الروايات قد تعدى العقول » إذ لو كان خلافاً بحرداً لما كان في الأمر
جديد .أما وأن الأمر قد بلغ بأحدهما اتهام الآخر بالكفر والتحريض عليه
وإثارة الغوغاء ضده » وبالثاني الضرب المبرح » والركل بالرجل ؛ وفتق
الأمعاء » فهذا مما لا يعقل » ولا يمكن أن يقبل في أخلاق ذلك الجيل ؛
وكان لا بد من التحقيق » وهو سبب آخر لاختيار الموضوع ٠
لقد كانت حياة مرهلاو نجه عامرة بالتضحيات » مليئة بالمثل » مترجمة
لأخلاق الإسلام ؛ وكانت تمثل حقاً في جميع ما مر بها الأسوة الحسنة
للسائرين .
إن بإمكان المؤتسي أن يتصد القدوة في حياة هذا الصحابي +
الطرق » ويوم اشتداد المحن وعند تتابع الفتن » يت[صدها في الغضب
والرضا وفي السلم والحرب » في طرقات المهدى ؛ وفي ساحات الوغى ؛
إن الأمة وهي تسعى لإعادة أبجادها ؛ وانتشال شعوبها من وهدتهاء
لا يمكن أن تسلخ ماضيها عن حاضرها إذ ليس للأمة حاضر إن لم يكن
لها ماض .
وحياة ذلك اليل مليشة بالصور الرائعة الي يجدر يأفراد الأمة
الاهتمام بنشرها ؛ واستخلاص عبرها » وتربية الأجيال على أساسها »
” إن خير وسيلة لإشعال العزائم ؛ وإثارة الروح الوثابة ؛ وقدح
المواهب ؛ وإذكاء الهمم » وتقويم الأخلاق بصمت وهدوء ودون أمر أو
نهي » والتسامي إلى معالي الأمور ؛ والتّفع عن سفسافها » والانتساء
بالأسلاف الأجلاء » هو قراءة سير نبغاء العلماء الصلحاء ؛ والوقوف
على أخبار الرحال العظماء ؛ والتملّي من اجحتلاء مناقب الصالحين
الربانيين » والاقتراب من العلماء النبهاء العاملين الجحدين ٠
فذلك خير مهماز لرفع الهم ؛ وشد العزائم » وسمو المقاصادء »
وإنارة القلوب » وإخلاص النيات » وتفجير البوغ والطاقات المدفونة »
والصبر على اجتياز العقبات والصعاب ؛ واحتلال شر المجد الرفيع +
وكسب الذكر الحسن » واغتنام الباقيات الصالحات “0 .
وتناول سيرهم رضوان الله عليهم بروايات مطلقة من غير تمحيص
لمنونها وأحوال أسانيدها لا يوصل إلى الهدف ؛ لأن كتب التاريخ قد
ومن ثم كان لا بد من التمحيص الذي يعتمد على دراسة حال
الإستاد والمعن معاً ؛ مع ملاحظة إمكانية الاستشهاد بالروايات التاريخية
+ )18 صفحات من صو العلماء (ض )١(
الي حوت أسانيدها ضعفاء » ما لم يحمل الممن مخالفة لأصل » أو طعناً في
فاضل .
قال الذهبي : ” كما تقرر الكف عن كثير نما شجر بين الصحابة
والكتب والأجزاء » ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف » وبعضه كذب »
القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترّضي عنهم . وكتمان ذلك متعين عن
العامة وآحاد العلماء » وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم للنصف
العَرِي عن الشوى ؛ بشرط أن يستغفر لهم ؛ كما علمنا الله تعالى حيث
سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم ؛ وجهاد ماء » وعبادة محصة “0 ,
وقال ابن حجر الفيتمي : ” والواحب على كل من سمع شيئاً أن
+ )٠١( سورة الحشر : الآية )١(
. )47-47/1( سير أعلام النبلاء )(
فحيتعذ الواحب أن يلتمس لهم أحسن التأويلات ؛ وأصوب المخارج ؛ إذ
هم أهل لذلك ؛ كما هو مشهور في مناقبهم » ومعدود من مآثرهم ؛ ما
يطول إيراده “(1) .
والذي يجدر التنبيه عليه أن بعض الرواة لا يضر الاعتماد عليه في
جرى التعارف على ذلك ؛ وقد ذكر لنا عن بعض الأئمة قوم : فلان
ضعيف أو متزوك في الحديث حجة في المغازي والتاريخ . واعتماد الميزان
إن موطن الصعوبة الي لاقيتها في هذا البحث ؛ ما يتعلق بجانب
الفعن في حياة يجهلان #ه » فقد امتلات كتب التواريخ والسير بروايات
تحمل معاول تهدم كل ما عرف عن الصحابة رضوان الله عليهم
من الفضل .
ولم أجد من تتبع هذه الروايات بالنقد والتمحيص ؛ لا سيما ما
يتعلق منها بعلاقة راز مع عثمان رضي الله عنهما » وما وقع بينهما من
خلاف ؛ وكان لا بد أن أعتمد على نفسي في هذا الجانب » وكنت
+ )1176 الصواعق المحرقة (ص )١(
اعتماد منهج المحدثين في قبول مثل هذه الأخبار .
إن التساهل في قبول أحاديث المناقب سائغ عند الأصوليين »
والتشدد في قبول روايات المشالب منهج الأثمة المحدثين ؛ وهذا الذي
اختاره أئمة الحديث والتاريخ » كابن حجر والذهبي وغيرهما ؛ وهو ما
وقد اشتملت خطة بحثي على التالي :
المقدمة .
التمهيد .
الفصل الأول : النزجمة الوافية لحياته » وفيه مباحث :
المبحث الأول : يملأن ني العهد النبري ؛ وفيه مطالب :
المطلب الأول : اسمه ونسبه وصفته .
المطلب الثاني : إسلامه وسابقة ومنزلته في الميزان النبوي +
المطلب الثالث : يؤ أن يقولوا آمنا وهم لا يفتدون 96
المطلب الخامس : ييهلانق هجرة وجهاداً .
+ )( العنكبوت : الآية 0١»
المبحث الثاني : فلا مع أبي بكر رضي الله عنهما .
المبحث الغالث : ييهلان مع عمر رضي الله عنهما .
الفصل الثاني : عمار في الفن ؛ وفيه مباحث :
المبحث الأول : ينهلان في الفتنة الأولى . وفيه مطالب :
المطلب الأول: يهلان مع عثمان رضي الله عنهما .
المطلب الثاني: التحقيق في الخلاف بين متهلاز رعثمان رضي
المطلب اثالث : هل اهلان دور في قتل عثمان ؟
المبحث الثاني : يهلان في الفتنة الثانية ؛ وفيه مطالب :
المطلب الأول : ولا مع علي رضي الله عنهما .
المطلب الثاني تصور يتهلان للفتنة وأثره على اتخاذ مواققه.
المبحث الثالث : استشهاده
المبحث الرابع : تحقيقات وفيه مطالب :
المطلب الأول : ( بولان تقتله الفغة الباغية ) +
المطلب الثاني : ( يزول مع الحق حيث زال ) ٠
المطلب الثالث : ( إنما قتله من جاء به ) +
المطلب الرابع : ( القاعد فيها خير من القائم ) -
المبحث الخامس : شذرات من حياة كملان له .
وأخيراً فإني أشكر الشيخ الفاضل خالد بن فوزي بن عبد الحميد
على ما حباني به من الاهتمام والرعاية أثناء القيام بالبحث ؛ وعلى متابعته
البحث على صورته هذه .
توكلت وإليه أنبت
وكتبه : أسامة بن أحمد سلطان
ما فتثت أتهيب بعد أن تستى لي جمع مفردات حياة هذا الصحابي
رضوان الله عليه من أن أعمل قلسي في الكتابة عنه ؛ وإبراز حوانب
شخصيته ؛ كنت أشعر بضآلة نفسي كلما حاولت أن أفكر بذلك +
وعبثاً حاولت أن أحمل من نصحي بخوض هذا الغمار على إعفائي من
ذلك ؛ لكن الأمر بدا صعباً ؛ مما حدا بي أن أستسلم لثقل هذه المهمة
وعظيم تبعاتها ؛ لأحمل قلمي متوكلاً على ربي ؛ سائله سبحانه في علاه
رحمته ؛ إنه ولينا وحسينا ؛ فنعم المولى ونعم الحسيب » وبا لله التوفيق .
)١( أخرجه البخحاري برقم (+/111) عن أبي موسى ؛ وبرقم (1174) + (1134) عن ابن
مسعود .
وأحرجه مسلم برقم (1741) عن أبي موسى » وبرقم (+ 174) عن ابن مسعود +
الفصل الأول
الترجمة الواقية لحياته
وفيه مباحث +
المبحث الأول : يماو في العهد النبوي ؛ وفيه مطالب :
المطلب الأول : اسمه ونسبه وصفته .
المطلب الثالث : «( أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون 6 .
المطلب الشامس: ولاو هجرة وجهاداً .
المبحث النثاني : ينان مع أبي بكر رضي الله عنهما .
المبحث اللثالث : يهان مع عمر رضي الله عنهما .