آم القرى لنيل درجة الدكتوراه بعنوان: (ابن الوزير وآراه
الاعتقادية) وناقشت المسألة مناقشة موجزة, وبطريقة ممزوجة بآراء
الموضوع - عندي - لأول وهلة.
وبما أن الكلام متناثر في الرسالة المذكورة. ومترابط بكلام ابن
الوزير. فقد رايت أن أجرد ما قد كنت دونته فيهاء وقد كلفني ذلك
وقد كنت اشرت إلى براءة شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بفناء
ذينك النصين ثلاثة عشر نصًا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من
من التطويل. لأنه يصرف اكثر القراء عن التأمل والتحقيق. والقليل
وقد قصدت بعملي هذا الطمع فيما عند الله تعالى - اولاً. وان
ينتشر القول بأبديّة الّار عن شيخ الإسلام ثا
الواقع فيها.
تصدى للذب عن شيخ الإسلام ابن تيمية. في هذه المسألة الخطيرة»
ألا وهي القول بقناء الثار.
قوسهاء ونبالها وفارس ميدانهاء ولكن من فقد الماء تيمم بالتراب
وعزائي أني من البشر. وكل كلام بعد كلام الله عزَّ وجل وكلام رسوله
عليه الصلاة والسلام له خطوّه وصوابه؛ ولو ترك الناس الذبّ عن
الحق. مخافة قدح الناس لضاعت حقوق كثيرة. ولعل قصوري في
الشامخة. ولقصوري فقد واجهتني صعوبات اثناء البحث - كثيرة
من الصعوبات التي واجهتني في البحث :
شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بفناء النار جهداً يكاد أن يكون فوق
طويلاً وانا ابحث بحث الجاد المهتم بما يعنيه بشتى طرق البحثء
وفوق ذلك أسائل واناقش بعض أهل العلم حتى تعرضت لبعضهم
في موسم الحج.
)١( وحاصل جواب معظمهم ان هذا مستفيض عن ابن تيمية, فآقول
أين المراجع؛ فيحيلني البعض إلى مصادر غير موجود فيها ما
(7) والبعض الآخر يقول بالاستفاضة. لكن يقول. لما اطالبه
() والبعض الآخر يقول: يشم من رائحة كلام ابن تيمية القول بفناء
(6) والبعض الآخر يلزم السكوت.
(9) ومنهم من حثني على البحث في مجموع فتاويه فلا يخلو منها
(7) واعظم صعوبة واجهتني تجريد الكلام المتعلق بهذه المسألة.
عن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وتلميذه ابن قيم الجوزية من
رسالتي المقدمة لجامعة ام القرى بعنوان: «ابن الوزير وآراوه
الاعتقادية» كون الكلام مرتبطأً بكلام ابن الوزير, إذ هو المعنى
من الرسالة المنكورة.
وقد اخذ ذلك مني مدة طويلة تقدر بمدة الرضاعة الكاملة. مع
ما أقوم به من الأعمال الأخرى.
() وقد شعرت بالعجز أثناء البحث عن استقصاء ما يتعلق بهذه
المسالة العظيمة. آلا وهي القول بفناء النار المنسوب إلى شيخ
الإسلام ابن تيمية. بل كدت أن اغرق في بحار علمه.؛ لولا أن
- عند تلاطم امواج بحره - فينجو بنفسه؛ فطلبت من الله عزّ
وجل النجاة.
والله يجيب دعاء المضطر إذا دعاه؛ فقد نجى نبيه يونس٠
والنفائس في النصوص التي التقطتها من بحر علم شيخ الإسلام
من حوافز البحث :
حوافز البحث كثيرة أذكر منها ما يلي:
)١( تناثر الكلام المتعلق بهذه المسآلة العظيمة في ثنايا رسالتي
المذكورة وكونها لما تطبع فهي في حكم المخطوطات لا يُطلع
(") مازال يحز في نفسي ما ينسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية
ذائعاً بين الناس, ولم يقتنع من براءة شيخ الإسلام وتلميذه ابن
القيم من القول بفناء النار إلا القليل وهم الذين حضروا المناقشة
(7) ما حضني عليه معالي مدير جامعة ام القرى الدكتور راشد
الراجع احد شيوخي في العقيدة السلفية - جزاه الله خيراً -.
ومضمون ما حضني عليه: آلا تكتبْ بحثا مستقلا في هذه
المسألة العظيمة .. وكان هذا إثر مناقشة رسالة جامعية قدمها
احد الباحثين لجامعة ام القرى لنيل درجة الدكتوراه. وقرر
الباحث اثناء المناقشة ان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول بفناء
الإسلام ابن تيمية من القول بفناء النار-
(6) ومما زادني تشجيعاً على إعداد هذا البحث. كلام ابن القيم رحمه
الله تعالى في «حادي الأرواح» و شفاء العليل» و«مختصر
الصواعق»' أثناء كلامه عن ابديّة النار ودوامهاء فإته أطال
الكلام في هذه المسألة وذكر أن لشيخ الإسلام فيها قولين وبات
إسناد القول بفناء النار إلى هذين الإمامين من الأمور المسلّمة
عند كثير من الناس.
ولعله سقط من الأصل لأن الطواغيت التي كسرها ابن القيم اربعة كما في المختصر
وفي الأصل اثنان فقط. راجع الأصل المطبوع بتحقيق الدكتور: الدخيل اللهء ط. الرياض
للنظر في ذلك.
(8) إسناد هذه المسألة العظيمة إلى شيخ الإسلام؛ ليس بالأمر السهل
يسبقني -حسب علمي - احد في النبّ عن شيخ الإسلام ابن تيمية
في هذه المسألة العظيمة؛ فإنه يتعين علي ذلك وإلا فلا محيد
عن الوعيد بكتمان العلم ولو في مسالة واحدة لاسيما كهذه
المسألة الخطيرة.
أهداف البحث :
)١( معرفة مدى ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بفناء
() هل يوجد لشيخ الإسلام كلام في هذه المسألة؟ وما هو إن وجد؟
(9) ما هو كلام ابن القيم في هذه المسالة العظيمة؟
(4) هل له موقف واحد أو مواقف متعددة؟
(9) وما هو آخر موقف من مواقفه في هذه المسألة؟
(7) وهل صرح العلامة ابن القيم بشيء في هذه المسألة عن شيخه
ابن تيمية؟
() ومن هو أول من أثار الكلام في هذه المسألة. اهو العلامة ابن
القيم ام هو مسبوق بكلام غيره؟
(8) اريد أن أتوصل - عن طريق البحث - إلى نتيجة علمية إن شاء
الله تعالى. ثم اعلنها للناس مساهمة مني في خدمة العلم»
وتصفية ما علق به او ببعض ائمته من الغبش الذي اثاره بعض
ورسخت في اذهان الكثير من الناس أن شيخ الإسلام ابن تيمية
يقول بفناء النار بلا برهانء وأن يحل مخلها كلام شيخ الإسلام
الصريح الثابت عنه بأبدية النار كما سيأتي.
)٠١( اريد أن أنبه بعض الذين يقراون في كتب شيخ الإسلام ابن
النقل كي يتاكدوا من الفرق بين ما يحكيه ابن تيمية عن
فكثيراً ما يحكي كلام غيره مطولاً في عدة صفحات. فيأتي
الإسلام ابن تيمية. والواقع ان الأمر ليس كذلك فهذا هو منشأً
الغلط عند كثير من الناس. والله أعلم.
اهمية البحث :
تلك الحوافز والأهداف ترشح البحث إلى أن يكون ذا أهمية بالغة
تستحق البحث والعناية. كيف لا وقد ذكر الله عزّ وجل النار في القرآن
الكريم ما يقارب خمسين ومائة مرة أنها نار تحرق الجلود وتقطع
الأمعاء والقلوب. طعام اهلها الزقوم. وشرابهم المهل والصديدء
وسرابيلهم القطران والحديد .. ؟!
المعاصي _ماعدا الشرك بالله تعالى - وهؤلاء غير مخلدين؛ لكنهم
عدله وحكمته. وإن شا عقا جنهم على قلاف في القتل -عمداً
ولأحاديث الشفاعة المتواترة لفظاً أو معنى في خروج العصاة
وبمحض فضل الله تعالى وكرمه وعفوه؛ لغير المشركين.
بالبحث والتدقيق. لاسيما ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية.
وتلميذه ابن قيم الجوزية. من القول بفنائها - أي النار -.
ولما لهذه المسألة من الخطورة. فقد وصفها شيخ الإسلام بأنها
عظيمة كبيرة. ووصفها تلميذه ابن القيم بأنها أكبر من الدنيا وما
كما وصفها ابن الوزير بأنها أم المتشابهات. واغمض الخفيات»
ومحارة علماء المعقولات والمنقولات.
منهجي في البحث :
)١( تتبعت الاستفاضة الموجودة في بعض الكتبء من أن شيخ
الإسلام ابن تيمية يقول بقناء النار.
يدي الله عن وجل يوم القيامة. اسأل الله الثبات عند ذلك. ثم
تتبعت شواهد الاستفاضة القديمة والحديثة بقدر الحاجة.
(7) اقتطفت من بعض تلك الشواهد مقتطفات يسيرة بغرض الرد
على منكريها.
(3) ناقشت من تلك الشواهد ما يستحق المناقشة بأسلوب علمي
هادىء بعيد عن الشتم والسباب إلا إذا أقذع صاحب الكلام على
شيخ الإسلام ابن تيمية وافحش في القول؛ فجزاء سيئة سيئة
مثلهاء وهذا قليل جداً.
(4) عرضت خلاصة كلام العلامة ابن القيم ومناقشته لأقوال
الفريقين في هذه المسآلة وما له من المواقف المتعددة فيها
بإيجازء ومن اراد التوسع فقد أشرت إلى مصادرها وصفحاتها.
بأسلوب سهل خال من التعقيد. ليفهمه الخاصة والعامة.
(1) ذكرت اقوال العلماء في الآثار المروية عن بعض الصحابة في
فناء النار من ناحية الجرح والتعديل. وعزوت ذلك إلى مصادره
(7) اقتطفت من كلام ابن القيم نصوصاً متعددة, لارتباط بعضها
ببعض, كررت بعضها عند الحاجة والمناسبة اقتداءً بمنهع
القرآن الكريم؛ وائمة الحديث في كتبهم لاسيما منهج الشيخين
البخاري ومسلم وسائر اهل العلم رحمهم الله جميعاً.
(4) نقلت كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من كتبه المعتمدة بلفظه
وحروفه لأتخلص من التهمة
الأمانة العلمية. ومن بركة العلم إسناد الأقوال والفضائل إلى
(4) حاولت قدر الإمكان ربط النصوص التي نقلتها عن الشيخين ابن
تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهما بالفكرة او الموضوع الذي
سيق النص من اجله وذلك بمقدمة موجزة تشرح الفكرة بلهاء
ملاحظة اكون قد اخطأت فيها من قبيل الربط أو الاستنباط.
)٠١ حاولت أيضاً التعليق على نصوص الشيخين كل نص بما
)١١( وضعت اسماء المصادر - غالباً - في صلب البحث واشرت إلى
أجزائها وصفحاتها في الحاشية؛ وقد اجمع ذكر المصادر في
الصلب والحاشية.
)١"( حاولت - قدر الإمكان - ترتيب الأفكار. مع ذكر الوفيات
للأعلام الذين ورد ذكرهم في البحث. لما يترتب على ذلك من
الفائدة للباحث ارجو الله - ع وجل - ان اكون قد وفقت في
هذا المنهج وأوفيته حقه.
.. هذا وقد حان أوان الشروع في الموضوع بدءاً من الاستفاضة
عن شيخ الإسلام ابن النار. فإن كنت مستغرباً او مذكراً.
فبالبرهان تزول الغرابة والنكران. لكن ما مدى هذه الاستفاضة عن
شيخ الإسلام بفناء النار؟
ندع الإجابة والحكم عليها لنتيجة البحث العلمي الخالص عن
شوائب التحيز او الجزاف. والله تعالى مطلع على لسان كل قائله