وشاءً محمد ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد" ونحو ذلك <
في هذا الباب وسائرٍ أبواب العلم» مثل ذكر آبة الطهارة والصيام والحج
للقرآن في ذلك» وكذلك إذا ذُكِرَ ما ذ في القرآن من صفة المعاد والجنة
قصص الأولين وتذكيرٍ الله لسلفنا المؤمنين بآلايه عليهم في حياة رسول
والمبينة لصفة مغازي رسول الله فيةِ وسيرته» وكذلك إذا ذُكرت الآياتُ
ومعلوم بالضرورة أن هذا مما اتفق عليه المسلمون؛ وهو أحسن ما
() أخرجه أحمد ١001/8 وابن ماجه (181) عن لقيط بن عامرء بلفظ «اضحك
ربنا. ..8. وهو حديث حسن» انظر السلسلة الصحيحة (1810).
(©© أخرجه أحمد 77/5 والدارمي (7707) وابن ماجه (7118) عن الطفيل بن
(ه) في الأصل: «و» مكان
يكون من بيان اتفاق القرآن والحديث» فهذا نافع في تفسير القرآن الذي
هو تأويله الصحيح» ونافعٌ في إثبات ما دل عليه القرآن والحديث من
الأحكام الخبرية العلمية الاعتقادية والأحكام العملية الإرادية. ثم الآية
يُقرّر النصّ ويُكشف معناه كشقًا مفضَلاً ويُقرّب المراد بالظاهر ويدفع
عنه الاحتمالات» ويُفَسّر المجمل وتيينه ووضّحه» لتقوم حجةٌ الله به
وبهذا جرِتْ عادةٌ أئمة السلف وأتباعهم المصنفين في الأبواب أن
يذكروا الآيات والأحاديث المناسبة في هذه الأبواب وغيرهاء كما فعلّ
البخاري ومن قبل ومّن بعدهم من سائر الأثمة» فإن الإمام أحمد
وإسحاق بن راهويه وغيرهما يحتجون على أحاديث النزول وصحة
ذلك من له أدنى عقلٍ وإيمان؟
وأيُما أحسنُ: الاستشهاد على معاني القرآن بنفس ألفاظٍ رسول الله
كَليةٍ وألفاظ الصحابة والتابعين التي يُستفاد بها معنى الآيات على
خاطبٌ النبي كَيةِ بالنقل الصحيح الثابت؟ أو الاستشهاد على ذلك ببيتٍ
وأمثال ذلك من الشعر الذي قد يقال فيه : إنه لم يُروَ بإسنادٍ صحيح
المعلوم أن أسانيدٌ الحديث والآثار أكثر وأكبرُ» والعلماء بها أعلمٌ
والتمهيد للباقلاني 184 وألف باء 37/١ وشرح شذور الذهب 18. وبلا نسبة
في البيان والتبيين 118/1
(© الرجز بلا نسبة في لسان العرب (سوا) ورصف المباني 377. وب للأخطل
© البيت لحسان بن ثابت في التمهيد7١7 وتفسير الرازي 700/78 ٠07 ولا
يوجد في ديوائه.
فإذا لم يَجُرْ تفسيرٌ القرآن وتأويله بالألفاظ والمعاني التي هي بين
في معاني القرآن إلى بيت من الشعر أو كلمةٍ من الغريب أحسنُ أحوالها
علمًا فجميعُ ما يذكرونه من اللغة الغريبة والشعر المنقولة بمثل ذلك
كلام الله فقد قلنا على الله مالا نعلم .
المستفادة من الشعر والغريب الذي يعلمه الآحاد دُونَ ما يُستفاد من نَقْل
والصحابة والتابعين من ألفاظهم . فإذا كان هذا دون الحديث في النقل
والدلالة لم يكن حمل معاني القرآنٍ عليه بأولى من حَمْلِها على معنى
الحديث والآثار» بل تلك أولى من وجوه كثيرة» بل لا يجوز أن يقال:
هذا معنى الآية لمجرد إسناد الشعر والغريب ودلالة ذلك؛ إذ هما لا
يُفيدانٍ العلم به؛ فيكون تفسير القرآن بهذه الطريق قولاً على الله بلا علم.
من جهة نقل الحديث والآثار» بطل العلم بمعناه» فلا يَصِحٌُ الأمرٌ بتدبره
بمجردٍ هذا الاستعمال أولى من إثباتها بالاستعمال المنقول في الحديث
والآثار» ولا أولى من استعمال القرآن الموجود في نظائر ذلك اللفظ»
فإن اللفظ فى القرآن يكون له نظائر» ولهذا صِنَّفَ العلماءً كتب الوجوه
والنظائر: الألفاظ المتواطئة؛ الأول فيما اتفق لفظّه واختلف معنا
اللغة في كلاه وكلام رسوله وكلام أصحابه الذين كانوا يتخاطبون
على ما يُوجّد من اللغة في كلام بعض الشعراء والأعراب» فإن كل
يقولونه من النظم والنثرء إن المستمع لكلامهم يتطرق إلى فهمه
لمعانيهم أكثر مما يتطرق إلى المستمع لكلام الرسول والصحابة
والتابعين» فما يُذكر من احتمال مجاز أو اشتراك ونحو ذلك فتطرقه إلى
كلامهم أكثر.
وهذا كله بطريق التنزل والتقرب إلى المنازع» وإلاً فالأمر أجل مما
بيان أنه لا طريق يقوم مقامهاء فيتعين.
٠يزوجلا من أشهرها: مؤلفات مقاتل بن سليمان والدامغاني وابن )١(
البيان لا يحصل بدون هذاء وقد قال تعالى: م
ا . وقد امن عليهم في غير موضع
ردان ميا
فُصّلت؛ والتفصيل إنما يكون للبيان والتمييز الذي يزول معه الاشتباه
والاشتراك والإجمال المنافي لفهم المراد بالخطاب» وإن كان المعني
المفهوم قد يحصل بينه وبين معنى آخر مشابهةٌ ومشاركة تمنع إدراك
حقيقته التي لا تُفهم بمجرد اللفظ . وقد قال الله تعالى : «وَمَاعَل لتاب
بالبلاغ .
يعرفها . فمن الزنادقة من يقول هذا؛ ومنهم من يقول هذا.
أصحاب النبي يل عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما أنهم
من العلم والعمل!"".
وإذا غُِمَ أن الصحابة أخذوا عن الرسول لفظ القرآن ومعناه» بل
جُندب بن عبدالله البجَلي وحبدالله بن عمر: : تعلّمنا الإيمان ثم تعلّمنا
بها القرآن من المأمور به والمخبّر عنه المتلقّى بالطاعة والتصد: 1
)١( أخرجه أحمد في مسنده 510/9 وابن سعد في الطبقات 177/7 وابن أبي
شيبة في المصنف 410/٠١ والطيري في التفسير 14/١ وإسناده صحيح ٠
9 أخرجه ابن ماجه (11) والطبراني في المعجم الكبير 7/ 1196158 عن
لم يحتاجوا بعد ذلك إلى لغة أحد» فالمنقول عن الصحابة من معاني
القرآ؛ كان في ذلك كالمنقول عنهم من حروفه سواءً بسواءٍ» وإن تنازع
من نفس الرسول جميعٌ القرآن وجميم السنة؛ بل كان بعضهم ثُ بعضًا
بعضًاا'". ولهذا ما يذكره ابن عباس من الحديث في القرآن والسنة تارةً
وما نزل فيه من القرآن من ذلك فلم يَشهَدُه» فإن النبي كيه توفي وابنّ
عباس مُراهق» وكان عند الهجرة صغيرًا جدًا .
الوجه الثاني : أن الله تعالى أنزل على نبيّه الحكمة كما أنزلّ عليه
أذ عن الرسول سوى القرآن» كما قال في غير حديث: ألا إني أوتيثُ
214 أخرج نحوه الحاكم في معرفة علوم الحديث )١(
المتخلف عن طلب السنة المكتفي بالقرآن فقال :ول أ أحدكم متكنًا
استفاض عنه من وجوه متعددةٍ من حديث المقدام بن معدي كرب وأبي
ثعلبة الحُشَّني وأبي هريرة وأبي رافع وغيرهم؛ وهو من مشاهير أحاديث
السنن والمساند المتلقاة بالقبول عند أهل العلم .
الوجه الثالث: أن بعض الناس لو قرأ مصنفات الناس [في] الطبّ
والنحو والفقه والأصول؛ أو لو قرأ بعض قصائد الشعرء لكان من
أحرص الناسي على فهم معنى ذلك» ولكان من أثقل الأمور عليه قراءة
أنزل إليهم وهداهم به وأمرّهم باتباعه» أفلا يكونون من أحرص الناس
معدي كرب. وهو حديث
أبي رافع. وحديث أبي ثعلبة الخشني في النهي عن أكل كل ذي نابٍ من
السباع وعن لحوم الحمر الأهلية أخرجه البخاري (9077) ومسلم
(14730147). وحديث أبي هريرة في النهي عن كل ذي ناب من السباع
عند مسلم (1477). ومضى حديث المقدام آنقًا.