وطلب من الحكام متابعة الجهاد لإبادة أعداء الأمة الذين كانوا عوناً لكل عدو
للأمة .
ذلك عليه حقد الحكام؛ وحسد العلماء والأقران» ودس المنافقين
لا تفارقني .
وكان يقول في سجنه - وما أكثر ما سجن -:
المحبوس من حبس قلبه عن ربه» والمأسور من أسره هواه.
القعدة سئة 778 عليه رحمة الله.
)١( انظر في الصفحة (211 قائمة بما طبعنا من مؤلفات شيخ الإسلام وعنه.
أعمالناء من بهده الله فلا مضل له» ومن يضلل فلا هادي له؛ ونشهد أن لا إله
اعلم أن «الإيمان» و«الإسلام» يجتمع فيهما الدينُ كله؛ وقد كثر كلام الناس
في حقيقة الإيمان والإسلام» ونزاعهم واضطرابهم؛ وقد صنفت في ذلك
ونحن نذكر ما يُستفاد من كلام النبي كي؛ مع ما يستفاد من كلام الله تعالى»
فيصل المؤمن إلى ذلك من نفس كلام الله ورسوله» فإن هذا هو المقصودء فلا
نذكر اختلاف الناس ابتداء» بل نذكر من ذلك - في ضمن بيان ما يستفاد من
كلام الله ورسوله ما يبين أن ردّ موارد النزاع إلى الله وإلى الرسول خيرٌ وأحسن
تأويلاً» وأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة.
فنقول: قد فرق النبي ييه في حديث جبريل عليه السلام؛ بين مسمى
111747 أخرجه الشيخان. [انظر «صحيح الجامع الصغيرة 1709/5 و )١(
والفرق مذكور في حديث عمر الذي انفرد به مسلم» وفي حديث أبي هريرة
إنسان أعرابي فسأله؛ وفي حديث عمر: أنه جاءه في صورة أعرابي.
وكذلك فسّر الإسلام في حديث ابن عمر المشهور» قال: لبتي الإسلام على
وحديث جبريل يبين أن الإسلام المبني على خمس: هو الإسلام نفسه؛ ليس
المبني غير المبنيّ عليه» بل جعل النبي كَل الدين ثلاث درجات: أعلاها
أي قلابة؛ عن رجل من أهل الشام» عن أبيه؛ عن النبي ل قال له: «أسلم
تقاتل الكفار إذا لقيتهم» ولا تغلل» ولا تجين» ثم قال رسول الله ن
عمرة»!". رواه أحمد» ومحمد بن نصر المروزي+
-]18468 أخرجه الشيخان. [انظر «صحيح الجامع الصغيرة )١(
() هو في «المسند» ١١4/4 [انظر طبعة المكتب الإسلامي المرقمة 11488]؛ من حديث
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أب قلابة عن عمرو بن عبسةء وله شواهد
خرجتها في «الصحيحة» (801). [انظر «مصنف عبد الرزاق» 177/1١ رقم
ولهذا يذكر هذه المراتب الأربعة فيقول: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه
ويده» والمؤمن من أمنه الناس على دماثهم وأموالهم؛ والمهاجر من هجر
السيئات» والمجاهد من جاهد نفسه للهال'". وهذا مروي عن النبي قي من
حديث عبد الله بن عمروء وفضالة بن عبيد؛ وغيرهما بإسناد جيد؛ وهو في
وقد ثبت عنه من غير وجه أنه قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه
ويده؛ والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم». ومعلوم أن من كان
سلامتهم منه لما اثتمنوه؛ وكذلك في حديث عبيد بن عمير» عن عمرو بن
وفي حديث عبد الله بن عبيد بن عمير أيضاً» عن أبيه؛ عن جده"؟» أنه قيل
لرسول الله كلي: ما الإسلام؟ قال: «إطعام الطعام» وطيب الكلام» قيل: فما
«من سلم المسلمون من لسانه ويده» قيل: فمن أفضل المؤمنين إيماناً؟ قال:
«أحسنهم خلقاً» قيل: فما أفضل الهجرة؟ قال: «من هجر ما حرم الله عليه»
)١( رواه أحمد بهذا التمام عن فضالة بسند صحيح + [مسند الإمام أحمد 173401 وكذا «عبد
ابن حميد» (77) من حديث ابن عمرو بسند ضعيف].
مسلم» للمنذري (41) من حديث جابر» واصحيح سنن الترمذي باختصار السند؟
عن أبي هريرة برقم 7118 +
(ص )1١8 أنه يروى تارة عن عبيد بن عمير مرسلاً؛ وتارة عنه عن عمرو بن عبسة
الرواية لم يتعرض له المؤلف هناك . ويؤيد هذا أن الطبراني روى بعض هذا الحديث عن
في الكتاب
«جَهْدُ مُقِلْ» قيل: أي الجهاد أفضل؟ قال: «أن تجاهد بمالك ونفسك» فيُعقر
ومعلوم أن هذا كله مراتب بعضها فوق بعض» وإلا فالمهاجر لا بد أن يكون
الإسلام: «إطعام الطعام؛ وطيب الكلام»» والأول مستلزم للثاني» فإن من كان
سلم المسلمون من لسانه ويده». وقال: «أفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً»»
ومعلوم أن هذا يتضمن الأول؛ فمن كان حسن الخلق فعل ذلك.
وطلاقة الوجه. فكف الأذى جزء من حسن الخُلق. وستأتٍ الأحاديث
الصحيحة بأنه جعل الأعمال الظاهرة من الإيمان» كقوله: «الإيمان بضع
وسبعون شعبة؛ أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن
الطريق»""» وقوله لوفد عبد القيس : «آمركم [بالإيمان] بالله وحده؛ أتدرون ما
الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وإقام الصلاة؛
ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيماناً بالله بدون إيمان القلب» لما قد
أخبر في غير موضع أنه لا بد من إيمان القلب؛ فعلم أن هذه مع إيمان القلب
عمرو بن عبسة وهو مخرج في المصدر السابق؛ وهو في «المسندة 411/7 417
101 ودسنن النسائي» 98/9» [«صحيح سنن النسائي باختصار السندة 1377
و4317]؛ والدارمي 771/١ عن عبيد بن عمير عن عبدالله بن حبشي الخنعمي
(7) أخرجه الشيخان. [«صحيح الجامع الصغيرة 11805
©) [«صحيح الجامع الصغير» ٠١ للشيخ الألباني
هو الإيمان» وفي «المسند» عن أنس» عن النبي َيه أنه قال : «الإسلام علانية»
والإيمان في القلبه0. وقال كي «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها
وبين اللهء أصلح الله ما بينه وبين الناس» ومن عمل لآخرته» كفاه الله أمر
دنياه. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب «الإخلاص».
دينكم»". فجعل الدين هو الإسلام؛ والإيمان. والإحسان» فتبين أن ديئننا
يه لدت لو بتكا ات مسلم ثم دوين ثم سن + كما قال
من عِبَدنا لهم عام ل 3
يدخل الجنة بلا عقوبة؛ بخلاف الظالم لنفسه» وهكذا من أتى بالإسلام الظاهر
مع تصديق القلب» لكن لم يقم بما يجب عليه من الإيمان الباطن؛ فإنه معرض
وأما الإحسان فهو أعم من جهة نفسه؛ وأخص من جهة أصحابه من
الإيمان» والإيمان أعم من جهة نفسه؛ وأخص من جهة أصحابه من الإسلام»
فالإحسان يدخل فيه الإيمان» والإيمان يدخل فيه الإسلام؛ والمحسنون أخص
من المؤمنين» والمؤمنون أخص من المسلمين» وهذا كما يقال في الرسالة
)١( أخرجه الإمام أحمد 174/7 01708 [173773] وإسناده ضعيف +
)١( متفق عليه من حديث النعمان بن بشير»
(0) رواه مسلم [انظر ختصر صحيح مسلم» رقم ؟]-
والنبوة» فالنبوة داخلة في الرسالة؛ والرسالة أعم من جهة نفسهاء وأخص من جهة
أهلها؛ فكل رسول نبي» وليس كل نبي رسولاً؛ فالأنبياء أعم » والنبوة نفسها جزء
والنبي كيه فر الإسلام والإيمان بما أجاب به؛ كما يجاب عن المحدود
وازدراؤهم. وسنذكر إن شاء الله تعاال سبب تنوع أجوبته» وأنها كلها حق.
ولكن المقصود أن قوله: ابي الإسلام على خمس»؛ كقوله: الإسلام هو
الخمس» كما ذكر في حديث جبريل» فإن الأمر مركب من أجزاء؛ تكون الهيثة
الاجتماعية فيه مبنية على تلك الأجزاء ومركبة منهاء فالإسلام مبني على هذه
الإيمان في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام هنا ولكنه لم يذكر فيه
الحج؛ وهو متفق عليه؛ فقال: «آمركم بالإيمان بالله وحده» هل تدرون ما
الإيمان بالله وحده؟» قالوا: الله ورسوله أعلم» قال: «شهادة أن لا إله إلا الله
)١( رواه مسلم [مختصر صحيح مسلم؟ 18:7].
(؟) رواه أحمد [«المسند» 1988 بلفظ : «سفه الحقء وغمص الناس4]؛ ومسلم» والبخاري
لفرد» [«صحيح الأدب المفرد» للألباني» 907/577 طبع المكتب
بالا للطبعة غير المشروعة؛ مع ما فيها من أغلاط» وكلام خارج
عن الأدب الذي من أجله ألف الإمام البخاري كتابه. وانظر «صحيح سنن أبي داود -
واصحيح الجامع الصغير» - بترتيبي 4708].
وقد روي في بعض طرقه: «الإيمان بالله؛ وشهادة أن لا إله إلا الله»ء لكن
وبغيره؛ فقال: «الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة» أفضلّها قول لا
إله إلا الله» وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» والحياء شعبة من الإيمان»!".
إلا كان في أمته قوم يهتدون بهديه؛ ويستنون بسنته؛ ثم إنه يخلف من بعدهم
وكذلك في أفراد مسلم قوله: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى
)١( متفق عليه.
() متفق عليه.
(©) متفق عليه. [انظر «صحيح الجامع الصغير» للألباني - ترتيب الشاويش 7887]-
(4) متفق عليه. [انظر «صحيح الجامع الصغير» للالباني ترتيب الشاويش *188]-
(ه) البخاري. [انظر «صحيح الجامع الصغير» للألباني - الشاويش -]71٠٠7
(7) رواه مسلم. [انظر «مختصر صحيح مسلم» 74 من حديث أبي سعيد؛ طبع المكتب
أفشوا السلام بينكم» وقال في الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة- ورواه البخاري
يث ابن عباس - قال النبي كَيْ: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن؛ ولا
فيقال: اسم الإيمان تارة يذكر مفرداً غير مقرون باسم الإسلام ولا باسم
العمل الصالح ولا غيرهماء وتارة يذكر مقروناً:
إما بالإسلام كقوله : «ما الإسلام؟ وما الإيمان؟؟ وكقوله
وكذلك ذكر الإيمان مع العمل الصالحء وذلك في مواضع من القرآن
َك 69 [البقرة]. فالمؤمنون في ابتداء الخطاب غير
-]797 [انظر «صحيح الجامع الصغير» 1707 والرقم 1/075 و08 )١(