والتعمق فيا متا وإستاداً وعللاً ودود أو صحة أو ضعفاً » أر
الاطلاع الواسع على متون السيرة وعلى زياداتها في مختلف المصادر
المرثوقة لدى الأولين والآخرين من السلف الصالح رحمهم الله
تعالى » ودون أن يكون من فرسان هذا الميدان الفسيح سنة وسيرة +
ودون أن يكون عنده علم بعلم الأسانيد الصحيحة والحسنة
ودفاتر رفيعة يلمع فيها النور والبرهان ؛ والدليل الساطع على مر
الأزمان وكرّ الدهور » و "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر
الساعة" » فحسبنا الله ونعم الوكيل » وإنا لله وإنا إليه راجعون
الله تعال ؛ وسوف بتجد فيما بعد بمشيئة الله تفصيل ذلك
الادعاء في عرض شامل دقيق لكتابه : السيرة النبوية الصحيحة
((المزعومة)) ؛ مع الرد عليه ؛ لكي يوقف قلمه السريع المرتجل ؛
لفلا يُفسد الضمائر والأرواح والقلوب ؛ وييعد اللسلمين عما كان
عليه السلف من النقاء والطهارة والصدق والعدل والإنصاف +
والعلم النافع والعمل الصالح » فارجع إلى المقدمة .
« كلمة لا بد منها )
إن هذه المقدمة أساسية ومهمة إن شاء الله تعالى في نظر السلف
الصالح رحمهم الله تعال ؛ الذين جمعوا ورووا هذه العلوم الوسائلية
والغائية » ونقلوها بالدقة والأمانة للمتأخرين للا يقعوا في الأخعطاء
المروية والمسموعة والمضبوطة ؛ من حديث نبوي شريف » وسيرة
نبوية عطرة ؛ ومغازي ؛ ومناقب ؛ وفضائل ؛ ومعجزات 6
وآداب ؛ وأخلاق ؛ وما أخبر به عليه الصلاة والسلام من أخبار
سوف يقع فيما بعد من الحوادث الخطيرة الي تتمشل من الرقاق 6
الله 8 رعن وقوعها ؛ كلّ ذلك مروي ومسموع بالدقة المتناهية »
وعرفان » وعقيدة ؛ وزهد » وحكم » وتشريع ؛ وخلق ؛ وسلوك +
وعبادة » ومعاملة » وغيرها من الأمور السامية . وبهذه الأمور
السامية وغيرها الي تحتاج إليها الإنسانية وغيرها من الكائنات الحية
وغيرها ؛ مسموعة » ومروية » وكاملة » ومكملة ماماً بلا نقص »
ولا زيادة ؛ ولا شطط ؛ وال لم تخلق في عهده 3 ؛ ولم تظهر +
فإ حكم هذه الأشياء الجديدة المحدثة لموجود ؛ وواضخ » وين في
هذا التراث الخالد العظيم ؛ النبوي الشريف ؛ بنص ؛ وظاهر ؛
وإشارة لاخفاء فيه أبداً في أنظار علمية صحيحة إذا كان المنهج
العلمي الصحيح مطبقاً في جميع الجرانب ؛ عقيدة ؛ وعبادة »
وهكذا ما يتعلق بأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين الذين
تلقوا هذا العلم والنور والبوهان عن نبيهم عليه الصلاة والسلام
بالوفاء والتمام » لم يضع منه شيء أبداً ؛ وذلك بوعد الله تعالى
الكريم بحفظ هذا الدين الحنيف .
وهكذا تلقى التابعون الكرام هذا المبدأ الإيماني الكلهل عن
أصحاب النيّ #8 مع ظهور تلك الفعن المظلمة الي كانت سياً
أساسياً في وضع قواعد الجرح والتعديل على يد هؤلاء التقاد الأبجاد
الذين شهد لهم الأخيار الأبرار بالأمانة ؛ والصدق ؛ والوفاء +
والعدل ؛ والإنصاف » والعلم » والبصيرة الفذة النادرة .
ثم رُوِيَ هذا التزاث الخالد النبوي الشريف برواية فذة نادرة لم
تكن عليها الإنسانية من قبل في الأسم الماضية أبداً » مع تلك القواعد
الدقيقة معجزة لرسول الله 8 ؛ وكيف لا ؟ وقد وعده ريه حلّ
وعلا في كتابه الكريم في عدة مواضع بحفظ ديئه الإسلامي
الحنيف ؛ وقد وعده بتفصيل هذا الكتاب الكريم تفصيلاً علمياً
دقيقاً للغاية في مواضع عديدة من كتابه الحكيم » وفي سنته عليه
الصلاة والسلام الصحيحة .
وصلت إلينا عن هولاء الأسلاف رحمهم الله تعالى فلم يكن لي ما
سوف أجمعه من أسماء تلك الكتب الوسائلية والغائية إلا نذر يسير
جداً ؛ ومع وجود هذا النزاث الخالد العظيم الذي تحتاج إليه
الكائنات كلها » حية أو غيرها ؛ لهو موجود الآن » وسوف يوجد
والتاريخ » والحق » والإنصاف .
وكيف لا يكون ذلك كذلك ؛ ونبوة محمد و4 ؛ ورسالته خالدة
إلى يوم القيامة ؛ وما جاء فيها من أحكام ؛ وعبادة ؛ وسلوك »
والقوانين الي وضعت بممارسة علمية نادرة فذة في إثباتها
وإحكامها » وإظهارها أمام الكائنات كلها إل أن يرث الله الأرض
هؤلاء الأخيار الأبجاد النقاد » وعلى رأسهم الإمام الحافظ شيخ
الإسلام أبو عبد لله محمد بن إ ماعيل بن إبراهيم البخاري » المولود
سنة 147 ه » والمتوفى سنة 167 ه ء وقد اشتمل جامعه
الصحيح على ثمانية أقسام من الحديث النبوي الشريف ؛ كما هو
معلوم ؛ ومعروف لدى أهل العلم اليوم » وكلّه حديث بدون شك
ولا شبهة » وإنّما تبوع هذا الحديث النبوي الشريف عند أهل
الجوامع » وهو كالآتي :
. أحاديث الإيمان » وهو العقيدة - 6١9
© - العلم .
4 - الأحكام .
«( 6 - الرقاق والزهد .
7 - التاريخ والسير » وهو المغازي .
«له» - المناقب والفضائل .
وإ هناك مواضع كثيرة جداً ؛ وهي تتداخل بعضها في البعض
الآخر .
الأقسام الثمانية » ثمّ تّى كتابه "الجامع"” ؛ وهذا لا يخفى على أحد
أبداً إن شاء الله تعالى .
وقد اشترط كلّ من هؤلاء الأبجاد رحمهم الله تعالى في إخراج
هذه الأنواع من الأحاديث في جوامعهم ؛ وصحاحهم » ومسنتهم »
أربعين عاماً . ثمّ الاهتمام الشديد في مروياتهم عن البعثة المباركة »
عاماً » وفيها الأشياء الكثيرة جد ؛ من الحجرة وما يتعلق بها » وقبل
الهجرة في حياته المكية الشريفة » ثم حياته عليه الصلاة والسلام في
والمنكرة الشاذة غير المحفوظة » والموضوعة المكذوبة الي لا صلة لها
أبداً يسنته وسيرته عليه الصلاة والسلام +
« الفرق بين السيرة والسنة )
ولا فرق هناك بين السيرة النبوية والسنة النبوية إلا من باب واحد
فقط » كما قال الحافظ في الفتح 4/6 : (السير بكسر المهملة وفتح
التحتانية : جمع سيرة ؛ وأُطلق ذلك على أبواب الجهاد لأنها متلقاة
من أحوال النيّ 8 في غزواته ) اه .
قلت : والسنة نحو هذا المعنى تماماً » ولكن قال ابن الأثير في
النهاية في مادة "السنن" : (وقد تكرر في الحديث ذكر السنة وما
تصرف منها » والأصل فيهاً الطريقة والسيرة ؛ وإذا أطلقت في
الشرع فإنما راد بها ما أمر به البي #8 ونهى عنه ؛ وندب إليه
قولاً وفعلاً (وتقري مما لم ينطق به الكتاب العزيز . ولحذا يُقال في
أدلة الشرع : "الكتاب والسنة') اه .
قلت : تطلق السنة على أحواله المدنية عليه الصلاة والسلام 6
والسيرة على أحواله في المغازي والجهاد . وهذا أمرٌ معروف ومعلومٌ
لا يشك فيه أحد من أهل العلم والفضل +
ولم تُدرس السيرة النبوية عن طريق الارتجال أيداً إلا عند بعض
المتأخرين بعد وقوع الارتجال المخيف في مناهج المسلمين على يد
العدو الظالم الغاشم ؛ بعد أن سيطر سيطرة تامة على برامج
التعليم » والحضارة ؛ والثقافة الإسلامية في كلّ مكان وزمان إلا ما
كا ماح
شاء الله تعالى . وقد خفي على كثير من المسلمين هذا الأمر الهام ؛
من كيفية دراسة دينهم الحنيف ؛ وعقيدته الصافية النقية ؛ وسيرة
نبيهم عليه الصلاة والسلام » وكذا تاريخهم الإسلامي الحافل +
وسائر علومهم ؛ من العلوم الغائية ؛ من حديث ؛ وتفسير ؛
وعقيدة » وفقه ؛ ونحرها ؛ ومن العلوم الوسائلية ؛ كاللغة ؛
والأدب » والنحو » والصرف ؛ والبلاغة » والمعاني ؛ والبديع +
والجرح ؛ والتعديل ؛ وغيرها من العلوم الكثيرة ؛ وهي مسندة عند
السلف الصالح رحمهم الله تعالى » ثم انتقلت إلينا عن طريق
وقد استمر هذا الحال العلمي والعملي المنقول إلى القرن السادس
من هجرة النيّ و في كثير من الأحيان إلا نادراً ؛ والنادر لا حكم
له . وقد وقفنا على كيفية هذا النقل المشالي أثداء إلقاء النظرة
تلك الحملة الغامة الظالمة أثناء استعماله هذا السلاح الفتاك الرهيب
الممثل فيما ماه علم الكلام ؛ الذي هو دخيل على علوم الإسلام
المروية والمسموعة عن الرعيل الأول » كابر عن كابر ؛ إلى أن تصل
حال لهذا الدخيل أبداً » ولا قدرة على ظهوره . لو لم يصد هذا
الباب المهم على المسلمين وعلى علومهم كلها ؛ رهو باب الرواية
ح لقنا
الإسنادية » والتفتيش ؛ والتدقيق عن رحال الإستاد في كل عصر
ومصر ء لما كان لهذا الذي سموه علماً ومعرفة وإدراكاً وجود
وكيان لكي يستعلي ويمثل بطغيانه وجبروته مراكز الثقافة الإسلامية
الأصيلة الحرة الكريمة الي أقامها السلف الصالح في كل مكان
وزمان .
وهكذا استمرت المعركة بين الحق والباطل ؛ وبين الصدق
والكذب ؛ وبين الوفاء والخيانة » وبين العدل والظلم » ولا تزال
مستمرة حتى يومنا هذا » ولكن للباطل صولة وجولة » ثم
يضمحل وينكمش إن شاء الله تعالى .
المتخلفين الزنادقة الذين قطعوا علينا خط الدفاع الأول ؛ ودتّروا
ثقافتنا الإسلامية الحرة الكريمة عن طريق هذا الزعم الباطل الفاسد :
"أل الأسانيد لا حاجة لا فيها" » وقد اسيُوعِبت العلوم كلها
حسب زعمهم الباطل » ونضجت الأفكار والآراء الفقهية »
ودُونت العلوم بأكملها .
لا والله العظيم ؛ ليس الأمر هكذا ؛ وكل هذه المزاعم جاءت
عن طريق المتعصبين المقلدين » لكي يتقوى بها هذا الذي زعموا أنه
علم الكلام ؛ والذي طغى وتحبر واستعلى منذ أن ضعفت الهسم »
وتكاسلت النفوس عن البحث والتدقيق ؛ والحرص الشديد على