لما استمعت مؤخراً إلى جزء من مقابلة له في قناة المستقلة كفّر فيها
شيخ الإسلام ابن تيمية شاركتُ فيها بمداخلة رددت فيها عليه؛ لكني ما
كنت أظن أنه بهذا السوء من الكذب والتضليل والافتراء على السنة
وأهلها إلا بعد أن قرأت هذا الكتاب الماتع « عبث أهل الأهواء بتراث
الأمة ووقيعتهم في علمائها » فهالني ما فيه من طعن في معاوية رضي
الله عنه وجرأته على أئمة الإسلام كأحمد بن حنبل وابن جرير الطبري
وأبي الحسن الأشعري - الذي ينتسب إليه - وابن تيمية وابن القيم
الحنبليين - وابن كثير والذهبي - الشافعيين - وابن أبي العز الحنفي
والألباني وغيرهم كثير» وطعنه في كتب أئمة السنة ككتاب الرد على
الجهمية وكتاب السنة للإمام أحمد والسنة لابنه عبد الله والسنة للخلال
والرؤية للدارقطني والتوحيد لابن خزيمة والعلو للذهبي وغيرهاء كل
مجملاً ومفصلاً أحياناً؛ وإني أدعو المردود عليه أن يتوب إلى الله
تعالى مما اقترفت يداه؛ وخطه قلمه؛ وتفوه به لسانه؛ ويرجع إلى منهج
أهله وأجداده الأوائل من أهل بيت النبوة المتمسكين بسنة نبيهم كيه
بقظأ به عمله لم يسرع به نسبه »؛ وإن أهل السنة الموحدين من آل
البيت عامة وآل السقّاف خاصة ليتبرؤون من أقوال هذا الرجل الذي
انتصر فيها للجهمية والمعتزلة والرافضة والإباضية الخوارج» فماذا
أبقى لأهل السنة؟!» نسأل الله لنا وله الهداية.
علوي بن عبد القادر بن محمد بن هادي السقاف
حسم . انقصصسا 0ط 8458888192
مورشفرض
المقدمة
الحمد لله» وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً
رسول الله» اللهم صل عليه وعلى آله الأطهار وعلى صحبه الميامين
أما بعد :
«فإن العلم إما نقل مصَدَّقٌ أو استدلال مُحقق» والأمانة أصل
فيهما؛ فهي حلية مأمور بها شرعاً» والخيانة فرع فاسد» منازع لهذا
الأصل الشريف» فهي خلة منهي عنهاء!".
وتُخرم الأمانة ويهتك سترها بأحد أمرين :
-١ الكذب والتحريف والتزوير وغير ذلك من مساوئ الأخلاق
وقبائح الطباع.
"- الطعن والوقيعة في أمناء الأمة وحملة العلم.
وقد ابتليت الأمة بطوائف تنتمي للعلم «لا تجد الأمانة في
)١( تحريف النصوص (ضص7؟).
( رسائل الإصلاح (1/ 17).
ويحملهم على هذا (الداء المنبوذ) الدفاع والنصرة لعقيدة خلفية
بمثل تلك الأفاعيل المنبوذة فقد أساء إلى من يريد الدفاع عنه !
وإذا كان في سلف هؤلاء الجناة مَن قد حصل مصالح دنيوية
دونية لما اتسم به عصره من انغلاق المجتمع وصعوبة البحث
القوم على هذا (الداء المنبوذ) والعفن المشين في هذا العصر عصر
التواصل» وانتشار الطباعة وسرعة الوصول إلى المعلومة !
العقول الفطنة - ملخصه : ما أسباب ومبررات هذا (الإفساد)؟!!"
وأياً كان السبب الباعث عليه إلا أنه عند العقلاء دليل قطعي على
انقطاع حبل الوصال بين هؤلاء الجناة وبين الشرع المطهر.
فمن خان الأمانة سياجها فقد كشف لنا عن حاله؛. وفضح
ومن هؤلاء الجامعين لتلك القبائح والمتسابقين على إشهار هذا
(الداء المنبوذ) حسن بن علي السقاف - هداه الله - فقد وقفت على
الحياء وراءه؛ وادرع سربال السفه فاجتابه؛ وكشف بالخلاعة رأسه ؛
فنبز أهل الحق بالألقاب القبيحة؛ فهم عنده حشوية مجسمة؛ ورمى
أولي الفضل من أهل السنة بقلة البصيرة»؛ وتعدى عليهم بالتبديع
)0 تجد الجواب على هذا في الدراسة التأصيلية للعلامة بكر أبو زبد بعنوان (تحريف
النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال).
لفق ا [إ__ا ١ اله
والتضليل والتكفير. ولا غرو في ذلك فإن كتبّ الكوثري زادهٌ ومتاعُفٌ
فحق لنا أن نتمثل بقول الإمام ابن القيم :
ياوارد القلوط ويحك لو ترى | ماذا على شفتيك والأسنان
أو ما ترى آثارها في القل ب والنيات والأعمال والأركان
لو طاب منك الورد طابت كلها أنى تطيب موارد الأنتان
- وبعد - فلا يستغرب ما في تساويده من تحريف النصوص
ببترهاء والزيادة فيها؛ والنقص منها؛ وتقويل أهل العلم ما لم يقولوا.
وسوء الأدب مع العلماء والأئمة الأجلاء» واتباع الهوى بتقوية
الضعيف؛ وتضعيف القوي» والتناقض؛ والقدح في تراث السلف
وسيتضح للقارئ اللبيب أن السقاف - هداه الله - ساقط العدالة
عن صفة من صفات المذكور - هداه الله -» مرتبة على النحو التالي :
تحريف النصوص.
تباع الهوى.
الصفة الرابعة : الضعف العلمي.
الصفة الخامسة : السخرية والهزء والسباب والتنقص للعلماء.
وكلها متفرعة عن «عبث أهل الأهواء بتراث الأمة ووقيعتهم في
سال مقطا
خي القارئ - شواهد كل صفة في موضعها من واقع
فوالله لشن يعيش الإنسان مصون العرض مستور الحال عاميًاً
يؤدي ما أمره الله خير له من أن يكون عالماً مهتوك الستر مباح العرض
تجعل سوآنه في صحائف شاهدة عليه إلى يوم القيامة.
وايم الله إنها لحجج بينة يقيمها أهل السنة شاهدة على القوم
ببطلان ما هم عليه.
ثم هي دلائل نوقظ بها قلوب أناس انخدعوا ببهرج القوم الزائف
وتابعوهم دون معرفة بحقيقتهم!!
وقبل الدخول في المقصود أنبه على أمور :
١ - لم أرد بهذا البيان تفنيد ما يذكره السقاف من شبهات يستدل
من الله ومن يوم الحساب - نصيراً» لا سيما بعد انتشار كتب شيخ
الإسلام ابن تيمية وتلاميذه : ابن القيم؛ وابن عبد الهادي وغيرهما
رحمهم الله أجمعين.
ولكن أردت بيان حاله؛ وهل هو ممن يوثق بنقوله أم أنه محرف
ساقط العدالة لا يوثق بنقله؟
أنقله من مصدره» وأبين وجه ذلك والباعث له.
ولذا سترى - في مواضع - استطرادًا لا يخلو من فوائد.
؟ - إن أمثلة التحريف والكذب التي ذكرتها هي بحسب ما وقع
لي لا بحسب التتبع؛ وذلك أني أمر بالنص المنقول فإن انقدح في
ذهني تحريقه وكنت قوي الهمة قمت بالمقابلة بينه وبين أصل الكتاب
المنقول منه؛ وفيما ذكرت كفاية» فإن «البعرة تدل على البعيرء والأثر
وختاماًء أسأل الله - جل وعلا - أن يُثبت في السنة أقذامنا
الحبيب المبعوث رحمة للعالمين.
محمد بن سعيد بن عبدالله الكثيري
الفصل الأول
تحريف النصوص
لقد تفنن هذا المخلوق بالتحريف حتى تفوق على مشايخه
وهي على أربعة ألوان :
اللون الأول : بتر النصوص.
اللون الثاني : التلفيق بين النصوص.
اللون الثالث : إقحام كلمات في أثناء النقول عن العلماء.
اللون الرابع : إنزال كلام العلماء عن مواضعه.
اللون الأول ؛ بتر النصوص
بتر أربعة وعشرين نصاًء وإليك الأمثلة :
أراد السقاف أن يدلل على صحة قاعدة الجهمية والتي تبناها
الأشاعرة : «أن الأخذ بظواهر النصوص يلزم منه لوازم باطلة»'" فأتى
بثلاث آيات وبترهن حتى يسلم له الاستدلال بهن؛ وتكون القاعدة
المذكورة صحيحة ١! فقال (ص17) من تعليقه على دقع الشبه :
الصحيحة يوهم ظاهرها أن الله في الأرض وفي كل مكان منها :
قوله تعالى : شاه تحَكْ» (محمد: 35 © وقوله : ِتَغْرٌ تر
أن نا كُتُمك» [الحديد: ؛] والضمائر مثل (هو) تعود على الذوات لا على
)١( هذه القاعدة نص عليها بعض الأشاعرة» قال السنوسي في شرح الكبرى (ص): «وأما
من زعم أن الطريق إلى معرفة الحق الكتاب والسنة؛ ويحرم ما سواهما فالرد عليه أن
حجيتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي» وأيضاً فقد وقعت ظواهر من اعتقدها على ظاهرها
كفر عند جماعة وابتيع؟ اءه
وقال - أيضاً -: «أصول الكفر ستة...» فذكر خمسة؛ ثم قال: «سادساً: التمسك في
أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسئة من غير عرضها على البراهين العقلية
والقواطع الشرعية». (ص).
ت ذلك قطعياً وقوله تعالى : لمر أن
آخر هرائه.
أقول : لو جاء المذكور - هداه الله - بالآيات كاملة لبطل
استدلاله؛ ولتبين للقراء بطلان كلامه؛ وأن ظاهر الآيات يدل على
بعض الجهمية ورد عليهم أئمة الإسلام؛ وبينوا زيفهم وضلالهم.
وحتى لا يتطرق إلى هذه الحقيقة أدنى شك؛ فسأنقل لك
نصوص العلماء في ذلك.
قال أبو طالب أحمد بن حميد؛ سألت أحمد بن حنبل عن رجل
قال : الله معناء وتلا : فِإمًا يتوت ين شب
[المجادلة: »] فقال 7
قال المروذي : قلت لأبي عبدالله :
قال الله ما يحترث ين تَيرّ م
أنه علمه. رواه ابن بطة في كتاب الإبانة عن عمر بن محمد (بن) رجاء
هذاء يأخذون بآخر الآية ويدعون أولهاء
إن رجلاً قال : أقول كما
إل هُوَّ ربشْهُرْ» [المجادلة: 9] أقول