الذين يعانون من الأمية الدينية » وتنفس كثيرٌ منهم الصعداء لما كتب
من المنصفين في البحث » أو على الأقل من المتعمقين فيه . فقد بدا لي
جلياً أن مجال الأستاذ هو الرد على الههود أو النصارى أو العلمانيين »
أو كتابة الكتب الإسلامية العامة بطريقة الأدباء ؛ أما أن يغوض في
الأحكام الشرعية » أو في دقائقها » أو يسلك مسلك الجمع أو الترجيح
الأستاذ من خلال ردنا عليه في هذا الكتاب .
فإذا به يندفع غير ناظرٍ تحت قدميه ؛ وقد ظن أن شهرته بين الناس يمكن
أن تحول دون كشف زلاته التي لا يقع فيها طلابُ العلم » فضلاً عن
العلماء الكبار الذين لم يُقم الأستاذ لهم وزناً ؛ على قاعدة ١ الاستخفاف
بامخالف » التي نبغ فيها الأستاذ أيما نبوغ !! .
وما ريه في ١ صحيفة الأهرام 8., أن الصحفي فهمي هويدى كتب
مقالاً وصف فيه كتاب الأستاذ بأنه ١ قنبلة » » ونحن لا نلتفت إليه لأن
وغيرهُ أن هذا الكتاب إن صصح وصفه ب « القنبلة » © فهي ا يقول
العوام : 8 فشنك » ! يعني لها دوي » ولكن لا تأثير لها . ولقد ذكرتني
هذه « القنبلة » بذلك الرجل الذي بال في ماء زمزم زمان الحج » فقيل
ويمكن إجمال الماخذ على كتاب الأستاذ فيما بلي :
بالألقاب ؛ واستخدام الألفاظ القاسية في معرض النقاش العلمي قد
وقغ في هذه الوهدة من الاستخفاف بمخالفيه ؛ فاستخدم هذه الألفاظ
« دستور الوحدة الثقافية » وحتى كتابه الأخيز الذي ترد عليه .
والأستاذ يدعو - وح له - إلى تدر معاني القرآن الحكيم » والعمل
بما فيه ؛ فكت أحبٌ له أن يتفكر في قوله تعالى :
وقد استخدم في تعبيره عن المحدثين بعض الألفاظ مئز
بالقرآن كليل » 6 ١ فتيان سوءٍ » © « إنهم محجوبون عن الانتباه لألفاظ
القرآن 06 ١ أصحاب الفكر السطحتي 6 ١ الشاغيود ا
والقاصروة 13 « الجهلة » إلى آخر هذه الألفاظ اللي سبحت أ
للأستاذ أن يترفع عنها © لأن مَكَلَهٌ كمثل الطبيب إذا تناول المريض ؛
وكان من أ اثر استخدام الأستاذ لهذه الألفاظ أن قد بلغني أَنَّ بعض
شتام الغزالي » !! فذكر كل شتائمه » ورتها على حروف الُعجم
لكثرتا !!
غير واحدٍ من السلف عن هذا .
الام
المي أن بعض الثقات قال لي : سمت رجلاً أن به وسماهُ لي قال
للأستاذ : إن كثيرين يردون عليك في كتابك الأخير » فما جوابُك ؟! .
فاجابه بقول الشاعر :
لو كل كَل عوى ألقمُةُ حجراً لعز الصخُر مثقال بدينار
وقد سار الأستاذ على مسلكه هذا » حتى مع القدامى من الأئمة
الفحول ٠
فقد عرض ( ص 35-776 ) قضية موسنى وملك الموت التي رواها
الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ وقد رفض الحديث وزعم أنه
« معلول » لأنه لا يتصور أن يكره الضالحون الموت » لا سيما الأنبياء .
وبعد أن نقل أجوبة العلماء السالفين كابن خزيمة والمازري » والقاضي
افةٌ لا يُساغ ... ثم قال : والعلة في المتن يبصرها المحققون ؛ وتخفى
على أصحاب الفكر السطحي + .
الأستاذ وحده !! . وَمَنْ هم أصحابٌ الفكر السطحي ؟ إنهم جميع
+ لأن الأستاذ أشعركي خلفي » ولا يجرى على مذهب السلف الصالح فى اعتقاده ١
ًاييرق وانظر مبحث « خبر الواحد ه في ؛ قسم القواعد ؛ الآني
شراح « البخاركي 6 وعدتهم أكثر من ثلاثماثة نفس وكذا شراح
8 مسلم + ويحضرني منهم أكثر من عشرين عالاً ؛ بخلاف ابن خزيمة
والمازري والقاضي عياض » وابن تيمية » والذهبي » وابن لقم
فى آخرين يطول المقام دا باستيعاب أسمائهم » فإنهم جميعاً مروا على
منهم أن في المتن « نكارة » أو ؛ غرابة 6 » حتى ابتلانا الله عز وجل
ب « المحققين » !!
وفعل الأستاذ في هذا الموضع » وفي عشرات مثله في سائر كتبه بين
لنا أنه من الأشاعرة المتعصبين » وأنه ليس على منهج السلف الصالح -
وهم القرون الثلاثة الأول - في باب العقيدة على الأقل -
وإن من نافلة القول أن نذكر أن « الأشاعرة » يعتدون بعقوهم فإنهم
يقدمونها على النصوص » الابتة المستقرة » ا يأتي ذكره الآن .
وقد وصل الأستاذ - بهذا المنبج - إلى دركةٍ في غاية القبح في ره
النص الثابت برأيه الفاسد .
لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة
والكلب الأسود » . قال الراوي عن أي ذر وهو عبد الله بن الصامت :
قلت : يا أبا ذر ! ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب
الأصفر © قال : يا ابن أي ! متألت رسول الله صل الله عليه وعلى
آله وسلم كا سألتني » فقال : ١ الكلب الأسود شيطان » !!
فهاذا على الأستاذ على الجملة الأخيرة من هذا الحديث ؟
وأسودها سواء + !!
فلستُ أجد رداً على الأستاذ أبلغ من قوله نفسه (اص ١7١ ) عن
أحد الناس : « قبحك الله من داع أعمى البصيرة » ما لديك شيءٌ من
فقه الإسلام » ولا من أدب الدعوة » ومثلك لا يزيد الأمة إلا خبالاً
فإذا كان أبو ذرٍ استشكل تخصيص الكلب الأسود بالذات فى أنه
يقطع الصلاة » وسأل : ما الفرق بين الكلب الأسودء والأحمرء
والأصفر وكلّها كلابٌ ؛ فأجابه النبيّ صل الله عليه وعلى آله وسلم
إجابة واضحة صريحة في التفرقة » فقال : « الكلبٌ الأسود
شيطان "١١ .
أفهناك إنسان مسلمٌ - فضلاً عن « داعية » !! كالأستاذ يقول بعد
هذا البيان : لا يا رسول الله ! فالكلابٌ كنّها سواءً» لا فرق بين
أسود » ولا أحمر » ولا أصفر 1 .
وماذا يقال عن هذا الإنسان ؟!
أنا أقولُ ما قاله رب العزة في كتابه المجيد :
(1) ليعذرني الأستاذ في هذه القسوة ؛ إن صنيعه يستحق أكثر من هذا ؛ وقد جريتُ
معه عل المجاملة » ما أمكن ؛ ولن يجد أشد من هذا في كتاني إن شاء الله تعالى +
عذابٌ ألم 6 . 7/14
شيطاناً ؟! وقد صرّح هو بهذا الكلام المنهافت في أكار من موضع من
كلامه . وهذا يريك أنه يقدم عقله ١ الكبير » على النصوص الثابتة عند
جميع أئمة المسلمين . وهذا هو منهج الأشاعرة الذي يتبناه الأستاذ وينافحج
ولعل الأستاذ يرد أيضاً ما رواه الشيخان وغيرما من حديث ابن عمر
واحد » وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء ؛ . فلعل الأستاذ يقول : كيف
هذا وجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم ليس لأحدهم إلا مع » واحد » ؟!
الصحيح » فهو أن الله تبارك وتعال للمؤمن في طعامه بحيث لو
أكل اليسير من الطعام فإنه عملا أمعاءه ويشبع به . بخلاف الكافر » فإئة
لو أكل أكلاً كثواً ودر أنه علا سبعة أمعاء ؛ فإنه لا يشيع © ويوضح
لبي ضلى الله عليه وعلى آله وسلم ؛ فقال : « إن المؤمن يأكل في معى
واحدٍ » والكافر يأكل في سبعة أمعاء ؛!".
»١( وأنا لا أستبعد أن يأتينا الأستاذ برجل كافر أو أكثر ممن لا يكادون يأكلون
م يقول : كيف يأكل الكافر في سبعة أمعاء ؛ وهذا لا يكاد يطعم ١ هذاد
ح باج
ووقع في رواية مسلمر من حديث أي صالح عن أي هريرة : « أن
رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم ضاف ضيفاً وهو كاف ؛ فأمر
حلاب سبع شياةٍ » ثم إنه أصبح فأسلم » فأمر له بشاةٍ فشرب حلابها +
ثم بأخرى فلم يستتمها .. فقال : « إن المؤمن يأكل .. الحديث »
ولذلك قال الحافظ ابن حجر في « الفتح »6 ( 837/4 ) : « أطبق
العلماء على حمل الحديث على غير ظاهره .
صل الله عليه وعلى آله وسلم قال : « إن المرأة قبل في صورة
وتدبر في صورة شيطان » فإذا رأى أحدّم امرأة أعجبته » فليأت أهله ©
فيقول الأستاذ : كيف تكون المرأة في صورة شيطانٍ » وهي آدميةٌ
ويعترضُ الأستاذ على النصوص بمثل هذا الفهم « الثاقب 6 © والجوابٌ
ما ذكره العلماء أن الحديث يشير إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بالمرأة
لما جعله الله تعالل في نفوس الرجال إلى الميل إلى النساء والالعذاذ بالنظر
لين وما يتعلق بين » فهي شبيبة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته
لمبتلين بالنظر إلى النساء يرى - من فرط شهوته - المرأة الدميمة في غاية
الجمال » ولا يفطن إلى هذه الحقيقة إلا بعد أن يفرغ شهوته .
<دليل واقص على كذب الحديث . بل يوجد مسلمون يأكلون أضعاف الكافرين !!
سيد 3 د
© ولعل الأستاذ يعترض على ما رواه البخاركي في « الأدب المفرد »
وسلم رأى رجلاً تتبع حمامةً » فقال : شيطان يتبع شيطانة 6 © و
حديثٌ حسنٌ » وصححه جماعة من أهل الحديث .
فيقول الأستاذ : كيف يكوا الرجل والحمامة شيطانين » والرجل
رجل » والحمامة حمامةٌ ؟! أتريدون أن تجعلونا ضحكةٌ للشرق والغرب
وتصدوهم عن الدخول في الإسلام بمثل هذه الروايات التي لا يتصورها
« العقل 6 ؟1
ومعنى الحديث عند جماعة العلماء أن لبي صلى الله عليه وعلى آله
تبارك وتعال وأنت لا زلت تسمع الناس يطلقون لفظة ١ شيطان » على
من يغوي الناس ويُضلهم . وقد قال الله تبارك وتعالى : ف( شياطين
ذكرت » لو أجرى الأستاذ « عقله » بدون النظر إلى « عقول » علماء
أما حديتُ « الكلبُ الأسود شيطان » فيأتي تفسيرهُ في موضعه من
هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .
ونصل الآن إلى توضيح منهج الأشاعرة!""- والأستاذ منهم - حتى
يعلم الناس أننا لا نتجنى على أحدٍ .
فالمعروف أن مصدر التلقي عند « الأشاعرة » هو العقل ؛ وقد صرّح
)١( انظر « منهج الأشاعرة في العقيدة ؛ للشيخ سفر الحوالي
والسنوسي + وسائر شراح ١ الجوهرة » ؛ فلو تعارض النقل مع العقل +
فإن العقل يقدمٌ على النقا
وال السنة أصل تن أفبول الكفر !!
فقال : « أصول الكفر خمسة ... فذكرها » ثم قال : السنادس :
اتمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها
على البراهين العقلية والقواطع الشرعية + وقد وضع الفخر
الرازي ١ "ضوابط هذا المنبج « العقلي » في ١ أساس التقديس 6 ؛ فقال : 5
١ الفصل الثاني والثلاثون في أن البراهين العقلية إذا صارت معارضة
بالظواهر النقلية فكيف يكون الخال فيها ؟!
قا قال : اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيءٍ ثم
وجدنا أدلةً نقليةً يُشعر ظاهرها بخلاف ذلك » فهناك لا يخلو الخال من
أحد أمور أربعةٍ :
الأول : إما أن يُصدق مقتضى العقل والنقل ؛ فيلزم تصديق النقيضين »
وهو حال .
الثاني : وإما أن يطل ؛ فيلزم تكذيب النقيضين » وهو محال .
الثالكث والرابع : وإما أن يصدق الظواهر النقلية » ويكذب العقل وذلك
باطل + الأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا
بالدلائل العقلية إثبات الصانع » وصفاته » وكيفية دلالة المعجزة على
صدق الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم » وظهور المعجزات على
)١( وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كلام الرازي في أول كتابه « درء تعارض
العقل والنقل » فراجعة لزاماً