له
الفصل الرابع : في ذكر تحلية الكعبة؛ وأول من حلاها.
الفصل الخامس : في ذكر معاليق الكعبة؛ وأول من علق عليها المعاليق.
الفصل السادس : في ذكر كسوة الكعبة قديماً وحديشاً؛ وأول من
الفصل السابع : في ذكر بعض فضائل الكعبة المشرفة.
الفصل الثامن : فيما يتعلق بالحجر الأسود وأنه من الجنة؛ وفي سبب
الفصل التاسع : في فضائل الحجر الأسود؛ والركن اليماني» وما ورد
الفصل العاشر : فيما يتعلق بالملتزم من الفضائل» ومعرفة محله.
الفصل الحادي عشر : فيما يتعلق بالمستجار» ومعرفة محله؛ وما جاء في
الفصل الثاني عشر : فيما جاء في الحطيم والحِجْرء واختلاف العلماء
في محل الحطيم» وفيمن جدد الجر بعد الحجاج» وما جاء في فضلهما.
الفصل الثالث عشر : فيما يتعلق بمقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام
وفضله؛ ومن حلاه؛ وأول من جعل ذلك» وفي أي موضع كان زمن
الفصل الرابع عشر : فيما يتعلق بالمطاف» وأول من فرشه بعد ابن
الزبير» وفضل الطواف» واول من طاف بالبيت؛ ومن دفن حول البيت
وبين المقام وزمزم من الأنبياء؛ وما جاء في فضل الطواف في الحرٌّ والمطر
الفصل الخامس عشر : في معرفة الأماكن التي صلى فيها رسول الله
َةِ حول البيت وداخله.
الفصل السادس عشر : في سدانة البيت وهي الحجابة؛ أي : جذمة
البيت وتولي أمره؛ وفتح بابه وإغلاقه؛ من زمن قصي إلى زمن الني كَل
الفصل السابع عشر : في فتح الكعبة المشرفة زمن الجاهلية والإسلام»
وفي أي يوم تفتح من السنة.
الفصل الثامن عشر : في المصابيح التي تقاد حول المطاف»؛ وأول من
جعل ذلك.
الباب الثاني : فيما يتعلق بزمزم؛ وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول : في إخراج زمزم لإسماعيل عليه الصلاة والسلام
الفصل الثاني : في ذكر حفر عبد اللطلب جد الني كَل زمزم بعد
الفصل الثالث : في فضل زمزم وأسمائها.
الباب الثالث : فيما كان عليه وضع المسجد الحرام في أيام الجاهلية
وصدر الإسلام» وبيان ما حدث فيه من التوسع من زيادة عمر بن الخطاب
وعثمان بن عفان رضي الله عنهماء وزيادة ابن الزبير» والمهدي الأول