مقدمة الطبعة الثالثة
الحمد لله وحده. والصلاة والسلام على من لانبي بعده. وعل آله وصحبه
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين : أما بعد
فإن الجامعة الإسلامية مؤسسة علمية وثقافية. تعمل على هدى الشريعة
السياسة التعليمية ب فير التعليم الجامعي+ والدراسات
العلياء والتبوض بالبحث العلمي. والقيام بالتأليف والترجة والنشر. وخدمة
المجتمع في نطاق اختصاصها
لذا رأت طباعة هذا الكتاب القيم (تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية)
لمعالي الدكتور محمد بن سعد الشويعر. وهو كتاب يطابق عنوانه يوضح خطأ
تاريخيا بسبيه حصل التجني على شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ودعوته إلى
التوحيد الذي هو حق اله على العبيد. كما هي دعوة الرسل من أوهم إلى
محمد بن عبدالله صل الله عليه وعليهم وسلم ؛ وحصل سوء الفهم الذي استغله
أعداء الإسلام والمسلمين للتفر وتمزيق وحدتهم. فلعل هذا الكتاب
القيم يسهم في إزالة اللبس وتصحيح مفاهيم خاطئة وكبت نوايا فاسدة .
أدعوالله أن ينفع به الإسلام والمسلمين وأن يجزي مؤلفه خير الجزاء
وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الإسلامية؛ وتقوم
مدير الجامعة الإسلامية
د . صالح بن عبدالله العبود

بسم الله الرحمن الرحيم
سبب التأليف
كنت قد أخرجت كتاباً صغياً. باسم تصحيح خطأ تاريخي حول
الوهابية. يقع في ‎٠٠١١‏ صفحات تقريباء وطبع للمرة الأولى بتطوان بالمغرب
عام ١ه‏ وطبعته دار المعارف بالرياض الطبعة الثانية عام 17 ع ره
أوضحت فيه بأن خصوم دعوة محمد بن عبدالوهاب. وأعداء دين
الله الحقّ؛ من أرباب المصالح الدنيوية؛ ممن يريد إطفاء نور الله ؛ والتصدّي
لمن يريد أن يحقق التوحيد الذي أمر به اللهء وأرسل به رسله من أوشم إلى
آخرهم : دعوة وتطبيقاً» وتنقية من مداخل الشرك .
فوجدوا دعوة خارجية أباضيّة» في شمال افريقيا. نشأت في القرن الثاني
المجري؛ باسم الوهابية؛ نسبة إلى عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستم
الخارجي الأباضيّ» ووجدوا فتاوى من علماء المغرب والأندلس ممر
الهمم لإسكات الدعوة الجديدة» خوفاً من توسّع الدائرة الإسلامية؛ حيث
قامت الدولة السعودية الأولى مناصرة للدعوة التى قام بها الشيخ محمد بن
عبدالوهاب ‏ فتصافحت يدا الإمامين: محمد بن سعود ومحمد بن
عبدالوهاب رحمهما الله في عام /81١١1ه.‏ على القيام بهذه الدعوة» نصرة
لدين الله وأداء لأمانة التبليغ ‎٠‏ .
الإسلامي كل وتأثر بها العلماء من لمجو وبد أوا في نشرها ببلادهم . .
الرستمية» المدفون خبرها في سجلات التاريخ» فتبّشوا في فتاوى العلماء

حوها. . وكانت فرصة بإلباس الثوب القديم» للدعوة الجديدة. ووجدت
الإشاعة صدى في النفوس» لأن أرباب المنافع الدنيوية جهدوا في التموي
والتّشويه» والناس عادة قفون الخذك اكثر من اهتمامهم وتحريهم
للصدق . ولذا فإن للإشاعات دوراً كبيراً في تغيير المفاهيم » ووضع تصوّراتٍ
تغاير الواقج . بحسن نيّة أو سوء فهم . وفي حدود عام ‎١4617‏ كان
نقاش علمي؛ مع أحد علاء المغرب؛ حول دعوة انع ع رن
سائدا؛ وقد رب إليّ اكثر من أخ كريم» ذكر سبب تأليف تلك 2
قد يكون من المناسب الاشتراك مع القارىء في السبب الذي من أجله
كتبت: تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية؛ لأن الله قد جعل لكل شيء
المهادىء المشمر» هو السبب المباشر لكتابة هذه الرسالة ‏
السنغال. وقد كان خطٌ سير الطيران ملزماً لنا بالبقاء في المملكة المغربية ستة
أيام .
وفي أحد الأيام كنت في ضيافة أحد الأساتذة بإحدى الجامعات هناك
وأرمز له ب: الدكتور عبدالله . وفي جلسة بمكتبته» دارت أحاديث شتى +
أمام الحاضرين وعددهم» يقارب الاثتى عشر شيخاًء من فضلاء البلاد

وبينكم تقارب كبير وتفاهم بين القيادات. وإعجاب بيا يؤديه حكام وعلماء
المملكة من جهود مخلصة. للإسلام والمسلمين؛ ولكن حبذا لو تركتم
جبته: قد يكون علق بالذهن معلومات خاطئة. مأخوذة من غير
مصدرها السليم؛ ولكن حتى تلتقي المفاهيم» نحب أن نطرح الموضوع
بحضور الإخوة للنقاش العلمي + المقرون بالبراهين. . ثم قلت:-
جدرائها الأربعة لأنك كما تراني الآن لاأمل كبا ول يخطر ببالي مثل هذا
النقاش .
المذهب الوهابيّ. الذي فرق بين
والانفعال» أو طرح الآراء بدون دليل مقنع يعول عليه ؛ لأن نشدان الحقيقة
هو هدفنا. والامتثال لأمر الله وأمر رسوله كي هوغايتناء ونصرة دين الله هو
المؤمل من كل منّا .
قال: أوافقك على هذاء وأصحاب الفضيلة المشايخ هم الحكم بيئنا .
قلت: رضيت بذلك» وبعد التوكل على الله أرجو أن تطرح أيّ مدخل
للحوار .
سثل اللخميٌ عن أهل بلد بنى عندهم الوهابيون مسجداً؛ ماحكم الصلاة
‎)١(‏ انظر المعيار المغرب» في فتاوى أهل المعرب ج ‎١١‏ ص 0158 والسؤاا
‏العيار أوسع مماذكر
‏كلاب

وللمعلومية : فإن كتاب المعيار هذا. هو كتاب يجمع الفتاوى في الفقه
المالكي » جع أحمد بن محمد الونشريسي» وطبع في ‎١“‏ مجلداً؛ وقد طبعته
الحكومة المغربية؛ وتوزع منه نسخ بالإهداء .
بعد طرح السؤال. واحضار الكتاب المذكور ج١١‏ أجبته: بأن
هدم المسجد؛ وإبعادهم عن ديار المسلمين .
الفتوى لها نظائر كثيرة قبل اللخميٌّ وبعده. موجودة لدى علماء الأندلس؛
وفقهاء شمال أفريقياء وهي مستمدة من حكم رسول الله كَيةِ في الخوارج+؛
الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النهروان
وفي نقاشنا هذاء سوف نصل بِإذّن الله » إلى تصحيح المفهوم التاريخيّ»
بين ماتعنيه هذه الفرقة. التي أفتى علماء الإسلام في الأندلس» وشمال
محمد بن عبدالوهاب رحمه الله التصحيحيّة . هذا التصحيح لن يكون مقنعاً
لذات الحقيقة. . والرأي الهادىء المقنع هو الذي تنجلى به الغشاوة وتصحح
المفاهيم .
نريد أن تعطينا ماعندك» ونحن نستمع والإخوة يحكمون بينناء ويصؤبون
أو يخطئون مايقال» أو يعرض أمامهم .

سترون ‏ إن شاء الله » ماينير الطريق لمن يريد الوصول
للرأي الصائب. في استجلاء الأمرء لهذا: بدا بيا لدينا مِنْ أجزاء
ولعلك تقرأ طرة الكتاب ليسمع الإ
بل الغلاف الخارجي . . أو الداخلي فهها سواء. .
فقرأ: الكتاب المعرب في فتاوى أهل المغرب, تأليف: أحمد بن محمد
الونشريسي المتوفى عام 16 4ه بفاس بالمغرب .
ياشيخ أحمد سجّل تاريخ وفاة المؤلف أحمد الونشريسي . . فرصد ذلك عام
ثم قلت: هل من الممكن احضار ترجه اللخ
قال: نعم . . ثم قام إلى رف من رفوف المكتبه فأحضر جزءٌ من أحد
كتب التراجم» وفيه ترجمة: على بن محمد اللخمى » مفتي الأندلس وشمال
أفريقيا والترجمة طويلة» وفيها ثناء عليه وعلى علمه. . فقلت: إن بيت
القصيد في نهاية الترججة: فمتى توفي؟ .
قال القارىء : وتوفي عام مله 9 .
فقلت للشيخ أحمد : أكتب تاريخ وفاة الشيخ على اللخمى ؛ فكتبه في
عام 11/8ه.
‎)١(‏ الحلل السندسية ص 1473 والأعلام للزركلي 5: 188» وفي الحلل السندسية أنه توفي

فقال الدكتور عبدالله : هل تشك في علمائنا وفي فتاواهم؟ .
بالإجاع : النفي ‎٠‏
ونجلّهم ونصوّب كل فتوى تصدر عنهم» يدعمها الدليل من الكتاب
الكريم» والصحيح من سنة رسول الله بيةٍ. ولكن الوصول إلى مابدأنا
الحديث من أجله» مقروناً بها يدعمه؛ يحتاج إلى شيء من الأناة والصبر .
يمكن أن يفتي العلماء على معتقد لم يوجد صاحبه الذي ينسب المعتقد إليه
بعد؛ أو الحكم على ملة من الملل لم تظهر بعد؟؟!! .
قالوا جيعاً: لا. . ول يعرف هذا إلا ماجاء عنه إخبار من رسول الله
بلة. وهذا من معجزات النبوة. وفي الغالب يأتي بالوصف دون المسمئّ .
الوهابية» أول من أنشأها محمد بن عبدالوهاب في نجد؟ . قال: بلى .
قلت: إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ عندما أفتى اللخمى ؛ وغيره
من علماء المالكية في الأندلس . وفي الشمال الإفريقي» كان اكثر من الث
وعشرين من أجداده لم يولدوا بعد» باعتبار أن المتوسط لكل قرن ثلاثة
جدود كما أن بين وفاة عبدالوهاب بن رستم ووفاة الشيخ محمد بن
عبدالوهاب مايقرب من واحد وثلاثين جدا. وعلمازكم . وعلماء المسلمين
لايعلمون الغيب» وننزّههم عن الكهانة والسحر» وعن القول في أمر

قال: أوضح أكثر. .
الوفاة» كما أن بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب وبين اللّخمى . وهو
لع الفتوى سبعائه وثمانية وعشرون عاماً 80؟/ا» وفق تاريخ الوفاة؛
وفق ماسجل الشيخ أحمد لوفاة كل منهيا
ويقاس على هذا كل من أفتى ؛ من علماء الأندلس وشمال أفريقيا عن
اسلا
قال: هل يمكن أن توضح أكثر لماتعني . . بدليل مقنع؟ .
قلت: لم يهتم علماء الشمال الأفريقي والأندلس. بالفتاوى عن الوهابية
والتحذير منهاء إلا لأنها موجودة عندهم بخلاف ديار المسلمين الأخرى
الفصل في الملل والأهواء والنحل!" .
وفي موضوعنا: ألا يوجد عندك كتاب: الفرق الإسلامية في شمال
بدوى؟ . . وهو جزء واحد .
+8 ‏سورة النمل آية‎ )١(
‏يراجع هذا الكتاب وهو جزءان. حيث لاتوجد فيه‎ )(

قلت: فلتقرا في آخره؛ حرف الواو. . فقرأ أحدهم : الوهبية أو
الخارجي الأباض» وسميت باسمه وهابية. الذي عظّل الشرائع
قال: المتوفى عام 7ه بمدينة تاهرت بالشمال الأفريقي » وأخبر بأن
وكانوا يكرهون الشيعة» قدر كراهيتهم لأهل السنة '''. وكان الفرد هذا قد
تحدث في كتابه المنوه عنه: عن الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي من
الفتح العربي حتى وقت المؤلف في العصر الحاضر تقريباً ِ
وعبدالوهاب بن رستم قد اختلف في تاريخ وفاتة؛ عند من كتب عنه؛
ويرى الزركلي في الأعلام أن وفاته نحو 98١ه'‏
المسلمين. وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال أفريقياء
كما تجدون في كتب العقائد عندكم » وهم محقون فيا قالوا عنها .
أما دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي ناصرها الإمام محمد بن
سعود ‏ رحمهما الله السلفية التصحيحية» فهي ضد الخوارج وأعمالهم»
وهم من أهل السنة والجماعة .
والشبهة التي انتشرت في ديار الإسلام» قد رّجها أعداء الإسلام
والمسلمين من مستعمرين وغيرهم » لكي تبث الفرقة في صفوفهم . فقد كان
(1) الأعلام للزركلي ط * «دار العلم للملايين 38 8148