تحمدك الله ونشكر قا لعب العد » ولا ينقصها الرفاء +
الفقه فى دينك وشريعتك » إرنقاباً لأن نكون من وهبنهم "الخير الذى
أخير به الصادق الأمين عبدك ورسولك محمد - صلى الله عليه وسلم -
فى قوله : ( عن يرد الله به خيرا يفقهد فى الدين ) "واسعانة بك الخئعة
هذه الشريعة المطهرة الى ارتضينها لعبادك خاتمة الشرائع إلى يوم
فقد عقدت العزم منذ وليت إفتاء الديار المصرية ”على نشر الفتاوى
الى صدرت عن دار الإفتاء من واقع السجلات الى بمكتبنها » لينتفع با
المسلمون » ففيها فقه وتطبيق وتخريج لراقعات جديدة ؛ وهى فى ذات
لا ل منه الدارسون لعلوم الاجمّاع والتاريخ والسياسة
والاقتصاد » إذ تحمل الاستفتاءات الرسمية والشعبية صورة لواقع حياة
الناس فى مصر » بل وربما فى العالم الإسلاى فى حقبة من الزمن تزيد
8 م وكنت أرجو أن يتيس الاطلاع على الفتاوى فيا قبل هذه الفّرة
لكن أوراقها دخلت ذمة التاريخ » حيث قبعت فى دار الوثائق القومية+
ومن ثم يكون الأحق بها وبنفض التراب عنها وعرضها فقهاء المؤرخين
التخصصين فى عرض تاريخ الإسلام وحضاراته » ولعل الله أن يقيض
من العلماء المؤرخين الفاقهين من يؤرخ لفتى مصر وينشر على الناس
فقههم » فإن فيه بلا شك إثراء للفقه الإسلاى فى حقب الزمان الممتالية؛
فوق أن فيه صورة حية لواقع الحياة وأشكالما ومشاكلهاء وليس القصاد
من هذه الدعوة أشخاص المفتين » بقدر ما هو المقصود من إبراز علمهم
من المراجع الحامة للقضاة والمفتين والأساتذة القاثمين على تدريس
فقه الإسلام » ولكن ما نشر ليس بالكثير . وما كانت سجلات الفتاوى
حاوية العديد المتنوع » بل والمتكرر فقد كانت ( اختيارات ) من واقعات
هو كل ما فى سجلات دار الإفتاء » وإنما ستصدر هذه الاختيارات بعون
:ظام اقتصادى عرفه الإسلام » ويكاد أن يختص به ومازال قائمآ بالنسبة
المواريث .
وإنه لفأل طيب أن ببدأ/طيع هذه الفتاوى فى شهر رمضان المبارك
من عام 6ه وف عهد الرئيس محمد أنور السادات رئيس جمهورية
مصر العربية ؛ مؤسس دولة العم والإبمان » ومرمى دعائمها وف الوقت
لتطبيقها فى الحكم والقضاء » مع تلك الكلمة الخالدة الى قالها السيد الرئيس
فى مجلس الشعب يوم 74 جمادى الآخرة 1400 م - ١4 مايو
اام ( أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة ) هذه الكلمة الى مكنت له
فى قلوب الشعب وستفتح بإذن الله الطريق إلى العودة إلى الحكم بالشريعة
الغراء » وبها يسود الأمن والأمان»ويستقيم السلوك +وإئه لحق أن أذكر
وأشكر كل من سائد هذا العمل » فكرة وتنفيذا ؛ وأخص باللذكر
السادة المستشار أحمد مومى وزير العدل السابق» والمستشار أنور عبد الفتاح
أبو سمل وزير العدل الحالى ؛والسيد الدكتور زكريا أحمد البرى وزير
الدولة للأوقاف الذى أبدى كل الرحيب وأمند طبع الفتاوى ونشرها
إلى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية » فأزاح بهذا عقبة التكاليف المالية الى
كادت تعطل التنفيذ . ولا غرو 6 فهو من أساتذة الشريعة الإسلامية
وإنه لحق كذلك أن أشكر الزملاء » القضاة أعضاء المكتب الفنى
للمفى » الذين عملوا فريقاً واحداً ساهرين ساثرين مجد فى الطريق المرسوم
وأن يزودنا بالتقوى خير زاد .
والصلاة والسلام على صاحب الشريعة المصطنى وسلام على المرسلين
القاهرة فى رمضان ١408 م - بوليو «محام
جاد الحق على جاد الحق
مفتى جمهورية مصر العربية
الإفتاء
المعنى اللغوى :
فى لسان العرب : أفتاه فى الأمر : أبانه له وأفتى الرجل فى المسألة
تعالى : (ستفتونك قل الله يفتيكم )!0 أى يسألونك مؤال تعلم ٠
ما أفنى به الفقيه .
وفى المصباح المنير .. والفتوى بالواو © يفتح الفاء » وبالياء فتضم +
من الفنى وهو الشاب القوى ؛ والجمع الفتاوى بكسر الواو على الأصل +
وقيل يجوز الفتح لتخفيف .
ومن قبيل هذا قول الله تعالى : ه ويستفتونك فى النساء قل الله
(فاستقيم أهم أشد خلقاً أم من خلقنا )ل وفى الحديث الشريف : ( إن
الحديث الشريف أيضاً : ( الأم ما حاك فى صدرك وإن أفتاك الناس
الناس ) . وفى مسند أحمد بلفظ ( والإثم ما حاك فى القلب وتردد فى
الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) .
)١( سورة النساء آية 2 11
(؟) سورة النساء آ؛
() سورة يوسف آ
(؟) سورة الصافات آية : ١١
معنى الإفتاء شرعاً :
يوأخذ مما قال به علماء الفقه وأصوله أن الإفتا
تعالى بمقتضى الأدلة الشرعية على جهة العموم والشمول .
وفى كتاب الموافقات للشاطبى(:
المفنى قاثم فى الأمة مقام النبى صل الله عليه وسلم لأن العلماء ورثة
الأنياء كا يدل عليه الحديث الشريف : ( إن العلماء ورثة الأنبياء
ولأن الفنى نائب فى تليغ الأحكام فنى الأحاديث الشريفة :
مكانة الإفتاء :
جاء فى المجموع للإمام النووى شرح المهذب للشيرازى :
اعل أن الإفناء عظيم القطر كبر الموقع كثير الفضل + لأن
المفى وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقاثم بفرض الكفاية
لكنه معرض لقطأ" لهذا قاليا : المفنى موقع عن الله تعالى .
وفى الدر المخار لمحصكنى وحاشيته رد المحتار لابن عابلين :
الفاسق 9" لا يصلح مفتاً لأن الفتوى من أمور الدين والفاسق لا يقبل
قوله فى الديانات » ابن ملك ؛ زاد العيى واختاره كثير من المتأخرين
بان حكم الله
(؟) فى الترغيب والترهيب للمنذرى بروايته وزيادات اخرى .
() المرجع السابق فيما يذكر عن بتى اسرائيل ورواه ايضا أحمد
(د) رواه أحمد وابو داود والحاكم عن ابن عباس وهو حديث
+ ص .2 طبع ادارة الطباعة المنيربة 176262 م )١(
ج ) ص 118 فى كتاب القضاء +
وجزم به صاحب المجمع فى متنه وهو قول الأثمة الثلاثة أيضاً وظاهر
وفى كتاب الفروق للقراق :
وهذه المعانى مرددة فى عامة كتب فقهاء المذاهب تحرجاً من التسرع
فى الفتوى وفى هذا قال ابن القيم فى أعلام الموقعين :
كان السلف من الصحابة والتابعين يكر هون التسرع فى الفتوى
عليه بذل اجنباده فى معرفة حكها من الكتاب والسئة أو قول الحلفاء
الراشدين ثم أفتى © .
حكم الإفتاء :
تكاد نصوص!" الفقهاء تنفق على أن : تعليم الطالبين وإفتاء المستفتين
غيره وجهان أصحهما لا يتعين والثانى يتعين .
أول من قام بالإفتاء :
)١( ج ؟ ص ١١ مع هابشه تهذيب الفروق . يتصرف
(؟) + ١ ص 17 طبع ادارة الطباعة المنيرية وانظر كشاف القناع على
تتعلق بالفتياً ١
©) المجبوع للنووى ج ١ اص 7 6 ص 45 والبحر الرائق لابن نجيم.
الحنفى ج +2 ص .19 والفروق للقرائى ج 4 اص 84 © ومنتهى
الارادات للبهوتى الحنبلى ج 4 ص 507 بهامش كشاف القناع +
الفتوى ينزل بها القرآن أو يخبر بها صلوات الله عليه وسلامه بجوامع
المرتبة الثانية من كتاب الله تعالى » ما لم تنقل متواترة ليس لأحد من
المسلمين العدول عن العمل بها أو القعود عن اتباعها » بل على كل مسلم
الله والرسول إن كتم تؤامنون_بالله واليوم الآخر ذلك غير وأحمن
الصحابة والتابعين » وقد أورد ابن حزم" رحمه الله تعالى»أسماء عدد
كثير من الصحابة والتابعين الذين تصدوا للإفتاء +منسوبين إلى البلاد
النى أفنتوا فيها . وأفاض فى تعداد المفتين من الصحابة والتابعين رضوان
الله علييم أجمعين العلامة ابن القع فى كتابه أعلام" الموقعين ميا
أسبول فتاوى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى مقارنة بما لدى
الأئمة الآخرين من أصول فى هذا الموضع +
من يتصدى للإفاء فى الإسلام ؟ :
إن أمر الدين خطير وعظليم + من أجل هذا حرم الله القول فيه بغير
عل ؛ بل وجعله فى المرتبة العليا من التحريم . ذلك - والله أعلم -
قوله سبحانه : ( قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهرمنها وما بطن والإئم
على الله ما لا تعلمون )!*" وذلك أيضآً واللةأعلم قوله تعالى : (ولاتقولوال؟.
١ سورة الحشر آية )١(
)١( سورة النساء آية: 1و
() الأحكام فى اصول الاحكام جه ص 81 وما بعدها فى الباب الثامن
والعشرين .+
(0) سورة الاعراف آية: 7+
(1) سورة النحل آية :117
وفى الآية الأخرى : أبان الله سبحانه أنه لا يجوز للمسلم أن يقول هذا
حرام وهذا حلال » إلا إذا عم أن الله سبحانه وتعال حزمة أو أحله .
وقد لمى رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح أميره
لاتدرى أتصيب حكم الله فييم أم لا ولكن أنزلم على حكك وحم
أحابك ) وفى سثن ألى داود من حديث مسلم بن يسار قال : سمعت
أيا هر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ( من قال على
مالم أقل فليتبوأ بين فى جهنم ومن أفى بغير عل كان أنمه على من أفناه
ومن أشار على أخيه بأمر يعلم الرشد فى غيره فقد خانه )ومن هذا
نعل خطر الفتوى بدون عم ء لأن الفتوى تعتبر شريعة عامة تشيع بين
الناس فتعم المستفى وغيره » فوجب الإلنزام بالإفتاء بنصوص الشريعة
والتوقف إذا عز البيان +
ولقد كان من ورع الأثمة المحجهدين إطلاق لفظ الكراهة على
ما يرونه محرماً تحرزاً من القول_بالتحريم الظاهر فى أمر لم يقطع به
نص شرعى وخروجاً من مظلة الدخول فى نطاق قول الله سبحائه :
« قل أرأيٌ يم ما أنزل الله لكم من رزق منه حراماً وحلالا قل
ما جزم الله ورسوله !"0
ومن ثم كان حيًا أن تتوافر فيمن يتصدىللافتاء الأهلية التامة ؛ وقد
اختلفت كلمة فقهاء المذاهب فى مدى الأهلية للافتاء :
)١( سورة يونس آية :1م
(؟) من اعلام الموقعين لابن القيم ج ١ ص 31-71 بتصرف +
فى الفقه الحننى أنه لا يفّى إلا المجنهدا' ؛ فقد استقر رأى الأصولبين
المجتهدين فالواجب عليه إذا سثل أن ينسب القول الذى يفنى به لقائله
على جهة الحكاية عنه ؛ وطريق نقل أقوال المجتهدين أحد أمرين :
الأول : أن ينقله من أحد الكتب المعروفة المتداولة نحو كتب محمد
ابن الحسن وأمثالها من التصانيف المشهورة ؛ لأنه وقتئذ بمنزلة اللبر
المتواتر والمشبور .
وف الفقه المالكى : قال ابن رشد فى صفة المفنى : إن ابماعة الى
تنسب إلى العلوم وتتميز عن جملة العوام بالحفظ والفهم ثلاث طوائف" :
الأولى : طائفة تبعت مذهب مالك تقليداً بغير دليلفحفظت
مجرد أقواله وأقوال أصحابه فى مسائل الفقه دون التفقه فيها للتعرف على
صحيحها والبعد عن سقيمها .
الثانية : طائفة تبعت المذهب لا بان لها من صحة الأصول الى
انبنى عليها وحفظت أقوال إمامه وأقوال أصحابه فى مسائل الفقه وفقهت
معانيها وعلمت صحيحها وسقيمها ولكنها لم تبلغ درجة معرفة قياس
الفروع على الأصول .
الثالثة : طائفة تبعت المذهب لا انكشف لما صحة أصوله لكوها
عالمة بأحكام القرآن والسنة عارفة بالناسخ والمنسوخ والمفصل والمجمل
والعام والخاص والمطلق والمقيد 6 جامعة لأقوال العلماء من الصحابة
والتابعين وفقهاء الأمصار + حافظة لما كان موضع وفاق وما جرى
فيه العلاف .
)١( البحر الرائق لابن جيم المصرى شرح كنز الدقائق ج 1ص 84
وما بعدها +
(؟) مواهب الجليل مع التاج والاكليل كلاهما شرح مختصر سيدى خليل